تونس: تنامي الدعوات لإعلان حالة «طوارئ مائية»

بعد تراجع نسبة امتلاء السدود إلى 20.8 %

صورة تبين حجم الجفاف الذي تعيشه مناطق متفرقة من تونس (رويترز)
صورة تبين حجم الجفاف الذي تعيشه مناطق متفرقة من تونس (رويترز)
TT

تونس: تنامي الدعوات لإعلان حالة «طوارئ مائية»

صورة تبين حجم الجفاف الذي تعيشه مناطق متفرقة من تونس (رويترز)
صورة تبين حجم الجفاف الذي تعيشه مناطق متفرقة من تونس (رويترز)

ازدادت في تونس الدعوات لإعلان حالة «طوارئ مائية»، رغم التساقطات الأخيرة التي شهدتها معظم مدن وولايات البلاد. وعدَّ الخبير في التنمية والموارد المائية، حسين الرحيلي، في تصريحات صحافية، أن تراجع مخزون السدود أمر طبيعيي باعتبار أن الأمطار الغزيرة الأخيرة لم تشمل مناطق السدود في أقصى الشمال والشمال الغربي.

وقال الرحيلي مفسراً أسباب هذا التراجع: «يتم يومياً ضخ حوالي مليون متر مكعب من مياه السدود في 13 ولاية، مقابل إيرادات ضعيفة جداً من مياه الأمطار، مما ساهم في تراجع مخزون المياه بالسدود إلى 475 مليون متر مكعب، وهي الكمية الأضعف من 30 و40 سنة»، وفق تقديره.

بسبب قلة التساقطات تضطر نساء القرى لقطع مسافات طويلة يومياً للتزود بالمياه (أ.ف.ب)

ودعا الرحيلي إلى إعادة النظر في منظومة تعبئة الموارد البيئية والتأقلم، والتكيف استباقياً مع التحولات المناخية، وتركيز منظومة جديدة متطورة لتجاوز أزمة نقص المياه، خلافاً لمنظومة السدود التقليدية التي تسبب خسارة تقدر بما بين 600 و700 ألف متر مكعب يومياً بسبب التحولات المناخية وارتفاع درجات الحرارة.

كما دعا الخبير في التنمية والموارد المائية إلى اعتماد طرق جديدة لتخزين مياه الأمطار داخل المدن، وفي المناطق المحاذية لها، وإعلان حالة الطوارئ المائية لوضع قوانين وإجراءات ومقاربات جديدة، إضافة إلى دعم الفلاحين المتضررين من نقص التساقطات، خصوصاً في الشمال الغربي الذي يعدُّ الخزان الطبيعي للزراعات الكبرى، وفق تعبيره.

ووفق ما أظهرته معطيات نشرها المرصد الوطني للفلاحة، فقد بلغت نسبة امتلاء السدود 20.8 بالمائة من قدرتها حتى أول من أمس الأربعاء، فيما تراجعت المدخرات من المياه في السدود التونسيّة بنسبة 12.15، وقدّرت هذه الكميّات بـ489.037 مليون متر مكعب مقابل 556.437 متر مكعب قبل ذلك بسنة. ومقارنةً بمتوسط الكميات المسجلة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فإنّ هذا التراجع يعد الأهم، اعتباراً إلى أن هذه الكميّات تقدر بحوالي 21 في المائة من القدرة الإجمالية للسدود.

كما تشير المعطيات إلى أنه باستثناء سد المصري، فإن مجمل السدود باتت شبه فارغة، أما فيما يتعلق بسدود الوسط والوطن القبلي فإنّ مستوى امتلائها لم يتجاوز على التوالي 8.8 في المائة و5.6 في المائة من قدراتها.



10 % من سكان موريتانيا أجانب... أين الخطر؟

مئات آلاف اللاجئين يستقرون منذ عشر سنوات في الشرق الموريتاني (الأمم المتحدة)
مئات آلاف اللاجئين يستقرون منذ عشر سنوات في الشرق الموريتاني (الأمم المتحدة)
TT

10 % من سكان موريتانيا أجانب... أين الخطر؟

مئات آلاف اللاجئين يستقرون منذ عشر سنوات في الشرق الموريتاني (الأمم المتحدة)
مئات آلاف اللاجئين يستقرون منذ عشر سنوات في الشرق الموريتاني (الأمم المتحدة)

دقت الحكومة الموريتانية ناقوس الخطر الذي يمثله تدفق أمواج المهاجرين عليها، بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة في دول أفريقيا جنوب الصحراء، وقالت إن عدد اللاجئين والمهاجرين في موريتانيا أصبح يمثل 10 في المائة من مجموع السكان، وهو ما يؤثر سلباً على «التعايش السلمي» في البلاد.

وتشير الأرقام الصادرة عن الحكومة الموريتانية إلى أن قرابة نصف مليون مهاجر يقطنون في موريتانيا، وهو ما يمثل نسبة 10 في المائة من إجمالي تعداد السكان البالغ خمسة ملايين نسمة، حسب آخر إحصاء رسمي صادر عن الحكومة.

كثرة أعداد المهاجرين تزيد الضغط على الموارد المحلية المحدودة (حكومة موريتانيا)

وقال وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، خلال افتتاح مؤتمر المانحين لدعم اللاجئين في الساحل وحوض بحيرة تشاد، السبت الماضي، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، إن موريتانيا «تواجه تحديات جدية وتهديداً لأمنها بسبب موجات المهاجرين». وأوضح أن موريتانيا تستضيف أكثر من 400 ألف شاب مهاجر من دول الساحل، بالإضافة إلى آلاف المهاجرين غير الشرعيين.

وأشار الوزير إلى أن بلاده «تحتضن أكثر من 250 ألف لاجئ مالي في مخيم أمبرة»، وهو مخيم للاجئين قرب الحدود مع دولة مالي موجود منذ تسعينات القرن الماضي، ولكنه يستقبل اللاجئين منذ 2012 مع تجدد التمرد المسلح في شمال مالي.

وأكد أن المخيم «بلغ منذ أكثر من سنة أقصى طاقته الاستيعابية»، لأنه يعتمد بشكل أساسي على «الموارد الذاتية المحدودة»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن الاكتظاظ في المخيم «دفع اللاجئين الجدد للتوجه إلى قرى موريتانية أخرى، متضررة أصلاً من تأثيرات التغيرات المناخية».

لاجئون ماليون في مخيم أمبرة شرق موريتانيا (الأمم المتحدة)

وقال الوزير أيضاً إنه «من الطبيعي أن تتولد عن هذا الأمر تحديات كبيرة تؤثر سلباً على التعايش السلمي، وتوفير المياه، والصرف الصحي، والمأوى، والغذاء... وفي ذلك يتساوى اللاجئون مع المجتمعات المستضيفة».

وخلص الوزير إلى أن موريتانيا «ملتزمة بدمج اللاجئين في أنظمة الحماية الاجتماعية والتعليم الوطنية، وتحويل مخيم أمبرة إلى مؤسسة إنسانية متكاملة ومستدامة». وقال إن موريتانيا «وجهت نسبة كبيرة من موارد قواتها الأمنية لإدارة تدفق اللاجئين والمهاجرين، مما يؤثر على قدرتهم على الاستجابة للتحديات الأمنية الأخرى».

القلق الرسمي الموريتاني، يرافقه قلق شعبي من أن تتحول موريتانيا من بلد عبور لمهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبا، لتصبح بلد استقرار، خاصة بعد اتفاقيات التعاون التي وقعتها مؤخراً مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي لمحاربة الهجرة غير النظامية.

وفي هذا السياق، يقول الخبير في الشأن الأفريقي، محمد الأمين ولد الداه، إن «تصريحات وزير الخارجية الموريتاني تعكس رغبة زائدة من الحكومة الموريتانية في إظهار دورها في مكافحة الهجرة السرية، وسعيها إلى تقدير أكثر لهذا الدور من طرف شركائها».

مهاجرون أفارقة في نواكشوط يبيعون بضائع تقليدية من أجل تمويل رحلتهم إلى أوروبا عبر «قوارب الموت» (أ.و.ب)

وأوضح الخبير أن موريتانيا «أصبحت في السنوات الأخيرة محطة رئيسية لعشرات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، الذين يسعون للعبور إلى أوروبا. ويعكس هذا الوضع ضغوطاً زائدة على الخدمات العامة والبنية التحتية في البلاد».

وأضاف أن الحكومة وقعت اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي وإسبانيا، تشمل دعماً مالياً يصل إلى 200 مليون يورو، بهدف تعزيز القدرات الأمنية والحد من تدفق المهاجرين، بالإضافة إلى تشديد القوانين المتعلقة بتهريب البشر، وإنشاء محاكم متخصصة لمكافحة هذه الظاهرة، ولكن هذه الإجراءات «أثارت جدلاً داخلياً في موريتانيا، حيث يخشى البعض من أن تتحول البلاد إلى نقطة استقرار دائم لهؤلاء المهاجرين، ما يزيد العبء على الاقتصاد الوطني والخدمات الأساسية».

ويشير الخبير في الشأن الأفريقي، إلى أنه أصبح من الملاحظ في موريتانيا «سيطرة العمالة الأجنبية التي تأتي من أفريقيا جنوب الصحراء ومن دول الساحل على قطاعات اقتصادية كثيرة وحيوية، مثل الصيد التقليدي، واستخراج الذهب».