صالح والدبيبة يحتويان «انقسام» ديوان المحاسبة الليبي

وسط حديث عن «اقتراب» موعد تشكيل «حكومة موحدة»

الدبيبة في لقاء سابق مع عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة الوحدة)
الدبيبة في لقاء سابق مع عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة الوحدة)
TT

صالح والدبيبة يحتويان «انقسام» ديوان المحاسبة الليبي

الدبيبة في لقاء سابق مع عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة الوحدة)
الدبيبة في لقاء سابق مع عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة الوحدة)

وسط حديث عن اقتراب موعد تشكيل «حكومة ليبية موحدة» جديدة، احتوى عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وعبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، «انقسام» ديوان المحاسبة، وتمسّكا برئيسه الحالي خالد شكشك، لحين الفصل في «المناصب السيادية»، أو صدور حكم قضائي باتّ في الأزمة، التي ضربت الديوان الأسبوع الماضي.

ودخل ديوان المحاسبة، وهو أكبر جهاز رقابي في ليبيا، دائرة الصراع على قيادته بين رئيسه الحالي شكشك، ووكيله الموقوف عطية الله السعيطي، إثر إصدار محكمة ليبية بطرابلس أمراً ولائياً بإيقاف الأول؛ نظراً لـ«زوال صفته المبنية على قرار البرلمان عام 2014».

وفي أول تعليق له على الأزمة، أبدى صالح تمسّكه بشكشك، وقال إنه «سيستمر في أداء مهامه رئيساً لديوان المحاسبة حتى انتهاء الإجراءات القانونية، وأي تغيير على مستوى قيادة الديوان سيتم بعد تشكيل الحكومة الجديدة».

وكان المجلس الأعلى للقضاء قد أحال الحكم الصادر من محكمة طرابلس إلى 9 جهات بالدولة، للتشديد على وقف شكشك عن أداء مهامه، كما طالبهم بوضع القرار موضع التنفيذ، وعدم الاعتداد بأي قرارات صادرة عنه.

وطالب صالح في رسالة موجهة إلى شكشك باتخاذ كل الإجراءات التنظيمية والقانونية، المنظمة لسير العمل، حتى صدور حكم بات من القضاء المختص.

وفي منتصف الشهر الحالي، أطل الصراع على الديوان برأسه عقب أحاديث عن نقل أرشيف الديوان من مقره بمنطقة الظهرة، إلى مبنى بمجمع قصور الضيافة في منطقة حي دمشق بالعاصمة طرابلس. ورغم نفي الديوان في حينه، عبر بيان رسمي، ما أثير بشأن نقل أرشيفه «عنوة في جنح الظلام» إلى المقر الجديد، فإن البعثة الأممية والسفارة الأميركية أعربتا عن قلقهما إزاء تفاقم الوضع المتعلق بديوان المحاسبة.

كما تطرّق صالح إلى الإجراءات التي يعمل عليها مجلسه مع المجلس الأعلى للدولة بشأن «الحكومة الموحدة» الجديدة، وقال في تصريحات نقلتها «قناة ليبيا الحدث»: «إن الأمور تسير بخطى ثابتة نحو تشكيل (حكومة موحدة جديدة) بالتنسيق الكامل بين المجلسين».

ولفت صالح إلى طريقة اختيار رئيسها، قائلاً: «سيتم ذلك عبر عملية شفافة، وجلسة معلنة لمجلس النواب، مع الترحيب بحضور بعض الأطراف المعنية بالشأن الليبي، لضمان نزاهة وشفافية الإجراءات»، منوهاً بقبول «ملفين إضافيين مستوفيين للشروط نفسها من المتقدمين للترشح لرئاسة الحكومة».

صالح مستقبلاً في بنغازي مستشار رئيس جنوب أفريقيا مبعوثه الخاص شاوكي (مكتب صالح)

وأضاف صالح أن الأسبوع الحالي سيشهد حضور مجموعة من أعضاء المجلس الأعلى للدولة إلى مدينة القبة (شرق ليبيا) لمناقشة «الخطوات النهائية المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة، وملفات أخرى».

في السياق ذاته، أبدى الدبيبة تمسكه بشكشك، وقال: «إنه سيظل رئيساً لديوان المحاسبة، إلى حين الفصل في تسمية المناصب السيادية، وفق الاتفاق السياسي».

و«المناصب السيادية»، التي كانت محل جدل بين مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» سبعة، هي: محافظ المصرف المركزي، ورؤساء ديوان المحاسبة، وجهاز الرقابة الإدارية، وهيئة مكافحة الفساد، والمفوضية العليا للانتخابات، والمحكمة العليا، والنائب العام.

واستند الدبيبة في تمسّكه بشكشك إلى الخلاف المنظور أمام الدائرة العمالية الثالثة بمحكمة جنوب طرابلس الابتدائية، المحدد له جلسة ستُجرى في الثامن من يناير (تشرين الثاني) المقبل.

وقال الدبيبة في خطاب إلى الوزراء ورؤساء الهيئات والمؤسسات والمصالح إن شكشك «هو الممثل القانوني لدى ديوان المحاسبة»، ومن ثم، تم وأد «الانقسام»، حتى حين.

صالح مستقبلاً في بنغازي مستشار رئيس جنوب أفريقيا مبعوثه الخاص شاوكي (مكتب صالح)

في شأن مختلف، قال مكتب رئيس مجلس النواب، إنه استقبل في مكتبه مساء (الخميس) مستشار رئيس جنوب أفريقيا ومبعوثه الخاص، الدكتور بيجاني شاوكي، لبحث تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

في غضون ذلك، بحث رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، في ليبيا مع رؤساء قطاعات مختلفة أهم التحديات والصعوبات، التي تواجه مستخدمي القطاع وسبل تذليلها.

وقالت المؤسسة في تصريح صحافي، مساء الخميس، إن بن قدارة أكد «أهمية دور نقابات عمال النفط في نقل صورة واقع حال المستخدمين بالقطاع، والدفاع عن حقوقهم»، وأعرب عن استعداد مجلس إدارة المؤسسة للوقوف مع اتحاد عمال النفط، مشيداً بـ«كل العاملين في الإسهام الفعال في الرفع من مستوى معدل الإنتاج، حتى بلغت المليون وأربعمائة ألف برميل في اليوم».

وسبق أن أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، نهاية الأسبوع، أن ليبيا تجاوزت الإنتاج المستهدف خلال العام الحالي، الذي بلغ مليوناً و405 آلاف برميل، إضافة إلى 52 ألفاً و633 برميلاً من المكثفات.

وبشأن التخفيف من آثار السيول التي ضربت بعض مناطق بشرق ليبيا، قالت المؤسسة الوطنية للنفط، إن فرق الطوارئ بالشركات النفطية تواصل دعمها لمدينة أجدابيا.


مقالات ذات صلة

ليبيا: مطالب بالتحقيق مع الدبيبة والمنقوش بسبب «لقاء كوهين»

شمال افريقيا اجتماع الدبيبة مع سفير تركيا وملحقها العسكري (حكومة الوحدة)

ليبيا: مطالب بالتحقيق مع الدبيبة والمنقوش بسبب «لقاء كوهين»

وصول آليات عسكرية مفاجئة إلى طرابلس وقوات «الوحدة» تعزز مواقعها في الزاوية

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جل الليبيين عبّروا عن مخاوفهم من عودة الاقتتال إلى البلد (أ.ف.ب)

ليبيون يتخوفون من احتمال انهيار «اتفاق وقف النار» بين الحكومتين المتنازعتين

عوامل عديدة دفعت الليبيين خلال الأيام القليلة الماضية للقلق والخوف من احتمالية من عودة الاقتتال بين السلطتين المتنازعتين على السلطة في شرق البلاد وغربها.

جاكلين زاهر (القاهرة )
تحليل إخباري وصول نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف إلى مطار بنينا العام الماضي (الجيش الوطني)

تحليل إخباري بعد سقوط الأسد... روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها الأفريقية

أدى سقوط بشار الأسد في سوريا إلى عرقلة مشاريع روسيا في أفريقيا، وأرغمها على البحث عن نقطة إسناد بديلة بحوض البحر الأبيض المتوسط، متطلعة في هذا السياق إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شمال افريقيا من عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين بغرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

تعذيب «مهاجرين» طلباً للفدية يذكّر مجدداً بـ«تجارة الرقيق» في ليبيا

يتداول حقوقيون ليبيون صوراً ومقاطع فيديو تظهر أشخاصاً من ذوي البشرة السمراء يتعرضون للضرب بخراطيم وأعواد خشبية وآخرين على أجسادهم آثار تعذيب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها بعد سقوط حليفها الأسد

أدى سقوط بشار الأسد في سوريا إلى عرقلة مشاريع روسيا في أفريقيا، وأرغمها على البحث عن نقطة إسناد بديلة في حوض البحر المتوسط، متطلعة في هذا السياق إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الجيش التونسي يُبطل مفعول 491 لغماً في 2024

وحدة من قوات مكافحة الإرهاب التونسية (الشرق الأوسط)
وحدة من قوات مكافحة الإرهاب التونسية (الشرق الأوسط)
TT

الجيش التونسي يُبطل مفعول 491 لغماً في 2024

وحدة من قوات مكافحة الإرهاب التونسية (الشرق الأوسط)
وحدة من قوات مكافحة الإرهاب التونسية (الشرق الأوسط)

قال وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي، الأربعاء، في جلسة عامة في البرلمان، إن الوحدات العسكرية المختصة تمكنت من إبطال مفعول 491 لغماً بين يناير (كانون الثاني) وأغسطس (آب) في عام 2024.

وتنتشر هذه الألغام في المناطق، التي أعلنها الجيش «مناطق عمليات عسكرية»، إبان تصاعد العمليات الإرهابية بعد سنة 2011، وتقع في الغالب في المرتفعات وسفوح الجبال. وأغلب هذه الألغام تقليدية الصنع زرعتها جماعات متشددة، كما يعود بعضها أيضاً إلى حقبة الحرب العالمية الثانية.

وتسببت الألغام في انفجارات متواترة خلَّفت عشرات الوفيات وإصابات كبيرة في صفوف الجنود، ورعاة المواشي من المدنيين.

وفي ردّه على تساؤلات النواب حول جهود وزارة الدفاع في نزع الألغام، قال السهيلي، خلال هذه الجلسة العامّة المخصصة للنظر في مشروع قانون يتعلّق بتنقيح المرسوم الخاص بـ«مؤسسة فداء»، إنّ التشكيلات العسكرية تعمل على تمشيط المسالك والمناطق المشبوهة على مدار الساعة، من خلال تسخير وحدات مختصة في نزع الألغام.

وأكد السهيلي أنّ المؤسسة العسكرية تسعى إلى توعية المتساكنين ومرتادي المناطق المتاخمة لهذه الأماكن والتنبيه عليهم، من خلال تركيز علامات منع في المناطق المذكورة ومداخلها، إضافةً إلى التحسيس الدوري عن طريق السُّلطات الجهوية ووسائل الإعلام.

كما أفاد الوزير التونسي بأن وزارة الدفاع تشرف على مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية متخصصة هي «مركز الامتياز في مجال نزع الألغام»، التي تم إحداثها، والتي يباشر فيها خبراء ومختصون يتمتعون بالخبرة والدراية والتجارب المتراكمة، فضلاً عن سمعة إقليمية طيبة، وفق تعبيره.

كما أوضح السهيلي أن هياكل الوزارة تتدخّل في صورة انفجار لغم ووقوع أضرار بشرية، من خلال مخططات خصوصية تتضمن تقديم الإسعافات الأوّلية، ونقل الضحية إلى أقرب مؤسسة صحية، أو كذلك تأمين نقله جوياً عبر طائرة عسكرية إلى العاصمة لتلقي العلاج في المستشفى العسكري، أو إلى ولاية صفاقس مستقبلاً، مبيّناً أنّ هذه التدخلات تندرج ضمن الالتزامات المحمولة على المؤسسة العسكرية في الحفاظ على الأرواح البشرية والإنجاد القانوني.