سلطات طرابلس تدعو المبعوثة الأممية الجديدة لتبنّي الاستفتاء على الدستور

بعد تعهد هانا تيتيه العمل مع جميع الأطراف لحلحلة الأزمة الليبية

الدبيبة وتكالة في لقاء سابق بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة وتكالة في لقاء سابق بطرابلس (حكومة الوحدة)
TT
20

سلطات طرابلس تدعو المبعوثة الأممية الجديدة لتبنّي الاستفتاء على الدستور

الدبيبة وتكالة في لقاء سابق بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة وتكالة في لقاء سابق بطرابلس (حكومة الوحدة)

استبقت سلطات العاصمة طرابلس تسلم المبعوثة الأممية الجديدة، هانا تيتيه، مهامها في ليبيا لتبدي تمسكها بضرورة الاستفتاء على الدستور.

وقال مقربون من المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» إن «المزاج العام لكثيرين» بالعاصمة، بما فيهم الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، هو الاستفتاء على مسودة الدستور المُعدّ قبل 7 سنوات.

وتوقعت مصادر تحدثت إلى «الشرق الأوسط» أن يعرض محمد المنفي، وعبد الحميد الدبيبة، الأمر على تيتيه لدى قدومها إلى طرابلس، مشيرة إلى توحّد رؤيتهما بهذا الشأن، وبالتالي فإنهما يحضران لوضع الأمر أمام المبعوثة الأممية الجديدة.

يأتي ذلك مواكباً مع دعوة الهيئة التأسيسية المبعوثة الأممية إلى «اعتماد مسار الاستفتاء على الدستور قبل التوجه إلى الانتخابات»، وتصحيح ما أسمته بـ«توجهات المبعوثين السابقين».

وأبدت الهيئة التأسيسية تطلعها للتعاون المشترك مع المبعوثة لما يفضي إلى الاستقرار والوفاء بالاستحقاقات الدستورية والانتخابية في ليبيا، وفقاً للمسار الذي حدده الإعلان الدستوري المؤقت وتعديلاته.

المنفي بمدينة دار السلام التنزانية في حلقة نقاش مفتوحة من مؤتمر الطاقة في أفريقيا (المجلس الرئاسي)
المنفي بمدينة دار السلام التنزانية في حلقة نقاش مفتوحة من مؤتمر الطاقة في أفريقيا (المجلس الرئاسي)

وحثت الهيئة المبعوثة الجديدة على «تجاوز مواقف البعثات الأممية المتعاقبة» التي وصفتها بأنها «دأبت على تجاهل ما أنجزته الهيئة بإقرار مشروع الدستور، وما صدر من أحكام قضائية من المحكمة العليا دعماً لصحة العملية الدستورية». ورأت أن «كل متطلبات إقرار الدستور» متوفرة، وذلك بإصدار قانون الاستفتاء من مجلس النواب وموافقة مجلس الدولة، لكنها قالت إن البعثة الأممية «شرعت في إدخال البلاد في تعرجات أرهقتها، وعمّقت من أزماتها، وزادت من حدة الصراع بين مكوناتها الاجتماعية والسياسية والعسكرية».

وكانت هانا تيتيه قد تعهدت العمل مع جميع الأطراف المحلية والدولية التي لها اهتمامات بالأزمة الليبية، وقالت في تصريح لها عبر حسابها على منصة «إكس»: «سأبذل أقصى جهدي للعمل على الملف».

في غضون ذلك، قال الرئيس المكلف الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، مسعود سليمان، إن المؤسسة ستركز على زيادة إنتاجها وعلى الشفافية، في الوقت الذي يتطلع فيه ثاني أكبر بلد منتج للنفط في أفريقيا إلى التعافي من عدم استقرار مستمر منذ سنوات.

حقل زويتينة النفطي (رويترز)
حقل زويتينة النفطي (رويترز)

وتشرف المؤسسة الحكومية على إنتاج النفط والغاز الذي تعثر منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 بسبب أعمال عنف ارتكبتها فصائل ونزاعات عمالية.

وانخفض الإنتاج عدة مرات العام الماضي، وسط مشاحنات بين الجماعات المتنافسة على أمور عدة، من بينها قيادة المصرف المركزي الذي يسيطر على عائدات النفط الليبية.

وقال سليمان رداً على أسئلة عبر البريد الإلكتروني لوكالة «رويترز»، إن لدى المؤسسة الوطنية للنفط خطة استراتيجية لزيادة الإنتاج «سنستمر في تنفيذها وتعديلها كلما لزم الأمر».

وذكرت المؤسسة أنها كانت تنتج نحو 1.4 مليون برميل من النفط يومياً في نهاية عام 2024، لكن هدف ليبيا، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، هو مليونا برميل يومياً على المدى الأطول.

وفي شأن مختلف يتعلق بالمطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، طالبت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا وزارة العدل بحكومة «الوحدة الوطنية» المُؤقتة بإعفاء مدير إدارة عمليات الأمن القضائي بجهاز الشرطة القضائية، ومدير مؤسسة الإصلاح والتأهيل بطرابلس (معيتيقة)، أسامة نجيم، من مهام عمله.

ونجيم مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة «ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والمهاجرين المحتجزين، تضمنت القتل والتعذيب والاغتصاب».

كما طالبت المُؤسسة الوطنيّة السلطات الليبيّة، ممثلة في حكومة «الوحدة»، ومجلس النواب الليبي، ومكتب النائب العام، والمجلس الأعلى للقضاء، بالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية، والقبض على المطلوبين لها كافة، و«تسليمهم لضمان محاكمتهم وفق المعايير الدولية».

وأهابت المؤسسة بجميع الدول الموجود بها المطلوبون، سواء كان بناء على مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة، أو عن مكتب النائب العام الليبي، بتسليمهم إلى السلطات القضائية الليبية، وعدم تمكينهم من الفرار من العدالة. وشددت المؤسسة الوطنية على أهمية مطالبة المحكمة الجنائية بـ«مواصلة التحقيقات، والتقدم بطلبات للحصول على أوامر اعتقال أخرى بحق جميع المتورطين في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا».

وأفرجت روما الأسبوع الماضي عن نجيم الذي تم نقله على متن طائرة تابعة للحكومة الإيطالية إلى بلاده، بعد أيام فقط من القبض عليه في مدينة تورينو بشمال إيطاليا، بموجب مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية قالت فيها إنه مشتبه به «في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تضمنت القتل والتعذيب والاغتصاب».

وكان مكتب المدعي العام في روما فتح تحقيقاً مع رئيسة الحكومة الإيطالية على خلفية ترحيل نجيم. في حين شددت المؤسسة الوطنية على ضرورة تكثيف الجُهود المبذولة في ليبيا لتحقيق مطالب الضحايا والمتضررين في المشاركة والحماية والتعويض.


مقالات ذات صلة

رئيس «الوحدة» الليبية يتوعد بـ«إجراءات صارمة» ضد أي مسؤول «يتجاوز اختصاصه»

شمال افريقيا صدام حفتر رئيس القوات البرية يحضر تدريبات لعناصرها في بيلاروسيا (الجيش الوطني)

رئيس «الوحدة» الليبية يتوعد بـ«إجراءات صارمة» ضد أي مسؤول «يتجاوز اختصاصه»

انتقد رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، وزير التعليم العالي بحكومته، عمران القيب، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل بشأن حرائق الأصابعة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا أعضاء بمجلسي النواب و«الأعلى للدولة» الليبيين خلال اجتماعهما أخيراً بالقاهرة (النواب)

كيف ينظر الليبيون للدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية «عاجلة»؟

فجرت دعوة النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي، فوزي النويري، بإجراء انتخابات برلمانية عاجلة، جدلاً واسعا بالساحة السياسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا إحدى المزارع المتضررة في جنوب ليبيا (اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي)

الجنوب الليبي يشتكي «غزو» الجراد وضعف الإمكانات

أصيبت مزارع ومراعٍ بأضرار جسيمة في مناطق متفرقة من الجنوب الليبي جرّاء «الجراد الصحراوي» الذي تكمن خطورته في تدمير «محاصيل الحبوب والأشجار المثمرة».

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا تيتيه تلتقي السفير الإيطالي جيانلوكا ألبيريني في طرابلس (البعثة الأممية)

تيتيه توسّع لقاءاتها التعريفية بالممثلين الدوليين لبحث الأزمة الليبية

قالت البعثة الأممية إلى ليبيا إن رئيستها ناقشت مع السفير الإيطالي التطورات الجارية، و«إمكانات ليبيا الكبيرة والمتنوعة لتحقيق الاستقرار والازدهار».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا خلال ورشة عمل بـ«المركز الوطني لمكافحة الأمراض» عن إدارة مكافحة «الإيدز» والأمراض المنقولة جنسياً (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)

صدمة في ليبيا بعد نشر اعترافات مصابين بـ«الإيدز» متهمين بـ«نشر المثلية»

تحدث جهاز أمني بغرب ليبيا عمّن أسماهم «الفاسدين الذين يضربون عرض الحائط بكل القوانين والشرائع السماوية»، وذلك بعدما عرض اعترافات «متهمين بالإيدز ونشره».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقه

رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقه

رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس حزب الأمة الحالي فضل الله برمة ناصر خلال كلمته أمام اجتماع نيروبي في 18 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

فجر توقيع «إعلان السودان التأسيسي» الذي يهدف إلى إنشاء «حكومة موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، صراعات داخل حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب السودان، وأدى إلى تبادل بيانات متضاربة من قيادات الحزب، تراوحت بين الفصل والتعيين والحل لقيادات ومؤسسات الحزب.

وأصدرت «مؤسسة الرئاسة» التي تتكون من نواب رئيس الحزب ومستشاريه، قراراً بعزل الرئيس، اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر، وتسمية محمد عبد الله الدومة رئيساً مكلفاً جديداً. وأبرز أعضاء هذه المجموعة هم صديق إسماعيل، وإسماعيل كتر، ومريم الصادق المهدي.

من جانبه، فاجأ الرئيس المكلف، برمة ناصر، الجميع بإصدار قرار موازٍ حل بموجبه مؤسسة الرئاسة، وأعلن عزمه على تعيين هيئات ونواب ومساعدين جدد. وسانده في ذلك رئيس المكتب السياسي محمد الحسن المهدي، الذي عدّ قرار مؤسسة الرئاسة غير دستوري، وأن النواب والمستشارين يعينهم الرئيس ولا يملكون حق عزله.

وكانت قد بدأت بوادر هذا الخلاف حول زعامة الحزب مباشرة بعد رحيل الزعيم التاريخي الصادق المهدي، الذي كان آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي. وبعد وفاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تم اختيار برمة ناصر رئيساً مكلفاً، مما أبقى الصراع على زعامة الحزب خفياً في ظل الصراعات الأخرى الأكبر حجماً والتي كانت تهدد مستقبل البلاد.

لكن عندما اندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) 2023، تفاقم الخلاف داخل الحزب حول المواقف المختلفة، إلى أن وصل إلى الخلاف العلني الحالي، فيما يشبه الانشقاق.

صراع الأخوة

الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبدالرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)
الصادق المهدي (يمين) وابنه الأكبر عبدالرحمن في فعالية دينية لطائفة الأنصار (أرشيفية - غيتي)

تاريخياً ظل حزب الأمة يخضع لقيادة آل المهدي، ومع اندلاع الحرب اختار الجنرال المتقاعد برمة ناصر - مدعوماً بجناح من أسرة المهدي يقوده صديق ابن الصادق، الانحياز للقوى المدنية المناهضة للحرب والمنضوية تحت مظلة «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» المعروفة اختصاراً بـ«تقدم». وفي المقابل انحاز التيار الآخر من أسرة المهدي بقيادة الابن الأكبر عبد الرحمن، للجيش بتأييد بعض أفراد الأسرة الآخرين.

وللصراعات في حزب الأمة أبعاد سياسية ودينية وأسرية، برزت أول مرة في ستينات القرن الماضي، بين الصادق المهدي الطامح آنذاك في رئاسة الحزب، وعمه راعي الحزب الهادي المهدي. وأدى ذلك الصراع لانقسام إلى جناحين، أحدهما بقيادة الصادق، والآخر بقيادة الإمام الهادي.

لكن الحزب توحد لاحقاً تحت قيادة الصادق، بعد مقتل الإمام الهادي على أيدي السلطة العسكرية التي استولت على الحكم في انقلاب عسكري عام 1969. فجمع الصادق بين رئاسة الحزب وإمامة طائفة «الأنصار» التي تشكل الغالبية العظمى لأتباع الحزب، بعد أن كان المنصبان منفصلين، وهو ما عُرف بالجمع بين «القداسة والسياسة».

ويقول مقربون من الحزب إنه عندما تولى الجنرال المتقاعد فضل الله برمة ناصر رئاسة الحزب بعد رحيل زعيمه التاريخي الصادق المهدي، أصبح ناصر أول رئيس للحزب من خارج بيت المهدي، لذلك واجهت رئاسته تحديات عدة، على رأسها طموحات بعض أبناء المهدوي في المنصب.

وتأثر الحزب بتفاقم خلافات الأسرة المهدوية، خصوصاً بعد اندلاع الحرب وبروز تيارين داخل الأسرة، ثم تفجر الوضع مؤخراً بعد توقيع رئيس الحزب برمة ناصر على «إعلان السودان التأسيسي» الذي يطالب بدولة علمانية فيدرالية. وتاريخياً يستند حزب الأمة إلى إرث الثورة المهدية في منتصف القرن التاسع التي كانت دينية الطابع، لكن الحزب ساند الأنظمة الديمقراطية في معظم الأوقات الحديثة بعد الاستقلال.

تيارات ثلاثة

صديق الصادق المهدي خلال كلمته في اجتماع لتحالف الحرية والتغيير المدني في القاهرة (اللجنة الإعلامية للتحالف)
صديق الصادق المهدي خلال كلمته في اجتماع لتحالف الحرية والتغيير المدني في القاهرة (اللجنة الإعلامية للتحالف)

وقال القيادي في الحزب صلاح جلال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القداسة انتهت بموت الصادق المهدي، ولا يوجد الآن شخص يحمل رمزية دينية لتقدسه جماهير طائفة الأنصار». وحسب جلال، تصطرع 3 تيارات داخل الحزب الآن: تيار مؤيد لحكومة بورتسودان التي يقودها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وتسانده الحركة الإسلامية، ويتكون هذا التيار من محمد عبد الله الدومة والفريق صديق إسماعيل وآخرين، ويقوده من خلف ستار عبد الرحمن الصادق المهدي. والتيار الثاني ينتمي إلى تحالف «تقدم»، ويقوده الأمين العام للحزب الواثق البرير وصديق الصادق المهدي. وتيار ثالث بقيادة رئيس الحزب برمة ناصر، وهو التيار الذي وقع على «الميثاق التأسيسي».

وتعليقاً على قرارات العزل والتجميد الصادرة من التيارات الحزبية، قال جلال: «رئيس الحزب هو المسؤول السياسي الأول، ويحاسبه المؤتمر العام، ويملك شرعية دستورية ومؤسسية في اتخاذ القرارات». وتابع: «المجموعة التي فصلته نواب ومستشارون يعينهم ويعزلهم الرئيس ولا يمكنهم فصله، ولا تؤيدهم تقاليد دستورية أو تنظيمية، ومن حق الرئيس إيقافهم بنص دستور الحزب، ولائحة الطوارئ الحزبية التي تكفل للرئيس تجميد كل الأجهزة وتشكيل أجهزة طوارئ».

وأضاف جلال أن أنصار الحزب في إقليمي كردفان ودافور في غرب السودان يمثلون 60 في المائة تقريباً من جماهير الحزب، وهم يؤيدون «ميثاق التأسيس»، وينظرون إلى اللواء برمة ناصر بوصفه بطلاً.

خلافات مكبوتة

زعيم حزب الأمة الراحل الصادق المهدي وهو آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي (أ.ف.ب)
زعيم حزب الأمة الراحل الصادق المهدي وهو آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي (أ.ف.ب)

وبحسب الصحافي محمد لطيف، تكمن مشكلة حزب الأمة في الإدارة المركزية التي كانت متبعة في عهد الزعيم الراحل الصادق المهدي، قائلاً: «ظلت الكلمة الأولى والأخيرة للإمام الصادق بغض النظر عن الخلافات والاختلافات... وبغيابه برزت الخلافات المكبوتة إلى السطح».

وأضاف: «في حياة الإمام الصادق كان هناك رأي سلبي من انخراط نجله عبد الرحمن في حكومة (الرئيس السابق) البشير، لكن بغياب الصادق انقسم الأشقاء إلى مجموعتين، لكل مجموعة موقفها من عبد الرحمن، وانعكس ذلك على الحزب فتعقدت أموره، لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم».

ولخص لطيف الخلافات بقوله إن «حزب الأمة في مفترق طرق، ويصعب الحديث عن تجاوز الأزمة أو رتق هذا الخلاف لأنه أصبح خلافاً مؤسسياً واستراتيجياً، ونتوقع حدوث الأسوأ».