ردم 3 آلاف بحيرة أسماك وحفر 740 بئراً في العراق

في إطار الجهود لمواجهة أزمة الجفاف وشح المياه

ردم بحيرة للأسماك في العراق (وكالة الأنباء العراقية)
ردم بحيرة للأسماك في العراق (وكالة الأنباء العراقية)
TT

ردم 3 آلاف بحيرة أسماك وحفر 740 بئراً في العراق

ردم بحيرة للأسماك في العراق (وكالة الأنباء العراقية)
ردم بحيرة للأسماك في العراق (وكالة الأنباء العراقية)

ألقت أربعة مواسم شديدة الجفاف بظلالها القاتمة على الأوضاع الزراعية والبيئية، وحتى السكانية في العراق، خصوصاً مع فرار آلاف العوائل من مساكنها في منطقة الأهوار الجنوبية، والهجرة إلى المدن بحثاً عن لقمة العيش، نظراً لحالة الجفاف التي تمر بها تلك المناطق التي أدت إلى نفوق حيواناتها وتراجع زراعتها.

وحيال حالة الجفاف المتتالية، وإمكانية استمرارها لمواسم أخرى، ومع شكوى العراق المتكررة من التجاوزات المتواصلة على حصص البلاد المائية من قِبل تركيا وإيران، عمدت السلطات العراقية؛ ممثلة بوزارة الموارد المائية، هذا العام، إلى اتخاذ مجموعة من التدابير التي من شأنها تقليل المخاطر الناجمة عن مواسم الجفاف، وانحسار الأمطار.

كسر أكتاف بحيرة أسماك جافة في بغداد (وكالة الأنباء العراقية)

ومن أبرز هذه الإجراءات ردم وإزالة الآلاف من بحيرات الأسماك، التي تستهلك مليارات المكعبات من المياه سنوياً، وحمل هذا القرار تكاليف سياسية واجتماعية واقتصادية؛ نظراً لإلحاقه الضرر بمئات المستفيدين من هذه البحيرات، سواء لمُلّاكها أم للمستفيدين من إنتاجها وطرحها بالأسواق.

وذكر متخصصون في الثروة السمكية أن «العراق ربما يفقد نحو 50 ألف طن شهرياً من الأسماك»، غير أن المسؤولين في وزارة الموارد المائية ذكروا أن «توفير مياه للشرب أولى من تربية الأسماك»، ويؤكدون ضرورة هذا الإجراء بسبب أزمة المياه أولاً، كما أن إنشاء نحو 90 في المائة من تلك البحيرات كان خارج الضوابط والقانونين المتعلقة بهذا الجانب.

أعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الأحد، إزالة ما يقارب 3 آلاف بحيرة للأسماك متجاوزة على الأنهر، وأكدت استمرار حملتها.

وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد شمال، لوكالة الأنباء الرسمية، إن «حملة إزالة بحيرات الأسماك مستمرة وبوتيرة متصاعدة، وذلك بالتنسيق مع «مجلس القضاء الأعلى» والقوات الأمنية بمختلف صنوفها. وأضاف: «هناك بعض الحالات جرى منحهم فترة زمنية محددة لإزالة التجاوزات بأنفسهم». وذكر أن «عدد بحيرات الأسماك التي جرى ردمها، يبلغ ما يقارب 3 آلاف بحيرة».

كانت وزارة الموارد المائية قد قالت، في وقت سابق، إن «إزالة بحيرات الأسماك أسهمت في المحافظة على أكثر من 3 مليارات متر مكعب من المياه».

ردم بحيرة للأسماك في العراق (وكالة الأنباء العراقية)

وأوضحت الوزارة أن «محافظة بغداد شهدت أكثر نسبة تجاوزات، وبمساحة تقترب من 20 ألف دونم، إضافة إلى محافظات صلاح الدين وبابل وواسط وكركوك والنجف وكربلاء والبصرة وديالى».

وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي، قال وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله إن «التجاوزات على الأنهر، ومن بينها بحيرات الأسماك، تتسبب في هدر الحصص المائية الشحيحة أصلاً وعدم وصولها إلى مستحقّيها في ذنائب الأنهر، ولا سيما أن الواردات الحالية ضمن دجلة والفرات قليلة ولا تكفي الاستهلاك الموجود على أحواضها».

وذكر أن قرار ردم بحيرات الأسماك «مطلوب وضروري في ظل النقص الحادّ بالحصص المائية في البلاد؛ لكونها تستهلك كميات كبيرة من المياه، كما أن درجة التبخر فيها عالية جداً، خلال موسم الصيف، مع امتلاكها سطحاً واسعاً»، مقدِّراً كميات المياه المفقودة جراء التبخر منها بثلاثة مليارات متر مكعب.

وطبقاً للوزارة، فإن تربية الأسماك باتت محصورة في «الأقفاص العائمة ضمن مجاري الأنهر وبموافقات مسبقة من وزارة الزراعة».

وفي ثاني إجراء بعد قرار ردم بحيرات الأسماك، لمواجهة أزمة المياه في العراق، أعلنت وزارة الموارد المائية، أول من أمس السبت، نيتها حفر 740 بئراً مائية خلال العام الحالي.

وقالت الوزارة، في بيان، إن «أهم أعمال الهيئة العامة للمياه الجوفية لعام 2023 تضمّن حفر 740 بئراً مائية ضمن خطة النفع العام».

وأضافت أنه «جرى حفر 108 آبار بالفعل لمعالجة شح المياه، إلى جانب فحص 750 بئراً (محفورة)».

وتقول الوزارة إن «عملية حفر الآبار تجري عبر الصور الفضائية والمسح الميداني وعدد الآبار والموافقات الرسمية، ومقارنتها مع الخطة الزراعية التي تعتمد على المياه الجوفية، والمقدَّمة من قِبل مديريات الزراعة في المحافظات».

كانت «منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)» و«برنامج الأغذية العالمي»، قد قالا، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «العراق يُعدّ من أكثر دول العالم تأثراً بالتبِعات الناجمة عن تغير المناخ، ما يعني أن الزراعة في البلاد قد تكون عرضة لأجواء متطرفة صيفاً وشتاء».


مقالات ذات صلة

تراجع حاد في مستويات المياه العذبة عالمياً

يوميات الشرق مهمة القمر الاصطناعي «GRACE-FO» استهدفت الكشف عن تغيرات كتلة المياه على سطح الأرض وتحتها (ناسا)

تراجع حاد في مستويات المياه العذبة عالمياً

كشفت بيانات الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) بالتعاون مع ألمانيا، عن تراجع حاد في إجمالي كميات المياه العذبة على كوكب الأرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم «فقاعة المياه»... على وشك الانفجار

«فقاعة المياه»... على وشك الانفجار

بسبب البنية التحتية المتقادمة والإهدار

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير المصري سويلم يلتقي السفير الألماني بالقاهرة (وزارة الموارد المائية والري)

مصر تحذّر دول نهر النيل من تفعيل اتفاقية «عنتيبي»

حذّرت مصر دول نهر النيل، من تفعيل «الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل»، المعروفة باسم اتفاقية «عنتيبي»، مؤكّدةً أنها بشكلها الحالي «تخالف قواعد القانون الدولي».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم خلال حفل تخريج متدربين أفارقة (وزارة الموارد المائية والري المصرية)

مصر تتمسك بقاعدة «الإجماع» لحل «الخلافات المائية» في حوض النيل

أكّدت مصر تمسكها بضرورة العمل وفق قاعدة «الإجماع» في إدارة وحل «الخلافات المائية» مع دول حوض النيل.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا سويلم يلتقي سفيرة الإمارات في القاهرة (وزارة الموارد المائية)

مصر تطالب بتكاتف الجهود العربية لمواجهة «الشح المائي»

طالبت مصر بتكاتف الجهود العربية لمواجهة «الشح المائي» الذي تعاني منه المنطقة عبر إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه الأمر الذي عدّه خبراء «ضرورة ملحة».

عصام فضل (القاهرة)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.