توافق مصري - تونسي على تعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي

عبر شراكات للقطاع الخاص بمشروعات تحلية المياه

اتفاق مصري - تونسي على إطلاق مشروعات بحثية مشتركة حول التغيرات المناخية (مجلس الوزراء المصري)
اتفاق مصري - تونسي على إطلاق مشروعات بحثية مشتركة حول التغيرات المناخية (مجلس الوزراء المصري)
TT

توافق مصري - تونسي على تعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي

اتفاق مصري - تونسي على إطلاق مشروعات بحثية مشتركة حول التغيرات المناخية (مجلس الوزراء المصري)
اتفاق مصري - تونسي على إطلاق مشروعات بحثية مشتركة حول التغيرات المناخية (مجلس الوزراء المصري)

توافقت مصر وتونس على «تعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي»، وسط تأكيد من البلدين على «شراكات للقطاع الخاص في مشروعات تحلية المياه».

وأجرى وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، علاء فاروق، محادثات في تونس مع وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ، بحضور عدد من كبار المسؤولين من البلدين، في إطار العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة التي تربط بين مصر وتونس.

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، الجمعة، اتفق فاروق وبن الشيخ على «أهمية تعزيز التعاون في مجالات استراتيجية تخدم المصالح المشتركة، منها تبادل الزيارات والتدريبات بين المؤسسات البحثية، وتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني، والاستفادة من تجربة مصر في رقمنة الخدمات الزراعية، ودعم الصادرات الزراعية بين البلدين، وتفعيل اتفاقيات تبادل سلعي».

كما أكد وزير الزراعة المصري ونظيره التونسي «تعزيز شراكات القطاع الخاص في مشروعات الزراعة والإنتاج الحيواني، وإطلاق مشروعات بحثية مشتركة حول التغيرات المناخية والزراعة المستدامة، مع دراسة مشروعات ممولة في مجالات تحلية المياه، وإدارة المخلفات، والحفاظ على التربة»، فضلاً عن «تشكيل (لجنة تنسيقية عليا مشتركة) لمتابعة تنفيذ ما تم التوصل إليه، تضم ممثلين للوزارات والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص».

الوزير المصري من جانبه أشاد بالأجواء الإيجابية التي سادت المحادثات المصرية في تونس، لافتاً إلى «أهمية البناء على هذا الاجتماع لتحقيق نتائج ملموسة تعزز الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية في البلدين».

ويشار إلى أن «اجتماع فاروق - بن الشيخ» جاء على هامش ترؤس وزير الزراعة المصري اجتماعات «مجلس الإدارة والجمعية العمومية لمرصد الصحراء والساحل» التي عُقدت في العاصمة التونسية على مدار ثلاثة أيام، أعيد خلالها انتخاب مصر لرئاسة «مرصد الصحراء والساحل» لفترة ممتدة من 2025 حتى 2029.

بدر عبد العاطي خلال تسليم الرئيس قيس سعيد رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (مجلس الوزراء المصري)

وبحسب «مجلس الوزراء المصري»، الجمعة، قام وزير الزراعة بنشاط مكثف خلال زيارته إلى تونس عبر عقد لقاءات ثنائية مع المسؤولين في الدول الأعضاء بـ«المرصد»، وكذلك التقى الوزراء والمستثمرين في تونس، وبحث معهم الارتقاء بالتعاون بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في المجالات الزراعية المختلفة.

وجاءت زيارة وزير الزراعة المصري عقب زيارة أخرى لوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى تونس «بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين»، حيث عقد عبد العاطي، أخيراً، محادثات مع كبار المسؤولين التونسيين بشأن سبل دفع أوجه التعاون الثنائي، فضلاً عن «تبادل الرؤى حيال التحديات الإقليمية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة»، بحسب إفادة رسمية لوزارة الخارجية المصرية.

كما استعرض عبد العاطي خلال لقاء مع الرئيس التونسي قيس سعيد «الجهود التي تبذلها مصر لاستئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما يسهم في تحقيق التهدئة واستعادة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة». وتناول اللقاء الخطة العربية - الإسلامية للتعافي المبكر، وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على أرضهم، والتحركات المقبلة لدعم الخطة مع الفاعلين الدوليين، وفق «الخارجية المصرية».

وقام الوزير عبد العاطي بتسليم رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى قيس سعيد، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشار عبد العاطي حينها إلى ما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من طفرة نوعية خلال الفترة الأخيرة، مؤكداً «حرص مصر على تحقيق مزيد من التطوير في العلاقات الثنائية، والارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية، بما يصبّ في مصلحة الشعبين الشقيقين». وأعرب عن «تطلع مصر لعقد الدورة الثامنة عشرة للجنة العليا المشتركة في القاهرة برئاسة رئيسَي الوزراء في البلدين».


مقالات ذات صلة

محادثات السيسي ومستشار ترمب... هل تعيد «الدفء» للعلاقات المصرية - الأميركية؟

تحليل إخباري الرئيس المصري خلال استقبال مستشار ترمب (الرئاسة المصرية)

محادثات السيسي ومستشار ترمب... هل تعيد «الدفء» للعلاقات المصرية - الأميركية؟

لقاء مهم جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق أوسطية والشؤون الأفريقية مسعد بولس، بالقاهرة الأحد.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه نظيره اللبناني بالقاهرة في مارس الماضي (الرئاسة المصرية)

ماذا على أجندة الرئيس اللبناني خلال زيارته لمصر؟

يبدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون زيارة إلى القاهرة، الاثنين، ويلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام لجامعة الدول العربية

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مستشار للرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد (أ.ف.ب)

السيسي يؤكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

نقل بيان للرئاسة المصرية عن الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيده على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا نقابة المحامين تطالب منتسبيها بعدم حضور جلسات «الجنايات» لمدة يومين (النقابة)

محامون مصريون يُضربون عن العمل رفضاً لزيادة الرسوم القضائية

أضرب محامون مصريون عن العمل رفضاً لزيادة الرسوم القضائية، ضمن سلسلة «إجراءات تصعيدية» أقرَّتها النقابة العامة للمحامين للمطالبة بـ«إلغاء الرسوم الجديدة».

عصام فضل (القاهرة )
العالم العربي مطار شرم الشيخ الدولي يستقبل رحلة طيران عارض (أرشيفية - الطيران المدني)

سقوط لوحة إعلانية في مطار شرم الشيخ يودي بحياة راكبة كازاخستانية

لقيت راكبة كازاخستانية مصرعها وأصيبت اثنتان أخريان، إثر سقوط لوحة إعلانية، داخل مطار شرم الشيخ الدولي بمصر، الأحد، خلال انتظارهن الصعود على متن طائرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محادثات السيسي ومستشار ترمب... هل تعيد «الدفء» للعلاقات المصرية - الأميركية؟

الرئيس المصري خلال استقبال مستشار ترمب (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال استقبال مستشار ترمب (الرئاسة المصرية)
TT

محادثات السيسي ومستشار ترمب... هل تعيد «الدفء» للعلاقات المصرية - الأميركية؟

الرئيس المصري خلال استقبال مستشار ترمب (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري خلال استقبال مستشار ترمب (الرئاسة المصرية)

وسط تباين في الرؤى بشأن التعامل مع أزمات إقليمية مشتعلة، وغياب لأي حديث عن قمة رئاسية قريبة، يأتي استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لكبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق أوسطية والشؤون الأفريقية مسعد بولس، بالقاهرة الأحد، ليؤكد «أهمية الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، وحتمية التشاور المستمر في قضايا المنطقة»، وفق برلمانيين وسياسيين مصريين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

وفي لقاء هو الأول مع مسؤول أميركي منذ انتهاء جولة ترمب للمنطقة، الجمعة، نقل بولس للرئيس المصري تأكيدات ترمب على «عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين»، مع تناول سبل استعادة الاستقرار الإقليمي، والعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وفق بيان الرئاسة المصرية.

وبدوره، ثمّن السيسي الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة وقطر للوساطة في غزة، مؤكداً حرص مصر على استمرار هذا التنسيق في المرحلة المقبلة، مطالباً بالعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

اللقاء عُقد بحضور وزير الخارجية ومدير المخابرات المصري (الرئاسة المصرية)

ومطلع فبراير (شباط) الماضي، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً رسمياً قالت فيه إن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من ترمب، وإن الأخير «وجَّه دعوة مفتوحة إلى الرئيس المصري لزيارة واشنطن ولقائه في البيت الأبيض»، وإن السيسي «وجَّه الدعوة إلى ترمب لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والبحث في القضايا والأزمات المعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مما يسهم في دعم استقرار المنطقة، وكذا للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الجديد». لكنَّ البيت الأبيض أصدر بياناً مقتضباً حول الاتصال نفسه، ولم يتضمن الإشارة إلى أي دعوة للزيارة سواء من السيسي أو من ترمب، حسب نص بيان البيت الأبيض، وفق الترجمة الرسمية الأميركية المعتمدة.

وفي جولته بالمنطقة الأسبوع الماضي زار ترمب السعودية وقطر والإمارات. وبعكس الزيارة السابقة عام 2017، والتي شهدت قمة مصرية - أميركية في الرياض، لم يجتمع السيسي مع ترمب في أي لقاء هذه المرة.

ورفض الرئيس المصري عدة مرات بشكل واضح مقترح ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة، وتمسك السيسي بخطة إعادة الإعمار التي أعدتها مصر للقطاع وتبنتها الجامعة العربية.

وبينما ربط البعض بين تباين المواقف الأميركية - المصرية إزاء حرب غزة، خاصة مقترح التهجير، وبين عدم لقاء ترمب والسيسي حتى الآن، ترى وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب (البرلمان)، سحر البزار، أن زيارة مستشار ترمب للقاهرة تعكس وجود مساحات توافق بين القاهرة وواشنطن، وأهمية التنسيق المتبادل، رغم ما يبدو من تباينات سياسية، وما قد يصفه البعض بـ«عدم دفء» للعلاقات بين الجانبين في الوقت الراهن.

وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن القضايا المنخرط فيها البلدان بالمنطقة متعددة، ولا تقتصر على جهود الوساطة المشتركة مع قطر للتوصل لاتفاق تهدئة في غزة.

واعتبرت أن زيارة بولس «تمثل خطوة جديدة في بناء جسور الشراكة بين البلدين على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، لافتة إلى أن قنوات التواصل الدبلوماسي والبرلماني بين البلدين مستمرة لتحقيق مصالح البلدين.

اللقاء المصري - الأميركي ناقش عدة قضايا إقليمية (الرئاسة المصرية)

وترى مساعدة وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأميركية، هاجر الإسلامبولي، لـ«الشرق الأوسط» أن العلاقات والتعاون بين القاهرة وواشنطن ليست مرتبطة بزيارات على مستوى رئاسي أو لقاءات ثنائية فقط، وربما لم تسمح بها الظروف خلال الجولة الخليجية للرئيس الأميركي التي كان يسيطر الجانب الاقتصادي على جزء رئيسي فيها، مشيرة إلى وجود دعوات متبادلة للزيارات بين السيسي وترمب تنتظر الوقت المناسب.

وتشير الدبلوماسية المصرية السابقة إلى أن الزيارات الخارجية للرؤساء الأميركيين عادة ما يسبقها تحضيرات وترتيبات موسعة لتحقيق الأهداف المرجوة منها، وبالتالي لا يمكن النظر لغياب القاهرة عن أجندة محطات ترمب باعتباره تجاهلاً لدورها السياسي، أو انعكاساً لتوتر بالعلاقات في ظل تركيزه على الملف الاقتصادي، وليست الزيارة للانخراط في مفاوضات بشأن التهدئة التي تتشارك مصر مع الولايات المتحدة وقطر بجهود الوساطة فيها.

وعدّت عضوة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، غادة عجمي، زيارة بولس بمثابة تأكيد على التشاور المستمر في قضايا المنطقة لوجود العديد من الملفات المفتوحة التي تدرك واشنطن دور القاهرة فيها. وأضافت عجمي لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن تدرك الدور الذي تلعبه مصر سياسياً، وقدرتها على الانخراط في حل أزمات المنطقة، لافتة إلى أن هذا الأمر يتضح بالملفات التي ناقشها بولس خلال لقائه مع الرئيس السيسي.