الجيش يتقدم في الخرطوم ويضيق الخناق على «الدعم السريع»

قواته نفذت عملية عسكرية في عمق العاصمة

جنود من الجيش السوداني يحتفلون بتحرير مصفاة لتكرير النفط في شمال مدينة بحري يوم 25 يناير 2025 (رويترز)
جنود من الجيش السوداني يحتفلون بتحرير مصفاة لتكرير النفط في شمال مدينة بحري يوم 25 يناير 2025 (رويترز)
TT

الجيش يتقدم في الخرطوم ويضيق الخناق على «الدعم السريع»

جنود من الجيش السوداني يحتفلون بتحرير مصفاة لتكرير النفط في شمال مدينة بحري يوم 25 يناير 2025 (رويترز)
جنود من الجيش السوداني يحتفلون بتحرير مصفاة لتكرير النفط في شمال مدينة بحري يوم 25 يناير 2025 (رويترز)

قال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد ركن نبيل عبد الله، الأربعاء، إن قوات الجيش أحرزت تقدماً كبيراً في العاصمة الخرطوم، و«قامت بتطهير كامل مناطق الرميلة والإمدادات الطبية والمنطقة الصناعية ودار سك العملة».

وأضاف أن قوات الجيش تواصل توجيه الضربات الموجعة لـ«ميليشيات الدعم السريع» في كل المحاور وعلى مدار الساعة يومياً.

ونفذت قواته في سلاح المدرعات في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم عملية واسعة، نجحت في اختراق الخطوط الدفاعية لـ«قوات الدعم السريع»، واستعادة السيطرة على عدد من الأحياء السكنية جنوب وسط الخرطوم.

وبالسيطرة على هذه المواقع الجديدة قد يتمكن الجيش من تطويق «قوات الدعم السريع» في قلب الخرطوم وتضييق الحصار عليها.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)

وقال مستشار قائد «الدعم» الباشا طبيق، في تدوينة على منصة «إكس» إن قواته «تمكنت من القضاء على قوات الجيش وكتائب البراء الإرهابية التي كانت تحاول التسلل والانفتاح خارج سلاح الذخيرة باتجاه المنطقة الصناعية بالخرطوم. وتم تدمير دبابتين وعدد من المركبات العسكرية».

ولا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على الجزء الجنوبي لمقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، ومطار الخرطوم الدولي، كما تنتشر أسفل «جسر توتي» ومنطقة السوق العربي، بالإضافة إلى أحياء شرق الخرطوم بري والرياض والمنشية.

وتجري العمليات العسكرية من الاتجاه الجنوبي للعاصمة للتوغل أكثر نحو الوسط، لتضييق الخناق أكثر على «قوات الدعم السريع». وتواصل قوات الجيش والفصائل المتحالفة معه الزحف على الخرطوم، عبر مسارين من ولاية الجزيرة، ففي المسار الشرقي لنهر النيل الأزرق، اقتربت «قوات درع السودان»، بقيادة أبو عاقلة كيكل، من «جسر سوبا»، الرابط بين منطقة شرق النيل والخرطوم... وغرباً يواصل الجيش الاستيلاء على المزيد من البلدات والقرى التي تقع على بعد عشرات الكيلومترات جنوب العاصمة الخرطوم. وأفادت الأنباء بسيطرته على بلدة أبو قوتة منطقة أقصى شمال ولاية الجزيرة مع النيل الأبيض، بهدف استعادة السيطرة على «خزان جبل أولياء» الذي لا تزال تسيطر عليه «قوات الدعم السريع»، وكانت تستخدمه في تموين قواتها بالإمدادات العسكرية واللوجستية والجنود... وتنظيم عمليات الانسحاب من مدينتي الخرطوم وأم درمان.

قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

وكان رئيس «مجلس السيادة»، القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، توعد الثلاثاء بطرد «قوات الدعم السريع» من كل البلاد... وفي موازاة ذلك، أعلن «قوات الدعم» أنها منعت تقدماً للجيش في منطقة العليفون بشرق النيل كان يحاول الوصول إلى «جسر سوبا»، وكبدته خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وجددت التأكيد أنها لا تزال تسيطر على كل مواقعها في امتدادات العاصمة الخرطوم.

وفي غرب البلاد، قالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش إن الطيران الحربي نفذ فجراً غارات جوية مكثفة، على تجمعات «ميليشيا الدعم السريع» في الفاشر.

وأفاد سكان في الفاشر لـ«الشرق الأوسط» بأن الأوضاع بكل محاور المدينة كانت هادئة تماماً رغم ترقب تجدد القصف المدفعي والمعارك في أي وقت.


مقالات ذات صلة

عشرات القتلى والجرحى في غارات على سوق بدارفور... والجيش ينفي مسؤوليته

شمال افريقيا مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي لمكان القصف في سوق بلدة «طرة» بشمال دارفور

عشرات القتلى والجرحى في غارات على سوق بدارفور... والجيش ينفي مسؤوليته

أسفرت غارات جوية جديدة شنها الجيش السوداني على سوق بلدة بشمال دارفور (غرب البلاد)، الاثنين، عن مقتل المئات وإصابة مثلهم، وفق مصادر حقوقية ومحلية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني (وكالة السودان للأنباء)

بوادر أزمة بين السودان ودولتين جارتين

ردَّت تشاد وجنوب السودان على تصريحات عضو مجلس السيادة السوداني، ياسر العطا، التي هدَّد فيها تشاد باستهداف مطاراتها، وجنوب السودان بالعدوان العسكري.

شمال افريقيا جندي سوداني على سلالم القصر الرئاسي الملطخة بالدماء يوم الأحد بعد يومين من استعادته (خدمة نيويورك تايمز) play-circle

داخل القصر الرئاسي في الخرطوم... دماء طازجة وآثار دمار

جولة داخل قصر الرئاسة السوداني في الخرطوم بعد يومين من سيطرة الجيش عليه تكشف ضراوة المعارك التي جرت حوله وحجم الدمار الهائل الذي لحق به.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني أمام القصر الجمهوري بعد استعادة السيطرة عليه في الخرطوم (أ.ب)

مصر تدعم وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها

أعلن وزير الخارجية المصري، يوم الأحد، أن القاهرة تدعم الدولة السودانية ومؤسساتها، وتحرص على سرعة استعادة الأمن في السودان.

أحمد يونس (كمبالا) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مستشفى الشهداء التعليمي في الخرطوم نوفمبر 2024 (رويترز)

عاملات صحة في الخرطوم يخاطرن بحياتهن من أجل المرضى

كان العاملون في المجال الصحي السوداني ضحية اتهامات متكررة من المقاتلين بالتعاون مع العدو أو التقصير في علاج رفاقهم.

«الشرق الأوسط» (أم درمان (السودان))

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يتهمون واشنطن بشن غارتين على صعدة

يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى  لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)
يمنيون يتفقدون الأضرار في مبنى مستشفى لعلاج السرطان والأورام بعد يوم من استهدافه بغارة أميركية (أ.ف.ب)

أعلنت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، الثلاثاء، أن غارات جديدة نسبتها إلى الولايات المتحدة استهدفت محافظة صعدة معقل الحركة.

وأفاد مراسل القناة في المنطقة بـ«عدوان أميركي بغارتين على مديرية سحار».

ومنذ 15 مارس (آذار)، تشنّ الولايات المتحدة ضربات جوية كثيفة ضدّ الحوثيين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.

وفي ذاك اليوم، وجّهت الولايات المتحدة ضربات جويّة عدّة قالت إنها أودت بحياة مسؤولين كبار في الحركة التي أعلنت من جهتها مقتل 53 شخصاً جرّاء الغارات الأميركية.

ومذاك، تشهد المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن غارات أميركية بوتيرة شبه يومية.

وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالقضاء على الحركة المدعومة من إيران، محذّراً طهران من استمرار تقديم الدعم لها.

وعقب اندلاع الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ المتمرّدون الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية على إسرائيل وفي البحر الأحمر، حيث استهدفوا سفناً اتهموها بأنها على ارتباط بالدولة العبرية؛ وذلك دعماً للفلسطينيين، على حدّ قولهم.

وهم أوقفوا هجماتهم على إسرائيل والبحر الأحمر مع بدء سريان الهدنة في غزة في 19 يناير (كانون الثاني) 2025، لكنهم استأنفوها مع خرق الدولة العبرية للهدنة وتوعدوا بتكثيفها ما دام استمرّ القصف على القطاع.

وارتباطاً بالموضوع توعد الحوثيون في اليمن، بمواصلة عملياتها الهجومية إسناداً لغزة في مواجهة إسرائيل مهما كانت التبعات.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط في خطاب تابعته وكالة الأنباء الألمانية: «موقفنا واضح وثابت في مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولن يتغير حتى وقف العدوان، ورفع الحصار مهما كانت التبعات ومهما كانت النتائج، ولدينا من الخيارات ما يدفع عن بلدنا تجاوز أي متغطرس، وسنعلن عنها عند اللزوم».

وشدد المسؤول الحوثي قائلاً: «لن يثنينا العدوان الأميركي بكل أشكاله، عن الاستمرار في تلك المساندة التي كشفت عن صوابية موقفنا، وحقيقة التوحش والإجرام الأميركي، وتسقط كل ادعاءات وشعارات الحرية والحقوق عن هذا العدو أمام العالم وأمام أبناء شعبنا».

وأردف: «شرفنا الله في هذه الليالي الرمضانية، بالاستمرار بمشاركة إخواننا في فلسطين بقيادة غزة الإسلام والعروبة جهادهم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يقدمونها بسخاء في سبيل الله ودفاعاً عن شرف الأمة المهدور، ومقدساتها وحقوقها المغتصبة، وخوض البحر في وجه فرعون العصر أميركا».

ومضى قائلاً: «شعب الإيمان والحكمة لن يتأثر ولن يتراجع، بقدر ما يزيده العدوان الأميركي إصراراً على الصمود، واستمراراً في المساندة والنصرة».

ومنذ أيام يشن الحوثيون ضربات صاروخية ضد مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، عقب فشل الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»؛ «مساندة ودعماً لغزة»، على حد وصف الجماعة المتحالفة مع إيران.