الجزائر تعزز قدراتها الحربية بتسلم مقاتلات متطورة من روسيا

الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه شمال أفريقيا سباق تسلح وحرباً باردة

الرئيس الجزائري تعهد بتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد (الرئاسة)
الرئيس الجزائري تعهد بتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد (الرئاسة)
TT
20

الجزائر تعزز قدراتها الحربية بتسلم مقاتلات متطورة من روسيا

الرئيس الجزائري تعهد بتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد (الرئاسة)
الرئيس الجزائري تعهد بتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد (الرئاسة)

في إطار سعيها المتواصل إلى تحديث أساطيلها الجوية، وتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، وفي ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، تسلمت الجزائر هذا الشهر أول مقاتلة من أصل 20 مقاتلة من طراز سوخوي (سو - 35) من المقرر تسلمها، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية، الأربعاء. وقال المحلل بيتر سوشيو، وهو كاتب مقيم في ولاية ميشيغان، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، إن الجزائر تعد من الناحية الفنية أول مشترٍ أجنبي لطائرة سوخوي (إس يو - 57) روسية الصنع، لكنها لا تزال تعتمد على سابقتها في الوقت الحالي. وأضاف سوشيو، الذي أسهم في أكثر من 40 مجلة وصحيفة وموقعاً إلكترونياً، والذي يكتب بانتظام عن المعدات العسكرية وتاريخ الأسلحة النارية والأمن السيبراني والسياسة والشؤون الدولية، إن خطوة الجزائر تأتي في وقت يشهد فيه شمال أفريقيا سباق تسلح وحرباً باردة بحكم الواقع.

مجموعة العمليات الخاصة للشرطة الجزائرية (الشرطة الجزائرية)
مجموعة العمليات الخاصة للشرطة الجزائرية (الشرطة الجزائرية)

ووصلت الطائرة إلى قاعدة أم البواقي الجوية في ولاية أم البواقي في 13 مارس (آذار) الحالي، لتصبح الجزائر ثالث مشغل أجنبي لمقاتلات (إس يو - 35) الروسية بعد الصين وإيران. ووفقاً لتقرير صادر عن موقع «آرمي ريكوجنيشن»، المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن التسليم السريع لمقاتلات «إس يو – 35» إلى الجزائر جاء نتيجة فشل صفقة سابقة مع مصر.

وبحسب سوشيو، كانت القاهرة قد قدمت طلب شراء في عام 2018، لكنها تراجعت لاحقاً بسبب الضغوط الاقتصادية والسياسية الغربية.

وفي حين تبنت طهران أيضاً مقاتلات «إس يو – 35»، فإن إيران التي تعاني من ضائقة مالية فضلت الاستثمار في أنظمة الدفاع الجوي بدلاً من المقاتلات. وأشار تقرير «آرمي ريكوجنيشن» إلى أن «المحللين يرون أن قرار الجزائر بقبول مقاتلات (إس يو - 35) مرتبط بتأخير جدول إنتاج (إس يو - 57)، ما دفعها إلى تبني حل مؤقت». وقد يكون هذا القرار أيضاً أكثر «جدوى من الناحية الاقتصادية» بالنسبة للجزائر؛ حيث أتاح لها الحصول على مقاتلات حديثة الآن، بدلاً من الانتظار لسنوات حتى تتسلم «إس يو – 57».

ويقول سوشيو إن شمال أفريقيا يشهد سباق تسلح وحرباً باردة؛ حيث حدّث المغرب جيشه، وحصل على دفعة من مقاتلات «إف - 16 سي-دي فايتينغ فالكون بلوك 72» من الولايات المتحدة. كما أعربت الرباط عن اهتمامها بمقاتلة «لوكهيد مارتن إف - 35 لايتنينغ 2»، وقد تكون أول دولة عربية وأفريقية تحصل على مقاتلة الجيل الخامس متعددة المهام. وتحمل المقاتلة «إس يو – 35» اسم «فلانكر – إي» وفق تصنيف حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكنها ليست طائرة من الجيل الخامس.

ومع ذلك، قد تكون خياراً انتقالياً مناسباً للجزائر، التي تعتمد منذ فترة طويلة على الطائرات العسكرية السوفياتية - الروسية. وتشمل الطائرات الحربية الروسية، التي تمتلكها الجزائر خلال الحرب الباردة وما بعدها، مزيجاً من مقاتلات «ميكويان ميغ 29» و«سوخوي سو- 30 إم كي إي»، وحتى قاذفات تكتيكية قديمة من طراز «سوخوي سو – 24».

وروجت موسكو لهذه المقاتلة باعتبارها من أكثر أنظمة الطائرات تطوراً ضمن الجيل الرابع؛ حيث تجمع بين العديد من عناصر الجيل الخامس. ووفقاً للكرملين، فقد تم تصميم هذه الطائرة متعددة المهام ذات المقعد الواحد بقدرات فائقة على المناورة، لمواجهة التهديدات الجوية والبرية والتصدي للقوات البحرية المعادية. ومن المرجح أن تؤدي دوراً مؤقتاً بالنسبة للجزائر، بينما تنتظر الحصول على المقاتلة «سو - 57».


مقالات ذات صلة

المعارضة المالية تتبنى تحطيم «درون» اخترقت أجواء الجزائر

شمال افريقيا بقايا «الدرون» بعد تحطيمها (المعارضة المالية المسلحة)

المعارضة المالية تتبنى تحطيم «درون» اخترقت أجواء الجزائر

تبنت المعارضة المالية المسلحة في شمال البلاد المتاخم للجزائر، عملية تحطيم الطائرة، مؤكدة أن المنطقة «باتت مقبرة» لمسيرات الجيش النظامي في باماكو.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عربية نحو 70 ألف مشجع احتشدوا في ملعب 5 جويلية لمباراة المولودية وأورلاندو (نادي المولودية)

«أبطال أفريقيا»: أورلاندو يعاقب مولودية الجزائر ويهزمه بملعبه

فاجأ أورلاندو بيراتس الجنوب الأفريقي مضيفه مولودية الجزائر وتغلبت عليه 1 /صفر في المباراة التي جمعتهما في ذهاب دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا صورة «الدرون» المحطمة (موقع مينا ديفانس الجزائري)

وزارة الدفاع الجزائرية تعلن إسقاط مسيرة مسلحة اخترقت المجال الجوي

قالت وزارة الدفاع الجزائرية، اليوم (الثلاثاء)، إنه جرى إسقاط طائرة مسيرة مسلحة اخترقت المجال الجوي للبلاد قرب مدينة تين زاوتين الحدودية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التوتر

أكد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون في اتصال هاتفي، اليوم (الاثنين)، أن العلاقات بين بلديهما عادت إلى طبيعتها بعد أشهر من الأزمة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا رئيس البرلمان يلقي كلمة بمناسبة تأسيس لجنة قانون تجريم الاستعمار (البرلمان)

الانفراجة بين الجزائر وفرنسا تضع «قانون تجريم الاستعمار» على المحك

المبادرة أخذت شكل «مقترح قانون» وليس «مشروع قانون». الأول يأتي من برلمانيين، والثاني تصدره الحكومة التي تحاشت أن تبادر به هي، تفادياً لمزيد من التصعيد مع فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

سياسيون ليبيون يرفضون استقبال مهاجرين مرحّلين من أميركا

مهاجرون غير نظاميين قبل ترحيلهم من طرابلس إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة)
مهاجرون غير نظاميين قبل ترحيلهم من طرابلس إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة)
TT
20

سياسيون ليبيون يرفضون استقبال مهاجرين مرحّلين من أميركا

مهاجرون غير نظاميين قبل ترحيلهم من طرابلس إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة)
مهاجرون غير نظاميين قبل ترحيلهم من طرابلس إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة)

أبدى سياسيون ليبيون رفضهم الحديث حول «مفاوضات لاستقبال مهاجرين مُرحلين من الولايات المتحدة». وأكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات القائمة في ليبيا «لا تملك شرعية عقد اتفاقيات طويلة الأجل مثل هذه».

وفقاً لما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين، الأربعاء، فإن الإدارة الأميركية تجري مفاوضات مع دول في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية لاستقبال المهاجرين المرحّلين من الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن واشنطن تبحث عن دول مستعدة لاستضافة هؤلاء المهاجرين، خصوصاً في الحالات التي ترفض فيها بلدانهم الأصلية إعادتهم، أو تؤخر إجراءات استقبالهم.

تشير تقديرات رسمية إلى وجود أكثر من 3 ملايين مهاجر غير نظامي داخل ليبيا بحسب تصريحات الوزير عماد الطرابلسي (أ.ف.ب)
تشير تقديرات رسمية إلى وجود أكثر من 3 ملايين مهاجر غير نظامي داخل ليبيا بحسب تصريحات الوزير عماد الطرابلسي (أ.ف.ب)

وبحسب الصحيفة ذاتها، تشير التقارير إلى أن الإدارة الأميركية دخلت في محادثات مع دول مثل ليبيا، رواندا، بنين، إسواتيني، مولدوفا، منغوليا، كوسوفو، حيث يُتوقع أن تعرض واشنطن حوافز مالية أو سياسية مقابل تعاون هذه الدول في استقبال المرحّلين.

ويرى رئيس «الحزب المدني الديمقراطي» في ليبيا، الدكتور محمد سعد مبارك، أن السلطات القائمة في ليبيا «لا تملك شرعية عقد اتفاقات طويلة الأجل». رافضاً «عقد أي اتفاق بشأن هذا تحت أي ضغوط أو مكاسب»، ومشيراً إلى أنه «حتى قبول عمالة مهاجرة للمساهمة في حركة الإعمار ينبغي أن يكون وفقاً للقوانين الليبية والمصلحة الوطنية، وليس وفقاً لاتفاقيات دولية».

من جهته، وصف عضو «المجلس الأعلى للدولة»، بلقاسم قزيط، هذه المحادثات (إن تمت بالفعل) بأنها «غير مناسبة لمستقبل البلاد». لكنه لم يستبعد في الوقت نفسه إجراء هذه المفاوضات بين القادة السياسيين في ليبيا وإدارة ترمب.

بدوره، قال المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، إن «ملف المهاجرين يؤرق الغرب والولايات المتحدة بحثاً عن حلول بديلة أقرب إلى الواقع»، مرجحاً أن تُقدم إدارة ترمب «إغراءات اقتصادية إلى الدول التي يتم التفاوض معها لتعظيم منافع تدفق المهاجرين إليها».

«الشرق الأوسط» حاولت الحصول على إفادة رسمية من مسؤولي حكومتي غرب وشرق ليبيا بشأن ما أثير، لكن لم تتلقَّ رداً.

ومنذ عام 2014، تعاني ليبيا انقساماً سياسياً، وتتنازع سُلطتها حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، والثانية بقيادة أسامة حماد، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مدن الجنوب.

رئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» دافع عن حكومته بشأن ملف توطين المهاجرين (الوحدة)
رئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة» دافع عن حكومته بشأن ملف توطين المهاجرين (الوحدة)

يشار إلى أن تقرير الصحيفة الأميركية يأتي في ظل جدل سياسي وشعبي بشأن توطين المهاجرين غير النظاميين، وهو ما نفته السلطات الليبية على لسان مسؤولين حكوميين.

ومنتصف مارس (آذار) الماضي، دافع رئيس حكومة الوحدة الوطنية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، عن حكومته بشأن ملف التوطين، نافياً «الخضوع لأي ضغوط أو مساومات في ملف الهجرة»، وذهب إلى القول إن «أمن واستقرار الشعب الليبي خط أحمر».

وتشير تقديرات رسمية إلى «وجود أكثر من 3 ملايين مهاجر غير نظامي داخل ليبيا»، بحسب تصريحات وزير «داخلية» الوحدة، عماد الطرابلسي، منتصف مارس الماضي.