«سخرية» و«احتفاء»... «الصواريخ الإيرانية» تفجر انقساماً «سوشيالياً»

متفاعلون تداولوا صوراً وفيديوهات للحظة سقوطها على إسرائيل

جانب من الصواريخ التي أطلقتها إيران تظهر في سماء القدس الثلاثاء (أ.ف.ب)
جانب من الصواريخ التي أطلقتها إيران تظهر في سماء القدس الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

«سخرية» و«احتفاء»... «الصواريخ الإيرانية» تفجر انقساماً «سوشيالياً»

جانب من الصواريخ التي أطلقتها إيران تظهر في سماء القدس الثلاثاء (أ.ف.ب)
جانب من الصواريخ التي أطلقتها إيران تظهر في سماء القدس الثلاثاء (أ.ف.ب)

انتقلت آثار تنفيذ الهجوم الإيراني على إسرائيل سريعاً إلى «السوشيال ميديا» العربية، بمجرد أن أعلنت إيران إطلاق صواريخها تجاه الأراضي الإسرائيلية.

وغمرت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلات عديدة، عبر تناقل الصور ومقاطع الفيديو التي ترصد مشاهد الهجوم، إلى جانب مئات التعليقات على خلفية الأحداث المتسارعة في المنطقة.

إسرائيليون في ملجأ بوسط إسرائيل خلال الهجوم الإيراني (رويترز)

وقفزت العديد من «الهاشتاغات» المتفاعلة مع الأحداث إلى صدارة «التريند»، منها (#الحرب_بدأت_الآن)، (#لحفظ_ماء_الوجه)، (#الحرب_العالمية_الثالثة)، (#القبة_الحديدية)، والتي من خلالها «اشتبك» رواد مواقع التواصل مع «الضربات» بطريقتهم الخاصة، ما بين احتفاء وفخر بها من ناحية، ومن ناحية أخرى بالسخرية و«التحفيل» (استهزاء) بالإسرائيليين، مع انقسام في الآراء من جدوى هذه الضربات.

وعلى نطاق واسع، انتشرت بين العديد من الحسابات عبارة: «براحة على الأرض يا جماعة مش بتاعتهم»، وذلك في تفاعل مع مشاهد إطلاق مئات الصواريخ الباليستية التي استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية.

فيما شبه البعض مشهد الصواريخ بأنها «لوحة فنية» في سماء تل أبيب.

كما تناقل رواد آخرون مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام عالمية يوثق لحظة إعلان قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، بدء الضربة الصاروخية على الاحتلال الإسرائيلي. إلى جانب مقاطع أخرى لبكاء المستوطنين الإسرائيليين في الملاجئ خوفاً من الموت.

«مسرحية إيران وإسرائيل»، كان هو الوصف الذي اتفق عليه كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنها أحداث هزلية متفق عليها، ولا يوجد حرب حقيقية.

وربط البعض بين الهجوم الإيراني على إسرائيل في شهر أبريل (نيسان) الماضي، والهجوم الجديد، لافتين إلى أن «إيران أبلغت أميركا وإسرائيل بتوقيت الهجوم ومواقعه وقالت إنه لحفظ ماء الوجه فقط».

في المقابل، رفض تيار آخر أن يكون الأمر مسرحية، مؤكدين أنها مشاهد قوية وغير مسبوقة، وأن الصواريخ الإيرانية تهز كيان الاحتلال الإسرائيلي.

حضرت السخرية والفكاهة بشكل كبير في تعليقات وتفاعلات «السوشيال ميديا» العربية، حيث تهكمت العديد من الحسابات على اختيار شهر أكتوبر (تشرين الأول) لتنفيذ تلك الضربات، بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، ونصر أكتوبر 1973.

بينما وصف بعض المستخدمين شهر أكتوبر بأنه شهر الانتصارات، طالب آخرون تهكماً - على لسان إسرائيليين - بإلغاء هذا الشهر من الأشهر الميلادية لما نال إسرائيل فيه من ضربات.

كما ظهرت السخرية في أكثر من موضع آخر، منها التهكم بالقبة الحديدية، التي تعد أشهر أنظمة الدفاع الإسرائيلية، حيث أشار بعض الرواد إلى فشلها في اعتراض الصواريخ الإيرانية.

وفي مصر، صعد هاشتاغ (#اللهم_احفظ_مصر) إلى صدارة «التريند»، الذي تفاعل معه كثيرون بنشر خريطة لمصر، تبين الأحداث على حدودها.


مقالات ذات صلة

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

شؤون إقليمية رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

تجد إيران نفسها مضطرة إلى تغليب خيار الحوار مع «الترويكا» الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بسبب مجموعة من العوامل المتشابكة داخلياً وخارجياً.

ميشال أبونجم (باريس)
تحليل إخباري رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

تحليل إخباري دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

7 أسباب رئيسية تدفع إيران اليوم لتغليب الحوار مع «الترويكا» الأوروبية على السير بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم

خامنئي: يجب إصدار أحكام إعدام بحق قادة إسرائيل... وليس أوامر اعتقال

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة ألقاها، اليوم الاثنين، إنه ينبغي إصدار أحكام إعدام على قادة إسرائيل، وليس أوامر اعتقال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

لاريجاني: تحضيراتنا مستمرة للرد على إسرائيل

أكد علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، استمرار التحضيرات لهجوم ثالث على إسرائيل، وذلك بعد تراجع نسبي في تهديدات طهران بتوجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» لعلي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني

علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل

قال علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم (الأحد)، إن طهران تجهز لـ«الرد» على إسرائيل.


انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
TT

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)

في انفراجة لأزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر، أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة، إعادة فتح مدرسة «الصداقة»، التابعة لها، فيما ستقوم لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة لبعض المدارس الأخرى المغلقة، للتأكد من «توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في البلاد، لحين توفر اشتراطات قانونية لممارسة النشاط التعليمي، تشمل موافقات من وزارات التعليم والخارجية السودانية، والخارجية المصرية، وتوفير مقر يفي بجميع الجوانب التعليمية، وإرفاق بيانات خاصة بمالك المدرسة، وملفاً كاملاً عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب السودانية، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون في المدن المصرية منذ عقود.

وقالت السفارة السودانية، في إفادة لها مساء الاثنين، إن السلطات المصرية وافقت على استئناف الدراسة في مدرسة «الصداقة» بالقاهرة، وإن «إدارة المدرسة، ستباشر أعمال التسجيل للعام الدراسي، الجديد ابتداء من الأحد الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتتبع مدرسة «الصداقة» السفارة السودانية، وافتتحت عام 2016، لتدريس المناهج السودانية لأبناء الجالية المقيمين في مصر، بثلاث مراحل تعليمية (ابتدائي وإعدادي وثانوي).

وبموازاة ذلك، أعلنت السفارة السودانية، الثلاثاء، قيام لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة بعض المدارس السودانية المغلقة، لـ«مراجعة البيئة المدرسية، والتأكد من توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي»، وشددت في إفادة لها، على أصحاب المدارس «الالتزام بتقديم جميع المستندات الخاصة بممارسة النشاط التعليمي، وفق الضوابط المصرية».

وفي وقت رأى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين بمصر»، عادل الصول، أن إعادة فتح «الصداقة» «خطوة إيجابية»، غير أنه عدّها «غير كافية»، وقال إن «المدرسة التي تمثل حكومة السودان في مصر، تعداد من يدرس فيها يقارب 700 طالب، ومن ثمّ لن تستوعب الآلاف الآخرين من أبناء الجالية»، عادّاً أن «استئناف النشاط التعليمي بباقي المدارس ضروري، لاستيعاب جميع الطلاب».

وأوضح الصول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «غالبية السودانيين الذين فروا من الحرب، اختاروا مصر، رغبة في استكمال تعليم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «توقف الدراسة بتلك المدارس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سبب ارتباكاً لغالبية الجالية»، وأشار إلى أن «المدارس التي تقوم وزارة التعليم المصرية بمراجعة اشتراطات التدريس بها، لا يتجاوز عددها 40 مدرسة، وفي حالة الموافقة على إعادة فتحها، لن تكفي أيضاً كل أعداد الطلاب الموجودين في مصر».

وسبق أن أشار السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين عدوي، إلى أن «عدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون في مصر، أكثر من 23 ألف طالب»، وقال نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المستشار الثقافي بالسفارة، قام بزيارات ميدانية للعديد من المدارس السودانية المغلقة، للتأكد من التزامها بمعايير وزارة التعليم المصرية، لممارسة النشاط التعليمي»، منوهاً إلى «اعتماد 37 مدرسة، قامت بتقنين أوضاعها القانونية، تمهيداً لرفع ملفاتها إلى السلطات المصرية، واستئناف الدراسة بها».

وبمنظور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، فإن «عودة الدراسة لمدرسة الصداقة السودانية، انفراجة لأزمة المدارس السودانية»، وقال: «هناك ترحيب واسع من أبناء الجالية، بتلك الخطوة، على أمل لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الحالي».

وأوضح جبارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يستوجب إعادة النظر في باقي المدارس المغلقة، لضمان لحاق جميع الطلاب بالعام الدراسي»، وشدد على «ضرورة التزام باقي المدارس السودانية، باشتراطات السلطات المصرية لممارسة النشاط التعليمي مرة أخرى».

وكان السفير السوداني بالقاهرة، قد ذكر في مؤتمر صحافي، السبت الماضي، أن «وزير التعليم السوداني، سيلتقي نظيره المصري، الأسبوع المقبل لمناقشة وضع المدارس السودانية».