عاد «سنترال رمسيس» في مصر إلى الواجهة، الأربعاء، عقب تصاعد ما بدا وكأنه «أدخنة» من الجهة الخلفية للمبنى الذي تعرض لحريق ضخم في يوليو (تموز) الماضي، خرج على أثره من الخدمة؛ في حين نفت محافظة القاهرة تجدد الحريق في المبنى، وأرجعت المشهد إلى «تراكم الغبار» نتيجة أعمال إنشائية.
وكان الحريق الذي اندلع في السابع من يوليو بالمبنى المكوَّن من 10طوابق قد أدى لوفاة أربعة وإصابة 27 آخرين.
واستمر الحريق في السنترال، الذي يُعد أحد المراكز الرئيسية لتنظيم الاتصالات في مصر، لساعات حتى فجر اليوم التالي، قبل أن يتجدد بصورة محدودة على مدى يومين. ولم يُعلن رسمياً حتى الآن عن أسبابه بعدما أدى إلى شلل في الاتصالات والبنوك لساعات عقب نشوبه.

وتصدر سنترال رمسيس، الترند عبر منصة «إكس» مع تداول صور ومقاطع فيديو لتطاير الغبار منه صباح اليوم، وسط تساؤلات عن حقيقة احتراق المبنى للمرة الثالثة، ما دفع محافظة القاهرة إلى إصدار نفي رسمي لهذه الأنباء، مطالبة بتحري الدقة.
السنترال طلع منه كمية تراب رهيبة#أستيكة#سنترال_رمسيس pic.twitter.com/rjlLE85IBC
— Asteeka-أستيكة (@asteekaaaa) September 3, 2025
وقالت المحافظة في بيان عبر صفحتها على «فيسبوك» إن ما تردد على بعض المواقع الإخبارية، ومواقع التواصل الاجتماعي حول تصاعد الأدخنة من سنترال رمسيس «أخبار عارية تماماً عن الصحة»، مؤكدة أن «ما شوهد عبارة عن تراكم غبار وأتربة نتيجة الأعمال الإنشائية داخل السنترال».
وأهاب البيان بجميع وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها.
وأعادت مشاهد الأتربة المتطايرة من السنترال التساؤلات حول مصير التحقيقات في الحريق.
وقبل أيام انتقدت الإعلامية لميس الحديدي، عبر صفحتها على «فيسبوك»، عدم إعلان نتائج التحقيقات أو الكشف عن أسباب الحريق، وذلك عقب عطل أصاب بعض شبكات الاتصالات في مصر، شكا منه المستخدمون.
عطل الشبكات امس ذكرنى اننا -و بعد مرور حوالى شهرين كاملين -لم نتعرف بشكل كامل و دقيق على نتائج تحقيقات حريق #سنترال_رمسيس المروع الذى راح ضحيته أربعة من العاملين به، إلى جانب الخسائر الفادحه التى تكبدتها البنية التحتيه للاتصالات. ما أعلنه #رئيس_الوزراء ووزير #الاتصالات عقب...
— Lamees elhadidi (@lameesh) August 29, 2025
ويرى خبير الإدارة المحلية، حمدي عرفة، أن حالة القلق والتفاعل الكبيرة مع مشاهد الأتربة، وظنها البعض دخان حريق، تعود إلى «إهمال متكرر في منظومة الحماية المدنية، التي نتج عنها حرائق عدة، ما يجعل المواطنين يتوقعونها دائماً».
وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي قد وجَّه خلال اجتماعين حكوميين، عقب حريق سنترال رمسيس، جميع الوزارات بمراجعة منظومة الحماية المدنية لديها، واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية اللازمة لعدم تكرار مثل هذا الحادث.
ليس حريقا.. تصاعد أتربة من سنترال رمسيس خلال أعمال تنظيف ضمن عمليات تأهيله pic.twitter.com/arYmwRduuo
— المصري اليوم (@AlMasryAlYoum) September 3, 2025
وانتقد عرفة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عدم الإعلان عن نتائج تحقيقات حريق سنترال رمسيس حتى الآن، قائلاً: «كان لابد من إعلانها إعمالاً بمبدأ الشفافية، الذي يعد أساساً في الإدارة الرشيدة».
وورد في آخر بيان للنيابة العامة عن الواقعة أن استكمال التحقيقات جارٍ لمعرفة أسباب اندلاع الحريق، والوقوف على مدى توافر إجراءات السلامة والصحة المهنية، ومدى مراعاة اشتراطات الحماية المدنية.
ووفق مصدر أمني، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، طالباً عدم ذكر اسمه، فإن عدم الإعلان عن نتائج التحقيقات يعني «عدم التوصل حتى الآن إلى متهم بالتسبب في الحريق»، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة عدم وجود شبهة جنائية «بل تظل كل الاحتمالات واردة. وقد يكون الحريق لأسباب أخرى، لا تحمل شبهة جنائية».
وصاحَب حريق «سنترال رمسيس» رواج لنظرية المؤامرة بـ«إشعال الحرائق»، خصوصاً مع تكرار الحرائق في عدة محافظات، ما رصده آنذاك الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري، وتساءل خلال برنامج له «هل كل ذلك صدفة؟ لماذا الآن؟ هذا مجرد سؤال وننتظر الإجابة عنه لأنها ستكشف عما يحدث وهدفه».




