«الساعة 7 والشمس لسة طالعة»، كلمات ذكرها أحد الحسابات عبر منصة «إكس»، الجمعة، متندراً على وجود الشمس وعدم غروبها رغم حلول السابعة مساء بتوقيت مصر، وذلك نتيجة دخول «التوقيت الصيفي» حيز التنفيذ مع منتصف ليل الخميس - الجمعة.
وبدأت مصر تطبيق «التوقيت الصيفي» للعام الثالث على التوالي بتقديم الساعة 60 دقيقة، حيث أعادته الحكومة المصرية في عام 2023 بعد 7 سنوات من عدم العمل به، وذلك وفقاً لقانون رقم 24 لسنة 2023 الذي تنص المادة الأولى منه على أن «تكون الساعة القانونية في مصر مقدمة بمقدار ستين دقيقة، ابتداء من الجمعة الأخيرة من أبريل (نيسان) حتى نهاية الخميس الأخير من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام ميلادي».
التوقيت الصيفي pic.twitter.com/7qqwPxBfX3
— Osama ElSawwah (@OElsawwah) April 25, 2025
ونشط قطاع كبير من المصريين، الجمعة، في التدوين عبر منصات التواصل الاجتماعي، للتعبير عما سببه تطبيق «التوقيت الصيفي» لهم من إرباك بعد استيقاظهم، وهو ما صعد بهاشتاغي «التوقيت الصيفي» و«تغيير الساعة»، إلى صدارة «التريند» خلال الساعات الماضية، فيما عبّر قطاع آخر منهم عن انزعاجه وانتقاده لتطبيق هذا التوقيت، متسائلين عن جدواه والعائد من ورائه.
وأجمع كثير من الرواد على أنهم «في دوامة من الارتباك، ومحاولة استيعاب الأمر مع تقديم الساعة 60 دقيقة».
ماتخافش يا صاحبي انا تغيير الساعة اللي هيبوظ يومك ونومك ومودك اكتر ما هم pic.twitter.com/jomdDh1Oa9
— Amr Ibrahim, MD (@Amr_ibrahim253) April 24, 2025
كما أشار آخرون إلى تأثر ساعتهم البيولوجية، ما انعكس على نومهم وإصابتهم بالأرق، خاصة أنها لا تزال متأثرة سلباً منذ شهر رمضان.
الحاجه الوحيده اللي مش هبطل صياح عليها هي تغيير الساعه ،، يا عم انا ساعتي البيولوجيه بايظه لوحدها بتبوظها أكتر ليه
— Bassem Mahmoud (@Biisoooo) April 25, 2025
وغلب على كثير من التدوينات التهكم والسخرية من حالة الارتباك تلك التي تسبب بها التوقيت الجديد، ولفت البعض إلى أنه تمت «سرقتهم» في ساعة.
كنت أشعر بالوحده و الأن أشعر بالواحده و الربع
— الشاطر عمرو ®️️Ⓜ️ (@amrelmasry11223) April 24, 2025
وتبادل البعض نصائح للتعامل مع «التوقيت الصيفي» دون التأثير على الساعة البيولوجية، كما نشر آخرون مواقيت الصلاة الجديدة، إلى جانب تداول مواعيد تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة والمولات والمقاهي والمطاعم والسوبر ماركت.
وكانت وزارة التنمية المحلية سبقت تطبيق «التوقيت الصيفي» بالإعلان عن أن المحال والمولات التجارية تعمل من 7 صباحاً حتى 11 مساء (وحتى 12 مساء أيام الخميس والجمعة والإجازات)، وتعمل المطاعم والكافيهات من 5 صباحاً حتى 1 صباحاً، مع السماح بخدمة التوصيل والطلبات الخارجية 24 ساعة، ويُستثنى من القرار محال البقالة والسوبر ماركت والمخابز والصيدليات وأسواق الجملة.
أستاذ الإدارة المحلية في مصر، الدكتور حمدي عرفة، قال: «بينما تتجه أنظار العالم نحو ترشيد الطاقة وتقليل الانبعاثات، يثار الجدل مجدداً في مصر حول جدوى تطبيق (التوقيت الصيفي)، خاصة في ظل توقف هذا التوقيت في 148 دولة حول العالم، فتقديم الساعة يدفع إلى زيادة الاعتماد على أجهزة التكييف بشكل ملحوظ، وزيادة استهلاك الوقود للسيارات، مما يضع علامات استفهام حول الفائدة الحقيقية من تطبيق التوقيت الصيفي في سياق توفير الطاقة».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا تتوقف الآثار المحتملة للتوقيت الصيفي عند الجانب الاقتصادي، بل تمتد لتشمل جوانب اجتماعية وصحية تؤثر على حياة المواطنين اليومية، فتغيير الساعة يؤدي إلى اضطراب في الأنماط الحياتية، مما قد يتسبب في الإرهاق والتأخر عن العمل أو الدراسة لدى البعض، كما أن إطالة ساعات النشاط في المساء قد تزيد من مستويات الضوضاء والإزعاج الناتج عن المحال التجارية والمقاهي وافتراش الطرقات، مما يؤثر سلباً على راحة المواطنين وقدرتهم على الاستعداد ليوم العمل التالي».
وعن مواعيد المقاهي والمطاعم والكافيهات، يرى عرفة أنها تزيد من الآثار السلبية للتوقيت الصيفي، خاصة مع غياب التفتيش عليها بما لا يتعدى نسبة 5 في المائة، مطالباً بـ«وجود لجنة حكومية مختصة من الوزارات المعنية تحت رئاسة رئيس الوزراء لتقييم أثر هذا التوقيت، وعمل مراجعة شاملة لجدوى تطبيقه في مصر، لأنه لا تقييم يتم في هذا الإطار».
وبينما تساءل قطاع آخر من رواد «السوشيال ميديا» عن فائدة «التوقيت الصيفي»، طالب آخرون بإلغائه لأنه يسبب استهلاكاً أكبر للكهرباء.
وكانت وزارة الكهرباء المصرية، أكدت العام الماضي أن «العمل بالتوقيت الصيفي سوف يساهم في توفير مبلغ 25 مليون دولار، من خلال توفير وحدات الغاز المستخدمة في إنتاج الكهرباء». (الدولار يساوي 50.9 جنيه في البنوك المصرية).
إلى ذلك، انتقل تطبيق «التوقيت الصيفي» إلى البرلمان المصري، حيث وجه وكيل «لجنة القوى العاملة» بمجلس النواب، النائب إيهاب منصور، سؤالاً برلمانياً إلى رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء المعنيين بشأن العائد المالي المتوقع من تطبيق «التوقيت الصيفي».
وتساءل منصور: «ما الفائدة الحقيقية التي ستعود على الدولة من تطبيق هذا النظام؟ وهل سيوفر أموالاً بالفعل كما ذكر بعض المسؤولين؟ وإذا كان كذلك، فما حجم هذا التوفير بالأرقام؟»، لافتاً إلى الهدر في الطاقة وأهمية أن يكون ترشيد هذا الهدر أولوية قصوى للحكومة.