حديث «أخطاء السائقين» يتجدد في مصر عقب حوادث الطرق والقطارات

وزارة النقل تتوعد بتشديد العقوبات

الحوادث تتكرر على الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)
الحوادث تتكرر على الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)
TT

حديث «أخطاء السائقين» يتجدد في مصر عقب حوادث الطرق والقطارات

الحوادث تتكرر على الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)
الحوادث تتكرر على الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)

جددت حوادث وقعت على الطرق السريعة والسكك الحديدية في مصر، أخيراً، الحديث عن «أخطاء السائقين» بعدما أشارت تحقيقات أولية إلى «(أخطاء بشرية) تسببت في حادثي (قطاري المنيا) و(حافلة جامعة الجلالة)».

وصدم جرار مؤخرة «قطار نوم» بالقرب من محافظة المنيا في صعيد مصر، الأحد الماضي، مما أسفر عن وفاة 3 أشخاص وإصابة 20 آخرين، وذلك بعد يوم واحد من إعلان وزير النقل المصري، كامل الوزير، الانتهاء من تطوير المنطقة التي شهدت الحادث، لتصبح معتمدة على نظام إلكتروني بهدف منع وقوع الحوادث. وسط حديث تكرر في تقارير محلية عن أن «حادث تصادم قطاري المنيا بسبب خطأ بشري».

وكانت السكك الحديدية قد شهدت، الشهر الماضي، حادث تصادم لقطارين في الزقازيق بدلتا مصر، مما أسفر عن وفاة 4 أشخاص وإصابة العشرات، فيما أشارت التحقيقات الأولية التي جرت بالحادث إلى خطأ بشرى؛ نتيجة عدم تحويل مسار القطار ووجود قطارين على المسار نفسه، الأمر الذي تسبب في اصطدامهما.

ويستخدم السكك الحديدية في مصر يومياً نحو مليون راكب، ومن المخطط مضاعفة عدد الركاب في 2030 بالوصول لمليوني راكب يومياً، بجانب استخدامها في نقل 8 ملايين طن بضائع سنوياً في العام الحالي، وهو الرقم المخطط أن يصل إلى 13 مليون طن بحلول 2030، حسب بيانات رسمية لوزارة النقل.

حادث «قطار المنيا» الذي وقع أخيراً (محافظة المنيا)

أيضاً شهد طريق الجلالة بنطاق محافظة السويس، مساء الاثنين، حادث انقلاب حافلة تقل طلاباً بجامعة الجلالة كانوا في طريق عودتهم إلى أماكن إقامتهم بالقرب من الجامعة، مما أسفر عن وفاة 12 طالباً وإصابة 33 آخرين. فيما أشارت التحقيقات الأولية إلى أن «سائق الحافلة كان تحت تأثير المخدرات، فضلاً عن السرعة الزائدة».

وتم إنشاء طريق الجلالة بطول 82 كيلومتراً، مخترقاً الجبل في المنطقة الممتدة من السويس إلى مدينة الغردقة، لتجنب طريق وعر غير مزدوج ملاصق للبحر، كان يشهد حوادث يومية بسبب كثافة الحركة المرورية وطبيعته الوعرة، مع وجود العديد من القرى السياحية على الجانب المطل على البحر.

وتعهدت وزارة النقل المصرية بعدم التسامح مع أي مخطئ يتسبب في الإضرار بحياة المواطنين، مؤكدة توقيع الجزاءات على المقصرين بهيئة السكك الحديدية وفصل أي موظف يثبت تعاطيه للمخدرات من أول عينة تحليل، مع تعريضه للسجن، حسب تأكيدات كامل الوزير في لقائه مع عدد من الموظفين والمسؤولين، مساء الاثنين.

مسؤولون يزورون طلاب «جامعة الجلالة» المصابين في أحد المستشفيات (وزارة الصحة)

ويرى عضو «لجنة النقل والمواصلات» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب هشام الجاهل، أن تشديد العقوبات في القانون على السائقين المخالفين، أصبح ضرورة رادعة لتجنب وقوع الحوادث، مشيراً إلى أن «أعمال التطوير يجب أن يصاحبها تشديد للرقابة بصورة واضحة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن منظومة النقل تعتمد على 3 محاور رئيسية: الطريق، والسائق، والمتابعة الرقابية، وبالتالي فإن أي تطوير لأحد هذه المحاور دون البقية «سيؤدي إلى خلل وتكرار الحوادث»، مؤكداً «ضرورة عدم التساهل مع من يخطئ من السائقين، أو يثبت تعاطيه للمواد المخدرة ويقود مركبة على الطريق أو يقود قطاراً».

وحسب إحصائية صادرة عن «صندوق مكافحة وعلاج الإدمان» التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، مطلع الأسبوع الحالي، فإن «نسبة التعاطي بين سائقي الحافلات المدرسية انخفضت من 12 في المائة عام 2017 إلى 0.3 في المائة خلال العام الحالي، بعدما تم فحص 1276 سائقاً خلال أول 3 أسابيع من العام الدراسي؛ حيث تبيّن تعاطي 4 سائقين فقط للمواد المخدرة».

أحد حوادث الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)

أستاذ هندسة الطرق في جامعة المنيا، حسن الصادق، أكد أهمية تفعيل الدور الرقابي في متابعة السائقين وقائدي الحافلات والمركبات الجماعية والقطارات وخضوعهم لعمليات تحليل لبيان مدى قدرتهم على أداء مهامهم الوظيفية، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطأ البشري يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في غالبية حوادث السيارات والقطارات».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن تحسن جودة الطرق وتطوير شبكة القطارات في السنوات الأخيرة يمكن رصده علمياً من خلال زيادة متوسط السرعة وإمكانية الوصول إلى الأماكن المختلفة سواء في العاصمة أو خارجها، لكن في المقابل يتم «رصد حوادث بين الحين والآخر يكون سببها السرعة الزائدة، أو القيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وهي أخطاء بشرية»، لافتاً إلى أن الدور الرقابي مهم للحد من هذه الحوادث مع تغليظ عقوبات السرعة الزائدة ووضع تعديلات قانونية تمنع السائقين من القيادة عند تكرار مخالفة السرعة.

في السياق نفسه، أشار عضو مجلس النواب إلى أهمية أن تتضمن المتابعة والرقابة الجزء الخاص بمدى صلاحية السيارات للقيادة على الطرق، سواء داخل المدن أو خارجها، والتزام ملاكها بإجراء الصيانة الدورية، لافتاً إلى أن الأمر بحاجة إلى متابعة من عدة جهات وليس جهة واحدة.


مقالات ذات صلة

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا صورة جماعية لقادة قمة «الدول الثماني النامية» داخل القصر بـ«العاصمة الإدارية» (الرئاسة المصرية)

مصر: «العاصمة الإدارية» تنفي بناء قصر الرئاسة الجديد على نفقة الدولة

أكد رئيس مجلس إدارة شركة «العاصمة الإدارية الجديدة» أن «خزانة الدولة لم تتحمل أي أعباء مالية عند بناء القصر الجديد».

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

صفقة سلاح أميركية جديدة لمصر تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

أعلنت الحكومة الأميركية أنها وافقت على بيع معدات عسكرية لمصر تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
TT

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت»، وبعض المناطق التاريخية والأثرية في القاهرة، عادّاً أن «ما يجمع طهران والقاهرة هوية وثقافة مشتركة».

جاءت إشارات عراقجي الجديدة على هامش زيارته الثانية للقاهرة، ومشاركته مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في القمة الحادية عشرة لمجموعة «الثماني النامية» للتعاون الاقتصادي، التي استضافتها مصر، الخميس.

وقطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية عام 1979، قبل أن تُستأنف من جديد بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح، وشهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك عقب توجيه رئاسي إيراني لوزارة الخارجية في طهران، في مايو (أيار) من العام الماضي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ«تعزيز العلاقات مع مصر».

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الإيراني، الخميس، على هامش قمة «الثماني النامية»، وبحث الجانبان «الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية، بما يحقق مصلحة الشعبين، ويسهم في دعم استقرار المنطقة»، حسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية».

ووصل بزشكيان، مساء الأربعاء الماضي، إلى القاهرة في أول زيارة لرئيس إيراني منذ 11 عاماً، وسبق أن التقى الرئيس السيسي على هامش قمة تجمع «بريكس»، التي استضافتها مدينة قازان الروسية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

عراقجي خلال زيارته لمسجد "السيدة نفسية" بالقاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على "إكس")

وزار عراقجي بعض مساجد «آل البيت» في القاهرة، منها «الحسين»، و«السيدة زينب»، و«السيدة نفيسة»، إلى جانب بعض المناطق التاريخية، منها جامع محمد علي باشا، وأشار عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس»، مساء الجمعة، إلى أن «ما يجمع بلاده ومصر، حكومة وشعباً، هوية وثقافة مشتركة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ».

وهذه ثاني زيارة لوزير الخارجية الإيراني للقاهرة، بعد زيارته الأولى التي كانت ضمن جولة إقليمية.

وبعث عراقجي برسائل جديدة لتعزيز مسار العلاقات الإيرانية-المصرية، وقال إن «ما فرقته المسافات، جمعه حب آل البيت»، الذي «وحّد البلدين اللذين ترسخ بداخلهما حب آل البيت»، مؤكداً أن «الكلام مع الشعب المصري حفر ذكرى أعترف بها بصدق».

وسبق أن تجول وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته الأولى للقاهرة، وسط العاصمة المصرية، وحرص على تناول «الكشري»، أحد أشهر الأطباق المصرية الشعبية.

ووفق تقدير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، فإن «هناك سعياً إيرانياً للانفتاح في العلاقات مع مصر»، مشيراً إلى أن «المساعي الإيرانية ترجمتها زيارات كبار المسؤولين في طهران إلى القاهرة أخيراً، وخصوصاً زيارة الرئيس الإيراني نهاية الأسبوع الماضي لمصر»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مضمون الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني يصب في مصلحة تطوير العلاقات مع مصر».

ويرى فهمي أن مسار تطور العلاقات المصرية-الإيرانية «مرتبط بتحفظات مصرية تتعلق بتباين الموقف تجاه القضايا العربية»، مشيراً إلى أن «القاهرة تتجاوب مع التحركات الإيرانية لتعزيز العلاقات»، لكنه عدَّ هذا التجاوب «مرتبطاً برؤية مصر تجاه عدد من القضايا العربية، وخصوصاً التطورات في سوريا ولبنان واليمن والعراق».

وتبادل السيسي وبزشكيان، خلال لقائهما، الخميس، وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، وسبل استعادة السلام بالمنطقة، وأيضاً الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء نظيره الإيراني في القاهرة الخميس الماضي (الرئاسة المصرية)

ولا يرجح طارق فهمي «تطور العلاقات بين القاهرة وطهران إلى مستوى إعادة فتح السفارات، وتبادل السفراء، في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «مرحلة العلاقات الاستكشافية سوف تتواصل بما يخدم مصالح المنطقة».

في سياق ذلك، يرى الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد عباس ناجي، أن «هناك تطلعاً إيرانياً لرفع مستوى العلاقات مع مصر إلى مستوى السفراء، بدلاً من مكتب رعاية المصالح»، مشيراً إلى أن «رسائل الإعلام الإيراني أخيراً تدعم هذا الاتجاه».

وقال عباس لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة عراقجي لمساجد «آل البيت» والمناطق التاريخية بالقاهرة، «رسالة من طهران بوجود قواسم مشتركة بين البلدين، يمكن البناء عليها لتحسين مستوى العلاقات»، إلى جانب التأكيد على أنه «لا توجد إشكالية في البعد المذهبي على مسار العلاقات».

ويعتقد عباس أن «طهران مهتمة بتعزيز علاقاتها مع القاهرة، وقد زادت تلك الأهمية في الفترة الأخيرة، في ضوء الضغوط التي تتعرض لها إيران على خلفية تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في غزة ولبنان وسوريا».

ويرتبط تطور العلاقات المصرية-الإيرانية بمجموعة من الأبعاد السياسية والأمنية والاستراتيجية، وفق خبير الشؤون الإيرانية، الذي أشار إلى أن القاهرة «ما زالت تقف عند مرحلة استكشاف العلاقات لوضع النقاط فوق الحروف تجاه بعض القضايا»، موضحاً أن «هناك ملفات محل نقاش بين الجانبين، ومصر ما زالت معنية باستيضاح مواقف إيران في بعض الملفات، مثل ما يحدث في البحر الأحمر، والوضع في اليمن».