مباحثات موريتانية - إسبانية تناقش الوضع في منطقة الساحل

وزارة الدفاع الإسبانية أكدت تمسكها بدعم نواكشوط في «جهود تأمين الحدود»

وزيرة الدفاع الإسبانية خلال مباحثاتها مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (الرئاسة)
وزيرة الدفاع الإسبانية خلال مباحثاتها مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (الرئاسة)
TT

مباحثات موريتانية - إسبانية تناقش الوضع في منطقة الساحل

وزيرة الدفاع الإسبانية خلال مباحثاتها مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (الرئاسة)
وزيرة الدفاع الإسبانية خلال مباحثاتها مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (الرئاسة)

زارت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبليس، العاصمة الموريتانية نواكشوط، خلال اليومين الماضيين، وأجرت مباحثات مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ووزير الدفاع حنن ولد سيدي، ركزت على الوضع الأمني في منطقة الساحل، فيما عبرت الوزيرة الإسبانية عن قلقها من الوضع الأمني الصعب في منطقة الساحل.

الوزيرة الإسبانية خلال مباحثاتها مع مسؤولين عسكريين في نواكشوط (الشرق الأوسط)

وبحسب ما نشر الجيش الموريتاني عبر موقعه الإلكتروني، فقد أوضح وزير الدفاع الموريتاني خلال مباحثات مع نظيرته الإسبانية، أن زيارتها لنواكشوط «تأتي في إطار المشاورات الدورية ولقاءات التبادل بين البلدين».

وضع متدهور

قال وزير الدفاع الموريتاني إن «الوضع الأمني في منطقة الساحل مستمر في التدهور، وانعدام الأمن والاستقرار الاجتماعي والسياسي والتأزم الاقتصادي، مما يعرض الأمن والسلام للخطر على المستوى العالمي والإقليمي والقاري».

كما تحدث الوزير عن «تدفق اللاجئين على الأراضي الموريتانية»، وقال إنه «وصل إلى عتبة حرجة»، مشيراً إلى أن تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة «يؤدي إلى زيادة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، الذين يعبرون البلاد نحو إسبانيا».

الوزيرة الإسبانية خلال زيارتها كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس في نواكشوط (الشرق الأوسط)

وخلص الوزير الموريتاني إلى التأكيد على أن بلاده «حريصة على تعزيز برامج تعاونها مع إسبانيا، وهو ما يتطلب تعزيز جهود بلادنا لضبط وتأمين حدودها البحرية والنهرية»، فيما سبق أن دقت الحكومة الموريتانية ناقوس خطر تزايد أعداد المهاجرين الوافدين عليها، حيث وصل عددهم إلى قرابة نصف مليون مهاجر، وهو ما يمثل نسبة 10 في المائة من سكان البلاد.

قلق إسباني

ونشرت وزارة الدفاع الإسبانية عبر موقعها الإلكتروني برقية أكدت فيها أنها متمسكة بدعم موريتانيا في «جهود ضبط وتأمين الحدود»، وقالت إن الوزيرة الإسبانية «اجتمعت مع رئيس البلاد ونظيرها في لقاءين منفصلين، حيث أكدت الالتزامات في مجال الدفاع، التي تضمنها البيان المشترك الموقع في أغسطس (آب) الماضي، من قبل الرئيسين الإسباني والموريتاني».

وأضافت الوزارة أن روبليس «استعرضت إجراءات التعاون الثنائي في مجال الأمن والدفاع، وزارت كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس في نواكشوط». مشيرة إلى أن «الوضعية الجيوسياسية الدولية، وخطورة التهديدات العابرة للحدود في بعض مناطق العالم، تطرحان تحديات تتطلب مسؤولية جماعية وتعاوناً بين الدول لتحقيق السلام، والعمل من أجل الأمن».

الوزيرة الإسبانية خلال زيارتها كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس في نواكشوط (الشرق الأوسط)

وبحسب المصدر نفسه، فإن الوزيرة روبليس وصفت موريتانيا بأنها «فاعل أساسي للتقدم نحو السلام، والدفاع عن القيم الديمقراطية في منطقة الساحل، حيث الوضع مقلق».

تعاون إسباني - موريتاني

أكدت وزيرة الدفاع الإسبانية خلال مباحثاتها مع المسؤولين الموريتانيين أن الوضع الإقليمي والدولي هو ما يدفع بلادها «للحفاظ على علاقات ثنائية ممتازة وتعاون عسكري قوي مع موريتانيا». وقالت في ختام مباحثاتها مع وزير الدفاع الموريتاني: «تؤكد إسبانيا وموريتانيا التزامهما بنظام دولي أكثر عدالة وحماية حقوق الإنسان، وكذلك تعزيز العلاقات بين البلدين لتحسين القدرات العسكرية والتدريب المتخصص».

وأوضحت وزارة الدفاع الإسبانية في برقيتها أن روبليس «سلطت الضوء على التعاون مع مركز الدراسات العليا للدفاع الوطني في موريتانيا، ومع كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس في نواكشوط». كما تطرقت الوزيرة مع الموريتانيين إلى «الأنشطة الأمنية التعاونية التي تركز على تدريب الوحدات، وضمان الأمن في المنشآت العسكرية، دون إغفال نشر القوات المسلحة الإسبانية في خليج غينيا منذ عام 2010 للقيام بمهام المراقبة والاستقرار».

الوزيرة الإسبانية في حديث مع عدد من المسؤولين الأمنيين في موريتانيا (الشرق الأوسط)

الصحافي الموريتاني، المقيم في إسبانيا ورئيس المرصد الأطلسي الساحلي محمد الأمين ولد خطاري، قال إن زيارة وزيرة الدفاع الإسبانية لنواكشوط «تأتي ضمن سياق ديناميكية خريطة طريق التعاون والتنسيق، التي أسس لها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مع نظيره رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز».

وكان البلدان قد وقعا اتفاقية تعاون وشراكة قبل سنوات، وجددت هذه الاتفاقية في شهر أغسطس (آب) الماضي خلال زيارة سانشيز إلى نواكشوط، وهو ما قال ولد خطاري إنه «أسفر عن وضع إطار استراتيجي للعلاقة الثنائية بين موريتانيا والمملكة الإسبانية على مختلف الصعد التنموية، والأمنية والاقتصادية والسياسية».

وأوضح ولد خطاري أن «إسبانيا دفعت بموريتانيا في قمة حلف (الناتو)، التي احتضنتها مدريد، لتكون شريكاً استراتيجياً وفعالاً، فيما اصطلح عليه الحلف بتعبير (الظهير الجنوبي)»، مؤكداً أن زيارة وزيرة الدفاع «تأتي في سياق هذه الرؤية الاستراتيجية الإسبانية المؤسسة على أهمية التنسيق والتعاون الدائم بين نواكشوط ومدريد في مختلف قضايا الساحل وأوروبا والمحيط المغاربي».

كما أشار الصحافي الموريتاني إلى أن هذه الزيارة «تأتي بعد أيام من زيارة مدير قيادة القوات الفرنسية في أفريقيا، الجنرال باسكال ياني، وزيارة رئيس أركان الجيش الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة»، وهو ما علق عليه صحافي إسباني بالقول إنه يشير إلى «نجاح مقاربة موريتانيا، القائمة على الحوار مع كل الأطراف، وخفض التصعيد في منطقة الساحل، وفي المحيط المغاربي».



حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».