تيسيرات مصرية جديدة لزيادة تحويلات المغتربين

«الخارجية» تتيح فتح حسابات مصرفية عبر القنصليات

مبنى وزارة الخارجية المصرية على نيل القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)
مبنى وزارة الخارجية المصرية على نيل القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)
TT

تيسيرات مصرية جديدة لزيادة تحويلات المغتربين

مبنى وزارة الخارجية المصرية على نيل القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)
مبنى وزارة الخارجية المصرية على نيل القاهرة (تصوير عبد الفتاح فرج)

تُقدم مصر تيسيرات جديدة لزيادة عائدات تحويلات المغتربين، حيث قررت وزارة الخارجية المصرية «فتح حسابات مصرفية لمواطنيها في الخارج عبر القنصليات والسفارات بالتعاون مع البنك المركزي المصري».

ووفق نائب وزير الخارجية للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفير نبيل حبشي، فإن التيسيرات ستتضمن «إمكانية قيام المواطن المصري بالخارج بالتوجه إلى أقرب مقر للبعثات الدبلوماسية أو القنصلية بالخارج لإتمام إجراءات فتح حساب مصرفي في أي بنك يختاره من البنوك العاملة في مصر».

ولفت إلى أن «السفارات والقنصليات ستقوم بالتصديق على صحة توقيع المواطن، والموافقة على طلب فتح الحساب، من دون الحاجة لوجوده أمام موظفي البنك في مصر».

القرار الجديد جاء بعد أيام من تقديم تسهيلات للمصريين بالخارج، عبر تفعيل خدمة «استقبال الحوالات المالية» الواردة من الخارج، وإضافتها «بشكل لحظي» لحسابات «المغتربين» في البنوك المصرية. ووفق إفادة للبنك المركزي، حينها، فإن الخدمة تمثل خطة «الحوالات اللحظية» تطوراً في خدمة استقبال التحويلات الخارجية إلكترونياً.

وأشار حبشي في إفادة أوردتها وزارة الخارجية المصرية، الخميس، إلى أن وزير الخارجية، الدكتور بدر عبد العاطي، وجه بقيام البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالخارج بدورها «كجهة تقديم خدمة» بالنسبة للحسابات المصرفية وذلك في إطار بذل كافة الجهود لرعاية ودعم المصريين بالخارج، وتوفير التيسيرات كافة الممكنة لهم بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة.

موظف بشركة صرافة في مصر يعرض فئات متنوعة من الدولار (أ.ف.ب)

وسجلت تحويلات المصريين في الخارج «قفزة» خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت تحويلاتهم إلى 2.7 مليار دولار، في سبتمبر (أيلول) الماضي، مقابل 1.3 مليار دولار في الشهر نفسه العام الماضي، حسب بيانات البنك المركزي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. (الدولار يساوي 50.9 جنيهاً في البنوك المصرية).

وبحسب مراقبين فإن «تيسيرات الحكومة المصرية الجديدة تستهدف اجتذاب التحويلات الدولارية من المصريين في الخارج».

نائب وزير الخارجية للهجرة وشؤون المصريين بالخارج أوضح، الخميس، أنه تم اختيار 20 دولة توجد بها أعداد كبيرة من المصريين، كمرحلة أولى لبدء تطبيق فتح الحسابات المصرفية، مشيراً إلى أن «هناك لقاءات متواصلة مع مسؤولي البنك المركزي لوضع هذه المبادرة موضع التنفيذ في أقرب وقت، الأمر الذي سيؤدي أيضاً إلى تشجيع المصريين بالخارج على استثمار مدخراتهم في أوعية مصرفية مصرية، وتيسير تحويلاتهم إلى مصر».

وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، نهاية الشهر الماضي، أن «تحويلات المصريين في الخارج أحد أهم موارد العملة الصعبة لبلاده»، وأضاف أنه «عندما يطمئن المصريون العاملون في الخارج إلى أن هناك سعر صرف واحداً ومرناً للدولار، فإنهم سيقومون بتحويل أموالهم في الإطار الرسمي».

مقر البنك المركزي المصري في العاصمة القاهرة (رويترز)

وكانت الحكومة المصرية قد أرسلت تطمينات متكررة للمصريين خلال الشهر الجاري بشأن سعر صرف الجنيه، بعدما سجل «انخفاضاً في البنوك عقب تخطي الدولار حاجز الـ50 جنيهاً».

ووفق نائبة رئيس بنك مصر السابقة، سهر الدماطي، فإن «تطوير الخدمات المصرفية الخاصة بالمصريين في الخارج سوف ترفع نسب تحويلاتهم من العملات الأجنبية إلى داخل البلاد»، لافتة إلى أن «المصريين بالخارج من أهم مصادر العملة الصعبة للبلاد».

وتعوّل القاهرة على المصريين في الخارج الذين يقدَّر عددهم بـ12 مليون مصري (بحسب وزارة الهجرة المصرية سابقاً)، بوصف أنهم مصدر من أهم مصادر النقد الأجنبي، وتعمل الحكومة المصرية على تنويع مبادراتها لجذب مزيد من تحويلات المغتربين.

ففي أغسطس (آب) الماضي، أعلنت مصر «العمل على رقمنة الخدمات القنصلية لتطوير وتيسير الخدمات المقدمة للمغتربين». كما أعادت القاهرة في مايو (أيار) الماضي ولمدة شهرين تفعيل مبادرة «تسوية الموقف التجنيدي لمواطني الخارج» مقابل 7 آلاف دولار أو يورو، أيضاً انتهى العمل بمبادرة «سيارات المصريين بالخارج» في نهاية أبريل (نيسان) الماضي.


مقالات ذات صلة

واشنطن توافق على بيع أسلحة لمصر بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار

الولايات المتحدة​ أرشيفية لدبابات أبرامز أميركية من طراز «M1A2» لدى وصولها العاصمة التايوانية تايبيه (وزارة الدفاع الوطني في تايوان)

واشنطن توافق على بيع أسلحة لمصر بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار

ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لأسلحة إلى مصر بقيمة تتجاوز خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال لقاء وزير الكهرباء المصري محمود عصمت بالرياض (الكهرباء المصرية)

مصر تعوّل على الربط الكهربائي مع السعودية لـ«استدامة التيار»

تعوّل مصر على بدء تشغيل مشروع «الربط الكهربائي» مع المملكة العربية السعودية مطلع الصيف المقبل.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الري المصري خلال محادثات مع المسؤولة الأوروبية في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

تعاون مصري - أوروبي لمواجهة التحديات المائية

في إطار الجهود المصرية لتعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المائية. جددت القاهرة تأكيدها على «الفجوة بين الموارد والاحتياجات المائية».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق من لوحات معرض «المسافر» للفنان وائل نور (الشرق الأوسط)

«المسافر»... رؤية المصري وائل نور التشكيلية لفلسفة الترحال

لا يتيح السفر مَشاهد وأصواتاً وثقافات جديدة للفنانين فحسب، وإنما يوفّر أيضاً لحظات من التأمّل والعزلة، وثروة من اللحظات ما بين عظمة الطبيعة والتفاعل بين البشر.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من أعمال القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

آلية عمل وتشكيل منظمة «الثماني النامية»

استضافت مصر القمة الحادية عشرة لمجموعة الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، الخميس، وهي منظمة دولية تأسست عام 1997 في إسطنبول بتركيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجزائر تُشدد إجراءاتها لمحاربة تهريب المهاجرين إلى أوروبا

قارب للهجرة السرية في البحر المتوسط (متداولة)
قارب للهجرة السرية في البحر المتوسط (متداولة)
TT

الجزائر تُشدد إجراءاتها لمحاربة تهريب المهاجرين إلى أوروبا

قارب للهجرة السرية في البحر المتوسط (متداولة)
قارب للهجرة السرية في البحر المتوسط (متداولة)

شهدت عمليات تتبع آثار شبكات تهريب البشر عبر البحر، انطلاقاً من سواحل الجزائر، إطلاق فصيل أمني جديد خلال الأسبوع الماضي، وضعته السلطات السياسية تحت إشراف جهاز الدرك، وأمدّته بصلاحيات واسعة وإمكانات كبيرة.

وأكدت قيادة «الدرك» الجزائري على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أنها استحدثت «وحدة متخصصة في مكافحة تهريب المهاجرين وتهريب البشر، تمكّنت من تفكيك شبكتين إجراميتين لتهريب المهاجرين في الجزائر العاصمة، واعتقال 10 أشخاص، ومصادرة 7 زوارق»، كانت مخصصة للإبحار بمهاجرين نحو سواحل جنوب أوروبا.

ولم يوضح «الدرك»، متى تم «تفكيك الشبكتين»، اللتين تعملان على فتح مسارات بحرية إلى أوروبا بطريقة غير قانونية، لكن ذكر بالمقابل أن عناصرها يتحركون في أحياء العاصمة والبليدة (40 كيلومتراً غرب) وعين طاية (30 كيلومتراً شرق).

مهاجرون غير نظاميين من النيجر على حدود الجزائر (حسابات ناشطين في غوث المفقودين)

وأوضح «الدرك» أن تأسيس التشكيل الأمني الجديد «يندرج في إطار مكافحة الجريمة المنظمة بجميع أشكالها، خصوصاً فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية». مشيراً إلى أنه «بفضل التعاون المستمر والمستدام مع الهياكل والأجهزة العملياتية الأخرى، بما في ذلك فرقة البحث والتحقيق في بئر مراد رايس (أعالي العاصمة)، والفرق الإقليمية للدرك الوطني في الجزائر العاصمة (وسط العاصمة وضاحيتيها الجنوبية والشرقية)، جرى التعامل مع 3 قضايا بعد التحقيقات، وتفعيل المعلومات الاستخباراتية، تتعلق بتنظيم عمليات عبور غير قانونية، معظمها في إطار تهريب المهاجرين، وهو ما يعاقب عليه القانون الجزائري». وأبرز مصادرة زوارق من طرف فرقة مكافحة الهجرة السرية، قيمتها الإجمالية تعادل 52 ألف دولار، وسيارة قيمتها تقارب 30 ألف دولار أميركي.

الدفاع المدني الإسباني خلال عملية إنقاذ مهاجرين بالمتوسط (الدفاع المدني الإسباني)

وأوضح «الدرك» أنه عرض أعضاء «الشبكتين» على النيابة، من دون توضيح عددهم، مشدداً على «مواصلة تعبئة كل الوسائل البشرية والمادية لمكافحة هذه الظاهرة، التي لها تداعيات أمنية واجتماعية واقتصادية».

وأكدت مصادر إعلامية متطابقة أن عدد الأشخاص الذين جرى توقيفهم، يفوق الـ20، كانوا يشترطون على الراغبين في ركوب البحر مبالغ كبيرة، تصل إلى 5 آلاف يورو للشخص الواحد، مقابل إيصالهم إلى أقرب الجزر الإسبانية في البحر المتوسط، وتتراوح المسافة بين 400 و500 كيلومتر، تقطعها الزوارق في 24 ساعة، إذا كان البحر هادئاً.

ووفقاً لإحصاءات نشرتها وكالة «إيفي» الإسبانية، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وصل إلى جزر البليار منذ بداية العام الحالي 5165 مهاجراً سرياً، معظمهم، حسبها، من بلدان المغرب العربي، في حين أحصت 2278 مهاجراً في العام الماضي، أي بزيادة قدرها 100 في المائة.

الطرق التي تسلكها قوارب المهاجرين انطلاقاً من سواحل شرق الجزائر باتجاه جزر البليار (منظمة كاميناندو فرونتيراس)

ونقلت صحيفة «كرونيكا باليار» عن شرطة الأرخبيل أنها «لم تعد قادرة على التعامل مع موجات المهاجرين السريين، نظراً لكثرتهم». كما نقلت عن مجلس إدارة الحظيرة الوطنية لجزيرة كابرير «قلقها إزاء الوصول الجماعي للمهاجرين إلى الجزيرة». وأكدت أن مجلس الشيوخ الإسباني تناول المشكلة خلال شهر نوفمبر، وأن السيناتور عن الأرخبيل، ميكيل جيريز، صرح خلال الاجتماع بأن «ألف مهاجر سري وصلوا إلى الجزيرة خلال 7 أيام فقط، بينهم شباب وأطفال ونساء حوامل».

ووفق الوكالة الإخبارية الإسبانية، فقد صرح وزير الداخلية الإسبانية، فرناندو غراند مارلاسكا، أمام النواب بشأن تدفقات الهجرة، بأن المسار الذي يسلكه المهاجرون من شمال أفريقيا، «لم نراقبه بالشكل اللازم». موضحاً أن «تفكيك شبكات المهربين من قِبل السلطات الإسبانية، بالتعاون مع الجزائر بشكل خاص، أسهم في تقليص عدد عمليات العبور المحتملة بنسبة 40 في المائة»، حسب ما نقلته الوكالة ذاتها.