مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

أكدت هدم السجون «غير الآدمية»

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».


مقالات ذات صلة

توقيف مصري ادعى رد 8 ملايين جنيه مفقودة إلى صاحبها

يوميات الشرق المتهم يروج لقصة عثورة على أموال تلفزيونياً

توقيف مصري ادعى رد 8 ملايين جنيه مفقودة إلى صاحبها

في مشهد درامي لا يخلو من الطرافة، تصدر سائق تاكسي مصري مقيم بمحافظة مطروح التريند في مصر خلال اليومين الماضيين.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
العالم العربي تشكيل مجلس التنسيق الأعلى يعكس مستوى الشراكة العالي بين السعودية ومصر

الحكومة المصرية تقرّ تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى» مع السعودية

وافقت الحكومة المصرية، الأربعاء، على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»؛ بهدف تعزيز التعاون بين البلدين ليشمل مختلف المجالات.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا حوادث «النقل الثقيل» تتكرر على الطرق السريعة بمصر (أ.ف.ب)

مصر: حادث «تصادم أسيوط» يجدّد الحديث بشأن ضوابط «النقل الثقيل»

أعاد حادث تصادم جديد شهدته محافظة أسيوط (صعيد مصر) الحديث عن «ضرورة وضع ضوابط على سائقي (النقل الثقيل)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي سودانيون بانتظار تسجيلهم في مفوضية شؤون اللاجئين الأممية بالقاهرة (المفوضية)

الرئيس المصري يصدق على قانون اللاجئين

صدّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، على القانون الخاص بلجوء الأجانب في مصر، الذي ينظم أوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي شهدت أزمة نقص الأدوية في مصر انفراجة خلال الشهور الأخيرة لكن لم تنتهِ بعد (الشرق الأوسط)

مصر: أزمة نقص الدواء تخفت... وأسعاره ما زالت تحلّق

خفتت أزمة نقص الأدوية في مصر، والتي ظهرت في يناير 2023، واشتدت بعد عام في مطلع 2024، ثم بدأت تنفرج يونيو الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مقتل وجرح العشرات من المدنيين في قصف على مدينة الفاشر

آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (مواقع التواصل)
آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (مواقع التواصل)
TT

مقتل وجرح العشرات من المدنيين في قصف على مدينة الفاشر

آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (مواقع التواصل)
آثار قصف سابق على مدينة الفاشر (مواقع التواصل)

تعرضت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب السودان)، الأربعاء، لقصف مدفعي كثيف، أدى إلى وقوع قتلى وعدد كبير من الجرحى المدنيين، وفقاً لما أفادت به تنسيقية لجان المقاومة بالمنطقة، وهي مجموعة ناشطين يدعون لوقف الحرب والعودة إلى السلطة المدنية، فيما شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية استهدفت مركزاً يؤوي آلاف النازحين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وقالت التنسيقة في بيان على «فيسبوك»: «قصفت (قوات الدعم السريع) بالمدافع الثقيلة الأحياء الشمالية والجنوبية للمدينة، والمستشفى السعودي والمناطق المجاورة له». وأضافت أن الإحصائية الأولية تشير إلى مقتل 10 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين.

كما أشارت التنسيقة في البيان إلى أن «قوات الدعم السريع» تقصف منذ الصباح الباكر مواقع داخل مخيم زمزم للنازحين الواقع في الجزء الجنوبي الشرقي للفاشر.

سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أرشيفية - أ.ف.ب)

وخلال الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن 70 شخصاً وأصيب العشرات جراء القصف المدفعي والاستهداف بالمسيرات الاستراتيجية.

من جانبه، قال الجيش السوداني، في بيان، إن قواته بالاشتراك مع القوة المشتركة للحركات المسلحة الدارفورية، نفذت، الثلاثاء، بإسناد من الطيران الحربي عمليات استهدفت تجمعات لـ«قوات الدعم السريع» بالمحور الجنوبي الشرقي، وتم تدمير مركبات قتالية وقتل العشرات في صفوفهم.

وأضاف البيان أن مدينة الفاشر شهدت قصفاً مدفعياً عنيفاً على المناطق الغربية بواسطة المسيرات، نتج عنه مقتل 15 شخصاً وإصابة 27 آخرين من المدنيين.

إدانة أممية

بدورها، أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن «قلقها البالغ» بشأن مبدأ حماية المدنيين في أعقاب الغارات الجوية والقصف الذي أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في أجزاء متفرقة من دارفور والخرطوم.

وقالت في بيان، الأربعاء، شهدت مناطق في العاصمة الخرطوم والفاشر والكومة وكبكابية وكتم ونيالا بدارفور، عشرات الغارات الجوية وتبادل القصف المدفعي، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وتدمير المنازل والأسواق والمرافق الطبية. وأضافت: «تلقينا أنباء وتقارير عن قصف طائرات دون طيار لمرافق المستشفى السعودي بالفاشر، تسبب في أضرار جسيمة وإصابات بين المدنيين».

وقالت المسؤولة الأممية إن مخيم زمزم للنازحين تعرض خلال الأسبوع الماضي للعديد من حوادث القصف التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين وحرق المنازل، ما أدى إلى فرار مئات الأشخاص بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة. وشددت على أن «هذه الموجة من العنف واسع النطاق والمدمر ضد المدنيين تؤكد الحاجة إلى التهدئة الفورية، فبعد مرور 20 شهراً من الصراع، فإن هذا العدد المتزايد من القتلى والجرحى أمر غير مقبول، ويجب احترام القانون الإنساني الدولي».

كليمنتين نكويتا سلامي منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان (موقع الأمم المتحدة)

وأشارت سلامي إلى أن الجهات المسلحة التي تعمل بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان أو داخلها وفي مخيمات النازحين واللاجئين تشكل تهديدات مباشرة للسكان، وتمنع تسليم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة. ودعت إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وتوفير ممر آمن للمدنيين الراغبين في الفرار إلى الوجهات التي يختارونها.

وتعد مدينة الفاشر آخر موقع يوجد فيه الجيش السوداني في إقليم دارفور، وتأوي عشرات الآلاف من النازحين، وتحاصرها «قوات الدعم السريع» لأكثر من 10 أشهر؛ للاستيلاء عليها وإحكام سيطرتها على كامل الإقليم.

غارات في نيالا

من جهة ثانية، قالت «قوات الدعم السريع» إن الطيران الحربي للجيش السوداني استهدف مركزاً لإيواء النازحين بمدينة نيالا جنوب دارفور، أودى بحياة العشرات وإصابة المئات من المدنيين. وأضافت في بيان على منصة «تلغرام» أن الهجمات على المدنيين تتكرر بشكل انتقائي يستهدف معسكرات النازحين. وأكدت أنها تملك كافة الدلائل على الغارات الجوية لطيران الجيش، وما ألحقته من دمار كبير في البنى التحتية، مستهدِفةً الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والمرافق العامة والخاصة.