مصر تكثف استعداداتها لإدخال المساعدات إلى غزة عبر رفح

وفد حكومي يزور العريش، السبت، تمهيداً لاستقبال الجرحى

شاحنات مصرية خلال انتظارها في وقت سابق لعبور معبر رفح (التحالف الوطني المصري للعمل الأهلي التنموي)
شاحنات مصرية خلال انتظارها في وقت سابق لعبور معبر رفح (التحالف الوطني المصري للعمل الأهلي التنموي)
TT

مصر تكثف استعداداتها لإدخال المساعدات إلى غزة عبر رفح

شاحنات مصرية خلال انتظارها في وقت سابق لعبور معبر رفح (التحالف الوطني المصري للعمل الأهلي التنموي)
شاحنات مصرية خلال انتظارها في وقت سابق لعبور معبر رفح (التحالف الوطني المصري للعمل الأهلي التنموي)

تُكثف مصر استعداداتها لإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين عبر معبر رفح، ويزور وفد حكومي مصري، السبت، مدينة العريش بشمال سيناء لتفقُّد مخازن المساعدات، والاطمئنان على جاهزية المستشفيات لاستقبال الجرحى من غزة، قبيل فتح معبر رفح، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وفق مصدر في «الهلال الأحمر المصري».

وقال المصدر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوفد يضم وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، ووزيرة التضامن مايا مرسي، وسوف يتفقد الوضع بشكل كامل في العريش، وكذلك في معبر رفح من الجانب المصري؛ لإعطاء التعليمات اللازمة فيما يخص تسهيل إدخال المساعدات، وكذلك استقبال الجرحى، وعبور العالقين من الجانبين».

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة، في بيان مشترك، الأربعاء، توصل إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجَزين، وإدخال المساعدات، والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار بين الطرفين.

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد نقلت عن مسؤول مطّلع، الخميس، أن «اتفاق وقف إطلاق النار يشمل السماح بدخول 600 شاحنة محمَّلة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع».

زيارة سابقة لوزير الصحة إلى الجانب المصري من معبر رفح (وزارة الصحة المصرية)

في حين نقلت وسائل إعلام مصرية، الجمعة، عن مصدر مطّلع، قوله إنه جرى الاتفاق على آلية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بمعدل 600 شاحنة يومياً، وذلك خلال اجتماعات فنية شهدتها العاصمة المصرية لوضع آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

الاجتماعات، وفقاً للتقارير الإعلامية، كانت بين وفد من السلطة الفلسطينية ووفد إسرائيلي من الجيش وجهاز الأمن العام «الشاباك»، حيث ناقشا آليات فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

واحتلت القوات الإسرائيلية الجانب الفلسطيني من معبر رفح، في مايو (أيار) الماضي، بعدما دمرت أجزاء كبيرة منه، ومنعت دخول المساعدات منه، وطالبت بممثلين دائمين لها فيه، وهو ما رفضته القاهرة، لكن لم يجرِ، حتى كتابة هذه السطور، إعلان تفاصيل الآلية التي سيعمل بها المعبر في جانبه الفلسطيني، ولا إعادة صيانته.

وذكرت الهيئة العامة للاستعلامات بمصر، في بيان، الخميس، أن وفداً من بعثة المراقبة الأوروبية سيصل إلى القاهرة، مطلع هذا الأسبوع، في إطار «الإعداد لتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في وقف إطلاق النار بغزة، ولوضع آلية لإعادة تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح».

مؤسسات أهلية و«الهلال الأحمر المصري» خلال تجهيز شاحنات في وقت سابق (التحالف الوطني المصري للعمل الأهلي التنموي)

يأتي ذلك في حين تستمر الجهود المصرية لتجهيز الشاحنات التي ستدخل من المعبر فور فتحه، حيث «جرى تجهيز نحو ألف شاحنة حتى الآن تحمل مستلزمات طبية وأدوية وملابس»، وفق ما صرَّح به منسق قافلة المساعدات أمام معبر رفح من الجانب المصري، محمد راجح.

راجح أوضح، لـ«الشرق الأوسط»، أنه يجري تجهيز الشاحنات بعدد أكبر من المطلوب إدخاله يومياً، حيث تستغرق عمليات التجهيز وقتاً حتى لا يقل العدد الذي يجري إدخاله عن الـ600 شاحنة المتفَق عليها في بنود وقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن «التجهيز يجري بالتنسيق بين التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي و(الهلال الأحمر المصري). والمساعدات تشمل تبرعات مصرية ودولية، أما بالنسبة لشاحنات الوقود فهي تجري بتنسيق بين السلطات مباشرة وليس من جانب المؤسسات الأهلية»، مشيراً إلى «احتفال أقامه المشرفون على قافلة المساعدات بالعريش مع العالقين الفلسطينيين، بقرب فتح المعبر وانتهاء معاناتهم».

وقبل حرب غزة، كان القطاع يستقبل أكثر من 500 شاحنة يومياً تنقل السلع المختلفة من جميع المعابر التجارية بين قطاع غزة وإسرائيل، ومنذ احتلال إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فإن المساعدات تدخل من معبر كرم أبوسالم، بما لا يزيد عن 40 شاحنة يومياً.


مقالات ذات صلة

تبادل الأسرى يواجه امتحان المرحلة الثانية

المشرق العربي فلسطينيون يرحبون بأسرى محررين في خان يونس السبت (أ.ف.ب)

تبادل الأسرى يواجه امتحان المرحلة الثانية

مع نجاح عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» في دفعتها السادسة، أمس، تتجه الأنظار الآن إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة. فبينما قالت

كفاح زبون (رام الله)
شمال افريقيا جانب من تسليم الرهائن خلال عملية التبادل السادسة في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

مصر تتحدث عن عدم رغبة «حماس» في «إدارة غزة»

تأكيدات مصرية بالتزام «حماس» بعدم المشاركة في «إدارة قطاع غزة»، تأتي بعد حديث عربي عن أهمية تنحي الحركة خلال الفترة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري نازحون من غزة في وقت سابق تجمَّعوا بمنطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)

تحليل إخباري جولة روبيو للمنطقة... هل «تُنقذ» المرحلة الثانية من «اتفاق غزة»؟

أول جولة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ماركو روبيو للمنطقة، تبحث «المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تطغى السياسة على المهرجان (إدارة المهرجان)

أفلام فلسطينية وإسرائيلية تنقل «الصراع» إلى «برلين السينمائي»

نقلت أفلام وثائقية فلسطينية وإسرائيلية الصراع العربي - الإسرائيلي إلى الدورة الـ75 من مهرجان «برلين السينمائي» التي تستمر حتى 23 فبراير (شباط) الحالي، في وقت…

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أديس أبابا (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تؤكد أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم (السبت)، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهمية تكثيف الجهود للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)

مؤتمر وزراء الداخلية العرب يبحث بتونس إشكاليات الهجرة والإرهاب والجريمة المنظمة

وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)
TT

مؤتمر وزراء الداخلية العرب يبحث بتونس إشكاليات الهجرة والإرهاب والجريمة المنظمة

وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً ممثلي بعض الوفود الوزارية والأمنية العربية المشاركة في المؤتمر (موقع وزارة الداخلية التونسية)

وصل إلى تونس، السبت والجمعة، عشرات من كبار قادة الشرطة والأمن العرب ووزراء الداخلية العرب وممثلي مؤسسات الأمن والاستعلامات ومكافحة الجريمة المنظمة دولياً، تحضيراً للمؤتمر السنوي لمجلس وزراء الداخلية العرب، الذي سيُعقد، الأحد، بتونس العاصمة.

وكشف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، أن هذا المؤتمر الأمني الكبير ينظم بمشاركة وزراء الداخلية وعدد من كبار قادة الأمن والشرطة والحماية المدنية في كل الدول العربية، وثلة من كبار المسؤولين عن أجهزة الأمن والاستخبارات الدولية والأوروبية.

وزير الداخلية التونسي خالد النوري مستقبلاً وزير داخلية سلطنة عمان حمود البوسعيدي والوفود الوزارية والأمنية العربية (موقع وزارة الداخلية التونسية)

وأوضح محمد بن علي كومان، ووزير الداخلية التونسي خالد النوري، أن المؤتمر السنوي الجديد لمجلس وزراء الداخلية الجديد «سيُفتتح بكلمة يُلقيها ممثل عن الرئيس قيس سعيد، الذي يعقد المؤتمر تحت رعايته».

وكشفت الأمانة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالمناسبة أن الدورة السنوية الجديدة لمجلس وزراء الداخلية العرب، وهي الـ42 منذ انطلاق أعمال المؤسسة، بمبادرة من الأمير السعودي الراحل نايف بن عبد العزيز، تُنظم بحضور وزراء الداخلية في كل الدول العربية، وثلة من أبرز مستشاريهم ومساعديهم.

كما تُشارك في المؤتمر وفود أمنية رفيعة، إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية، والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (اليوروبول)، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وكذا الاتحاد الرياضي العربي للشرطة.

ومن بين ضيوف هذه الدورة شخصيات سياسية أمنية أوروبية بارزة، بينها وزيرة داخلية البرتغال، التي ستُعنى خاصة بالتنسيق حول ملفات تهريب البشر والمخدرات والسلع وملفات الإرهاب.

ومن المقرر أن يكون من بين أبرز المتدخلين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وزير الداخلية التونسي، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.

وسيعرض تقرير الأمين العام للمجلس أبرز مقررات لنحو 20 مؤتمراً أمنياً رفيع المستوى، التي عقدتها الأمانة العامة خلال عام 2024، بمشاركة كبار المسؤولين في قطاعات الشرطة والأمن والاستخبارات. ويتناول التقرير قضايا مهمة، مثل مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات، والإرهاب، والهجرة غير النظامية. كما سيتناول المؤتمر في أولوياته «تعزيز التعاون الشرطي بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية»، وإصدار توصيات تهدف إلى زيادة التنسيق الأمني بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

النوري في استقبال وزير داخلية سلطنة عمان حمود البوسعيدي (موقع وزارة الداخلية التونسية)

ووفق المصادر نفسها، فإن من أبرز الملفات التي يتضمنها جدول أعمال الدورة مشروع خطة مرحلية 11 للاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، ومشروع خطة مرحلية سابعة للاستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدني)، ومشروع خطة مرحلية ثانية «للاستراتيجية العربية لمواجهة جرائم تقنية المعلومات».

كما تناقش الدورة أيضاً الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية التي تمر بأزمات حادة، مثل السودان ولبنان وفلسطين المحتلة، إلى جانب عدد من الموضوعات المهمة المدرجة على جدول الأعمال، منها تقرير الأمين العام للمجلس عن أعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس الحادية والأربعين والثانية والأربعين، وتقرير رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عن أعمال الجامعة بين دورتي المجلس الحادية والأربعين والثانية والأربعين.

وسبق انعقاد الدورة اجتماع تحضيري، الخميس الماضي، شارك فيه كبار قادة الأمن والشرطة العرب وممثلي الوزراء، لدراسة البنود الواردة على جدول الأعمال، وإعداد مشروعات القرارات اللازمة بشأنها، تمهيداً لعرضها على الدورة.