مصر: أحزاب معارضة تختبر حضورها شعبيّاً عبر انتخابات «النواب»

مشاورات مستمرة لتشكيل «تحالفات»

جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (المجلس)
جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (المجلس)
TT

مصر: أحزاب معارضة تختبر حضورها شعبيّاً عبر انتخابات «النواب»

جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (المجلس)
جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (المجلس)

تسعى أحزاب معارضة مصرية لاختبار حضورها شعبيّاً عبر انتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) المقررة قبل نهاية العام الحالي، عبر مشاورات تستهدف تشكيل «تحالفات» من أجل المنافسة في الاستحقاق.

وتُجرى انتخابات «النواب» عبر 143 دائرة انتخابية تخصص للانتخابات بالنظام الفردي، و4 دوائر انتخابية تخصص للانتخاب بنظام القوائم. وعدد مقاعد البرلمان 568 مقعداً، نصفها للدوائر الفردية، والنصف الآخر لـ«القوائم المغلقة»، ما يعني فوز أعضاء القائمة كلهم حال تحقيقها أعلى الأصوات، فيما يعين رئيس الجمهورية 5 في المائة من نواب المجلس، بما يعادل 28 مقعداً.

وتنسق بعض أحزاب المعارضة بشأن تشكيل «قائمة موحدة» للمنافسة على القوائم الانتخابية على غرار «القائمة الوطنية» التي خاضت انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) أخيراً، وفازت بالتزكية مع غياب وجود قوائم منافسة.

واتفقت أحزاب «الإصلاح والتنمية» و«العدل» و«المصري الديمقراطي الاجتماعي» على «تحالف انتخابي» بالنسبة لمقاعد الفردي. فيما قرّر حزبا «المحافظين» و«الدستور» التنسيق على مقاعد الفردي في الانتخابات عبر تحالف «الطريق الحر»، مع قرار عدم المنافسة على مقاعد القوائم، علماً بأن هذه التحالفات تأتي في وقت تنضوي فيه أحزاب المعارضة تحت مظلة «الحركة المدنية الديمقراطية» التي أعلن مجلس أمنائها استمرارها كـ«مظلة جامعة للمعارضة».

اجتماع سابق لحزبي «الدستور» و«المحافظين» للتنسيق بشأن انتخابات «النواب» (حزب الدستور)

وقال القيادي في «حزب المحافظين»، مجدي حمدان، لـ«الشرق الأوسط»، إن تحالف «الطريق الحر» يأتي في إطار انتخابي سعياً لتحقيق نتائج إيجابية بانتخابات البرلمان، مشيراً إلى أن التحالف سيعمل على إفراغ الدوائر لاختيار الشخصية الأقوى والأكثر حظاً لدعمها والالتفاف حولها. وأضاف حمدان أن التحالف ليست لديه القدرة البشرية والملاءة المالية لعمل قوائم انتخابية تكون على المقاعد الخاصة بالقائمة، مؤكداً أن «أحزاب المعارضة تواجه عادة مشكلة في الإنفاق الدعائي على الانتخابات».

الأمين العام لـ«الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي»، باسم كامل، أشار إلى أهمية التنافس بالانتخابات البرلمانية لكونها ستؤدي إلى زيادة نسبة المشاركة، لافتاً إلى ضرورة أن يكون المرشحون لديهم شعبية يمكن الاستناد إليها وملاءة مالية لتنفيذ حملة انتخابية.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن التحالف الانتخابي الذي يعملون على التنسيق من أجله بالمقاعد الفردية يأتي في إطار محاولة الاستفادة من أقوى العناصر المؤهلة، ومحاولة الدفع بها للفوز في الانتخابات، لكنه أقرّ بصعوبة المنافسة لأحزاب المعارضة خلال الانتخابات المقبلة.

ولم تحصل أحزاب المعارضة على أي مقاعد في انتخابات مجلس «الشيوخ»، التي أعلنت نتائجها أخيراً في نظام الفردي، بينما اقتصر فوز مرشحيها على الأسماء المدرجة في مرشحي «القائمة الوطنية» التي فازت بالتزكية، مع تجاوزها حاجز الخمسة في المائة من أصوات الناخبين.

اجتماع سابق لـ«الحركة المدنية» في مقر حزب «المحافظين» (الحركة)

عودة إلى الأمين العام لـ«الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي»، الذي أكّد أن طبيعة انتخابات «النواب» تختلف عن «الشيوخ»، الذي يتسم باتساع الدوائر الانتخابية، وشهد إحجاماً من المرشحين عن الترشح من الأساس، معرباً عن طموحه في قدرة المرشحين على تجاوز العقبات المحتملة في انتخابات «النواب»، رغم التجربة السابقة في انتخابات 2020، التي لم تؤدِ سوى لفوز عدد محدود للغاية. لكن القيادي بـ«حزب المحافظين» أشار إلى أن المعطيات الحالية ترجح تكرار ما حدث في انتخابات 2020.

في المقابل، أكّدت القيادية بحزب «الجبهة الوطنية»، فريدة الشوباشي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاحتكام لصناديق الانتخابات سيكون الفيصل بين جميع المرشحين، موضحة أن سياستهم الحزبية الانفتاح والتعاون مع جميع الأحزاب المعارضة والمؤيدة من أجل تحقيق الأهداف الوطنية.

وأضافت أن الحزب لا يزال يواصل مشاوراته بشأن «التحالفات» التي سينخرط بها خلال الانتخابات، معتبرة أن «تعدد التحالفات ظاهرة مفيدة على المستوى السياسي، طالما وجدت العناصر المشتركة في الرؤى والفكر بين الأحزاب المتحالفة، مع التأكيد على أهمية نقل هذه الأفكار للناخبين خلال فترة الدعاية».

وأشارت الشوباشي إلى ضرورة العمل الميداني من الأحزاب كافة، لينعكس الأمر على تمثيلهم في «النواب»، مع عدم وضع افتراضات مسبقة لنتائج الانتخابات المقبلة.


مقالات ذات صلة

مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)

مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

أكد وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، على دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية ومؤسساته الشرعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء سابق مع رئيس المجلس الرئاسي اليمني بالقاهرة في نوفمبر 2024 (الرئاسة المصرية)

مصر تعوّل على الجهود الإقليمية لدعم مسارات التهدئة في اليمن

تعوّل مصر على الجهود الإقليمية لدعم مسارات التهدئة وخفض التصعيد في اليمن، بما يحافظ على وحدة وسلامة أراضيه

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون في طابور أمام القنصلية المصرية بالرياض قبل الإدلاء بأصواتهم الخميس (تنسيقية شباب الأحزاب)

«ضعف المشاركة» في الاقتراع يهدد إعادة الدوائر الملغاة بـ«النواب» المصري

تُلاحق مخاوف «ضعف المشاركة» مجدداً الانتخابات البرلمانية المصرية مع انطلاق جولة إعادة التصويت في الدوائر الـ19 التي أُلغيت نتائجها بالمرحلة الأولى من «النواب».

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين المصري شريف فاروق أثناء تفقده أحد الأسواق بالقاهرة (وزارة التموين المصرية)

مصر: الفائدة تنخفض والتضخم يتراجع... ما تأثير ذلك على الأسعار؟

قررت «لجنة السياسة النقدية» بالبنك المركزي المصري، في اجتماعها، الخميس، خفض أسعار الفائدة بنسبة 1 في المائة.

أحمد جمال (القاهرة )
شمال افريقيا وزير التعليم المصري خلال تفقد مدرسة في محافظة كفر الشيخ الشهر الماضي (التربية والتعليم)

بين «الرواية الرسمية» وواقع «السناتر»... هل انكسرت شوكة «الدروس الخصوصية» بمصر؟

وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، قال إن «لغة الأرقام والمؤشرات الميدانية تعكس تراجعاً ملحوظاً في (بيزنس) الدروس الخصوصية».

وليد عبد الرحمن (القاهرة )

مقديشو تطلب اجتماعاً طارئاً للجامعة العربية

لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)
لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)
TT

مقديشو تطلب اجتماعاً طارئاً للجامعة العربية

لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)
لقطة عامة لمدينة هرجيسا عاصمة وأكبر مدن أرض الصومال (أ.ف.ب)

دعت الصومال إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث اعتراف إسرائيل بأرض الصومال.

وقال مندوب الصومال الدائم لدى الجامعة العربية والسفير الصومالي بالقاهرة، علي عبدي أوراي، إن الصومال «يدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تداعيات هذه القرارات الخطيرة التي تمس سيادة ووحدة الصومال، وإدانة هذا القرار غير المسؤول، ورفضه بشكل واضح وصريح، تضامناً مع جمهورية الصومال الفيدرالية، ودفاعاً عن مبادئ السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول العربية، ورفضاً لأي محاولات لزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي»، حسب وكالة الأنباء الصومالية (صونا).

واضاف عبدي أن جمهورية الصومال الفيدرالية تدين وترفض بشكل قاطع التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن ما أعلن عنه من اعتراف مزعوم بما يسمى «جمهورية أرض الصومال المستقلة»، وما تلا ذلك من الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها.

وشدد سفير الصومال على موقف حكومة جمهورية الصومال الفيدرالية الثابت على أن إقليم «أرض الصومال» جزءٌ لا يتجزأ من أراضي الدولة الصومالية، وأن أي محاولات للاعتراف به كياناً مستقلاً تعد باطلةً ولاغيةً ولا يترتب عليها أي أثر قانوني.

وأصبحت إسرائيل أول دولة تعترف بإقليم أرض الصومال الانفصالي في الصومال، مما منحها شريكاً جديداً مطلاً على ساحل البحر الأحمر الاستراتيجي.

وكانت الجامعة العربية ومصر وتركيا وجيبوتي من بين دول أخرى أدانت اعتراف إسرائيل بأرض الصومال.


مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

مصر: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» يزعزع استقرار القرن الأفريقي

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أرشيفية - د.ب.أ)

أكدت مصر، السبت، دعمها الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، مشددة على رفضها للاعتراف بأي كيانات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية: «جمهورية مصر العربية تؤكد الرفض التام للاجراءات الأحادية التي تمس سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتتعارض مع الأسس الراسخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وتجدد مصر إدانتها بأشد العبارات لاعتراف اسرائيل الاحادى بما يسمى (أرض الصومال) باعتباره انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويقوّض أسس السلم والأمن الدوليين، ويُسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي».

وتابع البيان: «تجدد مصر رفضها التام للاعتراف بأي كيانات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية، وتؤكد مصر دعمها الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، اتساقاً مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وترفض أى إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد».

وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في وقت سابق اليوم، على دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية ومؤسساته الشرعية، وشدد على رفض مصر أي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية.

وشدد الوزير، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية النرويجي إسبين بارث إيد، على رفض مصر محاولات فرض «كيانات موازية» تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية، في إشارة إلى إقليم أرض الصومال الذي أعلنت إسرائيل اعترافها باستقلاله أمس الجمعة.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزيرين ناقشا الأوضاع في السودان والجهود المصرية في إطار الآلية الرباعية للدفع نحو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء الصراع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».

وأكد عبد العاطي على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره، والحفاظ على مؤسساته الوطنية، وعلى ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته لتوفير الملاذ الآمن والممرات الإنسانية اللازمة لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أكد الوزير عبد العاطي على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والانتقال إلى ترتيبات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وأصبحت إسرائيل، الخميس، أولَ دولة تعترف رسمياً بـ«جمهورية أرض الصومال» (صومالي لاند) المعلنة من جانب واحد «دولة مستقلة ذات سيادة». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنَّ إسرائيل ستسعى إلى تعاون فوري مع «أرض الصومال»، وفي بيان له، هنأ نتنياهو رئيس «أرض الصومال» عبد الرحمن محمد عبد الله، وأشادَ بقيادته ودعاه إلى زيارة إسرائيل.


«أطباء السودان»: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص على أساس عرقي بشمال دارفور

نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

«أطباء السودان»: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص على أساس عرقي بشمال دارفور

نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

أعلنت «شبكة أطباء السودان»، اليوم (السبت)، مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء على أساس عرقي من قبل «الدعم السريع» بمناطق أمبرو، وسربا، وأبوقمرة بولاية شمال دارفور غرب البلاد.

وقالت الشبكة، في بيان صحافي اليوم، إن «شهادات ناجين وصلوا إلى معسكرات النزوح بمنطقة الطينة التشادية، كشفت عن مقتل أكثر من 200 شخص، من بينهم أطفال ونساء ورجال، على أساس إثني، بمناطق أمبرو وسربا وأبو قمرة عقب الهجوم عليها من قبل (الدعم السريع)، في انتهاك فاضح لكل القوانين الإنسانية والدولية».

وأكدت الشبكة أن «هذه الجرائم تسببت في موجات نزوح واسعة نحو دولة تشاد؛ هرباً من الهجمات المسلحة، حيث يعيش النازحون واللاجئون أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، تتسم بنقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وتدهور الخدمات الصحية، وغياب المأوى الآمن، ما يهدِّد حياة الآلاف، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن».

وأفادت بأن «استمرار هذه الانتهاكات سيدفع بالآلاف من المدنيين نحو تشاد، في أكبر عملية لجوء ستشهدها هذه المناطق»، مشددة على أن «الصمت الدولي والتقاعس عن اتخاذ إجراءات رادعة يمثلان مشاركة غير مباشرة في هذه المآسي الإنسانية».

وطالبت «شبكة أطباء السودان» بـ«وقف فوري للهجمات لوقف عمليات النزوح التي بدأت بهذه المناطق جراء عمليات القتل الجماعي»، داعية إلى «وصول إنساني آمن وغير مقيد للمساعدات الطبية والإغاثية، مع تقديم دعم عاجل للنازحين واللاجئين».