محامو الرئيس الموريتاني السابق: حياته باتت في خطر

حذروا من استمرار «سجنه» بسبب وضعه الصحي «الصعب»

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
TT

محامو الرئيس الموريتاني السابق: حياته باتت في خطر

الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز (الشرق الأوسط)

قالت هيئة الدفاع عن الرئيس الموريتاني السابق، محمد ولد عبد العزيز، الموجود في السجن منذ قرابة عامين، بعد إدانته بتهمة الفساد والإثراء غير المشروع، إن موكلها «يتعرض للظلم، وحياته باتت في خطر بسبب وضعه الصحي الصعب»، وطلبت لقاء الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني من أجل توضيح «ظلم موكلها».

وحكم ولد عبد العزيز، وهو جنرال متقاعد في الجيش، موريتانيا إثر انقلاب عسكري عام 2008، وبقي في الحكم لولايتين رئاسيتين، وغادر الرئاسة عام 2019، ليخلفه إثر انتخابات رئاسية صديقه ورفيق دربه، الجنرال المتقاعد محمد ولد الشيخ الغزواني. لكن سرعان ما توترت العلاقة بين الرجلين، قبل أن يدفع نواب في البرلمان نحو تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في فترة حكم الرئيس السابق، وهو ما أفضى إلى فتح واحد من أكثر الملفات القضائية تعقيداً في التاريخ الموريتاني، تمت في نهايته محاكمة 17 شخصية من بينها وزراء ومسؤولون ورجال أعمال.

هيئة الدفاع عن الرئيس الموريتاني السابق طلبت لقاء الرئيس ولد الشيخ الغزواني من أجل توضيح «ظلم موكلها» (أ.ب)

وقال منسق هيئة الدفاع عن الرئيس السابق، المحامي محمدن ولد أشدو، إن ولد عبد العزيز يتعرض للظلم لأن الملف الذي سجن بموجبه «غير مؤسس من الناحية القانونية»، وأضاف في مؤتمر صحافي بنواكشوط أمس الثلاثاء: «هذا الملف خطير، ويستهدف موكلنا الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، لكنه أيضاً يستهدف الرئيس الحالي ومؤسسة رئاسة الجمهورية، ويستهدف زعزعة أمن واستقرار موريتانيا ومؤسساتها».

وأضاف ولد أشدو في حديثه أمام الصحافيين: «سبق أن طلبنا لقاء الرئيس الحالي، ونجدد طلبنا، ونؤكد أننا مستعدون للقاء أعلى سلطة في البلاد، حتى نشرح له هذه المخاطر، ولنقول له إن موكلنا مظلوم، وإن المستهدف ليس محمد ولد عبد العزيز وحده، بل إن موريتانيا مستهدفة من أجل تخريبها».

وأوضح ولد أشدو أن جميع مطالبهم بلقاء الرئيس الحالي «لم تجد أي آذان صاغية»، مشيراً إلى أن وزير العدل انفتح عليهم مؤخراً، وعقد معهم عدة لقاءات، أوضحوا خلالها أن الملف «باطل وغير مؤسس من الناحية القانونية».

وشددت هيئة الدفاع عن الرئيس السابق على أن جميع مساعي الحكومة الجديدة للإصلاح في البلد، «لن تتحقق دون التوصل إلى حل ينهي ملف العشرية»، وذلك في إشارة إلى الملف الذي يسجن بموجبه ولد عبد العزيز.

وتابع ولد أشدو قائلاً: «الوزير الأول المختار ولد اجاي، الذي كان واحداً من أبرز رجال العشرية (فترة حكم ولد عبد العزيز لموريتانيا)، إذا كان يبحث عن مصلحة موريتانيا، فإنه لن يحقق أي شيء دون حل هذه المشكلة، ومن دون أن يتم الإفراج عن محمد ولد عبد العزيز، وإعادة الاعتبار له».

في السياق ذاته، حذر ولد أشدو من «انزلاق موريتانيا» نحو المجهول، بسبب عدم إيجاد حل ينهي أزمة الرئيس السابق.

ورفع ولد الغزواني، الذي وصل إلى الحكم عام 2019، وأعيد انتخابه رئيساً لموريتانيا قبل شهرين لولاية رئاسية ثانية، شعار محاربة الفساد، وقال إن ولايته الرئاسية الثانية «لا مكان فيها للمفسدين والمتورطين في المال العام».

لكن معارضيه ينتقدون عليه تعيين شخصيات تحوم حولها شبهات فساد في مناصب حكومية رفيعة، ويقولون إن اختيار المختار ولد اجاي لمنصب الوزير الأول يثير شكوكاً حول جدية الحرب على الإرهاب، بسبب أن ولد اجاي كان وزير الاقتصاد والمالية في حكم ولد عبد العزيز، المسجون بتهمة الفساد.



انتقادات متصاعدة بشأن مقطع صوتي لـ«اعترافات طبيبين بالتحرش» في مصر

مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
TT

انتقادات متصاعدة بشأن مقطع صوتي لـ«اعترافات طبيبين بالتحرش» في مصر

مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)
مقر وزارة الداخلية المصرية (صفحة الوزارة على «فيسبوك»)

تصاعدت في مصر الانتقادات بشأن مقطع صوتي متداول لحديث جرى نسبه إلى «طبيبين»، قالا إنهما «قاما بالتحرش بالمترددات على المستشفيات للعلاج»، وهذا المقطع المصور، ومعه مقطع آخر نشره أحد الأشخاص عبر حسابه الشخصي على أحد مواقع التواصل، تحدث فيه بـ«إيحاءات جنسية على فتيات»، كانا الأكثر تداولاً على التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، الجمعة، توقيف طبيبين على خلفية تداول مقطع صوتي على مواقع التواصل، يتضمن محادثة بين طبيبين بمحافظة الأقصر (جنوب مصر) حول طرق قيامهما بـ«التحرش بالسيدات المترددات عليهما بمحل عملهما خلال توقيع الكشف الطبي عليهن». وأفادت «الداخلية» بأنه «جارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الطبيبين».

وحسب المقطع المتداول، أشار شخص، قال إنه «طبيب»، إلى «قيامه بالتحرش بفتيات خلال خضوعهن للفحص الطبي»، فيما تحدث آخر قال أيضاً إنه «طبيب» عن طرق التحرش بالفتيات.

وبينما طالب متابعون بـ«توقيف الشخصين، وإحالتهما للمحاكمة العاجلة»، انتقد آخرون في تدوينات تصاعدت، الجمعة، «مثل هذه السلوكيات».

كانت النقابة العامة لأطباء مصر قد أصدرت بياناً، مساء الخميس، أكدت فيه «إجراء تحقيقات موسعة بشأن المقطع المصور، ومقاطع أخرى متداولة». وأشارت إلى أنه في حال ثبوت أن «الموجودين في المقاطع أطباء، سيتم استدعاؤهم فوراً للتحقيق أمام (لجنة آداب المهنة) بالنقابة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم». وأوضحت النقابة أن «أي طبيب يخالف آداب المهنة يتم إحالته للجنة التي تقوم بتوقيع عقوبات تصل إلى الشطب من جدول النقابة، وما يترتب عليه من منع الطبيب من ممارسة المهنة».

مقر النقابة العامة للأطباء في مصر (الموقع الرسمي للنقابة)

المحامية المصرية، عزيزة الطويل، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن من ظهروا في المقطع المصور يواجهون تهمتي «التحرش» و«هتك العرض»، لافتة إلى أن «ظهور الشخصين بمقطع فيديو وحديثهما عن التحرش بالفتيات جريمة يعاقب عليها القانون»، ومشاركتهما في نقاش تصاعد على «السوشيال ميديا» وإقرار أحدهما بـ«تعمد ملامسة جسد المريضات» بمثابة اعتراف بارتكاب جريمة «هتك العرض». وأضافت أن «جريمة هتك العرض تصل عقوبتها إلى السجن المشدد 15 عاماً، مع توافر ظرف التشديد في ارتكابها نتيجة استغلال الطبيب لمهمة عمله».

وحسب مصدر بنقابة الأطباء المصرية، فإن النقابة تتجه إلى تأجيل التحقيق الداخلي، الذي يفترض إجراؤه مع الأطباء المتهمين لحين الانتهاء من الفصل في الجانب الجنائي بالقضية مع وجودها أمام مكتب النائب المصري، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» وجود «العديد من الخيارات التي يجري مناقشتها بالتشاور مع نقابة أطباء الأسنان في ظل رفض السلوكيات التي بدرت من الأطباء الشباب».

ودخل نقيب الأطباء المصري، أسامة عبد الحي، على خط الجدل المتصاعد حول الواقعة على «السوشيال ميديا». وأكد «أهمية تطبيق أقصى عقوبة على هؤلاء الأشخاص». وأضاف في تصريحات متلفزة، مساء الخميس، أن ما ارتكبوه بمثابة «جريمة» وأمر «مُخل بكل القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية».

وهنا عدّت المحامية المصرية أن نقابة الأطباء مطالبة بـ«اتخاذ موقف صارم تجاه هذه الواقعة التي يزداد التفاعل حولها، وإظهار ما تم فيها من تحقيقات وقرارات بشكل سريع».