البرهان يرفض السلام قبل القضاء على «الدعم السريع»

اتهم من نواكشوط «قوى استعمارية جديدة بالوقوف خلف الميليشيا»

البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم  (أرشيفية - أ.ب)
البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم (أرشيفية - أ.ب)
TT

البرهان يرفض السلام قبل القضاء على «الدعم السريع»

البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم  (أرشيفية - أ.ب)
البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم (أرشيفية - أ.ب)

توعد رئيس «مجلس السيادة» الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، بمواصلة الحرب «حتى تحرير كل البلاد»، والقضاء على «الميليشيا وعملائها والمتعاونين معها ميدانياً»، ووجه اتهامات لـ«قوى استعمارية» قال إنها تقف خلف «الدعم السريع وتدعمه بالمال والسلاح والمرتزقة».

وقال البرهان في مواقف أطلقها من موريتانيا، وفقاً لما نقله إعلام «مجلس السيادة»، الثلاثاء، إن الحرب لن تتوقف إلا بعد «أن نحرر كل شبر دنسه هؤلاء المجرمون»، وتعهد بما سماه مواصلة القتال حتى «تحرير كل المدن والأرياف والقرى في سوداننا الحبيب».

ورهن البرهان في مواقفه العلاقة بالقوى السياسية في الداخل بموقفها من الحرب. وقال إن علاقة بلاده بالدول الخارجية ستبنى على المواقف من الحرب أيضاً.

ويقوم البرهان بجولة أفريقية شملت دول مالي، وغينيا بيساو، وسيراليون، والسنغال، وموريتانيا. ووفقاً لمراقبين، فإن الجولة تهدف لخلق «لوبي» من مجموعة الدول التي ساءت علاقاتها بالدول الغربية، ولإعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي المجمدة منذ انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ولاستقطاب الدعم السياسي والدبلوماسي، وفرض حصار على «قوات الدعم السريع».

وقال عقب لقاءات مع الجالية السودانية في موريتانيا التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي: «إن أهل السودان قرروا القضاء على الميليشيا المجرمة القاتلة الناهبة المغتصبة من آل دقلو والمرتزقة والعملاء المتعاونين معهم».

وتوعد بـ«التوقف عن الكلام»، وهو تلميح لدعوات وقف الحرب عبر التفاوض، وقال: «ليس لدينا حديث كثير، حديثنا في الميدان حتى القضاء على هؤلاء المجرمين القتلة». واشترط لوقف الحرب عدم وجود «قوات الدعم السريع»، وتابع: «لسنا معترضين على أي سلام، نحن مع السلام وإيقاف الحرب، لكن بشرط عدم وجود هؤلاء الجنجويد والمرتزقة وأي جهة وشخص ساعدهم».

وأعاد تكرار وصف المعركة بأنها معركة «كرامة» كما درج الإعلام الحربي على وصفها، بقوله: «هذه المعركة معركة الشعب السوداني بكل قطاعاته المختلفة، الذي يدافع عن شرفه وعرضه وسكنه ووطنه».

وأوضح البرهان أنه قدم «شرحاً وتنويراً للقادة في دول غرب أفريقيا»، وأبلغهم أن السودان «يواجه غزواً واستعماراً جديدين»، وكشف لهم عن معلومات بأن «هناك قوى استعمارية جديدة – لم يسمها – تقف خلف (الدعم السريع)، وتدعمها بالمال والسلاح والمرتزقة»، وأضاف: «مهما دعمت وصرفت هذه القوة الاستعمارية الجديدة على هؤلاء المجرمين، نؤكد أن الشعب السوداني سيقف ويقاتل هؤلاء الجنجويد، ومن يساندهم سياسياً وعسكرياً».

البرهانفي حديث سابق إلى السودانيين (موقع مجلس السيادة السوداني - فيسبوك)

ووجه «التحية» لأهل ولاية الجزيرة وحاضرتها مدينة ود مدني، و«كل من شارك في تحرير وتطهير هذه المدن والقرى والأرياف التي دنسها مجرمو ومرتزقة آل دقلو».

وتعهد بالعفو عن كل من يضع السلاح، بقوله: «أي شخص يضع السلاح ويعد إلى رشده، ويعد إلى حضن الوطن، نقل له مرحباً، واليوم لدينا العديد من المجموعات سلمت نفسها ورحبنا بهم».


مقالات ذات صلة

البرهان: لن تُفرض أي حكومة على الشعب السوداني

شمال افريقيا عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وعبد الله حمدوك خلال زيارة لولاية القضارف يوم 16 أغسطس 2021 (مجلس السيادة الانتقالي) play-circle

البرهان: لن تُفرض أي حكومة على الشعب السوداني

خاطب عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الاثنين، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، قائلاً إن الشعب السوداني «لن تُفرض عليه أي حكومة».

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون في قرية جيربانا في جنوب السودان والتي تبعد 22 كيلومتراً عن الحدود السودانية (د.ب.أ)

غوتيريش: السودان يتمزق أمام أعيننا

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الأحد) إنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحد لوقف تدفق الأسلحة وتمويل إراقة الدماء في السودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
خاص هل يسمح ترمب بقاعدة روسية في السودان؟

خاص هل يسمح ترمب بقاعدة روسية في السودان؟

قال الدبلوماسي الأميركي كاميرون هدسون، إن إدارة الرئيس ترمب، ستهتم بمسألة الحرب في السودان، لأنها لا تريد أن يكون ملجأ للإرهاب، أوتشظيه مثل الصومال وليبيا.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة في باريس، 11 فبراير 2025 (أ.ب)

غوتيريش: تدفّق الأسلحة إلى السودان «يجب أن يتوقف»

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الجمعة)، إلى وقف تدفّق الأسلحة إلى السودان، مشيراً إلى «أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الأفريقية».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
شمال افريقيا جنود سودانيون في مدينة ود مدني (أ.ف.ب) play-circle

الخارجية السودانية تبلغ الاتحاد الأفريقي بأن الجيش «بسط سيطرته» على البلاد

وجّه وزير الخارجية السوداني، الخميس، رسالة إلى الاتحاد الأفريقي، أبلغه خلالها بأن الجيش والقوات المتحالفة معه «بسطوا سيطرتهم» على ربوع البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

البرهان: لن تُفرض أي حكومة على الشعب السوداني

عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وعبد الله حمدوك خلال زيارة لولاية القضارف يوم 16 أغسطس 2021 (مجلس السيادة الانتقالي)
عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وعبد الله حمدوك خلال زيارة لولاية القضارف يوم 16 أغسطس 2021 (مجلس السيادة الانتقالي)
TT

البرهان: لن تُفرض أي حكومة على الشعب السوداني

عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وعبد الله حمدوك خلال زيارة لولاية القضارف يوم 16 أغسطس 2021 (مجلس السيادة الانتقالي)
عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وعبد الله حمدوك خلال زيارة لولاية القضارف يوم 16 أغسطس 2021 (مجلس السيادة الانتقالي)

خاطب عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الاثنين، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، قائلاً إن الشعب السوداني «لن تُفرَض عليه أي حكومة».

وأضاف البرهان، في كلمة ألقاها في بورتسودان: «على كل من يتحدث نيابة عن الشعب السوداني في الخارج ألا يحلم بأن يعود لحكم السودان. لن نقبل بأن يُفرض علينا حمدوك أو أي شخص آخر»، في إشارة إلى رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك الذي أطاح الجيش بحكومته في 2021.

وتابع البرهان قائلاً، إن على المجتمع الدولي «ألا يبذل جهداً في محاولة إعادة شخصيات منبوذة» إلى السودان.

وكانت قوى سياسية وشخصيات سودانية رافضة لمقترح تشكيل حكومة موازية، قد أعلنت، الأسبوع الماضي، تشكيل «التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة» (صمود) برئاسة حمدوك، وذلك بعد حل «تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية» (تقدم) إثر خلافات بين أعضائها حول مسألة تشكيل حكومة بديلة للحكومة التي عينها الجيش، وتتخذ من بورتسودان مقراً لها.

وفي وقت سابق اليوم، أكدت قوى سياسية وحركات مسلحة و«قوات الدعم السريع» أنها بصدد توقيع ميثاق سياسي في كينيا، غداً الثلاثاء، لتكوين حكومة موازية.

ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، بعد خلافات حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم المناطق في إقليم دارفور، وعلى مساحات واسعة من ولاية كردفان. واستعاد الجيش في الأشهر القليلة الماضية السيطرة على عدة مناطق في وسط السودان كما يسيطر على شمال وشرق والبلاد.