«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

عضو بمجلس النواب قدم طلب إحاطة لوقف تشغيل التطبيق

شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)
شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)
TT

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)
شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)

بداعي «تهديده للأمن القومي» ومخالفة «الأعراف والتقاليد» المصرية، قدم عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، عصام دياب، «طلب إحاطة»، لحجب استخدام التطبيق الصيني الرائج «تيك توك» في مصر. وفي طلب «الإحاطة» الذي قدمه، الأربعاء، اتهم البرلماني المصري التطبيق، بأنه «أكثر إفساداً للمجتمع»، من خلال «نشر محتوى مخالف لجميع الأعراف والعادات والتقاليد المصرية».

و«تيك توك»، تطبيق مملوك للشركة الصينية العملاقة «بايت دانس»، جرى إطلاقه عام 2016 في الصين، بينما خرجت نسخته العالمية في 2017. وخلال السنوات الماضية تمكّن التطبيق من منافسة منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وحالياً يحظى بانتشار كبير بين المصريين.

ووصل عدد مستخدمي منصة (تيك توك)، في مصر، إلى نحو 32 مليون مستخدم، أغلبهم من الشباب والمراهقين، وفق النائب البرلماني، الذي قال إن «المنصة ساهمت في نشر العديد من الإشاعات والأفكار المشوهة، تحت اسم (التريند)، ما يهدد الأمن القومي».

وأوضح أن «19 دولة مختلفة اتخذت قراراً بحجبه لمخالفته القوانين والمعايير الأخلاقية والسياسية والمالية»، ونوه إلى أنه «ساعد في ظهور نوع جديد من رؤوس الأموال، غير معروفة المصدر، وظهور نوع جديد من الاتجار بالبشر»، داعياً الحكومة المصرية إلى وقف العمل به لحين الالتزام بالمعايير المصرية.

مجلس النواب المصري خلال جلسة سابقة (مجلس الوزراء المصري)

ليست المرة الأولى

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها حديث عن الـ«تيك توك» في البرلمان المصري، حيث سبق أن تقدمت النائبتان إيناس عبد الحليم، وأميرة أبو شقرة، بطلب لإغلاق التطبيق، إثر تعرض طالب لحادث تسبب في إصابته بـ«شلل رباعي» بعد مشاركته في تحدّ رائج على التطبيق في عام 2021.

وفي اعتقاد وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري، أحمد نشأت منصور، أن «الآثار السلبية الناتجة عن استخدام (تيك توك)، تستدعي حظر استخدامه في مصر»، قائلاً إن «المنصة يُساء استخدامها، والتجربة أثبتت أن أضرارها أكثر من منافعها على المجتمع».

ورأى منصور، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «محتوى المتابعين في (تيك توك)، يختلف عن باقي منصات التواصل الاجتماعي الأخرى»، مشيراً إلى أنها «لا تخضع لأي نوع من أنواع الرقابة، لأن المستخدمين لديهم الحرية في نشر محتويات، بشكل مطلق، حتى لو أنها تتعارض مع قيم ومبادئ المجتمع».

شعار شركة «تيك توك» على مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

ما جدوى الحظر؟

في المقابل، يقلل خبير أمن المعلومات والاتصالات بمصر، أيمن عصمت، من جدوى المطالبة بحظر «تيك توك»، وقال إن «الحظر لن يمنع استخدامه تماماً في مصر، في ظل اتخاذ المستخدمين وسائل أخرى للوصول إلى التطبيق»، علماً بأن «تكلفة الإجراءات التقنية لحظر منصات السوشيال ميديا، عالية جداً».

وأشار عصمت إلى أن «دولاً مثل الصين وروسيا، تمتلك تكنولوجيا الحماية، ورغم ذلك لم تمنع استخدام المنصة بشكل نهائي». وأضاف عصمت لـ«الشرق الأوسط»، أن مواجهة المحتوى المسيء «لا يكون بحظر التطبيق، وإنما يمكن ذلك بتكثيف واستمرار حملات التوعية المجتمعية والدينية». كما أن إجراءات الحظر «قد تواجه باعتراضات تتعلق بحرية الرأي».

غير أن وكيل لجنة الاتصالات في مجلس النواب، عدّ «آثار استخدام (تيك توك) قد تتجاوز مسألة حرية الرأي طالما أنها تصطدم بقيم وتقاليد وأمن المجتمع».


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا احتجاجات صحفيين وسط العاصمة للمطالية بعدم التضييق على رجال الإعلام (إ.ب.أ)

سجن مؤثرين في تونس يفجر جدلاً حول استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي

اشتعل جدل حاد في الأوساط الحقوقية والسياسية في تونس حول محتوى منصة «تيك توك»، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وتسبب في انقسام الآراء بشكل واضح.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق شعار تطبيق «تيك توك» (رويترز)

عائلات فرنسية تقاضي «تيك توك» بعد انتحار مراهقَين

رفعت 7 عائلات فرنسية دعوى قضائية ضد تطبيق «تيك توك»، متهمة المنصة بتعريض أطفالها المراهقين لمحتوى ضار أدى إلى انتحار اثنين منهم.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
TT

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع لحظات بكاء وتأثر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه، الخميس، قادة القوات المسلحة المصرية في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة).

وتصدر وسم «#السيسي_القايد» الترند في مصر، مع مشاركة مقاطع فيديو من لقاء السيسي، والاحتفاء بكلماته.

اللقاء الذي حضره القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد المجيد صقر، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية، تناول، حسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، تطوّرات الأوضاع على الساحتَين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».

وخلال اللقاء طلب السيسي من المتحدث العسكري، العقيد غريب عبد الحافظ، أن يسدي له نصيحة، قائلاً: «تنصحني بإيه؟»، ليرد الأخير: «هون على نفسك يا فندم».

وتعليقاً على رد المتحدث العسكري، قال السيسي، الذي بدا عليه التأثر حابساً دموعه: «هما يومان في الدنيا، وبعد ذلك سنموت... يا رب يقبلني».

وأضاف الرئيس المصري مخاطباً المتحدث العسكري أنه «عندما تفهم الحكاية التي نتواجد بسببها في الأرض... لن تهون عليك أبداً»، وتابع: «عندما جاءت السيدة فاطمة أثناء وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قالت له: (واكرباه). فرد عليها الرسول وهو ينتقل إلى الرفيق الأعلى: (لا كرب بعد اليوم على أبيكِ)».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إن سياسة بلاده الخارجية تتمتع بالاعتدال (الرئاسة المصرية)

وحرص رواد مواقع «التواصل» على مشاركة مقطع الفيديو، الذي يظهر فيه تأثر الرئيس المصري وهو يرد على المتحدث العسكري، من بينهم الإعلامي المصري أحمد موسى.

بينما دعا مغردون أن يعين الله الرئيس المصري ويؤيده بنصره.

وكتب آخرون، متمنين أن يحمي الله السيسي من «كيد الحاقدين».

كما عد حساب آخر بكاء الرئيس «دليلاً على ثقل الحمل الذي يتحمله».

في المقابل، ظهرت تعليقات و«هاشتاغات» ناقدة ومشككة في المشهد الذي تم بثه عبر القنوات التلفزيونية الرسمية.

وهو ما عده الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، «محاولة للتقليل من مكانة البلاد عبر الادعاء بأن حديث السيسي وتأثره هدفهما استعطاف المصريين»، مشيراً إلى أن «وراء هذه الادعاءات جماعات تسعى باستمرار للتشكيك في كل شيء، وفي كل تصريح، بهدف إثارة البلبلة وتحريض الرأي العام».

وأكد فرج لـ«الشرق الأوسط» أن «كلمات الرئيس خلال لقائه قادة القوات المسلحة حظيت بتفاعل واسع في الداخل والخارج»، مشيراً إلى أن «تأثر السيسي خلال اللقاء يعكس حجم التحديات التي تواجهها البلاد». وقال إن «السيسي سبق وقال له إنه كمن يمسك جمراً في يده، نظراً لحجم المخاطر التي تحيط بالبلاد، لا سيما خلال الفترة الأخيرة منذ اندلاع حرب غزة».

وأضاف فرج: «نعيش فترة عصيبة تحتاج حنكة وحكمة في اتخاذ القرارات». وأوضح أن «السيسي تحدث خلال اللقاء عن التهديد الذي يواجه مصر عبر جبهاتها الاستراتيجية الثلاث؛ سيناء شرقاً، وليبيا غرباً، والسودان واليمن جنوباً»، وأكد الرئيس المصري «ضرورة التأني في اتخاذ القرارات حتى لا تفقد البلاد ما بنته من تسليح وتدريب خلال السنوات الماضية».

الرئيس المصري خلال لقاء قادة القوات المسلحة المصرية (الرئاسة المصرية)

ولم يقتصر التفاعل على لحظات التأثر، بل امتد لتصريحات السيسي خلال اللقاء. وقال الإعلامي وعضو ومجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، عبر حسابه على «إكس»، إن «حديث الرئيس السيسي مع قادة القوات المسلحة يعكس حرصه على التشاور معهم بشأن التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن على كافة الاتجاهات الاستراتيجية».

ولفت بكري إلى أن الرئيس المصري أرسل خلال اللقاء رسائل عدة؛ من أبرزها «التأكيد على أن إدارة مصر المتزنة ساهمت في الاستقرار، وأن مصر ليست في معزل عما يدور حولها من أزمات وتحديات، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على التدريب والجاهزية للقوات المسلحة للحفاظ على أمن مصر القومي».

من جانبه، أشار الخبير العسكري المصري إلى أن «لقاء السيسي مع الجيش هذه المرة مختلف، حيث حضره قادة الفرق واللواءات، على غير المعتاد في مثل هذه الاجتماعات التي يحضرها (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) وقادة الجيوش، ما يعني أن الرئيس أراد أن تصل رسالته لكل جندي».

وحمل لقاء السيسي مع قادة القوات المسلحة «رسائل عدة للداخل والخارج، ملخصها أن الجيش جاهز ومتيقظ»، حسب سمير فرج.

تناول اللقاء، «جهود القوات المسلحة في تأمين جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة ومدى جاهزيتها لتنفيذ المهام التي تُوكل إليها»، حيث أكد الرئيس المصري أن «القوات المسلحة هي أهم ركيزة للاستقرار في مصر والمنطقة في ظل الأزمات والصراعات التي تحيط بالبلاد على كافة حدودها»، معرباً عن «اطمئنانه تجاه الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش في الحفاظ على استقرار البلاد».

وقال السيسي إن «المنطقة تمر بظروف صعبة، ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة والتطورات الجارية في الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، في كافة حدود الدولة الغربية والجنوبية والشرقية والشمال الشرقي».

وأضاف أن «سياسة مصر الخارجية تتمتع بالاعتدال»، مشيراً إلى أن «مهمة القوات المسلحة لا تقتصر على التدريب العسكري فحسب، بل تتفاعل أيضاً مع الوضع السياسي والأمني في الداخل والخارج»، وشدد على «أهمية اتخاذ القرارات السليمة مهما كانت جاهزية القوات للحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت خلال 10 سنوات مضت».