الجزائر: تسريع خطة تحلية مياه البحر لحل «أزمة العطش»

تفادياً للاحتجاجات الشعبية التي تتكرر مع اقتراب الصيف

الجزائر: تسريع خطة تحلية مياه البحر لحل «أزمة العطش»
TT
20

الجزائر: تسريع خطة تحلية مياه البحر لحل «أزمة العطش»

الجزائر: تسريع خطة تحلية مياه البحر لحل «أزمة العطش»

سرّعت الحكومة الجزائرية تنفيذ خطة لتحلية مياه البحر، تم إطلاقها منذ سنوات طويلة، لتفادي الاحتجاجات الشعبية التي أصبحت مألوفة مع اقتراب فصل الصيف، حيث يزداد الطلب على مياه الشرب.

وتعهّد رئيس البلاد عبد المجيد تبون في عام 2023 بتوفير المياه لجميع السكان (45 مليون نسمة) لمدة 15 سنة دون أي انقطاع في الإمدادات.

وأولت الرئاسة الجزائرية ووسائل الإعلام، أهمية بالغة لنشاطين ميدانيين للرئيس عبد المجيد تبون. الأول كان في كبرى مدن غرب البلاد، وهران (400 كلم عن العاصمة)، والثاني في محافظة تيبازة (70 كلم غرب العاصمة)، وهما: تشغيل محطتين لتحلية مياه البحر المتوسط، للتقليل من «أزمة العطش» التي يعاني منها ملايين السكان في المناطق الغربية.

من أحد مشاريع التحلية (متداولة)
من أحد مشاريع التحلية (متداولة)

وقال تبون تعبيراً عن أهمية المشروعين، إنه «إنجاز عظيم تفتخر به الجزائر المنتصرة». و«الانتصار» هو الشعار الذي اختاره لحملة ولايته الثانية في الانتخابات التي جرت في 7 سبتمبر (أيلول) 2024. كما وصفهما بـ«الإنجاز العظيم»، مؤكداً أن «كل خطوة تخطوها بلادنا اليوم تؤكد أنها تقترب شيئاً فشيئاً لتكون في ساحة الدول الناشئة، وذلك بفضل رجال ونساء ساهرين وقائمين على رفع التحديات في كل القطاعات، لا سيما قطاع الري».

وتحدث تبون، في منشأة تحلية مياه البحر بتيبازة، عن مشروعات مشابهة بشرق البلاد، فقال: «بفضلها تمكنا من تلبية حاجيات المواطن من المياه الصالحة للشرب، وهي جهود لا تقدر لا بمال ولا بزمن، لا سيما في هذا الظرف الذي تتجه فيه منطقة المغرب العربي بصفة عامة، إلى نقص متواصل في المياه نتيجة شح الأمطار، لكن الحمد لله، وفقنا الله، وفكرنا منذ 3 سنوات في التوجه نحو تحلية مياه البحر وهو حل صائب».

يُذْكَر أن أول محطة للتحلية بوسط العاصمة تم إطلاقها عام 2005 من طرف الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019)، وتشمل خطة الحكومة بناء 5 محطات، كل واحدة منها تنتج 300 ألف متر مكعب يومياً.

وتعد محطة معالجة مياه البحر بوهران من أكبر المحطات في البلاد بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب من المياه يومياً. وهي كمية «تسهم في تلبية احتياجات سكان وهران و6 ولايات أخرى في الغرب الجزائري»، حسب تصريحات تبون، الذي زار المحطة مرفوقاً بنائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة. وأبرز أن المشروع تم إنجازه في 26 شهراً، وقال إن الجزائر «باتت حقاً قوة ضاربة في المنطقة»، مشيداً بـ«الجهود المبذولة من قبل العمال والمهندسين والمسؤولين الذين أسهموا في إتمام هذا المشروع الاستراتيجي».

وبنفس طاقة الإنتاج (300 ألف متر مكعب يومياً)، يرتقب أن تغطي منشأة تيبازة حاجيات سكان الجهة الغربية للعاصمة وولاية تيبازة، ومناطق من ولاية البليدة التي تقع بالجنوب الغربي. وهي مناطق تعرف ضغطاً كبيراً فيما يخص الحاجة إلى مياه الشرب، خصوصاً مع التوسع العمراني الذي شهدته في الـ20 سنة الماضية، ببناء أحياء سكنية كبيرة.

ونشبت مظاهرات كبيرة، الصيف الماضي، في ولاية تيارت (300 كلم غرب)، بسبب انقطاع المياه عن سكان المحافظة نتيجة لجفاف السد المحلي. وأوفدت الحكومة كبار مسؤوليها إلى المنطقة لتهدئة الغضب، وأطلقوا وعوداً بـ«تفكيك قنبلة العطش» في أقرب وقت.

وأعلنت وزارة الموارد المائية مطلع 2023 أن الجزائر باتت من ضمن الدول الفقيرة من حيث مصادر المياه، بسبب فترات جفاف طويلة ومتكررة، مع عجز في نسب تساقط الأمطار بلغ، حسبها، بين 40 و50 في المائة خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بالمعدلات السنوية الماضية، خصوصاً في الجهتين الوسطى والغربية للبلاد.

وأوضحت الوزارة أن «نقص وشح الأمطار بفعل التغيرات المناخية أثّر بشكل كبير على تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب، وقد برزت آثار هذه التحولات جلياً على 20 محافظة في البلاد»، من أصل 58 محافظة، مؤكدة أن «الجزائر تعيش، على غرار دول البحر الأبيض المتوسط، عجزاً مائياً ناجماً عن التغيرات المناخية، التي أثرت بشكل كبير على الدورات الطبيعية للمتساقطات المطرية».


مقالات ذات صلة

المعارضة المالية تتبنى تحطيم «درون» اخترقت أجواء الجزائر

شمال افريقيا بقايا «الدرون» بعد تحطيمها (المعارضة المالية المسلحة)

المعارضة المالية تتبنى تحطيم «درون» اخترقت أجواء الجزائر

تبنت المعارضة المالية المسلحة في شمال البلاد المتاخم للجزائر، عملية تحطيم الطائرة، مؤكدة أن المنطقة «باتت مقبرة» لمسيرات الجيش النظامي في باماكو.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عربية نحو 70 ألف مشجع احتشدوا في ملعب 5 جويلية لمباراة المولودية وأورلاندو (نادي المولودية)

«أبطال أفريقيا»: أورلاندو يعاقب مولودية الجزائر ويهزمه بملعبه

فاجأ أورلاندو بيراتس الجنوب الأفريقي مضيفه مولودية الجزائر وتغلبت عليه 1 /صفر في المباراة التي جمعتهما في ذهاب دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا صورة «الدرون» المحطمة (موقع مينا ديفانس الجزائري)

وزارة الدفاع الجزائرية تعلن إسقاط مسيرة مسلحة اخترقت المجال الجوي

قالت وزارة الدفاع الجزائرية، اليوم (الثلاثاء)، إنه جرى إسقاط طائرة مسيرة مسلحة اخترقت المجال الجوي للبلاد قرب مدينة تين زاوتين الحدودية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التوتر

أكد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون في اتصال هاتفي، اليوم (الاثنين)، أن العلاقات بين بلديهما عادت إلى طبيعتها بعد أشهر من الأزمة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري تعهد بتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد (الرئاسة)

الجزائر تعزز قدراتها الحربية بتسلم مقاتلات متطورة من روسيا

تسلمت الجزائر هذا الشهر أول مقاتلة من أصل 20 مقاتلة من طراز سوخوي (سو - 35) من المقرر تسلمها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)
جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

نشطاء: 85 قتيلاً في هجمات لـ«الدعم السريع» جنوب الخرطوم خلال أسبوع

جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)
جنود في منطقة استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع، 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، السودان 27 مارس 2025 (أ.ب)

قُتل 85 شخصاً وأُصيب عشرات في هجمات تشنّها «قوات الدعم السريع»، منذ أسبوع، على قرى تقع إلى الجنوب من الخرطوم، وفق ما أفاد به نشطاء، الأربعاء.

وجاء في بيان لتنسيقية لجان مقاومة كرري: «لليوم السابع على التوالي... ميليشيا الجنجويد تواصل هجماتها العنيفة على قرى الجموعية غرب جبل أولياء، ما أسفر عن أكثر من 85 شهيداً وعشرات المصابين والجرحى»، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».