السيسي يؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة... وإدخال المساعدات

التقى الرئيس الفلسطيني على هامش احتفال «عيد النصر» في موسكو

لقاء السيسي ومحمود عباس في موسكو (الرئاسة المصرية)
لقاء السيسي ومحمود عباس في موسكو (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة... وإدخال المساعدات

لقاء السيسي ومحمود عباس في موسكو (الرئاسة المصرية)
لقاء السيسي ومحمود عباس في موسكو (الرئاسة المصرية)

شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، في الاحتفال بالذكرى الـ80 لـ«عيد النصر» تلبيةً لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واستقبل بوتين الرئيسَ السيسي بالساحة الحمراء في موسكو. وحرص الرئيسان على التقاط صورة تذكارية في مقر الاحتفال. وأكد السيسي «أهمية وقف النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن»، وذلك خلال لقاء نظيره الفلسطيني محمود عباس في موسكو.

ووفق إفادة للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الجمعة، تبادل السيسي أحاديث ودية مع عدد من قادة الدول المشاركة في احتفالات «عيد النصر»، من ضمنهم الرئيس الصيني شي جينبينغ. كما شارك في مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الروسي على شرف القادة والرؤساء المشاركين في الاحتفال. وحضر الرئيس المصري العرض العسكري.

وبحسب «الهيئة العامة للاستعلامات» في مصر، فقد اكتسبت العلاقات المصرية - الروسية قوة دفع قوية جديدة في عهد السيسي حتى باتت أكثر تميزاً في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تتسم بعدم الاستقرار. وقد ارتبطت علاقات مصر مع روسيا بالظروف السياسية على المستوى الدولي التي كان لها دور كبير في التقارب المصري - الروسي.

وأكد قنصل عام روسيا في الإسكندرية، كارين فاسليان، الجمعة، أن مشاركة السيسي في الاحتفالات الروسية دلالة على الصداقة والعلاقات التاريخية بين موسكو والقاهرة، مشيراً إلى أن العلاقات الروسية - المصرية نمت إلى شراكة استراتيجية في مختلف المجالات.

الرئيس عبد الفتاح السيسي يتبادل أحاديث ودية مع عدد من قادة الدول في موسكو (الرئاسة المصرية)

في غضون ذلك، أكد السيسي دعم مصر الكامل للقضية الفلسطينية، ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع بكميات كافية.

في حين أعرب الرئيس الفلسطيني خلال لقاء نظيره المصري بموسكو، عن تقديره للجهود التي تبذلها مصر دعماً للقضية الفلسطينية، موضحاً «أهمية وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، خاصة مع الخسائر في الأرواح الفلسطينية التي تتجاوز مائة قتيل أو أكثر يومياً»، مشيراً إلى تطورات الموقف الدولي في ما يتعلق باعتراف الدول المختلفة بالدولة الفلسطينية.

ولفت في هذا الصدد إلى أن 149 دولة قد اعترفت حتى الآن بالدولة الفلسطينية، وأنهم يتطلعون إلى اعتراف باقي الدول بها، بما في ذلك باقي الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد، والولايات المتحدة الأميركية، مشدداً على أهمية الدعم المصري لذلك المسعى، وعلى أهمية الاجتماع الذي سوف يُعقد بنيويورك في 18 يونيو (حزيران) القادم دعماً لـ«حل الدولتين».

محادثات السيسي وعباس في موسكو تناولت أهمية وقف النار في غزة (الرئاسة المصرية)

وبحسب متحدث «الرئاسة المصرية»، استعرض الرئيس الفلسطيني جهود الإصلاح التي تقوم بها السلطة الفلسطينية. وأوضح أن الجانب الفلسطيني يبذل جهداً كبيراً في الولايات المتحدة الأميركية للترويج للقضية الفلسطينية، ولأهمية «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن تلك الجهود قد بدأت تؤتي نتائج إيجابية.

وأضاف الرئيس الفلسطيني أن الوضع المالي للسلطة الفلسطينية يعتبر صعباً للغاية، وخاصة أن إسرائيل تحتجز لديها نحو مليارَي دولار من مستحقات الجانب الفلسطيني، مؤكداً «أهمية قيام القمة العربية المقبلة في العراق بتناول ذلك الوضع المالي الصعب، والخروج بنتائج إيجابية ملموسة في هذا الصدد».

ويستضيف العراق في 17 مايو (أيار) الجاري الدورة العادية الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

ورحب السيسي خلال المحادثات بكل قرارات الإصلاح التي اتخذها عباس، مؤكداً «أهمية تنفيذها بشكل كامل واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان سرعة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية»، مشدداً على أن مصر سوف تبقى دوماً داعمة للقضية الفلسطينية.

الرئيس المصري خلال حضوره العرض العسكري بمناسبة الذكرى الثمانين لـ«عيد النصر» في موسكو (الرئاسة المصرية)

وتواصل مصر جهودها للعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان تنفيذ مراحل اتفاق «هدنة غزة» الثلاث، بما يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى قطاع غزة.

وكان قد تم الإعلان في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس»، ينفذ على ثلاث مراحل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، ليبدأ سريان الاتفاق في 19 يناير الماضي. وانتهت المرحلة الأولى بعد 42 يوماً منذ بدء سريان الاتفاق دون التوصل لاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار أو هدنة.

إلى ذلك، يلتقي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت، مع نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، في القاهرة. ومن المقرر أن يتناول اللقاء العلاقات المصرية - الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

مصر تتعجل عودة الملاحة بقناة السويس إلى طبيعتها

شمال افريقيا تأمل مصر في سرعة عودة خطوط الملاحة الدولية للقناة (هيئة قناة السويس)

مصر تتعجل عودة الملاحة بقناة السويس إلى طبيعتها

دعت هيئة قناة السويس، الأربعاء، شركات الملاحة العالمية إلى استئناف عبور السفن عبر القناة، في ضوء ما وصفته الهيئة بـ«التطورات الأمنية الإيجابية» في البحر الأحمر

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا غرفة العمليات المركزية بمحافظة الإسكندرية تتابع تداعيات الهزة الأرضية (محافظة الإسكندرية)

«زلزال مصر»: «التوابع» تضرب «السوشيال ميديا» بمزيج من القلق والتندر

استشعر سكان مناطق واسعة بمصر في الساعات الأولى من صباح الأربعاء هزة أرضية مفاجئة ما أثار حالة من القلق والارتباك بين المواطنين.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا لاجئات سودانيات في أسوان (جنوب مصر) (مفوضية اللاجئين)

«المفوضية» تقلص دعمها للاجئين في مصر... فهل تتحمل القاهرة التبعات؟

أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مصر تقليص دعمها النقدي لبعض اللاجئين، مشيرة إلى أنها سترسل رسالة إلى من ستقطع عنهم الدعم.

رحاب عليوة (القاهرة)
يوميات الشرق المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية (صفحة المتحف على فيسبوك)

مصر تستعيد سيرة مكتشف معبد «الرأس السوداء» بالإسكندرية

استعادت مصر سيرة أحد علماء الآثار الإيطاليين الذي كان له دور كبير في اكتشاف وتوثيق العديد من الآثار بمدينة الإسكندرية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق عمرو يوسف في احد مشاهد فيلم "درويش"  (الشرق الأوسط)

عمرو يوسف: أراهن على دوري المختلف في «درويش» بموسم الصيف

يخوض الفنان المصري عمرو يوسف سباق موسم الصيف السينمائي بفيلم «درويش»، الذي عدَّه من الأفلام الصعبة إنتاجاً وتنفيذاً.

انتصار دردير (القاهرة )

قادة سودانيون: خطاب ولي العهد السعودي «دفعة جديدة» لإحياء «منبر جدة»

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)
TT

قادة سودانيون: خطاب ولي العهد السعودي «دفعة جديدة» لإحياء «منبر جدة»

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)

استحسن العديد من القادة السياسيين السودانيين إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في القمة الخليجية - الأميركية بالعاصمة الرياض، الأربعاء، مواصلة المملكة جهودها في إنهاء الأزمة في السودان من خلال «منبر جدة»، الذي يحظى برعاية سعودية - أميركية، وصولاً لوقف إطلاق نار كامل في السودان، معتبرين أن ذلك يعطي قوة دفع جديدة لإنهاء النزاع المستمر في السودان.

وفي مايو (أيار) الماضي، أي بعد اندلاع الحرب بأسابيع قليلة، استضافت مدينة جدة، بمبادرة سعودية - أميركية، محادثات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، أفضت إلى توقيع ما عُرف بـ«إعلان جدة الإنساني»، ونصّ على حماية المدنيين والمرافق الخاصة والعامة، والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية.

وقال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان «التيار الثوري» ياسر سعيد عرمان إن حديث ولي العهد السعودي بشأن إحياء منبر جدة، «جاء في وقت مهم، وفي أعلى مستويات الاتصالات بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية في قمة الرياض، وهذا يعطي ملف الحرب في السودان زخماً كبيراً في الفترة المقبلة».

وأضاف عرمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن السودان «يحتاج بشكل عاجل إلى وقف إطلاق نار إنساني»، مشيراً إلى أن الجهود السابقة في منبر جدة، وما تم من تنسيق بين الشركاء الإقليميين والدوليين ودول الجوار يجب أن تخلق قوة دفع جديدة.

وقال رئيس التيار الثوري: «نتطلع إلى أن تشكل الزيارة المهمة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض والاتصالات بين مختلف الأطراف في الخليج ودول الجوار قوة دفع جديدة تقود إلى وقف إطلاق نار إنساني، يتيح الفرصة للسودانيين، وإبعاد القوة المتحكمة بواسطة البندقية في مصير الشعب السوداني، وتفتح الطريق للوصول إلى حكم مدني ديمقراطي وسلام دائم».

كما عبّر عرمان عن تفاؤله في أن تسهم دول الجوار والمجتمع الدولي في الوصول إلى سلام في السودان «يخدم مسار الأمن والسلم في المنطقة».

بدوره، قال المنسق السياسي لحركة «تضامن من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية»، المحبوب عبد السلام، إن «البشارة الوحيدة التي أحيت الأمل في نفوس السودانيين هي ما ورد في خطاب ولي العهد السعودي حول منبر جدة، فهو لا يزال رغم مرور عامين من الحرب الوثيقة الشرعية الأساسية لبداية تفاوض جديد بذات الرعاية السعودية - الأميركية، التي أثبتت جدواها في حل أعقد الأزمات العالمية».

وأشار المحبوب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن غياب الوظيفة السياسية للحكومة السودانية «يعقّد المشهد»، مبرزاً أن تجاوز الحرب السودانية في الخطاب المطول الذي قدمه الرئيس الأميركي في قمة الرياض والذي تحدث فيه عن الحروب في غزة ولبنان واليمن وأوكرانيا وحتى كشمير جعل السودانيين يتساءلون عن معنى وصف الأمم المتحدة للحرب في السودان بأنها أكبر مأساة إنسانية في العالم.

وأضاف المحبوب أنه مهما «تعددت المنابر، من الاتحاد الأفريقي إلى (إيغاد) والأمم المتحدة والجامعة العربية، فإن الرؤية السودانية هي التي ستقود تلك الجهود، وفي غيابها ستنتهي إلى التيه كما هو واقع اليوم».

بدوره، ثمّن رئيس حزب الأمة «الإصلاح والتجديد» مبارك الفاضل المهدي استراتيجية السعودية تجاه السودان، التي تقوم على استقراره والحفاظ على مؤسساته الوطنية، وجهودها الحثيثة التي بذلتها في سبيل تعزيز السلام ووقف الحرب.

ورأى المهدي، في بيان، أن «منبر جدة» هو «المبادرة الأكثر تأهيلاً وتأثيراً لوقف الحرب، لأنه يلامس قضايا جوهرية تخص المدنيين، كما أنه جدي في التعامل مع الحرب في السودان، بدليل توصله إلى اتفاق بعد 3 جولات، إلا أنه لم ينفذ»، لأن طرفي الحرب لم يلتزما بما تم الاتفاق عليه في جدة، ثم عادا للتفاوض مجدداً في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بيد أن هذه الجولة واجهت تعنتاً من طرفي النزاع، وعدّت تراجعاً عما تم توقيعه في «إعلان جدة»، ما اضطر الوسيطين، الرياض وواشنطن، إلى تعليق المفاوضات.