ليبيا: الدبيبة يرفض إجراء الانتخابات قبل وضع «الدستور»

بحث مع وفد أميركي تفعيل التعاون النفطي

لقاء الدبيبة مع مسؤولي شركات نفطية أميركية بحضور القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة (حكومة الوحدة)
لقاء الدبيبة مع مسؤولي شركات نفطية أميركية بحضور القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة (حكومة الوحدة)
TT

ليبيا: الدبيبة يرفض إجراء الانتخابات قبل وضع «الدستور»

لقاء الدبيبة مع مسؤولي شركات نفطية أميركية بحضور القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة (حكومة الوحدة)
لقاء الدبيبة مع مسؤولي شركات نفطية أميركية بحضور القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة (حكومة الوحدة)

جدد رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، رفضه إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة قبل اعتماد «مشروع لجنة الدستور». في حين حذرت تنظيمات محلية بمصراتة «حكومة الوحدة» من عواقب توقيف «محتجين».

واستغل الدبيبة حضوره، مساء السبت، فعاليات حفل خريجي «جامعة طرابلس»، لمطالبتهم بدعم «لجنة الدستور»، قائلاً: «لا بد أن يخرج الدستور لاستفتاء الليبيين عليه، وبعدها الدخول إلى انتخابات».

وخلص الدبيبة إلى أنه «لن يصلح معنا إلا الدستور لاختيار برلمان ورئيس ورئيس حكومة، ونختارهم شعبياً كما تفعل بقية شعوب العالم». ودعا الخريجين لأن يكونوا «جزءاً من مسيرة التنمية والاستقرار للنهوض بالبلاد، والمساهمة في تعزيز مفهوم عودة الحياة من خلال العمل الجاد والإبداع والبناء»، مؤكداً أن «طلبة العلم هم مَن تعول عليهم ليبيا بالمستقبل في المجالات كافة».

الدبيبة خلال مشاركته في حفل خريجي جامعة طرابلس (حكومة الوحدة)

وكان الدبيبة، بحث، مساء السبت، مع ممثلي شركة «نابروس» الأميركية الرائدة في خدمات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز، وشركة «السيل» المحلية، آفاق التعاون في قطاع الطاقة بين الشركات المحلية والدولية، بهدف تطوير مجال حفر الآبار وصيانتها.

وقال الدبيبة خلال «قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد» بطرابلس، إن إنتاج ليبيا من النفط تضاعف بعد تولي الحكومة مهامها، مؤكداً حرص حكومته على «إنفاق عوائد النفط وفقاً لتشريعات الدولة التي تضمن الشفافية والحوكمة والرقابة الكاملة».

وأعلن القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، تقديم مجموعة متنوعة من الشركات الأميركية «خبرة تقنية هائلة تعود بالنفع على قطاع الطاقة الليبي»، لافتاً إلى أن هناك «إمكانات أكبر بكثير للشراكة». عادّاً أن «الحضور القوي للشركات الأميركية في طرابلس يعكس دور قطاع الطاقة الليبي في السوق العالمية، والإمكانات الكبيرة للنمو»، مؤكداً التزام السفارة بدعم القطاع الخاص الأميركي، والعمل على تعزيز الشراكة الاقتصادية.

كما تحدث رئيس «المؤسسة الوطنية للنفط» المكلف، مسعود سليمان، عن السعي للوصول في إنتاج النفط إلى مليوني برميل يومياً خلال السنوات الثلاث المقبلة، «في حال توفر التمويل الكافي لتحقيق ذلك». وقال، مساء السبت: «قطاع النفط الليبي في تعافٍ مستمر»، لافتاً إلى زيادة إنتاج ليبيا من النفط الخام الذي تجاوز 1.4 مليون برميل يومياً، فضلاً عن إنتاج الغاز والمكثفات، رغم حجم التحديات والصعوبات التي واجهتها.

حقل نفط في مدينة راس لانوف شمال ليبيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وبدره، عدَّ وزير النفط والغاز المكلف بحكومة الدبيبة، خليفة عبد الصادق، في تصريحات على هامش «قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد»، أن «تطوير حقل (الحمادة NC7) النفطي أولوية قصوى بالنسبة للحكومة»، معرباً عن أسفه لـ«تسييس هذه المسألة أكثر من اللازم».

لكن وسائل إعلام محلية نشرت في المقابل خطاباً وجهه النائب العام، الصديق الصور، لديوان المحاسبة بالاستمرار في إيقاف هذه الصفقة، «لحين استكمال التحقيقات في القضية، وإحالة المتورطين من مؤسسة النفط إلى النيابة العامة».

في سياق آخر، أكد بيان مشترك لعدة تنظيمات محلية بمصراتة في غرب ليبيا، «رفض كل ممارسات القمع والخطف والقتل خارج القانون التي تشهدها المدينة أخيراً»، وطالب «المجلس الأعلى للقضاء» والنائب العام، بالتدخل «وتحديد الأجهزة الأمنية المنوط بها إجراء عمليات التحري والقبض على محتجين». ودعا البيان، الدبيبة، «لتحمل مسؤولياته»، وحذره من مغبة «استمرار سياسات التنكيل بالمعارضين والخصوم السياسيين».


مقالات ذات صلة

البعثة الأممية في ليبيا تبدي «قلقها البالغ» إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين للمهاجرين

شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين خلال استخراج جثث مجهولة الهوية من مقابر جماعية بترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

البعثة الأممية في ليبيا تبدي «قلقها البالغ» إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين للمهاجرين

أبدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم (الأربعاء)، قلقها البالغ إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين، تضمان ما يقرب من 60 جثة لمهاجرين غير شرعيين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عادل جمعة خلال اجتماع سابق مع عبد الحميد الدبيبة في طرابلس (حكومة الوحدة)

نجاة وزير في «الوحدة» الليبية من محاولة اغتيال

أدان المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة «المؤقتة» محاولة الاغتيال التي استهدفت وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، عادل جمعة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا من فعاليات الاجتماع السابق لـ«اللجنة الاستشارية» في مقر البعثة الأممية بطرابلس (البعثة الأممية)

هل تنجح «اللجنة الأممية» في تذليل الخلاف حول قانوني الانتخابات الليبية؟

يرى سياسيون ليبيون أن اللجنة الاستشارية التي شكلتها البعثة الأممية من 20 شخصية بهدف حل خلافات الأفرقاء بشأن قانوني الانتخابات العامة المعطلة تحتاج إلى دعم دولي

جاكلين زاهر (القاهرة )
العالم العربي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة (أرشيفية - أ.ف.ب)

نجاة وزير ليبي من محاولة اغتيال في طرابلس

نجا عادل جمعة، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الليبية في طرابلس، اليوم (الأربعاء)، من محاولة اغتيال، حسب بيان حكومي.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا أبو عجيلة المريمي ضابط الاستخبارات الليبية السابق (أرشيفية - رويترز)

عائلة المتهم بتفجير «لوكربي»: نختصم الدبيبة دولياً لتسهيله خطف أبو عجيلة

قال عبد المنعم المريمي، ابن شقيق أبو عجيلة، ضابط الاستخبارات الليبي، إنهم «سيُحركون دعاوى قضائية بمحاكم دولية الأيام المقبلة، يختصمون الدبيبة والمنقوش».

جمال جوهر (القاهرة)

«أزمة» في العلاقات المصرية - الأميركية... تكتمها السياسة ويبوح بها الإعلام

وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن قبل يومين (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن قبل يومين (الخارجية المصرية)
TT

«أزمة» في العلاقات المصرية - الأميركية... تكتمها السياسة ويبوح بها الإعلام

وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن قبل يومين (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن قبل يومين (الخارجية المصرية)

رغم خلو البيانات الرسمية المصرية والأميركية مما يشير إلى «أزمة» في العلاقات بين البلدين، في ظل حديثها الدائم عن «شراكة استراتيجية»، وتعاون لتحقيق المصالح المشتركة والاستقرار في المنطقة، برزت خلال الأيام الماضية إشارات إعلامية و«سوشيالية»، إلى «أزمة» مصحوبة بدعوات «للاصطفاف» مع الدولة المصرية في مواجهة ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ«تهجير الفلسطينيين والسيطرة على قطاع غزة».

ومنذ 25 يناير (كانون الثاني)، يقترح ترمب استقبال مصر والأردن لفلسطينيين بعد تهجيرهم من غزة، قبل أن تبدأ سلسلة من المواقف المصرية الرافضة، كان أبرزها حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، في 29 من الشهر الماضي بأن «تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه»، مروراً ببيانات لـ«الخارجية» ترفض ذلك الاقتراح، دون ذكر اسم الرئيس الأميركي.

ولم يتوقف ترمب عن تصريحاته باستقبال مصر للفلسطينيين، بل وصل إلى تلويحه، الاثنين، بتعليق مساعدات بلاده إلى مصر، حال ما لم تقبل بتهجير الفلسطينيين إليها، ما أشعل غضباً واسعاً بين المصريين، ظهر جلياً على منصات التواصل الاجتماعي.

ووسط تجاهل رسمي للتعليق على تكهنات وتساؤلات إعلامية بشأن إمكانية زيارة الرئيس السيسي واشنطن ولقاء ترمب، نقلت «رويترز» عن مصدرين أمنيين مصريين، الأربعاء، قولهما إن الرئيس السيسي «لن يسافر إلى واشنطن لإجراء محادثات في البيت الأبيض ما دام جدول الأعمال يشمل خطة الرئيس ترمب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة». بينما قال مسؤول أميركي، لم تسمه «رويترز»، إنه «لم يتم تحديد موعد لمثل هذه الزيارة».

وسبق أن نقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر مصرية وأميركية، أنه «لم يتم تحديد موعد للزيارة». وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، إلى أن «هناك دعوة مفتوحة للرئيس السيسي من الرئيس ترمب لزيارة الولايات المتحدة وإجراء لقاء بالبيت الأبيض، لكن لا معلومات عن تحديد موعد لتلك الزيارة».

وأوضح مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أنه «كان هناك حديث عن قيام السيسي بزيارة واشنطن خلال الشهر الجاري، لكن في ضوء تصاعد مقترح التهجير تم إرجاؤها منعاً لحدوث أزمة إذا ما نوقشت المسألة علانية، أو أدلى الرئيس الأميركي بتصريحات أمام الإعلام قد تسبب حرجاً للدولة المصرية، في ظل موقفها الرافض لإخراج الفلسطينيين من أرضهم».

وكانت وسائل إعلامية رجحت زيارة للسيسي إلى واشنطن في 18 فبراير (شباط) الجاري.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصادر رسمية، لم تسمها، قولها إن مصر أرسلت خلال الأيام الماضية ردوداً مباشرة إلى الولايات المتحدة حول المقترحات المطروحة بشأن غزة، مؤكدة أن «مصر مستاءة من التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين بخصوص تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن أو دول أخرى».

الحديث عن «أزمة» مصرية - أميركية، كان أكثر وضوحاً في وسائل الإعلام المصرية، فخصص المذيع المصري أحمد موسى، حلقة برنامج «على مسؤوليتي» مساء الثلاثاء، لمناقشة «كيفية مواجهة ابتزاز الولايات المتحدة»، مهاجماً الرئيس الأميركي ورافضاً طرحه وطريقة كلامه، متمنياً ألا يزور السيسي واشنطن.

ووفقاً لـ«رويترز» بدا عاهل الأردن الملك عبد الله منزعجاً، خلال اجتماعه، الثلاثاء، مع ترمب في البيت الأبيض، الذي ناقش خلاله خطته لغزة.

وقال المصدران لـ«رويترز» إن «هدف زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأخيرة لواشنطن، كان تجنب اجتماع محرج مماثل يحاول ترمب خلاله الضغط على السيسي»، وأشارا إلى أنه «بدا جلياً لعبد العاطي خلال لقائه بنظيره الأميركي ماركو روبيو أن خطة التهجير ستكون مطروحة على الطاولة إذا زار السيسي البلاد».

وكتب الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية. فليطلق ترمب تصريحاته كما يريد، لكن مصر ستبقى السند، وجيشنا سيحمي أمننا القومي، وهو مستعد لكل السيناريوهات في سبيل الوطن».

كما حذر في منشور آخر الرئيس الأميركي من «التورط مجدداً ضد الشعب الفلسطيني الأعزل». وقال: «هذا التدخل قد يفجر المنطقة بأسرها. الجحيم الذي تتوعد به قد يجر على أميركا أزمات ومشاكل كثيرة»، مشيراً إلى أن «مصر ستطرح رؤية شاملة تمنع التهجير وتبدأ مسيرة التعمير».

أما عضو مجلس النواب محمود بدر، فكتب عبر حسابه على منصة «إكس»، أن «الضغط على مصر سيكون اقتصادياً؛ كونه أكثر سلاح يستخدمه الأميركيون من خلال المعونة، وصندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات التي تخضع للهيمنة الأميركية».

وتصاعدت الحملات الإعلامية والسوشيالية ضد الرئيس الأميركي ومقترحاته بشأن «تهجير الفلسطينيين» و«السيطرة على غزة». وهاجمت الإعلامية المصرية لميس الحديدي، في برنامجها، الرئيس الأميركي واتهمته بأنه «يشتري ويبيع ما لا يملك».

وقالت في منشور آخر عبر «إكس»: «كنت اشتريت كندا والا جرينلاند والا قناة بنما... زهقنا، دور على حكاية جديدة».

ونشرت جريدة «المصري اليوم» المحلية، كاريكاتيراً يسخر من الرئيس الأميركي ومقترحاته، تحت عنوان «الأميركية للمقاولات فحت وردم وتهجير وخلافه».