حملات في صنعاء لاستهداف المراكز الرياضية والنوادي الصحية

بهدف جمع الإتاوات وفرض الأنشطة ذات الصبغة الطائفية

أطفال يمنيون التحقوا بأكاديمية رياضية في صنعاء (فيسبوك)
أطفال يمنيون التحقوا بأكاديمية رياضية في صنعاء (فيسبوك)
TT

حملات في صنعاء لاستهداف المراكز الرياضية والنوادي الصحية

أطفال يمنيون التحقوا بأكاديمية رياضية في صنعاء (فيسبوك)
أطفال يمنيون التحقوا بأكاديمية رياضية في صنعاء (فيسبوك)

نفذت الميليشيات الحوثية حملات ميدانية تستهدف الأكاديميات الرياضية والنوادي الصحية ومراكز الألعاب الإلكترونية في العاصمة اليمنية صنعاء، ضمن توجه لدى الجماعة بجمع الإتاوات، وفرض أنشطة ذات منهج طائفي.

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن هدف الجماعة من وراء ذلك هو قطع الطريق أمام الأطفال والشبان والرياضيين للالتحاق بأي فعاليات أو أنشطة أو مسابقات رياضية، وإجبارهم على الانخراط في صفوفها.

ويندرج ذلك التعسف ضمن مساعٍ لشن حملات استقطاب وتجنيد جديدة بصفوف الأطفال والشبان بين 9 أعوام و25 عاماً ممن التحقوا بالأكاديميات الرياضية والنوادي الصحية أو مراكز الألعاب الإلكترونية.

واستبقت جماعة الانقلاب تلك التحركات بشنّ موالين لها حملات استهداف وتحريض ضد العاملين بهذا القطاع، مع توجيه اتهامات لهم بالعمل العشوائي بعيداً عن أعين ورقابة أجهزتها القمعية.

وشدد نشطاء الجماعة على ضرورة وضع ما يسمى «آلية وإدارات مختصة» من قبل وزارتي التعليم والرياضة بحكومة الانقلاب غير المعترف بها لتولي الإشراف المباشر على الأنشطة التي تقيمها الأكاديميات الرياضية والنوادي ومراكز الألعاب، بالإضافة إلى إلزامها بتنظيم أنشطة ومسابقات تقترحها الوزارتان الحوثيتان.

يمني يحمل ابنته خلال بطولة محلية للجمباز في العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

واستجابة لذلك، عقدت وزارة الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، مطلع الأسبوع الماضي، اجتماعاً لها بصنعاء، خُصص لتشكيل لجان النزول الميداني؛ لاستهداف الأكاديميات والمراكز والأندية الصحية والألعاب الإلكترونية.

وأكدت المصادر مشاركة القيادي في الجماعة محمد المؤيدي المعين وزيراً للشباب في الحكومة غير الشرعية، مع اللجان الميدانية في حملات الاستهداف.

استهداف مفاجئ

مديرو أكاديميات وملاك أندية ومراكز بصنعاء اشتكوا لـ«الشرق الأوسط» من استهداف الجماعة المفاجئ وغير المبرر لهم تحت مسميات ومزاعم غير منطقية.

وأشار مدير أكاديمية رياضية في صنعاء، رمز لاسمه بـ«ع.م»، إلى استهدافه قبل أيام بحملة مدعومة بمسلحين حوثيين، حيث طلبوا منه تقديم معلومات متكاملة عن الأكاديمية والعاملين فيها، مرفِقاً بها كشوفاً بأسماء الأطفال والشبان المنتسبين إليها.

وباشرت الحملة فور وصولها مقر الأكاديمية بإيقاف الأنشطة الرياضية كلها، خصوصاً تلك المتعلقة بكرة القدم التي يلتحق بها معظم الأطفال والنشء لتعلم بعض المهارات الخاصة بها.

وأثناء محاولة مدير الأكاديمية معرفة أسباب وقف الأنشطة، أخبره المشرفون الحوثيون بأن الإيقاف مؤقت حتى يتم تجهيز برنامج أنشطة شامل يُلزم مسؤولي الأكاديميات وملاك النوادي ومراكز الألعاب جميعاً بتطبيقه، في إشارة إلى إضافة أنشطة ذات منهج عنصري وطائفي.

وقال مدير الأكاديمية إن حملة «التطييف» و«الجباية» الأخيرة جاءت عقب التحسن الملحوظ الذي شهدته صنعاء من خلال تأسيس أكاديميات مختصة بمختلف الألعاب الرياضية، وبالتحديد كرة القدم التي تحتل المرتبة الأولى شعبياً، والتي شهدت إقبالاً من قبل الرياضيين، بمَن فيهم الأطفال والشبان.

تدهور قطاع الرياضة

مصادر رياضية في صنعاء عبّرت هي الأخرى لـ«الشرق الأوسط» عن أسفها لتصاعد انتهاكات الجماعة بحق منشآت الرياضة في مناطق قبضتها، وقالت إن التعسف الجديد يأتي في ظل تدهور كبير لا يزال يشهده القطاع الرياضي، بما فيه الأندية التي تعرضت منذ سنوات ماضية لاستهداف ممنهج.

جانب من نادٍ صحي في العاصمة اليمنية صنعاء (فيسبوك)

واستنكر رياضيون في صنعاء، من جهتهم، تلك الممارسات التي تقوم بها الجماعة، خصوصاً بحق الأكاديميات الرياضية، كونها تُعد من المشروعات المهمة التي تعمل على صقل المواهب الناشئة وتطوير وتوجيه قدراتهم لإيجاد جيل رياضي موهوب بمختلف الألعاب الرياضية.

وسبق للجماعة الحوثية، ضمن استهداف ذلك القطاع، أن منعت مكاتب الشباب والرياضة بمناطق سيطرتها من إقامة أي أنشطة رياضية، إلا بعد الرجوع إليها، وإلى اللجان الحوثية، وتقديم معلومات تفصيلية عن نوعية النشاط الرياضي وزمان ومكان إقامته، وكذا بيانات عن القائمين على النشاط واللاعبين المشاركين فيه.

وكانت تقارير محلية عدة اتهمت قادة الانقلاب بالسعي إلى استقطاب آلاف الرياضيين بأساليب مختلفة، بهدف تجنيدهم للقتال بعد أن أصبحوا يواجهون الفراغ جراء الإيقاف المتعمد لمختلف الألعاب والأنشطة الرياضية.


مقالات ذات صلة

السعودية تجدد حرصها على عودة السلام إلى اليمن

الخليج آسيا باعكضة تلقي كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف (البعثة السعودية)

السعودية تجدد حرصها على عودة السلام إلى اليمن

أكدت السعودية حرصها على عودة السلام إلى اليمن، ودعمها جميع الجهود الرامية لحل الأزمة، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي زيادة أسعار الخضراوات حرمت غالبية اليمنيين من وجباتهم اليومية المفضلة (إعلام محلي)

أسعار الخضراوات تثير سخط اليمنيين

أزالت الحكومة اليمنية نقاط جباية غير قانونية فيما ارتفعت أسعار الخضراوات بشكل كبير ما أثار سخط قطاع عريض من السكان الذين يعتمدون عليها في وجباتهم الرئيسية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي عناصر حوثيون استهدفوا مشروعاً استثمارياً يتبع نادياً رياضياً في إب (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يستولون على استثمارات نادٍ رياضي في إب

عادت الجماعة الحوثية لاستهداف أبرز الأندية الرياضية في محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) من خلال محاولتها الاستيلاء بالقوة على ما تبقى من استثماراته

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مجسم وهمي لطائرة دون طيار من صنع الحوثيين (إ.ب.أ)

الحوثيون يصعّدون هجماتهم ضد إسرائيل دون أضرار

صعّدت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجماتها باتجاه إسرائيل في الذكرى الأولى لأحداث السابع من أكتوبر 2023 دون حدوث أي أضرار.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي نيران تشتعل في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر مؤخراً (رويترز)

«مركز إنساني» أسسه الحوثيون يشرف على «حرب السفن»

أظهر تحقيق من منظمة غير حكومية سويسرية أن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون قبالة سواحل اليمن يشرف عليها مركز لتنسيق العمليات الإنسانية أسسه الانقلابيون.


أسعار الخضراوات تثير سخط اليمنيين

زيادة أسعار الخضراوات حرمت غالبية اليمنيين من وجباتهم اليومية المفضلة (إعلام محلي)
زيادة أسعار الخضراوات حرمت غالبية اليمنيين من وجباتهم اليومية المفضلة (إعلام محلي)
TT

أسعار الخضراوات تثير سخط اليمنيين

زيادة أسعار الخضراوات حرمت غالبية اليمنيين من وجباتهم اليومية المفضلة (إعلام محلي)
زيادة أسعار الخضراوات حرمت غالبية اليمنيين من وجباتهم اليومية المفضلة (إعلام محلي)

ارتفعت أسعار الخضراوات في اليمن بشكل كبير، ما أثار سخط قطاع عريض من السكان الذين يعتمدون عليها في تحضير وجباتهم الغذائية الأساسية. يأتي ذلك بالتزامن مع تمكن حملة يشرف عليها مجلس القيادة الرئاسي من إزالة عدد من نقاط الجبايات غير القانونية على البضائع والمواد الغذائية على الطريق الرابطة بين محافظة أبين ومدينة عدن حيث العاصمة المؤقتة للبلاد.

وفي حين أصبحت الزيادة الكبيرة في أسعار الطماطم مادة للسخرية والتندر في مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر سكان في عدن وتعز وأبين لـ«الشرق الأوسط» أن أسعار الطماطم والبصل والبطاطا ارتفعت إلى أكثر من الضعفين أخيراً، وأنه بات من الصعوبة على كثير من الأسر شراء هذه الخضراوات بعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى نحو دولار ونصف الدولار، فيما متوسط راتب الموظف الحكومي لا يزيد على خمسين دولاراً في الشهر.

يمنيون يتسوقون من متجر في صنعاء (رويترز)

ووفق رواية عبد العزيز، وهو أحد سكان عدن، فإن سعر الكيلوغرام من الطماطم ارتفع مما يعادل أقل من ربع دولار أميركي إلى أكثر من دولار ونصف الدولار.

ويعيد الباعة أسباب ذلك إلى انتهاء موسم زراعة هذا المحصول، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والجبايات التي يفرضها الحوثيون، لأن معظم المحصول يزرع في مناطق سيطرة الحوثيين. كما أن فارق سعر العملة المحلية بين مناطق سيطرة الحكومة وتلك المناطق أسهم في ارتفاع الأسعار.

البصل والبطاطا

بشأن أسعار البصل، يبين محمود، وهو من سكان مدينة تعز، أن الباعة يبررون ارتفاع السعر إلى تصدير معظم المنتج إلى الأسواق الخارجية، حيث يباع هناك بأضعاف سعره في السوق المحلية، خاصة مع زيادة الطلب على المنتج اليمني في دول الجوار والقرن الأفريقي بسبب خصائصه التي تجعله يحتفظ بطراوته لفترة من الوقت، بخلاف أنواع أخرى تتأثر بارتفاع درجة الحرارة.

وأكد مصدر في وزارة الزراعة لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة كانت قد أوقفت تصدير البصل إلى الأسواق الخارجية بغرض تغطية احتياجات السوق المحلية، والحد من ارتفاع سعره، إلا أن المزارعين والمصدرين احتجوا على ذلك وأكدوا أنهم تكبدوا خسائر كبيرة، وهو ما اضطر الوزارة إلى التراجع؛ لأن المزارعين كانوا الأكثر تضرراً. وقال المصدر إن الوزارة تدرس حالياً كيفية مواجهة هذا الارتفاع الكبير في أسعار بعض الخضراوات.

أدت كثرة الجبايات والتصدير للخارج إلى زيادة أسعار الخضراوات في اليمن (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، ارتفعت أسعار البطاطا أيضاً بمقدار الضعفين، حيث كان سعر الكيلوغرام الواحد نحو نصف دولار، لكنها الآن تباع بنحو دولار ونصف الدولار، وأعيد سبب ارتفاع سعرها إلى قلة المنتج الذي يأتي غالباً من مناطق سيطرة الحوثيين في محافظات إب وذمار وعمران، في حين أن الكمية التي يتم إنتاجها في مناطق أخرى لا تغطي حاجة السوق.

وذكر كمال، وهو أحد الباعة، أن عدداً من المشتغلين بتجارة الخضراوات اتجهوا لزراعة هذه المنتجات في محافظة أبين وفي مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، بصفتها مناطق خصبة، وتتوفر فيها المياه الجوفية التي تحتاجها زراعة مثل هذه المحاصيل، لكنه أكد أن الكمية الكبيرة لا تزال تأتي حالياً من مناطق سيطرة الحوثيين.

ووفق أحدث بيانات الأمم المتحدة، انخفضت قيمة الريال اليمني في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً بنسبة 24 في المائة على أساس سنوي، وخسر 68 في المائة من قيمته على مدى السنوات الخمس الماضية.

الحكومة اليمنية أزالت نقاط الجبايات غير القانونية بهدف خفض أسعار السلع (إعلام محلي)

وأرجعت المنظمة الأممية ذلك في المقام الأول إلى انخفاض الاحتياطيات الأجنبية، وتعليق صادرات النفط الخام. وأكدت أن أسعار الوقود بلغت مستويات قياسية، حيث ارتفع البنزين بنسبة 20 في المائة، والديزل بنسبة 24 في المائة أغسطس (آب) الماضي.

ووفق هذه البيانات، ارتفعت تكلفة سلة الغذاء الدنيا بنسبة 23 في المائة على أساس سنوي، مدفوعة بارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسية إلى مستوى لا يستطيع الملايين تحمله لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

منع الجبايات

واصلت الحكومة اليمنية حملتها لمنع الجبايات غير القانونية على ناقلات البضائع والمواد الغذائية، وتمكنت من إزالة عدد من هذه النقاط من المدخل الشرقي لمدينة عدن.

وبعد شكاوى متعددة ومستمرة منذ سنوات، أكد سائقو قاطرات نقل البضائع أنه تم رفع عدد من نقاط تحصيل الجبايات غير القانونية في مداخل العاصمة المؤقتة؛ تنفيذاً لتوجيهات عبد الرحمن المحرمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، والخاصة بمنع تحصيل الجبايات غير القانونية في جميع النقاط الأمنية والعسكرية.

ارتفاع سعر الوقود في اليمن زاد من تكاليف النقل وانعكس على أسعار السلع (إعلام محلي)

ومع تعبير هؤلاء عن ارتياحهم للخطوة الرئاسية، أكدوا أن هذه النقاط كانت تفرض دفع مبالغ تصل إلى 50 دولاراً على القاطرة الواحدة في كل نقطة، وقد يقل المبلغ قليلاً بحسب نوعية القاطرة وحمولتها من البضائع، بما في ذلك المواد الغذائية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه سائقو ناقلات مادة غاز الطهي في الاعتصام المفتوح منذ أكثر من أسبوع في نقطة حسان بمحافظة أبين؛ احتجاجاً على استمرار النقاط الأمنية المنتشرة من محافظة مأرب، مروراً بمحافظة شبوة في فرض جبايات غير قانونية.

وذكر السائقون أنهم يدفعون مبالغ مالية تصل إلى 200 دولار في كل رحلة لنقل الغاز من محطة التعبئة في منطقة صافر بمحافظة مأرب، وحتى وصولهم عدن أو محافظة تعز.