مصر تُعوّل على «حوافز الانضباط للسائقين» لمنع حوادث القطارات

بعد واقعتيْ تصادم في المنيا والزقازيق

حادث «قطار المنيا» الذي وقع الأسبوع الماضي (محافظة المنيا)
حادث «قطار المنيا» الذي وقع الأسبوع الماضي (محافظة المنيا)
TT

مصر تُعوّل على «حوافز الانضباط للسائقين» لمنع حوادث القطارات

حادث «قطار المنيا» الذي وقع الأسبوع الماضي (محافظة المنيا)
حادث «قطار المنيا» الذي وقع الأسبوع الماضي (محافظة المنيا)

بعد وقائع لحوادث قطارات شهدتها مصر أخيراً، تُعوِّل الحكومة المصرية على «حوافز الانضباط لسائقي القطارات» لمنع تكرار الحوادث.

وقرر نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل المصري، كامل الوزير، مضاعفة حافز القيادة (ما يُعرَف بحافز الكيلو) لقائدي القطارات، ممن لا يتسببون في وقوع أي حادثة قطار على خطوط شبكة السكك الحديدية، وعدم إغلاق جهاز ATC (جهاز التحكم الآلي في مسير القطارات)، والمحافظة على سلامة الركاب والقطار، والالتزام بالمواعيد المقررة لوصول القطارات إلى المحطات، والاهتمام بنظافة الجرار من الداخل والخارج.

وفي الأسبوع الماضي، صدم جرار مؤخرة «قطار نوم»، بالقرب من محافظة المنيا في صعيد مصر، مما أسفر عن وفاة 3 أشخاص، وإصابة 20 آخرين. كما وقع حادث تصادم لقطارين في الزقازيق بدلتا مصر، الشهر الماضي، أسفر عن وفاة 4 أشخاص، وإصابة العشرات، في حين أشارت التحقيقات الأولية، التي جَرَت بالحادث، إلى «خطأ بشرى نتيجة عدم تحويل مسار القطار».

وشهدت السكك الحديدية، الخميس، خروج 6 عربات من قطار بضائع عن مسار سيرها بمحافظة الجيزة.

وزير النقل المصري قرر أيضاً، وفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، مساء الخميس، الدفع بقائدي القطارات الجدد حديثي التعيين والاعتماد عليهم، وعلى قائدي القطارات المنضبطين والملتزمين من قائدي القطارات القدامى فقط، ومنع الحوافز عن قائدي القطارات غير المنضبطين، وتغليظ العقوبات الخاصة بما يرتكبونه من مخالفات، وفقاً للائحة العقوبات بهيئة السكة الحديد.

وأشار إلى أن تلك القرارات تأتي في إطار «جهود وزارة النقل للحد من حوادث القطارات، وفي ضوء الدراسات والأبحاث التي قامت بها الوزارة لتحليل أسباب الحوادث لتجنب وقوعها، وفي ضوء تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، من خلال تحفيز قائدي القطارات المنضبطين، ومعاقبة قائدي القطارات غير المنضبطين وغير الملتزمين».

صورة من حادث تصادم لقطارين في مصر (أرشيفية)

ويستخدم السكك الحديدية في مصر يومياً نحو مليون راكب، ومن المخطط مضاعفة عدد الركاب في 2030 بالوصول لمليونيْ راكب يومياً، بجانب استخدامها في نقل 8 ملايين طن بضائع سنوياً في العام الحالي، وهو الرقم المخطط أن يصل إلى 13 مليون طن بحلول 2030، وفق بيانات رسمية لوزارة النقل.

أستاذ اقتصادات النقل في مصر، الدكتور محمد على إبراهيم، قال، لـ«الشرق الأوسط»، إنه رغم أهمية «حوافز الانضباط لسائقي القطارات»، لكن السكك الحديدية تحتاج إلى إجراءات أخرى وأبعاد مختلفة؛ أهمها «وجود منظومة أمان كاملة، بناء على قواعد منظمة»، مؤكداً أن ذلك الأمر «عملية جوهرية للعمل على رفع مستوى تأمين السلامة بالنقل السككي».

وتعهدت وزارة النقل المصرية بعدم التسامح مع أي مخطئ يتسبب في الإضرار بحياة المواطنين، مؤكدة توقيع الجزاءات على المقصّرين بهيئة السكك الحديدية، وفصل أي موظف يَثبت تعاطيه للمخدرات من أول عيّنة تحليل، مع تعريضه للسجن، وفق تأكيدات كامل الوزير، في لقائه مع عدد من الموظفين والمسؤولين، الأسبوع الماضي.

ويلفت إبراهيم إلى أنه في أوقات سابقة كان يوجد تفكير في وجود «هيئة للسلامة تكون مستقلة عن وزارة النقل»، خاصة أن الهيئات الدولية الخاصة بالسلامة والأمان تكون منظمة بهذا الشكل، حيث تكون «هناك جهة مستقلة تراقب إجراءات وقواعد السلامة وما قد يؤثر عليها، وهو ما يطبَّق بالفعل في النقل البحري والنقل الجوي، وبالتالي يتطلب امتداده إلى السكة الحديد لتفادي تكرار حوادث القطارات».

ووفق بيانات «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء»، الصادرة في مارس (آذار) الماضي، فإن حوادث القطارات شهدت، خلال 2023، انخفاضاً بنسبة 78.2 في المائة، مع تسجيل نحو 181 حادثاً، في مقابل 831 حادثاً عام 2022.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة مسجلة لـ«منتدى أعمال بريكس» (الرئاسة المصرية)

مصر تعوّل على تجمع «بريكس» لتحقيق التنمية

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، عن أمله في أن «يخرج منتدى (بريكس) بنتائج ملموسة تسهم في تعزيز الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين أعضائه».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا إحدى محطات الوقود في مصر (أرشيفية - أ.ف.ب)

مصر: رفع أسعار الوقود يُعمق تأثير الغلاء

أعلنت وزارة البترول، الجمعة، عن رفع أسعار الوقود ليشمل البنزين والسولار بنسب تصل إلى 17 في المائة للمرة الثالثة خلال 2024.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا سودانيون في مكتب شؤون اللاجئين بالقاهرة (مكتب مفوضية شؤون اللاجئين)

مصر تعد بتسهيلات جديدة لإقامة السودانيين

تعهّدت السلطات المصرية بـ«تقديم تسهيلات جديدة لإقامة السودانيين في البلاد»، تتضمّن «زيادة فترة تصاريح الإقامة وتسريع صدورها».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة الشهر الماضي (الرئاسة المصرية)

نشاط دبلوماسي تركي في القاهرة لتعزيز مسار المصالحة

تشهد مصر في الآونة الأخيرة نشاطاً دبلوماسياً تركياً مكثفاً، حيث يجوب سفير أنقرة لدى القاهرة، صالح موطلو شن، مختلف المحافظات المصرية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

السودان: الجيش على حدود ولاية الجزيرة ومخاوف من توسع المعارك

الفريق كباشي، لدى تفقده الجمعة ضباط وجنود قيادة المنطقة الشرقية بالفاو (موقع مجلس السيادة السوداني/ فيسبوك)
الفريق كباشي، لدى تفقده الجمعة ضباط وجنود قيادة المنطقة الشرقية بالفاو (موقع مجلس السيادة السوداني/ فيسبوك)
TT

السودان: الجيش على حدود ولاية الجزيرة ومخاوف من توسع المعارك

الفريق كباشي، لدى تفقده الجمعة ضباط وجنود قيادة المنطقة الشرقية بالفاو (موقع مجلس السيادة السوداني/ فيسبوك)
الفريق كباشي، لدى تفقده الجمعة ضباط وجنود قيادة المنطقة الشرقية بالفاو (موقع مجلس السيادة السوداني/ فيسبوك)

تفقد عضو مجلس السيادة، نائب القائد العام للجيش السوداني، شمس الدين كباشي، الجمعة، قواته على الخطوط الأمامية في قيادة المنطقة الشرقية بالفاو، التي تشهد منذ أشهر استعدادات مكثفة ومعارك متقطعة من قبل طرفي القتال الجيش و«قوات الدعم السريع».

وتقع قيادة المنطقة الشرقية بالفاو على حدود ولاية الجزيرة، التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع»، وسط مخاوف من توسع المعارك في هذه المنطقة.

وقال إعلام الجيش السوداني، في بيان، إن كباشي تلقى تنويراً شاملاً حول سير العمليات التي تجري بالمنطقة، «واطمأن على الروح المعنوية العالية للجنود والمستنفرين والمقاومة الشعبية لدحر فلول التمرد الغاشم» واستعادة الأمن والاستقرار. وقالت مصادر محلية لــ«الشرق الأوسط»: «لا توجد عمليات عسكرية نشطة في محور الفاو، لكن بين وقت وآخر تجري اشتباكات متقطعة، وقصف مدفعي متبادل».

وحسب المصادر نفسها، فإن المنطقة تعد من المحاور الرئيسية لقوات الجيش لاستعادة عاصمة ولاية الجزيرة ود مدني، وترتكز فيها قوات كبيرة من «الدعم السريع» في البلدات والقرى الريفية لصد أي هجوم محتمل من الجيش.

وسبق أن شهدت منطقة الفاو مواجهات عنيفة حينما حاولت قوات الجيش والقوات المشتركة للفصائل المسلحة المتحالفة معه استعادة ود مدني، إلا أن «قوات الدعم السريع» استطاعت كسر موجة الهجوم التي جرى التحضير لها لأشهر.

الاشتباكات التي وقعتْ مؤخراً بين الجيش و«قوات الدعم السريع» أجبرت الآلاف على الفرار من ود مدني (أ.ف.ب)

ويتوقع أن تكون زيارة كباشي للجبهة الشرقية تمهيداً لبدء عملية عسكرية واسعة النطاق، في ظل ما يتواتر من أنباء عن تحشيد واستعدادات من قبل الجيش السوداني لمعارك فاصلة في كل المحاور بالبلاد.

تراجع المعارك في الخرطوم

وفي العاصمة الخرطوم، تراجعت حدة المعارك بشكل ملحوظ بعد عمليات كر وفر بين الطرفين. وتركزت الاشتباكات العنيفة في منطقة المقرن بعد نقل الجيش السوداني المئات من جنوده في عملية أُطلق عليها «العبور» لإعادة السيطرة على المدينة، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قواته منذ بدء العملية قبل ثلاثة أسابيع. وبثت منصات إعلامية تابعة للجيش مقاطع فيديو تشير إلى تقدم الجيش والمجموعات الإسلامية الموالية له على حساب «قوات الدعم السريع» في المقرن وتحريرها عدداً من المقار المدنية.

في المقابل تنفي «الدعم السريع» أي وجود لقوات الجيش، وتتحدث عن القضاء على كل القوة التي حاولت خلال الأيام الماضية العبور عبر الجسور من مدينة أم درمان إلى قلب الخرطوم.

وبالتزامن مع تراجع القتال البري، يكثف الطيران الحربي للجيش السوداني شن غارات جوية على مواقع كثيرة لـ«قوات الدعم السريع» في أنحاء مختلفة من مدن العاصمة الخرطوم.

وأفادت غرفة طوارئ جنوب الحزام التي تقع في الجزء الجنوبي من العاصمة، بأن القصف الجوي استهدف نهار الخميس الأحياء السكنية، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 28 آخرين، بعضهم في حالة خطرة. وقالت في بيان على صفحتها على «فيسبوك» إن من بين القتلى 3 نساء وطفلين.

ووفق غرفة الطوارئ، تشهد منطقة جنوب الحزام التي تضم العشرات من الأحياء السكنية موجات نزوح جديدة لمئات الأسر التي سبق وأن عادت بعد سقوط ولاية الجزيرة وسط السودان في يد «قوات الدعم السريع».

ومنذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 يشهد السودان حرباً مستعرةً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» خلّفت أكثر من 18 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.