«الحكومة الموازية» تنذر بانقسام في أكبر تحالف مدني سوداني

تنديد أممي بإعدامات ميدانية نفذها الجيش

 حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)
حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)
TT
20

«الحكومة الموازية» تنذر بانقسام في أكبر تحالف مدني سوداني

 حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)
حمدوك رئيس تنسيقية «تقدم» خلال أحد الاجتماعات في لندن أكتوبر الماضي (فيسبوك)

شكل التحالف المدني الأبرز في السودان «تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية»، الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، لجنة لـ«فك الارتباط» التنظيمي والسياسي بين طرفي صراع محتدم داخله، يدور حول تشكيل «حكومة موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع».

ويؤيد طرف في التنسيقية، قيام الحكومة الموازية ويعدها فرصة لتحقيق هدف «نزع شرعية» من الحكومة المدعومة من الجيش في بورتسودان، فيما يراها الطرف الآخر انحيازاً لأحد أطراف الصراع ومخالفة لمواثيق التحالف الذي لا يعترف بشرعية طرفي القتال، وهو ما عدّه مراقبون كثر خطوة باتجاه انشقاق رأسي في التحالف المدني الأوسع.

من ناحية ثانية، أبدى المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة فوركر تورك، أمس، «قلقه البالغ» إزاء تقارير أفادت بحصول عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين في الخرطوم ارتكبتها عناصر من الجيش وميليشيات متحالفة معه، مطالباً باجراء تحقيقات مستقلة.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

المشرق العربي سكان مخيم «نور شمس» في الضفة الغربية يُخلون منازلهم فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته بالمنطقة أمس (أ.ب)

إسرائيل تحشد جيشها لـ«حرب لم تنته»

حشدت إسرائيل جيشها لحرب رأت أنها «لم تنته» ضد حركة «حماس». وخلال مراسم تنصيبه، أمس، قال رئيس الأركان الجديد للجيش، إيال زامير، إن «حماس تلقت بالفعل ضربة قاسية.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي تجمع لقوات وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام في الصنمين بريف درعا ضد ميليشيا «الأمن العسكري»

اشتباكات بين الأمن السوري ومسلحين من النظام السابق في درعا

شهدت مدينة الصنمين الواقعة في ريف محافظة درعا بجنوب سوريا، أمس (الأربعاء)، اشتباكات عنيفة بين الأمن ومسلحين «مرتبطين بالأمن العسكري في النظام السابق».

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
الخليج 
أحد الاجتماعات الوزارية لمجلس التعاون لدول الخليج العربي في وقت سابق (إكس)

اجتماعات وزارية في مكة اليوم لمجلس التعاون مع 4 دول عربية

تستضيف العاصمة المقدسة مكة المكرمة، اجتماعات مشتركة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع نظرائهم في مصر وسوريا والمغرب والأردن، اليوم (الخميس).

سعيد الأبيض (مكة المكرمة)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

«التعامل مع ترمب» يثير خلافاً في بغداد

يواجه التحالف الحاكم في العراق خلافات، بسبب طريقة التعامل مع ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي لم تكشف عنها واشنطن حتى الآن.


الشرع يتموضع بروتوكولياً في «القمة العربية»... ويحبط رهانات

أحمد الشرع عقب كلمته في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أحمد الشرع عقب كلمته في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

الشرع يتموضع بروتوكولياً في «القمة العربية»... ويحبط رهانات

أحمد الشرع عقب كلمته في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أحمد الشرع عقب كلمته في افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الشهر الماضي (أ.ف.ب)

على رغم أن «القمة العربية الطارئة» التي عقدت في القاهرة، الثلاثاء، كانت من أجل القضية الفلسطينية واتخاذ موقف عربي موحد بشأن الحرب في غزة، فإن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع «يمكن اعتباره أحد أكثر المستفيدين خلال تلك القمة، حيث تموضع بروتوكولياً بين القادة العرب، وأحبط الرهانات على نبذه واستبعاده عقب وصوله للسلطة»، بحسب ما أكده خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

الخبراء أشاروا إلى أن الشرع «بدا كما لو كان رئيساً متمرساً، حيث استغل كل الإجراءات البروتوكولية الخاصة بحضور القمم لإظهار نفسه وشخصيته خلال القمة العربية الطارئة، بدءاً من استقباله في المطار، ثم لقائه مع رئيس البلد المضيف، فضلاً عن عقد محادثات مع قادة آخرين، ومسؤولين دوليين على هامش القمة، وإلقاء كلمة وعدم الاكتفاء بالمشاركة الصامتة من أجل التصويت على القرارات فقط».

وتعد تلك هي الزيارة الأولى للشرع إلى مصر منذ وصوله للسلطة، حيث تم استقباله رسمياً في مطار القاهرة الدولي، ثم التقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعقدا جلسة محادثات ثنائية، أكد الشرع خلالها رغبته في «فتح صفحة جديدة للعلاقات بين سوريا ومصر».

وعقب وصول الشرع للسلطة في سوريا، بدت على السطح علامات تم تفسيرها على أنها تفيد بتوتر العلاقات مع السلطة المصرية، بخاصة بعد انتشار صورة جمعت الشرع مع أحد المطلوبين للقضاء في مصر، وأيضاً قيام أحد المصريين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب الشرع في سوريا بتسجيل فيديو وجّه فيه إساءات للحكومة المصرية؛ إلا أن تقارير إعلامية سورية أفادت بتوقيف سلطات دمشق لهذا الشاب.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الشرع منذ وصوله للسلطة كان حريصاً على ألا يُغضب أي دولة، وبخاصة مصر، وتم اتخاذ إجراءات ضد أي أمور بدرت من أشخاص على أرض سوريا في حقّها، كما لم يطلق أي تصريحات تثير الانتقادات أو الخلافات، وكذلك غيّر في طريقة ملابسه ومظهره، ولذلك جاءت ثمرة جهوده متمثلة في احتضان القادة العرب له بالقمة العربية، وهي أول مؤتمر دولي يحضره منذ توليه السلطة».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

وأوضح السيد أن «الشرع أظهر براعة خلال القمة، حيث أكد حضوره وحضور دولته على أنها لها علاقات طبيعية مع الجميع، وثبّت مكانته كرئيس لهذه الدولة، وأكد على استعادة موقعها بين العرب داخل الجامعة العربية».

كذلك، فإن الشرع عقد على هامش القمة جلسة محادثات مع الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، وبحثا المسائل العالقة بين الجانبين.

والتقى أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي. كما عقد جلسة محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حيث ناقشا سبل دعم المجتمع الدولي لسوريا، كما قابل رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا.

جانب من لقاء السيسي والشرع في القاهرة عقب «القمة العربية» (الرئاسة المصرية)
جانب من لقاء السيسي والشرع في القاهرة عقب «القمة العربية» (الرئاسة المصرية)

وكان من أبرز مشاهد القمة التي أثارت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه بعد التقاط الزعماء المشاركين الصورة التذكارية وتوجههم إلى قاعة الاجتماعات، كان الشرع يسير متأخراً عن بقية الزعماء، فما كان من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلا أن تأخر قليلاً وأمسك بيد الشرع، وقدّمه ليسير في الصف الثاني مع ابتسامة متبادلة.

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً، السفير رؤوف سعد، إن «الشرع جاء إلى القمة العربية بدعوة رسمية من مصر، أي أنه استجاب للدعوة المصرية ولم يأتِ رغماً عن القاهرة، وتعامل بشكل طبيعي وفقاً للبروتوكول والحقوق المكفولة له، لأن مصر أيضاً تعاملت معه بحكمة ورغبة في ضمّه للصفّ العربي في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

سعد أضاف لـ«الشرق الأوسط»، أنه «على عكس ما راهن البعض، فإن مصر لم تعادِ ولن تعادي سوريا تحت أي ظرف، وهذا ظهر جلياً في تلك القمة، ومن خلال لقاء الرئيس السيسي بالشرع ومصافحتهما معاً».

تجدر الإشارة إلى أن هناك أصواتاً مصرية كثيرة كانت تراهن على أن القاهرة لن تتعامل مع الشرع، وبرز بين هذه الأصوات إعلاميون وناشطون سياسيون، وصفوا الشرع بـ«الإرهابي» وأنه «صناعة أميركية»، وأكدوا صعوبة تطبيع العلاقات بين سلطات البلدين في وجوده.

وفي كلمته بالقمة العربية الطارئة، قال الشرع إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد سنين من الغياب هي لحظة تاريخية ترسخ مفاهيم الوحدة والعمل المشترك، موضحاً أن تلك العودة تأتي في وقت بالغ الأهمية لا يمكن خلاله تجاوز التحديات إلا من خلال التعاون المشترك.

وترى أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، أن «ما حصده الشرع في القمة العربية جاء نتيجة الدعم السابق له من دول كبرى كالسعودية التي استقبلته في زيارة رسمية، وأيضاً قيام عدد من القادة والمسؤولين الغربيين بزيارة دمشق ولقائه بعد أيام من توليه السلطة».

الشيخ أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يكن هناك منطق للرهانات على نبذه من جانب بعض الدول العربية، خاصة أنه لم يصدر منه ما يعزز تلك الرهانات، وكان يصرح من أول يوم في السلطة بحرصه على العلاقة مع جميع الدول».

وشدّدت على أن «الدبلوماسية المصرية تتعامل بحكمة وحرفية شديدة. ولو لم تتم دعوته للقمة، لكان ذلك سيثير الاستفهام، وبما أنه تمت دعوته، فكان طبيعياً أن يحصل على التقدير اللازم، لأن هذه هي تقاليد الدبلوماسية المصرية، بخاصة أن الرجل يؤكد يومياً تقديره الكبير لمصر ولجميع الدول العربية».