تعاون مصري - أوروبي لمواجهة التحديات المائية

سويلم تحدث عن الفجوة الكبيرة بين الموارد واحتياجات بلاده

وزير الري المصري خلال محادثات مع المسؤولة الأوروبية في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
وزير الري المصري خلال محادثات مع المسؤولة الأوروبية في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
TT

تعاون مصري - أوروبي لمواجهة التحديات المائية

وزير الري المصري خلال محادثات مع المسؤولة الأوروبية في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
وزير الري المصري خلال محادثات مع المسؤولة الأوروبية في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

في إطار الجهود المصرية لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المائية. جددت القاهرة تأكيدها على «الفجوة بين الموارد والاحتياجات المائية».

وتحدث وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، خلال لقاء نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، جلسومينا فيليوتي، في القاهرة، الجمعة، عن توسع بلاده «في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي مرتفعة الملوحة لسد جزء من الفجوة الكبيرة بين الموارد والاحتياجات من المياه».

وعدد سويلم الإجراءات المصرية المتخذة لمواجهة تحدي نقص المياه، عبر مسارات عدة، من بينها «العمل على رفع كفاءة استخدام المياه والتطوير الشامل لجميع مكونات المنظومة المائية من منشآت مائية ومحطات رفع وتطهير للترع والمصارف وتطوير لمنظومة إدارة وتوزيع المياه».

وتتزامن تحديات «نقص المياه» مع نزاع مائي بين مصر وإثيوبيا ممتد لأكثر من عقد بسبب «سد النهضة» الذي أقامته أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، و«تخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها من مياه النيل».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق وكيل «لجنة الزراعة والري» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب صقر عبد الفتاح، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن مجالات التعاون في الزراعة والري تتزايد بشكل مستمر مع ارتفاع تكلفة تنفيذ مشروعات الري والحد من آثار التغيرات المناخية، لافتاً إلى أن «مصر تعمل على توفير تمويل لهذه المشروعات سواء بقروض ميسرة أو باستثمارات أجنبية مباشرة بما يحقق مصالح الجانبين».

وأضاف أن الدولة المصرية نفذت بالفعل العديد من المشاريع خلال السنوات الماضية التي عملت من خلالها على «ترشيد استهلاك المياه في ظل معاناة البلاد من (الشح المائي) بسبب ثبات حصة مصر في مياه النيل وزيادة عدد السكان بشكل سنوي».

تواجه مصر تحديات مائية كبيرة (وزارة الري المصرية)

وتعاني مصر من «عجز مائي» يقدَّر بنحو 54 مليار متر مكعب سنوياً؛ إذ تبلغ مواردها المائية نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، تقابلها احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، حسب تصريحات سابقة لوزير الري المصري مطلع الشهر الحالي.

ويرصد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، تراجع نصيب الفرد من المياه في مصر إلى ما يقرب من 500 متر مكعب سنوياً، الأمر الذي يعكس مخاوف مصرية جدية يجري التعامل معها عبر عدة مسارات، من بينها إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي ومعالجتها مرتين وثلاثاً وتغيير أنظمة الري وتحديثها، لافتاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «إعادة استخدام نحو 22 مليار متر مكعب من المياه سنوياً من مياه الصرف الزراعي».

ولفت سويلم خلال لقاء المسؤولة الأوروبية، الجمعة، إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية وترشيد استخدامها وتطوير وتحديث المنظومة المائية لتحقيق الإدارة المثلى للمياه.

وبينما أشار شراقي إلى الجهود المصرية بإعادة النظر في المحاصيل التي تستهلك كميات أكبر من المياه وتحديث وسائل الري، بالإضافة إلى زراعات الصوب واستنباط أنواع جديدة تعطي إنتاجية أكبر.

واعتبر وكيل «لجنة الزراعة والري» أن تحديث منظومة الري في مصر من الإجراءات التي تم اتخاذها، وساهمت في الحد من هدر المياه واستخدام كميات أقل، وهو ضمن نهج للدولة المصرية تحتاج فيه إلى تعاون من شركائها الأوروبيين.

في غضون ذلك، أكد أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس المصرية، الدكتور عبد المسيح سمعان، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعاون في المجالات الفنية بين مصر والاتحاد الأوروبي، خصوصاً فيما يتعلق بالتقنيات المتطورة لإعادة استخدام المياه، سوف يساعد على تسريع وتيرة المشروعات خلال فترات أقل».


مقالات ذات صلة

واشنطن توافق على بيع أسلحة لمصر بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار

الولايات المتحدة​ أرشيفية لدبابات أبرامز أميركية من طراز «M1A2» لدى وصولها العاصمة التايوانية تايبيه (وزارة الدفاع الوطني في تايوان)

واشنطن توافق على بيع أسلحة لمصر بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار

ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لأسلحة إلى مصر بقيمة تتجاوز خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)

مصر تعوّل على الربط الكهربائي مع السعودية لـ«استدامة التيار»

تعوّل مصر على بدء تشغيل مشروع «الربط الكهربائي» مع المملكة العربية السعودية مطلع الصيف المقبل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
يوميات الشرق من لوحات معرض «المسافر» للفنان وائل نور (الشرق الأوسط)

«المسافر»... رؤية المصري وائل نور التشكيلية لفلسفة الترحال

لا يتيح السفر مَشاهد وأصواتاً وثقافات جديدة للفنانين فحسب، وإنما يوفّر أيضاً لحظات من التأمّل والعزلة، وثروة من اللحظات ما بين عظمة الطبيعة والتفاعل بين البشر.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من أعمال القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

آلية عمل وتشكيل منظمة «الثماني النامية»

استضافت مصر القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، الخميس، وهي منظمة دولية تأسست عام 1997 في إسطنبول بتركيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا فرضت تطورات الأحداث الإقليمية نفسها على أجندة ومناقشات قادة المجموعة في القاهرة (الرئاسة المصرية)

قمة «الثماني النامية» بمصر تدعو لوقف النار في غزة و«حل سياسي» بسوريا

أكدت قمة مجموعة «الثماني النامية» للتعاون الاقتصادي ضرورة «الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة».

أحمد إمبابي (القاهرة )

مصر تعوّل على الربط الكهربائي مع السعودية لـ«استدامة التيار»

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)
TT

مصر تعوّل على الربط الكهربائي مع السعودية لـ«استدامة التيار»

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)

تعوّل مصر على بدء تشغيل مشروع «الربط الكهربائي» مع المملكة العربية السعودية مطلع الصيف المقبل، بما يضمن الحفاظ على «استقرار واستدامة التيار الكهربائي في البلاد»، وكذا «الاستفادة من الخبرات السعودية في مجالات تخزين الكهرباء والتحول إلى أنظمة الشبكات الذكية».

ووفق خبراء، فإن مشروع الربط الكهربائي السعودي - المصري «يحقق مرونة في توزيع الكهرباء خلال فترات الاستهلاك القصوى بالبلدين»، إلى جانب أنه «محور ربط كهربائي بين الدول العربية في أفريقيا وآسيا».

وبحث وزير الكهرباء المصري محمود عصمت، مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، الجمعة، في الرياض «مستجدات تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة». وحسب إفادة لوزارة الكهرباء المصرية، فإن «مشروع الربط الكهربائي يتيح الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، بما يضمن حسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية».

ووقّعت مصر والسعودية اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.9 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المشروع يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين».

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن «المشروع يعد نموذجاً لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي»، حسب إفادة للرئاسة المصرية.

ووفق وزير الكهرباء المصري، الجمعة، فإن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء تشغيله على الشبكة الموحدة مطلع الصيف المقبل»، مشيراً إلى «وجود فريق عمل تم تشكيله، ويواصل أعماله لتذليل عقبات التنفيذ، ولضمان الالتزام بالجدول الزمني لإنهاء أعمال المشروع»، منوهاً بأن «نجاح تشغيل المشروع سيفتح المجال للتوسع في مشروعات عديدة أخرى، خصوصاً في مجال الطاقة النظيفة».

وفي وقت سابق، أشار رئيس الوزراء المصري، إلى أن «خط الربط الكهربائي المصري - السعودي سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين»، مشيراً إلى أن المشروع «يعد أبرز ما توصلت إليه البلاد في مجال الطاقة».

الأمير عبد العزيز بن سلمان مع وزير الكهرباء المصري في الرياض (الكهرباء المصرية)

وبحسب «الكهرباء المصرية»، فقد أشار الوزير عصمت إلى «الاستفادة من الخبرات السعودية في مشروعات تخزين الكهرباء بتقنية البطاريات المستقلة، بعدما ساهمت في تحقيق استقرار للشبكة الكهربائية ومرونة في النظام الكهربائي داخل المملكة»، إلى جانب «نظام العدادات الذكية وأنظمتها التقنية ووسائل الاتصال الخاصة بها والتحول الرقمي، بما يضمن التحول إلى شبكة ذكية قادرة على استيعاب قدرات الطاقات المتجددة».

كما أجرى وزير الكهرباء المصري، الجمعة، جولة تفقدية لعدد من مشروعات بطاريات التخزين المستقلة في السعودية، لمتابعة دورها في استقرار الشبكة والتغذية الكهربائية.

ويرى رئيس «جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك السابق» في مصر، حافظ سلماوي، أن مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي «خطوة مهمة لتحقيق استقرار واستدامة خدمة الكهرباء في البلدين»، مشيراً إلى أن «المشروع يستهدف تبادل الكهرباء بين الجانبين خلال فترات الذروة».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشروع يفتح آفاقاً للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية بمصر»، كما «يوفر بدائل ومرونة للحكومة المصرية أثناء فترات عجز الإنتاج، بإمكانية الاستفادة من الكهرباء المنتجة في السعودية بدلاً من استيراد شحنات من الغاز والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء»، إلى جانب أن «المشروع يمثل محوراً للربط الكهربائي بين الدول العربية في أفريقيا وآسيا، وإقامة السوق العربية للكهرباء».

ومطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وقّع وزراء الكهرباء العرب، على هامش الاجتماع الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة «اتفاقيتَي السوق العربية المشتركة للكهرباء لإقامة سوق عربية مشتركة وربط كهربائي عربي شامل»، بحسب وزارة الكهرباء المصرية.

وتحدث خبير الطاقة المصري، علي عبد النبي، عن التعاون المصري - السعودي في مجال «تخزين الكهرباء»، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أهمية «إقامة محطات تخزين كهرباء في مصر، في ضوء استهدافها التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة»، وأرجع ذلك إلى أن «محطات إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تنتج الكهرباء بشكل متقطع، وبالتالي من المهم إقامة مشروعات تخزين، لضمان الاستدامة».