مطالبة مدنية بتدخل دولي لوقف الانتهاكات في السودان

مقتل نحو 500 خلال 4 أيام من الغارات الجوية والقصف المدفعي

مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)
مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)
TT

مطالبة مدنية بتدخل دولي لوقف الانتهاكات في السودان

مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)
مشهد من المعارك التي تجددت قبل أيام في أحد أحياء الخرطوم (رويترز)

أدان التحالف المدني المعروف بـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، القصف الجوي الذي شنه الطيران الحربي السوداني على عدد من البلدات طوال الأيام الأربعة الماضية، وأدى حسب مصادر صحفية لمقتل قرابة 500 شخص، بغارات استهدفت مدينة الحصاحيصا بوسط البلاد، ومدن حمرة الشيخ بشمال كردفان، وكتم ومليط بشمال دارفور، بجانب قصف «قوات الدعم السريع» بالمدفعية، منطقة الحتانة الواقعة تحت سيطرة الجيش في شمال أم درمان.

الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقالت مجموعة «محامو الطوارئ»، وهي هيئة تطوعية حقوقية، في بيان «إن نحو 100 شخص بينهم نساء وأطفال قتلوا جراء قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني محلية الحصاحيصا بولاية الجزيرة». وانتقدت بشدة الغارات الجوية في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وغرب وشمال دارفور وشمال كردفان، وعدّت استمرار القصف الجوي «جريمة حرب، وانتهاكاً واضحاً لمبادئ التمييز والتناسب التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني، بوصفه مستوى من مستويات الإبادة الجماعية».

وندّد «محامو الطوارئ» أيضاً بالقصف الجوي الذي استهدف سوق فور بولاية الجزيرة، الاثنين، ودعت المجتمع الدولي «للتدخل العاجل من أجل وقف الانتهاكات وحفظ أرواح المدنيين، وممارسة الضغوط على قيادة الجيش لوقف قصف الأسواق والمساكن وأماكن تجمع المدنيين».

ويقول الجيش، الذي يستخدم القصف الجوي بكثافة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه يستهدف «تجمعات (قوات الدعم السريع)، ومناطق تمركزها»، بينما يقول «الدعم» إنه يستهدف بالمدفعية وحدات الجيش العسكرية، لكن تقارير شهود العيان ومقاطع الفيديو التي يبثونها، تنقل جثث أطفال ونساء وكبار سن، ولا تُظهر أي أشخاص بثياب عسكرية.

وقال حزب «الأمة القومي»، وهو أحد أكبر الأحزاب السودانية، في بيان، الثلاثاء، إن القصف الجوي الذي استهدف مدينة الحصاحيصا، أدى لمقتل وإصابة أكثر من 100 مدني جلهم من النساء والأطفال، وفي الوقت نفسه تعرضت منطقة الحتانة بمدينة أم درمان لقصف مدفعي من «قوات الدعم السريع»، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين، لم تتسنَّ معرفة عددهم.

وأدان الحزب استمرار «الانتهاكات المروّعة»، وطالب طرفي الحرب «بالتوقف عن الانتهاكات ضد المدنيين، والإيفاء بتعهداتهما السابقة»، وذلك في إشارة إلى «إعلان جدة الإنساني» الموقّع في 11 مايو (أيار) 2023، وبوساطة سعودية أميركية.

من جهتها، أبدت تنسيقية «تقدم»، «أسفها» لاستمرار طرفَي الحرب في استهداف المدنيين، ودعتهما للالتزام بتعهداتهما بحماية المدنيين، والعودة للتفاوض «الصادق والجاد» من أجل وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين.

ووفقاً لإحصاءات أهلية، بلغ عدد قتلى الغارة الجوية على مدينة الكومة، بولاية شمال دارفور، 65 مدنياً، الجمعة الماضي، فضلاً عن عشرات الجرحى... وفي اليوم ذاته، قُتل 23 شخصاً في مدينة مليط بشمال دارفور أيضاً، مع عدد غير محدد من الجرحى والمصابين.

كما قُتل 38 شخصاً وأصيب 150 بجراح في مدينة حمرة الشيخ، بولاية شمال كردفان، إثر قصف جوي نفّذه الطيران الحربي التابع للجيش في المدينة الصحراوية.

وذكرت منصات موالية لـ«قوات الدعم السريع» أنها سيطرت على منطقة الدم جمد، بولاية غرب كردفان، وتتجه إلى مدينة النهود، إحدى مدن الولاية الكبرى. ونشرت مقاطع فيديو أظهرت عدداً من الأسرى داخل عربة يستجوبهم رجالها، وهم يشيرون إلى سيارات قتالية زعموا أنهم استولوا عليها.

ويسيطر «الدعم» على معظم مدن ولاية غرب كردفان، باستثناء مدينة بابنوسة بحاضرة الولاية؛ حيث مقر «الفرقة 22» التابعة للجيش، التي شهدت معارك كبيرة منذ أكثر من شهر.


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

العالم العربي أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر إكس)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أعلن الجيش السوداني اليوم السبت «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا النيران تلتهم سوقاً للماشية نتيجة معارك سابقة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أ.ف.ب)

السودان: توغل «الدعم السريع» في النيل الأزرق والجيش يستعيد بلدة

تشير أنباء متداولة إلى أن الجيش أحرز تقدماً كبيراً نحو مدينة سنجة التي سيطرت عليها «قوات الدعم السريع»، يونيو (حزيران) الماضي.

محمد أمين ياسين (نيروبي)

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)

شدّد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد خلال اللقاء الذي جمعه، أمس الخميس، بقصر قرطاج، برئيس الحكومة، كمال المدوري، على ضرورة مضاعفة الجهود في كل المجالات، واستنباط «حلول جذرية في جميع القطاعات التي تم تدميرها». مؤكداً على أن تكون التشريعات، التي يتم إعدادها، في مستوى تطلّعات الشعب التونسي، وأن يشعر كل مسؤول، مهما كانت درجة مسؤوليته، أنّ تونس تعيش مرحلة تاريخية جديدة، وأن يستحضر في كل وقت معاناة التونسيين، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

كما أكد سعيد العمل على اقتراح حلول جذرية، «بعيداً عن الترقيع والرتق»، لأوضاع تحتاج إلى بناء صلب «في مستوى انتظارات الشعب، الذي نهبت ثرواته وتم الاستيلاء على مقدراته، وما زالت بعض الدوائر تسعى إلى عرقلة جهود الدولة لزرع بذور اليأس والإحباط»، حسب نص البلاغ. مشيراً أيضاً إلى أنه «لا مجال للتسامح مع كل مسؤول يُعطّل تقديم الخدمات للمواطنين، ومن يتعمد مثل هذه الممارسات فلا بد أن يتحمل تبعاتها القانونية».

في سياق ذلك، تم التعرض خلال اللقاء إلى وضع حد للحالة التي آلت إليها الأملاك المصادرة، ووضع إطار قانوني جديد، «تعود بموجبه الأملاك للدولة وإلى الشعب التونسي وهي من حقه المشروع، فكثيرة هي العقارات التي تم إهمالها، فتقلصت قيمتها في ترتيب مفضوح للتفويت فيها بأبخس الأثمان، وهو ما يجب التصدي له، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الجرائم النكراء»، وفق ما جاء في البلاغ.

والتقى رئيس الجمهورية، أمس الخميس بقصر قرطاج، وزيرة العدل، ليلى جفال، وبحث معها الزمن القضائي الذي يستغرقه البت في العديد من القضايا. وأكد وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، أنه «لا يُمكن تطهير البلاد إلا بقضاء عادل، فلا يُظلم أحد ولا يفلت من المحاسبة أحد»، مشيراً في هذا السياق، إلى وجود كثير من القضاة الشرفاء، الذين يعون «أهمية وظيفتهم النبيلة في إرساء العدل، ويتساوى أمامهم كلّ المتقاضين، فالعدل أساس العمران وغيابه مؤذن بخرابه».

في سياق آخر، أكّد رئيس الجمهورية إعادة مشروع تنقيح مجلة الشغل، بما يضمن حقّ العمال بإنهاء عقود المناولة، ومع التحسّب في هذا المشروع لكلّ من يستبدل بعمّالٍ آخرين، حتى لا تنطبق عليه الأحكام الجديدة مع ترتيب آثار جزائية على هذه الممارسات.

وشدد الرئيس سعيد في هذا السياق على وضع حدّ لما يسمى العقود المحدودة في الزمن في أسرع الأوقات، «لأن العلاقة الشغلية يجب أن تكون عادلة، ولأن العامل له الحقّ في أجر مجز، وفي حياة مستقرّة مع التحسّب أيضاً في مشروع نصّ القانون للحالات، التي يمكن أن يستغلّها ليغمطوا العمّال حقوقهم».

وخلّص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن الاستقرار الاجتماعي «لا يمكن أن يتحقّق إلا على أساس العدل».