مصادر ليبية تنفي اتجاه البرلمان لتنصيب حفتر رئيساً للبلاد

«مفوضية الانتخابات» تناقش مع «الاستشارية الأممية» القضايا الخلافية

حفتر خلال إفطار رمضاني في بنغازي (الجيش الوطني)
حفتر خلال إفطار رمضاني في بنغازي (الجيش الوطني)
TT

مصادر ليبية تنفي اتجاه البرلمان لتنصيب حفتر رئيساً للبلاد

حفتر خلال إفطار رمضاني في بنغازي (الجيش الوطني)
حفتر خلال إفطار رمضاني في بنغازي (الجيش الوطني)

نفت مصادر بمجلس النواب الليبي ومقربون من المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، لـ«الشرق الأوسط»، ما تردد عن عزم المجلس على عقد جلسة لتنصيب حفتر رئيساً مؤقتاً للبلاد.

وكان موقع إخباري ليبي قد نشر خبراً يفيد باعتزام البرلمان اتخاذ هذه الخطوة بعد اجتماعات سرية عُقدت في القاهرة مؤخراً، وسط معارضة من نواب المنطقة الغربية.

ولم يعلق مجلس النواب، أو الناطق الرسمي باسمه، على هذه المعلومات، التي التزم حفتر ومكتبه الصمت رسمياً بشأنها أيضاً، لكن مقربين من الأخير، أكدوا أن «هذه الأخبار مجرد شائعات غير صحيحة، ومصدرها جهات لا تريد استقرار البلاد»، على حد تعبيرهم.

وقال مصدر في مجلس النواب إن رئاسة المجلس لم تطلب من أعضائه عقد أي اجتماع خلال الفترة المقبلة.

بدورها، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أن اجتماع لجنتها الاستشارية مع رئيس وأعضاء المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ركّز على التحديات الفنية التي كشفتها النصوص القانونية الحالية.

وقالت البعثة، في بيان مقتضب مساء الأحد، إن «الاجتماع الخامس من نوعه للجنة، بمقرها في العاصمة طرابلس، شهد نقاشاً بناءً، واستهدف متابعة النقاش في القضايا الخلافية العالقة في الأطر الانتخابية الليبية».

لكن عضو المفوضية العليا للانتخابات عبد الحكيم بالخير أوضح أن الاجتماع ناقش المسائل الفنية المتعلقة بالعملية الانتخابية، نافياً مناقشة أي من الجوانب السياسية والقانونية المرتبطة بالانتخابات.

اجتماع السايح مع سفير بريطانيا (مفوضية الانتخابات)

من جانبه، بحث رئيس «المفوضية العليا للانتخابات» عماد السايح، الاثنين، مع سفير المملكة المتحدة مارتن لونغدن في طرابلس سبل دعم العملية الانتخابية في ليبيا، ومستوى جاهزية المفوضية لتنفيذ المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، بالإضافة إلى أهمية تهيئة الظروف الملائمة لضمان نجاح العملية الانتخابية بما يعكس تطلعات المواطنين.

صورة وزعتها البعثة الأممية لاجتماع لجنتها الاستشارية مع رئيس وأعضاء مفوضية الانتخابات

ونقل السايح عن لونغدن «إشادته بجهود المفوضية للتحضير للانتخابات»، معبراً عن تقدير بلاده للخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن، كما أكد مجدداً استعداد الحكومة البريطانية لتقديم الدعم الفني والاستشاري للمفوضية، بهدف تعزيز جاهزيتها وتمكينها من إجراء الانتخابات في بيئة تتسم بالنزاهة والشفافية.

وأدرج السايح اللقاء في إطار «التعاون الدولي لدعم العملية الانتخابية في ليبيا، والتأكيد على التزام المجتمع الدولي بمساندة مسار الديمقراطية» في البلاد.


مقالات ذات صلة

استقالة 7 وزراء من حكومة الدبيبة والمدرعات تغلق الطرق المؤدية لمقرها

شمال افريقيا محتجون يطالبون برحيل حكومة الدبيبة (صفحات مناهضة لحكومة «الوحدة»)

استقالة 7 وزراء من حكومة الدبيبة والمدرعات تغلق الطرق المؤدية لمقرها

أفادت وسائل إعلام ليبية اليوم الجمعة باستقالة سبعة وزراء من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، في الوقت الذي احتشد فيه آلاف المتظاهرين في ميدان الشهداء بالعاصمة.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا أشخاص يتجمعون للتوجه إلى العاصمة طرابلس والتظاهر فيها (صفحات لمواطنين من ورشفانة)

مظاهرات في مدن بغرب ليبيا للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة

حثت دار الإفتاء بغرب ليبيا المواطنين على التزام بيوتهم وعدم المشاركة في «المظاهرات المشبوهة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر هيئة البحث عن المفقودين خلال عملية سابقة للكشف عن هويات جثث تم العثور عليها بضواحي ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

ليبيا تحقق في احتمال وجود «مقابر جماعية» بمنتجع للككلي

قالت هيئة معنية بالبحث عن الجثث في طرابلس إنها تلقّت بلاغات من أسر الضحايا تشير إلى وجود مؤشرات جدية على احتمال وجود (مقابر جماعية) بمقر للككلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حكومة شرق ليبيا اتهمت مدعي «الجنائية الدولية» بـ«الانحياز» لعبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

حكومة شرق ليبيا تتهم مدعي «الجنائية الدولية» بـ«الانحياز» للدبيبة

تباينت آراء الأفرقاء في ليبيا بشأن إحاطة المدعي العام لـ«الجنائية الدولية» أمام مجلس الأمن الدولي التي أشاد فيها بقرار للدبيبة وتحدث خلالها عن قضية الدرسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (قوة مكافحة الإرهاب)

العاصمة الليبية تختبر «هدنة هشة»... والأمم المتحدة تترقب تفعيلها

بدأت 7 كتائب وألوية مسلحة المشاركة في الفصل بين المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس.

جمال جوهر (القاهرة)

استقالة 7 وزراء من حكومة الدبيبة والمدرعات تغلق الطرق المؤدية لمقرها

محتجون يطالبون برحيل حكومة الدبيبة (صفحات مناهضة لحكومة «الوحدة»)
محتجون يطالبون برحيل حكومة الدبيبة (صفحات مناهضة لحكومة «الوحدة»)
TT

استقالة 7 وزراء من حكومة الدبيبة والمدرعات تغلق الطرق المؤدية لمقرها

محتجون يطالبون برحيل حكومة الدبيبة (صفحات مناهضة لحكومة «الوحدة»)
محتجون يطالبون برحيل حكومة الدبيبة (صفحات مناهضة لحكومة «الوحدة»)

أفادت وسائل إعلام ليبية اليوم الجمعة باستقالة سبعة وزراء من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، في الوقت الذي احتشد فيه آلاف المتظاهرين في ميدان الشهداء بالعاصمة الليبية للدعوة لإسقاط الحكومة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة وإجراء الانتخابات، في ما أعلن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أن حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة فقدت شرعيتها.

ونقلت منصة (فواصل) الليبية عن وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي قوله إنه قدم استقالته «اصطفافا وانحيازا للشعب ودعما لتوجهه واستكمالا لمسيرة الإصلاح وحقنا لدماء الليبيين». وأضاف «رغم المحاولات العديدة لتصحيح المسار من داخل الحكومة إلا أننا لم نجد لمحاولاتنا آذانا صاغية تستجيب لصوت الحق وتغلب المصلحة العامة وتستجيب لطلبات الشعب».

وأفاد تلفزيون (المسار) الليبي باستقالة وزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي، ووزير الاقتصاد محمد الحويج من حكومة الدبيبة. وذكرت صحيفة (الساعة 24) الليبية أن مدرعات وآليات مسلحة أغلقت الطرق المؤدية إلى مقر رئاسة الوزراء في طرابلس.

وأكد وزير الاقتصاد والتجارة الليبي محمد الحويج، لوكالة «رويترز»، أنه استقال من حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا. كما استقال نائب الدبيبة وزير الصحة رمضان أبو جناح، إضافة إلى وزير المالية خالد المبروك، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة.

قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الجمعة، إن رؤية حكومته تنطلق من أن «تحقيق الاستقرار الدائم في ليبيا يمر عبر إنهاء جميع الأجسام التي جثمت على السلطة منذ أكثر من عقد، وأسهمت في إطالة أمد الانقسام السياسي وتعطيل بناء الدولة»، وذلك في إشارة لمجلسي: النواب والدولة. وتعليقا على المظاهرات الكبيرة التي خرجت، اليوم الجمعة، في طرابلس مطالبة بإسقاط حكومته، قال الدبيبة في تصريح رسمي: «إن حق التظاهر السلمي هو أحد مكاسب ثورة فبراير (شباط)، وقد ظل متاحا في مناطق غرب ليبيا، ويجري التعبير عنه بكل حرية ضمن الأطر القانونية واحترام مؤسسات الدولة»، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وتوجه الدبيبة بالشكر لمنتسبي وزارة الداخلية على جهودهم في تأمين التظاهرة التي شهدها ميدان الشهداء، والتزامهم بحماية المتظاهرين والحفاظ على النظام العام، مؤكدا أن «إنهاء المجموعات المسلحة والانحياز الكامل إلى أجهزة الشرطة والأمن النظامية، هو مطلب شعبي واسع يشكل حجر الأساس لبناء دولة القانون والمؤسسات».

من ناحيته، وفي بيان عاجل، اعتبر الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، حكومة الدبيبة «فاقدة للشرعية سياسيا وقانونيا وشعبيا»، موضحا أنها «لم تعد تمثل إرادة الليبيين»، وعليه فإنها «تعد حكومة ساقطة الشرعية ولا يجوز لها الاستمرار في ممارسة مهامها». على حد تعبيره.

ليبيون يتظاهرون للمطالبة باستقالة حكومة الدبيبة في طرابلس (إ.ب.أ)

وقال المشري، الذي ينافس محمد تكالة على رئاسة مجلس الدولة، إنه سيخاطب رئيس مجلس النواب للتواصل الفوري من أجل البدء في إجراءات تكليف شخصية وطنية تتولى مهام رئاسة حكومة مؤقتة خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة، وذلك وفق قوله لـ«ضمان استمرارية المؤسسات وتفادي الفراغ التنفيذي، إلى حين التوافق بين المجلسين على حكومة مؤقتة بإدارة شؤون الدولة لفترة انتقالية قصيرة ومحددة، تلتزم بتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء انتخابات شاملة وشفافة في أقرب وقت».

وذكرت وسائل إعلام أن المجلس الرئاسي الليبي يعقد اجتماعًا عاجلًا لبحث تطورات الأوضاع، و«مناقشة الاستجابة للمطالب الشعبية، ويواصل اتصالاته داخليًا وخارجيًا بعد استقالة وزراء من حكومة الوحدة، لضمان الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد وفق الأطر الدستورية».

وقالت حكومة الدبيبة إنها تتابع ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن استقالة وزراء وعدد من الوكلاء، مضيفة: «نؤكد أنه لا يعكس الحقيقة».

وتابعت: «كافة الوزراء يواصلون عملهم بصفة طبيعية وأي قرارات رسمية تصدر حصريا عبر القنوات المعتمدة».

وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على حق الليبيين في الاحتجاج السلمي، وحذرت من أي تصعيد أو استخدام للعنف ضد المتظاهرين السلميين بوصفه، إن حدث، سيمثل انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان.

مظاهرات ضد حكومة الدبيبة

وتجددت المظاهرات في طرابلس، مساء اليوم الجمعة، في أعقاب الأحداث الدامية والاشتباكات التي شهدتها عاصمة ليبيا يومي الاثنين والثلاثاء، وما تلاها يوم الأربعاء من مظاهرات تعرضت لإطلاق نار.

وخرجت مجموعات كبيرة من أهالي المدينة، بعد عصر الجمعة، من أنحاء متفرقة ومن مدينتي الزاوية وورشفانة، وتجمهرت الحشود في ميدان الشهداء حيث تم رفع لافتات وإطلاق هتافات تطالب بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها عبدالحميد الدبيبة. واتهم المتظاهرون الدبيبة بافتعال الأحداث الأمنية الأخيرة، مطالبين برحيله مع الحكومة، أو الدخول في حالة عصيان مدني.

ونظمت المظاهرات في ظل تواجد أمني كثيف من أفراد الشرطة والنجاة والمرور، دون أن تسجل أي خروقات حتى اللحظة.

ومع حلول المساء، توجهت الحشود إلى مقر الحكومة بطريق السكة للمطالبة بإسقاطها.

وناشدت البعثة جميع الأطراف حماية المدنيين كما استنكرت الهجوم على مقر مصرف ليبيا المركزي.

وانضمت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد وحماية المدنيين واحترام وقف إطلاق النار.

في الوقت نفسه، أدانت الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان ما وصفته باعتداء مجموعات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية على مقر مصرف ليبيا المركزي في طرابلس قبل يومين.

واتهمت الحكومة المكلفة من البرلمان، في بيان، مجموعة مسلحة تدعى «قوات الدعم العام» تتبع مباشرة لحكومة الوحدة الوطنية بمحاولة «سرقة خزائن ومرافق البنك المركزي بهدف اختلاس الأموال والمنقولات الموجودة بها».

وطالب البيان النائب العام بالتحقيق في واقعة الاعتداء على مقر المصرف المركزي وضبط مرتكبيها ومن حرضهم أو سهل لهم ارتكابها.