جدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، التزام الولايات المتحدة بشراكتها مع موريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب، ووصف هذه الشراكة بأنها «بالغة الأهمية»، في وقت يزداد فيه النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي، على حساب النفوذ الغربي التقليدي.
وتحالفت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو مع روسيا، ودخلت في قطيعة مع فرنسا بصفتها القوة الاستعمارية السابقة، وصاحبة النفوذ التقليدي في المنطقة، وأنهت تشاد مؤخراً اتفاقية للتعاون العسكري والأمني مع فرنسا.

وبذلك تبقى موريتانيا الحليف الوحيد للولايات المتحدة والغرب في منطقة الساحل، كما سبق أن وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها «الشريك الاستراتيجي،» الذي يراهن عليه في منطقة غرب أفريقيا.
ونشرت وزارة الخارجية الأميركية بيانًا صحافياً باسم أنتوني بلينكن، يهنئ فيه الموريتانيين بمناسبة يومهم الوطني، وهو ذكرى استقلال البلاد عن فرنسا قبل 64 عاماً. ووصف بلينكن موريتانيا في البيان الصحافي بأنها «نموذج للصمود» في القارة الأفريقية، قبل أن يثني على ما تحقق من إنجازات في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنها «قطعت خطوات في مجال الحكم الرشيد، وكذلك التنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي».
وأضاف بلينكن أن الحكومة الموريتانية عملت على «تعزيز المبادئ الديمقراطية، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية التي يقودها المدنيون، ومعالجة مخاوف حقوق الإنسان، وكذلك دعم اللاجئين، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل».
في سياق ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي على أن بلاده متمسكة بشراكتها مع موريتانيا في مجال «مكافحة الإرهاب»، ولكن أيضاً في مجالات أخرى كثيرة «بالغة الأهمية لأمن الشعبين الموريتاني والأميركي»، وفق تعبيره.
وتابع بلينكن، موضحاً أن الهدف من الشراكة هو «الرفع من مستوى التعاون مع موريتانيا في مجالات عدة، من أبرزها تعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة، والحصول على الطاقة، والأمن الأطلسي، وكذلك الحكم الديمقراطي، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية».
وخلص البيان إلى تأكيد أن الولايات المتحدة «تتطلع إلى العمل مع موريتانيا لتعزيز أهدافهما المشتركة، ومعالجة التحديات العالمية في السنوات المقبلة».
وتصنَّف موريتانيا التي تقع في أقصى غرب القارة الأفريقية، ضمن منطقة الساحل الأفريقي، وتربطها حدود برية تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر بدولة مالي، حيث تدور حرب طاحنة بين جيش الحكومة ومقاتلي «القاعدة» و«داعش».

وتوسعت دائرة الحرب على الإرهاب لتشمل جميع دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد)، بينما بقيت موريتانيا بمعزل عن هذه الحرب، حيث يعود آخر هجوم إرهابي فوق الأراضي الموريتانية إلى عام 2011.
ويمتلك الجيش الموريتاني خبرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة، بعد حرب اندلعت بين الطرفين عام 2005، واستمرت حتى 2011، نجح خلالها الجيش الموريتاني في توجيه ضربات موجعة للقاعدة، لكن الأخيرة نفذت هجمات دامية في موريتانيا، بعضها كان في قلب نواكشوط.
وحصلت موريتانيا على دعم أميركي وأوروبي خلال حربها ضد «القاعدة»، وقد تَعَزَّزَ مؤخراً هذا الدعم، ودخل حلف شمال الأطلسي على الخط ليصف موريتانيا بأنها «الشريك الاستراتيجي» في منطقة غرب أفريقيا.