مصر: الحديث عن فرض رسوم على الهواتف المستوردة يثير جدلاً

«شعبة المحمول» دعت «تنظيم الاتصالات» لاجتماع... ومطالب بـ«آلية» للتطبيق

جولة رئيس الوزراء بأحد مصانع صناعة الجوال في مصر مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)
جولة رئيس الوزراء بأحد مصانع صناعة الجوال في مصر مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر: الحديث عن فرض رسوم على الهواتف المستوردة يثير جدلاً

جولة رئيس الوزراء بأحد مصانع صناعة الجوال في مصر مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)
جولة رئيس الوزراء بأحد مصانع صناعة الجوال في مصر مايو الماضي (مجلس الوزراء المصري)

أثارت أنباء عن اتجاه الحكومة المصرية لفرض رسوم جديدة على الهواتف الجوالة المستوردة من الخارج جدلاً في مصر، وسط مخاوف من تسبب القرار في رفع الأسعار، أو الحد من استيراد ماركات محددة.

وفي حين لم يصدر توضيح رسمي حول ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بشأن رسوم استيراد الهواتف، فإن مختصين ومسؤولين في الغرف التجارية المصرية نفوا «صدور أي قرارات بفرض رسوم جديدة على استيراد الهواتف»، وأشاروا إلى أن «حالة الجدل متكررة، في ظل الضوابط التي تتخذها الحكومة المصرية، مع عمليات استيراد الهواتف بطرق غير رسمية».

وفي وقت سابق، انتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استيراد كميات كبيرة من السلع من بينها الهواتف الجوالة؛ ما يسبب أزمة في توافر الدولار، وقال خلال افتتاحه مشروعات نقل جديدة، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده تستورد بنحو 9 مليارات دولار (الدولار الأميركي يعادل 49.30 جنيه مصري) هواتف جوالة سنوياً»، ودعا إلى «ضرورة الاتجاه للتصنيع المحلي؛ لتقليل فاتورة الاستيراد».

رئيس الوزراء المصري داخل أحد مصانع إنتاج الهواتف الجوالة بمصر (مجلس الوزراء المصري)

واستبعد نائب رئيس «شعبة المحمول» باتحاد الغرف التجارية المصرية، محمد الحداد، ما تداوله بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، من أنباء حول فرض رسوم على الهواتف التي يستقدمها أصحابها من الخارج مقابل تشغيلها، وأكد على «عدم صدور أي قرار رسمي بهذا الشأن»، مشيراً إلى أن «ممثلي الغرفة أرسلوا دعوة لاجتماع مع مسؤولي الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات (جهاز حكومي تابع لوزارة الاتصالات)؛ لاستيضاح حقيقة وجود القرار من عدمه».

ويرى الحداد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «السوق المصرية ليست في حاجة إلى هذا الإجراء، بعد تراجع حجم الاستيراد من الهواتف؛ نتيجة للتوسع في التصنيع المحلي»، مشيراً إلى أن «هناك نحو 6 شركات متخصصة في صناعة الهواتف الجوالة بدأت إنتاجها في مصر»، وقال إن «ذلك أسهم في خفض أسعار الهواتف، بالمقارنة بأسعارها في دول المنطقة والخليج».

ويصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركات الأجنبية المصنعة للهاتف الجوال في مصر إلى نحو 11.5 مليون وحدة سنوياً، حسب إفادة من وزارة الاتصالات المصرية، أغسطس (آب) الماضي.

وارتفعت واردات مصر من هواتف الجوال بنسبة 31.4 في المائة، خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي 2024، حيث سجلت 1.828 مليون دولار في مقابل 1.391 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023، حسب إفادة من «الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، في أغسطس الماضي.

وقال نائب رئيس «شعبة المحمول» بغرفة القاهرة التجارية، وليد رمضان، إن «ما تردد عن رسوم جديدة على الهواتف الجوالة المستوردة أثار حالة من القلق لدى التجار في مصر»، مضيفاً في تصريحات متلفزة، الجمعة، أن «قرار فرض رسوم جديدة سيشكل عبئاً على المستهلكين، خصوصاً الأجهزة التي يتم استقدامها بشكل شخصي بوصفها هدايا، أو للاستخدام الشخصي»، مشيراً إلى أنه «في حالة تطبيق رسوم على الأجهزة الواردة من الخارج يجب وضع آلية للتطبيق».

وتفاعل عدد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مع أنباء الرسوم الجديدة على «الجوال»، وحذرت حسابات من تأثير مثل هذا القرار على «السياحة الوافدة إلى مصر».

غير أن سكرتير شعبة الاتصالات بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، تامر محمد، رجح أن تكون أنباء الرسوم الجديدة «مرتبطة بإجراءات (جهاز تنظيم الاتصالات) مع مستوردي الهواتف الجوالة بطرق غير رسمية»، مشيراً إلى أنه «لا توجد أي إجراءات استثنائية بخصوص واردات أجهزة الاتصالات من الخارج».

وفي وقت سابق، أشارت تقارير لوسائل إعلام محلية إلى أن «(جهاز تنظيم الاتصالات) يدرس فرض رسوم على الهواتف المهربة من الخارج؛ لحماية الحصيلة الجمركية، وحماية السوق المحلية».

وأوضح محمد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «رسوم استيراد أجهزة الاتصالات محددة وثابتة، وتشمل 14 في المائة ضريبة قيمة مضافة، و10 في المائة رسوم جمارك»، مشيراً إلى «وجود اشتراطات محددة من وزارة الاتصالات لاستيراد أجهزة الاتصالات، أهمها أن تكون الأجهزة معتمدة وتطابق المواصفات والمعايير الخاصة بمصر»، وكشف عن «اجتماع مرتقب دعا له (جهاز تنظيم الاتصالات) مع الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات؛ لشرح آليات ومعايير استيراد أجهزة الاتصالات، وإجراءات دعم الصناعة، وحماية حقوق مستخدمي خدمات الاتصالات».


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا فازت لعبة «أسترو بوت» بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024  «Game Awards 2024» المُقامة في لوس أنجليس (متداولة)

«أسترو بوت» تفوز بجائزة «أفضل لعبة فيديو» لعام 2024

فازت «أسترو بوت»، وهي لعبة تكرّم أشهر الأبطال في أجهزة سوني، بجائزة أفضل لعبة فيديو لعام 2024 المُقامة في لوس أنجليس الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ شعار «ميتا» خلال مؤتمر في مومباي بالهند 20 سبتمبر 2023 (رويترز)

شركة «ميتا» تتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب

أبلغ متحدث باسم شركة «ميتا بلاتفورمز» وكالة «رويترز» للأنباء أن شركة «ميتا» تبرعت بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا، «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول 2030.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

خوري تُطلع السفراء الأفارقة في ليبيا على تطورات العملية السياسية

خوري والسفراء والممثلون الأفارقة لدى ليبيا في اجتماع بمقر البعثة الأممية (البعثة)
خوري والسفراء والممثلون الأفارقة لدى ليبيا في اجتماع بمقر البعثة الأممية (البعثة)
TT

خوري تُطلع السفراء الأفارقة في ليبيا على تطورات العملية السياسية

خوري والسفراء والممثلون الأفارقة لدى ليبيا في اجتماع بمقر البعثة الأممية (البعثة)
خوري والسفراء والممثلون الأفارقة لدى ليبيا في اجتماع بمقر البعثة الأممية (البعثة)

أطلعت المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا، ستيفاني خوري، السفراء والممثلين الأفارقة لدى البلاد على مستجدات العملية السياسية، بينما نفى «جهاز دعم الاستقرار» ما تردد عن وجود تحشيدات عسكرية في مواجهة «اللواء 444 قتال» بالعاصمة طرابلس.

وقالت البعثة الأممية، مساء الخميس، إن خوري ونائب الممثل الخاص للأمين العام، إينيس تشوما، استعرضا مع السفراء والممثلين للدولة الأفارقة في ليبيا «العناصر الرئيسية للعملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى التغلب على الجمود الحالي، وتمهيد الطريق للانتخابات الوطنية».

وأضافت البعثة أن تشوما، منسق الشؤون الإنسانية، أطلع بدوره السفراء والممثلين على دعم الأمم المتحدة للتنمية في جميع أنحاء ليبيا، والمساعدات الإنسانية للاجئين والمهاجرين غير النظاميين. مشيرة إلى أن المناقشات تطرقت إلى الحاجة لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج بشكل فعال، وإدارة الحدود ودعم اللاجئين السودانيين، فضلاً عن نقاش حول تفاصيل العملية السياسية.

ستيفاني خوري في لقاء سابق مع بلقاسم حفتر (أ.ف.ب)

ويأتي تحرك البعثة الأممية محلياً ودولياً لجهة تشكيل «حكومة جديدة»، سعياً لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية الليبية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات السياسية المطالبة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش «بسرعة تعيين مبعوث أممي بشكل رسمي».

ومنذ توليها مهامها في مايو (أيار) الماضي، قالت خوري إنه «حتى تعيين ممثل خاص للأمين العام، تبقى البعثة ملتزمة بمساندة الليبيين على تجنيب البلاد مخاطر الانقسام والعنف، وهدر الموارد، من خلال تيسير عملية سياسية يملكها ويقودها الليبيون».

وجدّد سياسيون ليبيون، من بينهم رئيس حزب «صوت الشعب»، فتحي عمر الشبلي، مطالبهم للأمين العام للأمم المتحدة «بسرعة تسمية مبعوث له في ليبيا»، بقصد إنقاذ العملية السياسية في بلدهم.

على صعيد آخر، وفي ظل تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية عن تحشيدات عسكرية بين فصيلين مسلحين، يتبعان السلطة التنفيذية في طرابلس العاصمة، نفى «جهاز دعم الاستقرار» حدوث ذلك، وعدّ الأمر مجرد «أخبار مغلوطة عارية عن الصحة» و«شائعات»، وقال موضحاً: «ما جرى كان سوء تفاهم محدود بين بعض العناصر التابعة للطرفين، وقد تمت معالجته بشكل سريع وفعّال، دون اللجوء إلى أي نوع من التصعيد أو استخدام للقوة». وتابع الجهاز مطمئناً أهالي العاصمة بأن الأوضاع الأمنية «مستقرة تماماً... ونحن نواصل العمل بالتعاون مع الأطراف كافة لضمان أمن الوطن وسلامة المواطنين».

حمزة مدير الاستخبارات العسكرية بقوات الدبيبة في زيارة إلى وزارة الدفاع التونسية (رئاسة الأركان)

ويترأس «اللواء 444 قتال» اللواء محمود حمزة، الذي انتهى من زيارة سريعة إلى تونس، بصفته مدير إدارة الاستخبارات العسكرية بقوات «الجيش» التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.

وبشأن تفاصيل زيارة حمزة، قالت رئاسة الأركان في غرب ليبيا، إنه التقى بوزير الدفاع التونسي، ومدير وكالة الاستخبارات التونسية، ورئيس جيش البر التونسي. وناقش معهم ملفات مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، وتهريب البشر، والمخدرات العابرة للحدود، بالإضافة إلى الأحداث الجارية في سوريا وتأثيرها على الدولتين.

عشرات المهاجرين المصريين قبيل ترحيلهم من ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

في شأن مختلف، يتعلق بالهجرة غير المشروعة، قال «جهاز دعم الاستقرار»، اليوم (الجمعة)، إن إدارة التحريات وجمع الاستدلالات بالجهاز تمكنت من ضبط ليبيين من مدينة صبراتة، ينتميان لتشكيل عصابي دولي يمتهن تهريب المهاجرين غير النظاميين.

وأضاف الجهاز موضحاً أنه «تم ضبطهم وهم ينقلون 5 مهاجرين غير شرعيين من باكستان بواسطة مركبتهم الآلية... وقد اعترف المتهمون بما نُسب إليهم، وأنهم يقومون باستقبال ونقل المهاجرين القادمين من باكستان عبر مطار بنينا الدولي (بنغازي) لغرض مساعدتهم على الهجرة إلى أوروبا، مقابل مبالغ مالية».

وانتهى «جهاز دعم الاستقرار» إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأحيل المتهمون إلى النيابة المختصة لاستكمال الإجراءات.

وكان مكتب الترحيل التابع لجهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس، قد رحّل عشرات المهاجرين المصريين عن طريق البر، عبر منفذ أمساعد في شرق ليبيا، مساء الخميس.