«خطة واشنطن» لتهجير سكان غزة إلى ليبيا تثير حفيظة الليبيين

سياسيون وبرلمانيون عدّوها «خطاً أحمر»

سياسيون وبرلمانيون ليبيون عدّوا الحديث عن «خطة واشنطن» لتهجير سكان غزة إلى ليبيا «خطاً أحمر» (رويترز)
سياسيون وبرلمانيون ليبيون عدّوا الحديث عن «خطة واشنطن» لتهجير سكان غزة إلى ليبيا «خطاً أحمر» (رويترز)
TT

«خطة واشنطن» لتهجير سكان غزة إلى ليبيا تثير حفيظة الليبيين

سياسيون وبرلمانيون ليبيون عدّوا الحديث عن «خطة واشنطن» لتهجير سكان غزة إلى ليبيا «خطاً أحمر» (رويترز)
سياسيون وبرلمانيون ليبيون عدّوا الحديث عن «خطة واشنطن» لتهجير سكان غزة إلى ليبيا «خطاً أحمر» (رويترز)

بينما أكّد برلمانيون وسياسيون ليبيون رفضهم الأحاديث بشأن خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنقل نحو مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم، تجاهلت حكومتا «الوحدة» و«الاستقرار» في غرب وشرق ليبيا التعليق على هذه التسريبات الإعلامية.

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة (الوحدة)

«الشرق الأوسط» حاولت التواصل مع الحكومتين عبر البريد الإلكتروني، لكن لم يتسنَّ الحصول على ردّ، لكن رئيس «لجنة الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب الليبي، طلال الميهوب، وصف الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى ليبيا بأنه «خط أحمر».

وقال الميهوب لـ«الشرق الأوسط» إن «الليبيين رغم ما تمر به بلادهم من عدم استقرار سياسي، فإن القضية الفلسطينية تظل هي رقم واحد في ليبيا، ولذلك نرفض تصفيتها وتهجير أهل غزة».

أسامة حماد رئيس حكومة الاستقرار الموازية (الاستقرار)

ووسط زخم المظاهرات المناهضة لحكومة طرابلس، تداولت صفحات تواصل اجتماعي في ليبيا ومغردون على نطاق واسع، ما نقلته «قناة إن بي سي» عن شخصين مطلعين، ومسؤول أميركي سابق، بأن خطة إدارة ترمب هي قيد الدراسة الجدية، لدرجة أن الولايات المتحدة سبق أن ناقشتها مع القيادة الليبية. وحسب المسؤول ذاته، فإن مقابل إعادة توطين مليون فلسطيني في ليبيا هو «إفراج الإدارة الأميركية عن مليارات الدولارات من الأموال، التي جمّدتها واشنطن قبل أكثر من 10 سنوات».

الموقف الليبي الرافض للتسريبات بشأن خطة إدارة ترمب لم يقتصر على مجلس النواب فحسب، حيث صرّح رئيس «اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة»، عبد العزيز حريبة، لـ«الشرق الأوسط» بأن الليبيين «يرفضون تهجير الفلسطينيين، ويرفضون أي حديث عن هذا الأمر».

يشار إلى أن التسريبات بهذا الشأن ليست الأولى منذ وصول إدارة ترمب إلى البيت الأبيض، إذ سبق أن تحدث تقرير إعلامي أميركي في مارس (آذار) الماضي عن «استعداد مزعوم من جانب ليبيا لاستقبال أعداد من اللاجئين الفلسطينيين»، وهو ما نفته حكومة «الوحدة» آنذاك، مشددةً على «موقف ليبيا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وحقّ الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة على أرضه».

كما رفضت أحزاب سياسية تهجير أهل غزة إلى ليبيا، حيث استبعد نائب رئيس حزب «الشعب الحرّ» الليبي، محمد حسن مخلوف، «محاولة البيت الأبيض فرض خيار تهجير الفلسطينيين على الليبيين». وقال لـ«الشرق الأوسط» بهذا الخصوص إن ليبيا «تعاني من انقسامات سياسية وتوترات عسكرية وأمنية، كما أنها تقع تحت طائلة الفصل السابع الخاص بمجلس الأمن»، وهذا من منظوره «سبب كافٍ لعدم أهليتها لاستقبال نازحين أو مهجرين».

إحدى جلسات مجلس النواب الليبي (الصفحة الرسمية للمجلس)

أما الأمين العام لحزب «البلاد» الليبي، الشاوش أنوير، فألمح إلى أن «حديث واشنطن مؤشر يدعو إلى القلق»، مشيراً إلى أن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا «لن يقبله الشعب الليبي إطلاقاً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب الليبي «يعدّ القضية الفلسطينية قضيته الأولى».

في غضون ذلك، يرى كبير الباحثين بمعهد واشنطن للأبحاث وسياسات الشرق الأدنى، بين فيشمان، أن الحديث عن «تهجير مليون فلسطيني أمرٌ مبالغ فيه».

وإذ يعتقد فيشمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه التسريبات الإعلامية «لا تأخذ في الاعتبار الموقف الليبي بهذا الشأن»، فإنه يرى أيضاً أن تزامنها مع المظاهرات والاشتباكات التي تشهدها طرابلس «مجرد مصادفة».

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان؛ الأولى الوحدة «المؤقتة»، ويرأسها عبد الحميد الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس بالغرب الليبي مقراً لها، والثانية هي «الاستقرار» المدعومة من البرلمان و«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، وتدير المنطقة الشرقية، وبعض مناطق الجنوب، برئاسة أسامة حماد.


مقالات ذات صلة

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على مناطق قرب الحدود مع ليبيا ومصر

شمال افريقيا «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على مناطق قرب الحدود مع ليبيا ومصر

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على مناطق قرب الحدود مع ليبيا ومصر

أعلنت «قوات الدعم السريع» إكمال سيطرتها على مناطق سودانية في المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر، بينما قال الجيش السوداني إنه أخلى قواته من المنطقة كترتيب دفاعي

أحمد يونس (كمبالا) وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا لقاء المنفي مع لجنة الترتيبات الأمنية بطرابلس (المجلس الرئاسي)

البعثة الأممية تستطلع آراء الليبيين في توصيات «اللجنة الاستشارية» لإنجاز الانتخابات

دعت بعثة الأمم المتحدة الليبيين للمشاركة في استطلاع رأي تجريه لجمع الآراء حول المقترحات التي قدمتها اللجنة الاستشارية للمضي بليبيا قُدمًا نحو الانتخابات.

خالد محمود (القاهرة )
تحليل إخباري قوات «كتيبة السلام» التابعة للجيش الوطني الليبي خلال انتشار في جنوب شرقي ليبيا (الجيش الليبي)

تحليل إخباري هل تُقاتل قوات المشير حفتر فعلاً في السودان؟

أثارت اتهامات الجيش السوداني للجيش الوطني الليبي بـ«تقديم إسناد لـ(الدعم السريع) في اشتباكات مسلحة بمنطقة حدودية» تساؤلات بشأن تدخل قوات حفتر في الحرب السودانية

علاء حموده (القاهرة)
تحليل إخباري نزلاء في سجن معيتيقة المركزي خلال زيارة من قِبل أهلهم وذويهم (الصفحة الرسمية للسجن)

تحليل إخباري هل تتحول سجون الميليشيات «قنبلةً موقوتة» في العاصمة الليبية؟

باتت السجون الخاضعة لسلطة الميليشيات في العاصمة طرابلس تشكّل هاجساً لقطاع واسع من الليبيين.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا دورية لـ«قوات الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (أرشيفية - رويترز)

الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بمساندة «قوات الدعم السريع»

اتهم الجيش السوداني، الثلاثاء، قوات تابعة لخليفة حفتر الليبية، بالمشاركة مع «قوات الدعم السريع»، في هجوم على منطقة حدودية مع ليبيا، بغرض الاستيلاء عليها.

أحمد يونس (كمبالا)

«قافلة الصمود»... مصر تشترط تأشيرات دخول وموافقات مسبقة للوصول إلى رفح

المشاركون في «قافلة الصمود» يلوّحون من حافلة (د.ب.أ)
المشاركون في «قافلة الصمود» يلوّحون من حافلة (د.ب.أ)
TT

«قافلة الصمود»... مصر تشترط تأشيرات دخول وموافقات مسبقة للوصول إلى رفح

المشاركون في «قافلة الصمود» يلوّحون من حافلة (د.ب.أ)
المشاركون في «قافلة الصمود» يلوّحون من حافلة (د.ب.أ)

في أول تعليق رسمي يصدر عن القاهرة بشأن «قافلة الصمود» المغاربية لفك الحصار عن قطاع غزة، التي انطلقت من تونس، وحالياً تشق التراب الليبي نحو مصر بهدف الوصول إلى معبر رفح، قالت وزارة الخارجية، مساء الأربعاء، إنها «ترحب بكل الجهود الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية». واشترطت «الحصول على موافقات مسبقة لتنظيم زيارات للحدود المحاذية لغزة، فضلاً عن ضرورة الحصول على تأشيرات لدخول مصر أولاً».

وكانت مصادر مصرية مطلعة قالت لـ«الشرق الأوسط»، الثلاثاء، إن «السلطات المصرية في الأغلب لن تسمح للقافلة المغاربية بالدخول من الحدود مع ليبيا، لأن المشاركين فيها لم يحصلوا على تأشيرات دخول ولم ينسقوا مع السلطات المصرية التي تتحفظ أمنياً على هذه القافلة وأهدافها وطبيعة المشاركين فيها».

يأتي ذلك فيما أفادت «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين» التي تشرف على تنظيم القافلة، بأن المشاركين فيها وصلوا الأربعاء إلى مدينة زليتن الليبية التي تبعد عن حدود مصر نحو 2000 كلم.

وجاء في بيان «الخارجية المصرية» أن «مصر ترحب بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية، والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة. وتؤكد في هذا الصدد استمرارها في العمل على المستويات كافة لإنهاء العدوان على القطاع، والكارثة الإنسانية التي لحقت بأكثر من مليونين من الأشقاء الفلسطينيين».

وأضاف البيان أنه «في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح) خلال الفترة الأخيرة، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تُؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات. وأن السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة».

وتضمن البيان أن تلك الضوابط هي «التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات، إلى وزارة الخارجية، علماً بأنه سبق أن تم ترتيب العديد من الزيارات لوفود أجنبية، سواءً حكومية أو من منظمات حقوقية غير حكومية»، بحسب «الخارجية المصرية».

وشدد البيان على أن «مصر تؤكد أهمية الالتزام بتلك الضوابط التنظيمية التي تم وضعها، وذلك لضمان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة في غزة، وتُؤكد في هذا الصدد أنه لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة في هذا الخصوص».

«قافلة الصمود» عند انطلاقها من تونس (أ.ف.ب)

ووفق «الخارجية المصرية»، فإن «القاهرة تؤكد كذلك على أهمية التزام مواطني كل الدول بالقوانين والقواعد المنظمة للدخول إلى الأراضي المصرية، بما في ذلك الحصول علي التأشيرات أو التصاريح المسبقة والمنظمة لذلك. وتشدد على موقفها الثابت الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والرافض للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتؤكد على أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع والسماح بالنفاذ الإنساني من الطرق والمعابر الإسرائيلية كافة مع القطاع».

وقالت عضو «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين» التي تشرف على تنظيم القافلة، وفاء كشيدة لـ«الشرق الأوسط»، إن «البيان المصري يعد إيجابياً، حيث شدد على أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على غزة وهذا هو هدف القافلة».

وأوضحت أن «التنسيقية أرسلت خطاباً للسفارة المصرية في تونس قبل انطلاق القافلة، وهذا يتفق مع الضوابط التي تحدثت عنها الخارجية المصرية»، مشيرة إلى أنه بشأن التأشيرات فـ«يمكن إيجاد حل لهذا الأمر والحصول على التصاريح اللازمة للمشاركين قبل بلوغهم الأراضي المصرية».

وشددت على أنه «تم فحص جميع المشاركين بالقافلة ولا يوجد بينهم من له انتماءات أو آيديولوجيات تخالف السياسة المصرية أو التونسية أو الليبية»، وهي ثلاثة بلدان على تقارب كبير حالياً.

وعن تكاليف إطلاق القافلة، أوضحت كشيدة أنها تكلفت نحو 200 ألف دينار تونسي جاءت من تبرعات من منظمات وأشخاص داعمين بشكل قانوني وتحت مراقبة السلطات التونسية.

وتزامن انطلاق هذه القافلة مع ما حدث بشأن السفينة «مادلين» التي أطلقها التحالف الدولي لكسر حصار غزة، قبل أن تصادرها إسرائيل، الاثنين، من المياه الدولية بالبحر المتوسط قرب غزة، وتعتقل النشطاء الذين كانوا على متنها.

وكان عضو التحالف الدولي لكسر الحصار عن غزة، رشاد الباز، قال لـ«الشرق الأوسط»، الثلاثاء، إن «القافلة المغاربية التي انطلقت من تونس ليست لها علاقة بالتحالف، وإنه عرض خدماته لدعم القافلة من واقع تنظيم قوافل مماثلة على مدى 14 عاماً والتنسيق مع السلطات المصرية، ولكنه لم يتلق رداً من منظمي القافلة على عرضه».

وأعلنت «قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار على غزة»، (الثلاثاء)، انتهاء المرحلة الأولى من رحلتها بعد 24 ساعة من انطلاقها والنجاح في اجتياز كامل التراب التونسي.

وبدأت القافلة مرحلتها الثانية بعد دخول الأراضي الليبية وتضمنت نحو 165 سيارة وحافلة تضم قرابة 2000 شخص شاركوا في الحملة حتى الآن من الجنسيتين التونسية والجزائرية، في مسعى للوصول إلى الحدود الليبية - المصرية، ومنها إلى معبر رفح، الأحد المقبل، بحسب المنظمين.