مقتل 69 مهاجراً في غرق قارب قبالة المغرب

وفاة 9757 مهاجراً في البحر هذا العام أثناء محاولتهم الوصول إلى الأرخبيل الإسباني

قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)
قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)
TT

مقتل 69 مهاجراً في غرق قارب قبالة المغرب

قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)
قوات حرس الحدود في جزر الكناري أثناء إنقاذ قارب كان يقل 57 مهاجراً سرياً (إ.ب.أ)

قالت السلطات في مالي إن 69 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم بعد انقلاب قارب قبالة المغرب، بينما كان متجهاً من غرب أفريقيا إلى جزر الكناري في 19 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، في حين أظهرت بيانات أن عدد وفيات المهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا، عبر السواحل المغربية، ارتفع لأعلى مستوى على الإطلاق في 2024.

وكان نحو 80 شخصاً على متن القارب عندما انقلب، بحسب ما ذكره تقرير لوكالة «رويترز»، الجمعة.

وذكرت وزارة شؤون المغتربين الماليين في بيان، بعد جمع معلومات عن الحادث، أنه لم ينجُ سوى 11 شخصاً.

وأضافت أنه تم تشكيل وحدة أزمة لمتابعة الوضع.

وشهدت طريق الهجرة من ساحل غرب أفريقيا إلى جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي، التي عادة ما يسلكها المهاجرون الأفارقة، الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا، ارتفاعاً كبيراً في عدد الوافدين هذا العام؛ إذ وصل 41425 مهاجراً في الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، ليتجاوز العدد بالفعل الرقم القياسي المسجل العام الماضي، والذي بلغ 39910 مهاجرين.

ومن بين الأسباب التي تدفع المهاجرين إلى محاولة عبور هذه الطريق الصراع المستمر منذ سنوات في منطقة الساحل، التي تضم مالي، والبطالة، وتأثير تغير المناخ على المناطق الزراعية.

وذكرت منظمة الصليب الأحمر أن شخصاً واحداً توفي من بين 300 وصلوا على متن ستة قوارب، الجمعة، إلى جزيرة إل ييرو في جزر الكناري.

ووفقاً لمنظمة «ووكينج بوردرز»، المعنية بحقوق المهاجرين، فإن الطريق الأطلسية التي تشمل نقاط هجرة في السنغال وجامبيا وموريتانيا والمغرب هي الأكثر فتكاً في العالم.

وفي تقريرها السنوي، الذي أصدرته هذا الأسبوع، قالت المنظمة إن 9757 مهاجراً لقوا حتفهم في البحر في عام 2024 أثناء محاولتهم الوصول إلى الأرخبيل الإسباني من ساحل المحيط الأطلسي في أفريقيا. ووفقاً للتقرير ذاته، فقد قتل 10457 شخصاً، أو ما يقرب من 30 شخصاً يومياً، وهم يحاولون الوصول إلى إسبانيا هذا العام من جميع الطرق.

وكانت الطريق المنطلقة من موريتانيا، التي استخدمها المهاجرون المغادرون من منطقة الساحل بشكل خاص هذا العام، هي الأكثر فتكاً؛ إذ شهدت وفاة 6829 مهاجراً.

وتقول منظمة «ووكينج بوردرز» إن السبب في زيادة الوفيات في البحر هو التقاعس عن عمليات الإنقاذ، أو تنفيذها بشكل عشوائي وتجريم المهاجرين، متهمة الحكومات «بإعطاء الأولوية للسيطرة على الهجرة على الحق في الحياة».



«الدعم السريع» تتحدث عن «انتصارات ساحقة»... والجيش يحقق تقدماً في الخرطوم

قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
TT

«الدعم السريع» تتحدث عن «انتصارات ساحقة»... والجيش يحقق تقدماً في الخرطوم

قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)

تضاربت تصريحات أطراف الحرب في السودان. فبينما أعلنت «قوات الدعم السريع» تحقيق انتصارات وصفتها بأنها «ساحقة»، على الجيش وحلفائه في ولايتي النيل الأزرق وشمال دارفور، أُفيد بأن الجيش حقق تقدماً طفيفاً في مدينة الخرطوم بحري.

وقالت «قوات الدعم السريع» إنها قتلت 270 من أفراد الجيش قرب منطقة بوط بولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي السودان، كما قتلت 300 من أفراد القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح في اشتباكات دارت في الصحراء قرب منطقة المالحة بولاية شمال دارفور، ودمرت عدداً كبيراً من الآليات، وسيطرت على مركبات قتالية. لكن القوات المشتركة التي تساند الجيش، قالت إنها حسمت المعارك لصالحها، وألحقت خسائر فادحة بـ«الدعم السريع» وقتلت 460 من أفراد هذه القوات، بينهم قادة ميدانيون بارزون.

وفي ظل تضارب البيانات الصادرة عن الطرفين بشأن معارك شمال دارفور، وزَعْم كل منهما الانتصار على الآخر، وإلحاق خسائر فادحة به، قالت مصادر مستقلة إن طرفَي المواجهات تكبدا خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مضيفة أن «قوات الدعم السريع» خسرت أحد قادتها؛ لكن خسائر القوات المشتركة كانت أكبر.

ولم يعلِّق الجيش فوراً على بيان «الدعم السريع» بخصوص معارك منطقة بوط بولاية النيل الأزرق؛ لكن مصادر مستقلة أكدت أن القوات التي أرسلها الجيش لاسترداد منطقة بوط تعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وأن ما تبقى منها تراجع إلى مدينة الدمازين، حاضرة الولاية.

من جهته، أعلن ناطق باسم «قوات الدعم السريع»، في بيان: «سحق متحرك» تابع للجيش قرب منطقة بوط بالنيل الأزرق؛ مشيراً إلى مقتل 270 من جنوده، والسيطرة على 12 مركبة قتالية وشاحنة محملة بالذخائر والمؤن، وتدمير عدد من المركبات القتالية، متحدثاً عن إلحاق خسائر فادحة بالقوة التي حاولت استرداد منطقة بوط الاستراتيجية، بعدما وقعت في كمين «محكم».

سودانيون فرُّوا من دارفور إلى أدري بتشاد يوم 4 أغسطس 2023 (رويترز)

وفي بيان ثانٍ، قال الناطق باسم «الدعم السريع» إن قواته «حسمت معارك الصحراء» بالقرب من منطقة المالحة، بولاية شمال دارفور، وألحقت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وهزمت القوات المشتركة الموالية للجيش «شر هزيمة». وأضاف أنهم قتلوا 300 من «قوات العدو»، وسيطروا على عدد كبير من المركبات القتالية التي «يجري حصرها» حالياً، بالإضافة إلى كميات من الأسلحة والذخائر. وتابع بأن بقية القوات المهاجمة «لاذت بالفرار».

وسخر بيان «الدعم السريع» من قادة القوات المشتركة، على غرار وزير المال جبريل إبراهيم، وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وقال إنهم نشروا معلومات مضللة عن المعارك ادَّعوا فيها تحقيق انتصارات. وتابع البيان بأن المعلومات الموثقة بالصوت والصورة من أرض المعركة «فضحت كذب» القوات المشتركة.

وكان حاكم إقليم دارفور، قائد «حركة تحرير السودان» الدارفورية، مني أركو مناوي، قد ذكر في تغريدة على منصة «فيسبوك»، أن قواته كبَّدت «الدعم السريع» خسائر فادحة، ولقَّنتها «درساً لا يُنسى»، بينما هنأ وزير المال قائد «حركة العدل والمساواة» الدارفورية جبريل إبراهيم قواته بالانتصار في منطقة دري شقي.

وتعد «حركة تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، و«حركة العدل والمساواة» بقيادة جبريل إبراهيم، العمود الفقري للقوات المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل إلى جانب الجيش ضد «الدعم السريع» في دارفور، وهي حركات تكونت إبان حرب دارفور ضد الجيش السوداني؛ لكنها وبُعيد بدء الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» قررت الانحياز للجيش، وأُطلق عليها اسم «القوات المشتركة».

من جهته، قال المقدم أحمد حسين مصطفى، الناطق باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في بيان، الأحد، إن قواته حققت «نصراً عظيماً»، بعدما خاضت سلسلة معارك استمرت يوماً كاملاً شمال مدينة مليط، قضت خلالها على 3 قوات متحركة تابعة لما سمَّاها «ميليشيا الجنجويد الإرهابية»، عند منطقتي دري شقي شمال مليط، وجبل عيسى شمال المالحة. وأوضح بيان «المشتركة» أن «قوات الدعم السريع» هاجمت مناطق في دري شقي، لفك الحصار عن مليط؛ لكن «القوات المشتركة» أوقعتها في كمين محكم، وقضت على القوة بالكامل، وتصدت لقوة متحركة ثانية حاولت نجدة الأولى، وألحقت بها خسائر فادحة، وقتلت 460 جندياً من القوة المهاجمة، بينهم قادة بارزون، مثل العميد فضل الناقي، وطه عثمان مدلل، والمقدم حامد دلدول. وأشار إلى تدمير 60 آلية عسكرية والسيطرة على 39 آلية عسكرية سليمة، ومن طرازات متنوعة.

لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

وقالت «المشتركة»، في البيان ذاته، إنها حسمت معركة ثالثة بمنطقة «جبل عيسى» شمال منطقة المالحة، وقتلت خلالها أعداداً كبيرة من مقاتلي «الدعم»، بينهم قادة كبار على غرار الرائد حميدة خيار، والرائد صدام القوني، والنقيب سليمان عود. وتابع بأنها دمرت 43 آلية عسكرية، وتسلَّمت 21 آلية أخرى بحالة ممتازة.

وفي الخرطوم بحري، حقق الجيش تقدماً محدوداً في منطقة شمبات الأراضي، وسيطر على جزء من المربع 15، بينما تسيطر «الدعم السريع» على الجزء المتبقي منه. وجاء هذا التقدم في إطار استمرار العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش منذ عبوره جسر الحلفايا في سبتمبر (أيلول) الماضي، مستهدفاً السيطرة على مركز مدينة الخرطوم بحري، متجهاً من جهة الشمال، ومستهدفاً الوصول إلى قيادة قوات سلاح الإشارة المحاصرة منذ الأيام الأولى للحرب.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء مدينة الخرطوم بحري؛ لكن الجيش أفلح في عبور جسر الحلفايا، واستعاد المبادرة وسيطر على معظم الأحياء الشمالية في مدينة الخرطوم بحري، ويتجه جنوباً نحو وسط المدينة.