اختصاصيون ليبيون يقترحون حلولاً لمواجهة العنف المجتمعي

برعاية أممية وبمشاركة أعيان ووجهاء من قبائل عدة

المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)
المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)
TT

اختصاصيون ليبيون يقترحون حلولاً لمواجهة العنف المجتمعي

المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)
المشاركون في ملتقى ليبي رعته البعثة الأممية وعُقد بتونس لمناقشات منع نشوب النزاعات (البعثة الأممية)

وضعت شخصيات قيادية ليبية مجموعة من الحلول لجهة «تعزيز سبل الحد من العنف المجتمعي ومنع نشوب النزاعات»، في البلد الذي يعاني الانقسام والإخفاء القسري، ويبحث عن «المصالحة الوطنية».

والحلول المعنية انتهت إليها «قيادات مؤثرة» من المجتمع الليبي، خلال ملتقى رَعَته البعثة الأممية على مدار يومين في تونس، وحضره أيضاً أعيان وحكماء وأكاديميون ونساء وشباب ونشطاء من جميع الأنحاء.

جانب من مناقشات أطياف ليبية مختلفة سبل منع نشوب النزاعات في البلاد (البعثة الأممية)

وقالت البعثة الأممية، في تصريح صحافي، إن« المبادرة تصب في إطار الجهود التي تبذلها البعثة لتعزيز سبل التخفيف من حدة العنف المجتمعي بوصفها وسيلة أساسية من وسائل بناء السلام من أجل سلام مستدام في ليبيا».

وتعاني ليبيا نزاعات تجاوزت عقداً من الزمن وأدت إلى نشوب صراعات جمة بين التشكيلات المسلَّحة، نجَمَ عنها خسائر في الأرواح وتهجير ونزوح وضوائق اقتصادية. لذا قالت البعثة إن الملتقى جمع «شخصيات قيادية مؤثرة» في المجتمع وحكماء وأكاديميين ونساء وشباباً ونشطاء، بقصد «الوقوف على هذه الإشكاليات التي تعانيها ليبيا».

وفي معرِض المناقشات التي جرت بين المجموعات، بتيسير من شعبة المؤسسات الأمنية التابعة للبعثة، بالإضافة إلى خبراء ليبيين في مجال الوساطة، تَدارس المشاركون بواعث النزاعات، باحثين في إمكانية إيجاد حلول لها.

ونقلت البعثة أنهم «وقفوا كذلك على المهارات والمعارف التي يجدر بقيادات المجتمعات التحلي بها ليتسنى لهم الاضطلاع بدور الوساطة وحل النزاعات التي قد تنشب على الصعيد المحلي».

وفي حين شدد المشاركون على «كون الوساطة وسيلة ناجعة لمنع نشوب النزاعات، أكد أحد المشاركين من الوجاهات الاجتماعية أهمية إحكام الدولة سيطرتها على السلاح، وضرورة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية».

وأوضحت البعثة أن المشاركين «سلَّطوا الضوء على أهمية الاستفادة من تجارب الوساطة في الماضي»، وذلك بمعرض طرحهم وسائل عملية للتفاوض، كما «رحّبوا بالاستراتيجيات التي عرضت، والتي تركز على بناء أواصر الثقة بين الأطراف المتنازعة، وتعزيز حوار بنّاء، والنهوض بسبل منع نشوب النزاعات».

جانب من مناقشات أطياف ليبية مختلفة سبل منع نشوب النزاعات في البلاد (البعثة الأممية)

ونوهت البعثة بأن الملتقى انتهى إلى مجموعة من المُخرَجات؛ من بينها «إعداد ميثاق استرشادي حول الوساطة وحل الخلافات والنـزاعات في المـجتمع الليبي، ويحدد خطوات يمكنها أن تساعد القائمين على الوساطة. وسيجري نشر هذا الميثاق في وقت لاحق». كما دعا إلى «العمل على صياغة تشريعات تنظم آليات الوساطة وفض النزاعات، وتعزيز دور الوسطاء، والنهوض بتنفيذ النتائج التي تخلص إليها جهود الوساطة».

ودعا المشاركون البعثة «لتكثيف عملها في بناء القدرات بمجال الحد من العنف المجتمعي والوساطة وتسخير الخبرات الدولية عبر مزيد من الملتقيات لتكثيف البحث في الموضوعات التي تناولها هذا الملتقى»، كما أكدوا أهمية «تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية بالوقوف على التحديات التي تحُول دون حصر الاستخدام المسؤول للقوة بالدولة، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية».

وشدد المشاركون على «تعزيز المناخ الملائم للعملية السياسية»، ومطالبة السلطات بالبلاد بـ«دعم جهود الوساطة، والنتائج التي تخلص إليها».


مقالات ذات صلة

ليبيا: «الرئاسي» يصعّد ضد «النواب» بشأن «المصالحة الوطنية»

شمال افريقيا المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)

ليبيا: «الرئاسي» يصعّد ضد «النواب» بشأن «المصالحة الوطنية»

طالب المجلس الرئاسي الليبي البرلمان بتجنب «القرارات الأحادية» التي قال إنها «تقوض الشراكة الوطنية وتؤثر سلباً على أمن واستقرار البلاد».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع الدبيبة مع سفير تركيا وملحقها العسكري (حكومة الوحدة)

ليبيا: مطالب بالتحقيق مع الدبيبة والمنقوش بسبب «لقاء كوهين»

وصول آليات عسكرية مفاجئة إلى طرابلس وقوات «الوحدة» تعزز مواقعها في الزاوية

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جل الليبيين عبّروا عن مخاوفهم من عودة الاقتتال إلى البلد (أ.ف.ب)

ليبيون يتخوفون من احتمال انهيار «اتفاق وقف النار» بين الحكومتين المتنازعتين

عوامل عديدة دفعت الليبيين خلال الأيام القليلة الماضية للقلق والخوف من احتمالية من عودة الاقتتال بين السلطتين المتنازعتين على السلطة في شرق البلاد وغربها.

جاكلين زاهر (القاهرة )
تحليل إخباري وصول نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف إلى مطار بنينا العام الماضي (الجيش الوطني)

تحليل إخباري بعد سقوط الأسد... روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها الأفريقية

أدى سقوط بشار الأسد في سوريا إلى عرقلة مشاريع روسيا في أفريقيا، وأرغمها على البحث عن نقطة إسناد بديلة بحوض البحر الأبيض المتوسط، متطلعة في هذا السياق إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا من عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين بغرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

تعذيب «مهاجرين» طلباً للفدية يذكّر مجدداً بـ«تجارة الرقيق» في ليبيا

يتداول حقوقيون ليبيون صوراً ومقاطع فيديو تظهر أشخاصاً من ذوي البشرة السمراء يتعرضون للضرب بخراطيم وأعواد خشبية وآخرين على أجسادهم آثار تعذيب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.