«إعلان جدة»... 7 بنود في اتفاق الجيش السوداني و«الدعم السريع»

الخارجية السعودية: المحادثات تركز على التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعال لإطلاق النار

جانب من توقيع «إعلان جدة» مساء الخميس (رويترز)
جانب من توقيع «إعلان جدة» مساء الخميس (رويترز)
TT
20

«إعلان جدة»... 7 بنود في اتفاق الجيش السوداني و«الدعم السريع»

جانب من توقيع «إعلان جدة» مساء الخميس (رويترز)
جانب من توقيع «إعلان جدة» مساء الخميس (رويترز)

وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إعلاناً للالتزام بحماية المدنيين في السودان والعمل معاً من أجل وقف قصير الأجل لإطلاق النار في محادثات أخرى، وذلك بعد محادثات على مدار أسبوع في مدينة جدة السعودية، جاءت نتيجة جهود ومساع بذلتها المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، انطلاقا من حرصهما على تجنيب السودان مآلات الوضع العسكري المُتفجر بما يحقن الدماء ويُساعد في تجنيب وقوع كارثة إنسانية.

وقال الطرفان في «إعلان جدة» الذي تم توقيعه بالتعاون مع الرياض وواشنطن: «نؤكد نحن الموقعين أدناه، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من خلال هذا الإعلان، التزاماتنا الأساسية بموجب القانون الدولي الإنساني لتيسير العمل الإنساني من أجل تلبية احتياجات المدنيين. ونؤكد التزامنا الراسخ بسيادة السودان والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه. وندرك أن الالتزام بالإعلان لن يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه، ولن يرتبط بالانخراط في أي عملية سياسية».

أعمدة الدخان جراء الاقتتال تغطي سماء أجزاء كبيرة من الخرطوم (رويترز)
أعمدة الدخان جراء الاقتتال تغطي سماء أجزاء كبيرة من الخرطوم (رويترز)

من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان،الجمعة، أن إعلان جدة والاتفاق الذي تم التوقيع عليه في إطاره، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، بمثابة «خطوة أولى». وقال في تغريدة له عبر تويتر: «جمعت مدينة جدة ممثلي القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في مبادرة لحل الأزمة. المحادثات التي تمت وإعلان الالتزام بحماية المدنيين تأتي كخطوة أولى، وستتبعها خطوات أخرى». وأضاف الوزير السعودي: «والأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه»، مؤكدًا أن «المملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق».

ترحيب سعودي أميركي

رحبت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بتوقيع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان. وأوضح بيان الخارجية السعودية، أن محادثات جدة ستركز عقب التوقيع، على التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فعال لإطلاق النار لمدة تصل إلى قرابة عشرة أيام، وذلك لتسهيل الأنشطة المتفق عليها، مشيرا إلى أن الإجراءات الأمنية ستشمل آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي.

وأضاف البيان: «تماشياً مع النهج التدريجي المعتمد الذي اتفق عليه الطرفان، ستتناول محادثات جدة الترتيبات المقترحة للمحادثات اللاحقة ـ مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين ـ بشأن وقف دائم للأعمال العدائية، وبالتشاور مع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يتطلع المسهلون إلى المشاركة في مناقشات مع المدنيين السودانيين والشركاء الإقليميين والدوليين في الجولات القادمة من المحادثات».

نازحون من حرب السودان (إ.ب.أ)
نازحون من حرب السودان (إ.ب.أ)

7 بنود في «إعلان جدة»

البند الأول: نتفق على أن مصالح وسلامة الشعب السوداني هي أولوياتنا الرئيسية، ونؤكد التزامنا بضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، ويشمل ذلك السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه.

البند الثاني: نؤكد مسؤوليتنا عن احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الالتزام بـما يلي: التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين، وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية. والامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب في أضرار مدنية عرضية، قد تكون مفرطة، مقارنة بميزة الضربة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة. واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، ما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين، فعلى سبيل المثال لا ينبغي استخدام المدنيين دروعا بشرية.

ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين والجهات الإنسانية. والسماح لجميع المدنيين بمغادرة مناطق الأعمال العدائية وأي مناطق محاصرة طوعاً وبأمان. الالتزام بحماية الاحتياجات والضروريات التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، والتي يمكن أن تشمل المواد الغذائية والمناطق الزراعية والمحاصيل والثروة الحيوانية. كما يُحظر النهب والسلب والإتلاف.

والالتزام بالإجلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كل المرافق الخاصة والعامة كالمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية. والالتزام باحترام وحماية وسائل النقل الطبي مثل سيارات الإسعاف والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية. والالتزام باحترام وحماية العاملين في المجال الطبي والمرافق العامة. واحترام وعدم التعدي على حق المدنيين بالمرور والسفر بالطرق والجسور داخل وخارج ولاية الخرطوم.

واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لجمع الجرحى والمرضى وإجلائهم، بمن فيهم المقاتلون، دون تمييز، والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بذلك، وعدم عرقلة عمليات الإجلاء الطبي، بما في ذلك في أثناء الأعمال العدائية الفعلية. الامتناع عن تجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية. الامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين.

الامتناع عن أي شكل من أشكال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بما في ذلك العنف الجنسي بجميع أنواعه. ومعاملة جميع الأشخاص المحرومين من حريتهم بطريقة إنسانية وتمكين المنظمات الإنسانية الرئيسية من الوصول المنتظم إلى الأشخاص المحتجزين.

تخفيف المعاناة الإنسانية

سكان الخرطوم يعيشون في حالة شبه حصار في منازلهم (أ.ف.ب)
سكان الخرطوم يعيشون في حالة شبه حصار في منازلهم (أ.ف.ب)

البند الثالث: ندرك أن الأنشطة الإنسانية تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية وحماية حياة وكرامة الأشخاص غير المقاتلين أو الذين كفوا عن القتال. ونتفق على ضرورة السماح باستئناف العمليات الإنسانية الأساسية وحماية العاملين والأصول في المجال الإنساني، ويشمل ذلك: احترام المبادئ الإنسانية الأساسية، المتمثلة في الإنسانية وعدم التحيز والحياد واستقلال العمليات الإنسانية.

السماح بالمرور السريع للمساعدات الإنسانية دون أي عوائق وتسهيله، بما في ذلك المعدات الطبية والجراحية، وضمان حرية الحركة للعاملين في مجال الإغاثة التي تعد لازمة لأداء مهامهم. ويتضمن ذلك: تسهيل المرور الآمن والسريع دون عوائق للعاملين في المجال الإنساني عبر جميع الطرق المتاحة وأي ممرات إنسانية قائمة على النحو الذي تقتضيه الاحتياجات، إلى البلد وداخله، بما في ذلك حركة قوافل المساعدات الإنسانية.

اعتماد إجراءات بسيطة وسريعة لجميع الترتيبات اللوجيستية والإدارية لعمليات الإغاثة الإنسانية. والالتزام بفترات التوقف الإنسانية المنتظمة وأيام الهدوء حسب الحاجة. والامتناع عن التدخل في العمليات الإنسانية الرئيسية وعدم مرافقة العاملين في المجال الإنساني عند قيامهم بالأنشطة الإنسانية، مع مراعاة الموجهات المعدلة وإجراءات العمل الإنساني في السودان.

حماية واحترام العاملين والأصول والإمدادات والمكاتب والمستودعات والمرافق الأخرى في المجال الإنساني. ويجب على الجهات المسلحة ألا تتدخل في أنشطة العمليات الإنسانية. ومع احترام مبدأ حيادية الجهات الإنسانية، يجب على الجهات المسلحة ضمان أمن ممرات النقل ومناطق التخزين والتوزيع. كما يحظر مهاجمة الأفراد، أو مضايقتهم، أو ترهيبهم، أو احتجازهم بشكل تعسفي، أو الهجوم على إمدادات، أو منشآت، أو مواد، أو وحدات أو مركبات الإغاثة أو تدميرها أو سرقتها.

القانون الدولي الإنساني

مساعدات من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» إلى السودان (رويترز)
مساعدات من «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» إلى السودان (رويترز)

البند الرابع: بذل كل الجهود لضمان نشر هذه الالتزامات وجميع التزامات القانون الدولي الإنساني بالكامل داخل صفوفنا، وتعيين نقاط اتصال للتعامل مع الجهات الفاعلة الإنسانية لتسهيل أنشطتها.

البند الخامس: تمكين الجهات الإنسانية المسؤولة، مثل الهلال الأحمر السوداني و/أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من جمع الموتى وتسجيل أسمائهم ودفنهم بالتنسيق مع السلطات المختصة.

البند السادس: اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان التزام جميع الأشخاص الخاضعين لتعليماتنا أو توجيهاتنا أو سيطرتنا بالقانون الإنساني الدولي، لا سيما الالتزامات الواردة في هذا الإعلان.

البند السابع: تعزيزاً للمبادئ والالتزامات الواردة في هذا الإعلان، نلتزم بإعطاء الأولوية للمناقشات بهدف تحقيق وقف إطلاق نار قصير المدى لتسهيل توصيل المساعدة الإنسانية الطارئة واستعادة الخدمات الأساسية، ونلتزم كذلك بجدولة المناقشات الموسعة اللاحقة لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.


مقالات ذات صلة

«اليونيسف»: نحو مليون شخص في دارفور معرضون لخطر كبير

أفريقيا امرأة سودانية نازحة تستريح داخل ملجأ في مخيم زمزم في شمال دارفور (رويترز) play-circle

«اليونيسف»: نحو مليون شخص في دارفور معرضون لخطر كبير

حذَّرت «يونيسف» من أن نحو مليون شخص في الفاشر ومخيم زمزم شمال دارفور معرضون لخطر كبير إذا لم تصل إمدادات إضافية بشكل عاجل إلى هذه المناطق.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
الخليج صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

السعودية تدين الهجمات على مخيمات النازحين بمدينة الفاشر السودانية

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات للنازحين حول مدينة الفاشر (زمزم وأبوشوك) غرب السودان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا جنود من «قوات الدعم السريع» (رويترز)

مخاوف من مقتل مئات بالسودان في هجوم لـ«الدعم السريع» على معسكر زمزم

قالت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثة إن مئات أصيبوا وقتلوا في هجوم مدمر شنته «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية على معسكر زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جندي سوداني قرب عربة عسكرية مدمرة في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

المنسقة الأممية في السودان: الوضع الإنساني في السودان «كارثي» بعد عامين من الحرب

حذرت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، اليوم السبت، من أن الوضع الإنساني في هذا البلد أصبح «كارثياً»

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا جنود يسيرون بالقرب من مركبة عسكرية مدمرة ومبانٍ تعرضت للقصف في الخرطوم (رويترز)

السودان: مقتل أكثر من مائة في هجمات لـ«الدعم السريع» على مخيم زمزم بالفاشر

نقلت صحيفة «سودان تريبيون» اليوم عن المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، القول إن أكثر من مائة شخص قُتلوا في هجمات لـ«الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
TT
20

تراجع ملحوظ في الإقبال على المراكز الصيفية الحوثية

أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)
أطفال يمنيون في مركز صيفي تنظمه الجماعة الحوثية بمدينة الحديدة (إكس)

تشهد المراكز الصيفية التي تنظمها الجماعة الحوثية هذا العام، عزوف شريحة واسعة من السكان عن إلحاق أطفالهم فيها، بينما منعت الضربات الأميركية القادة الحوثيين من الظهور في فعاليات تدشينها، على الرغم من الأنشطة الحثيثة لذلك.

ودشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية، المراكز الصيفية التي تنظمها سنوياً عقب انتهاء العام الدراسي في مناطق سيطرتها، والتي عملت خلال الأعوام الماضية، على تسييره بالتقويم الهجري بدلاً من الميلادي، إلى جانب تعمدها تقليص المدة الزمنية التي تجري فيها الدراسة إلى أقل من 6 أشهر.

ونقلت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن المراكز الصيفية لهذا العام تشهد في أيامها الأولى، إقبالاً محدوداً من السكان على إلحاق أطفالهم بها، رغم أن الجماعة الحوثية كثفت من أنشطتها لإقناعهم بها، وكلفت كثيراً من قادتها الميدانيين للإشراف على الدعاية والترويج لها وتنظيمها.

وربطت المصادر بين اشتداد الضربات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة التي سبقت تدشين المراكز الصيفية والعزوف عن إلحاق الأطفال فيها، إلى جانب عدم ظهور القيادات الحوثية العليا في فعاليات التدشين، والترويج لها بسبب مخاوف استهدافهم.

إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)
إقبال ضعيف على الالتحاق بالمراكز الصيفية هذا العام (إعلام حوثي)

كما أرجعت المصادر هذا العزوف إلى ازدياد المخاوف من أن يجري استقطاب الأطفال للقتال مع الجماعة، بعد أن شهدت السنوات الأخيرة تجنيد الآلاف منهم، وإرسالهم إلى جبهات القتال، في ظل تواتر وقائع سقوط أطفال في المعارك، أو عودتهم من الجبهات بعد اختفائهم لفترات طويلة دون علم أهاليهم.

ويؤكد مطهر البذيجي رئيس التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تغيراً في أنشطة الجماعة الحوثية للمراكز الصيفية هذا العام، باستغلال الهجمات الأميركية للترويج لروايتهم، وحشد الأطفال إلى المخيمات بحجة محاربة إسرائيل وأميركا، إلى جانب التغييرات الملحوظة في طريقة تنظيم المراكز نفسها.

استهداف الأرياف

لم تمنع مخاوف الجماعة الحوثية من استهداف الغارات الأميركية قادتها واجتماعاتها من تنظيم فعاليات التدشين والترويج للمراكز الصيفية، إذ كلفت قادتها الميدانيين والمشرفين الذين عينتهم في مستويات دنيا بالمؤسسات الحكومية التي تسيطر عليها بذلك.

طلاب في مركز صيفي حوثي يقفون على هيئة طائرة مُسَيّرة (إعلام حوثي)
طلاب في مركز صيفي حوثي يقفون على هيئة طائرة مُسَيّرة (إعلام حوثي)

وتزداد حالياً في مختلف المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرة الجماعة، الأنشطة والفعاليات لتدشين المراكز الصيفية، ولإقناع الأهالي بإلحاق أطفالهم بها.

ويشير تداول وسائل الإعلام الحوثية أخبار تدشين وأنشطة المراكز الصيفية، إلى استهداف الجماعة للأرياف والمناطق النائية، ومناطق التماس مع القوات الحكومية، بكثير من الأنشطة والفعاليات والترويج لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بها.

ويفسر البذيجي رئيس التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، تركيز الحوثيين فعالياتهم الترويجية للمراكز الصيفية في الأرياف بسهولة إقناع السكان، نظراً لعدة عوامل؛ منها تدني الوعي وقلة الإدراك بمخاطر ما يجري، وتلقين الأطفال بدروس وخطابات تؤدي بهم إلى التطرف وغسل الأدمغة.

ونوّه رئيس التحالف الحقوقي بأن سكان الأرياف يسهل إقناعهم بأن المراكز الصيفية ما هي إلا دورات إضافية مساعدة في التعليم وتنشيط الأطفال، وتحفيزهم على الدراسة، وتقوية تحصيلهم العلمي، إلى جانب ملء أوقات فراغهم.

اتهامات للجماعة الحوثية باستغلال الفقر لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بمراكزها ومعسكراتها (أ.ف.ب)
اتهامات للجماعة الحوثية باستغلال الفقر لإقناع السكان بإلحاق أطفالهم بمراكزها ومعسكراتها (أ.ف.ب)

ولفت إلى أن مناطق التماس مع القوات الحكومية غالباً من المناطق التي يسهل على الجماعة تجنيد الأطفال فيها وإلحاقهم بالجبهات، ويسهم الفقر وإغراءات الجماعة الحوثية في تقديم سلال غذائية، أو معونات مالية، في دفع الأهالي لإلحاق أطفالهم بهذه المراكز، ومن ثم تجنيدهم.

تجريف التعليم

تفيد مصادر تربوية في العاصمة صنعاء بأن المراكز الصيفية تُستخدَم، إلى جانب عمليات غسل أدمغة الأطفال وتجنيدهم للقتال، في توفير مصادر دخل لكثير من الناشطين الحوثيين، حيث يتم تكليفهم بمهام تقديم الدروس مقابل أجور يومية.

وبحسب المصادر، فإن المبالغ التي يجري إنفاقها لصالح تنظيم المراكز الصيفية، يجري سحبها من مخصصات طباعة الكتاب المدرسي، وإعداد الوسائل التعليمية، وصيانة المدارس والمرافق التعليمية، بالتوازي مع اجتزاء العام الدراسي وتقليص مدته وتخفيف الأنشطة المدرسية، لصالح المراكز الصيفية.

ولفتت إلى استغلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال العام ونصف العام الماضيين، لتعزيز أنشطة المراكز الصيفية ومخرجاتها، وذلك من خلال ما أطلقت عليه «دورات الوفاء للأقصى»، التي قدّمت خلالها تدريبات عسكرية للأطفال، واستقطبت الآلاف منهم إلى صفوفها.

الضربات الأميركية قلّلت من ظهور القادة الحوثيين في فعاليات المراكز الصيفية (إ.ب.أ)
الضربات الأميركية قلّلت من ظهور القادة الحوثيين في فعاليات المراكز الصيفية (إ.ب.أ)

وركز زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في آخر خطاباته على المراكز الصيفية، وأفرد لها مساحة واسعة، إلى جانب الهجمات الأميركية على مواقع جماعته، والتطورات الإقليمية وارتباطها بتلك الضربات.

وحثّ الحوثي جميع الجهات الخاضعة لسيطرة جماعته والمشرفين على الدورات الصيفية، على المساهمة الفاعلة في نجاحها، ودعا كل «من يمتلكون الخلفية الثقافية والعلمية في التدريس فيها»، للمشاركة في ذلك بجدّ ومثابرة.

ويرى خبراء تربويون أن استخدام التقويم الهجري في تسيير وتنظيم الأعوام الدراسية، يهدف إلى تغيير مواعيد الدراسة، وتحويل اهتمام الأهالي بتدريس أولادهم إلى المراكز الصيفية، التي تبدأ فعلياً في فصل الربيع، بينما تبدأ الدراسة في فصل الصيف الذي يعدّ موسماً زراعياً في اليمن، حيث تضطر العائلات إلى الاستعانة بأطفالها في الزراعة.

وبحسب الخبراء الذين تحدثوا في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»؛ فإن الجماعة تسعى إلى إحلال المراكز الصيفية بديلاً عن الدراسة، وإجبار الأهالي على إلحاق أطفالهم فيها بدلاً من انتظامهم في مدارسهم.