الحكومة المصرية تتابع مستجدات «رأس الحكمة»

أعلنت تسليم المرحلة الأولى من المشروع للجانب الإماراتي أكتوبر المقبل

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تتابع مستجدات «رأس الحكمة»

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)
مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» الشهر الماضي (مجلس الوزراء المصري)

تتابع الحكومة المصرية مستجدات مشروع «رأس الحكمة» الواقع في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد).

وأكد وزير الإسكان المصري شريف الشربيني، السبت، أنه تم وضع خطة لتسليم أراضي «رأس الحكمة» بإجمالي 40 ألف فدان. وأضاف أن «المرحلة الأولى من مشروع (رأس الحكمة) سيتم تسليمها للجانب الإماراتي مطلع أكتوبر (تشرين الأول) المقبل».

وأشار الشربيني، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر وزارة الإسكان بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، إلى أنه «تم تسليم عقود الأراضي البلدية لسكان منطقة رأس الحكمة».

التأكيدات الحكومية، التي أوردها موقع «الأخبار المسائي» الرسمي في مصر، جاءت بعد أيام من اجتماع، ترأسه رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، لبحث موقف تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تنمية مدينة «رأس الحكمة»، والتعويضات المقررة للمستحقين من أهالي المنطقة.

وقال مدبولي حينها إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة» وما تم الاتفاق عليه في وقت سابق، بما يتضمنه ذلك من معدلات توقيع العقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة، التي تأتي في إطار مشروع تنمية مدينة «رأس الحكمة» الجديدة، مؤكداً أننا «نستهدف الإسراع بوتيرة هذه المعدلات؛ حتى يتسنى لنا تحقيق المستهدفات في هذا الملف المهم للغاية».

وفي منتصف أغسطس (آب) الماضي، زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة»، رفقة عدد من الوزراء والمسؤولين. وأكد أن زيارته بهدف الوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين في ضوء التزام الحكومة بهذا الصدد». وأشار إلى أن مدينة «رأس الحكمة» تحظى بمقومات مميزة تجعل منها «نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام»، لذا تُولي الدولة المصرية اهتماماً بتقديم الدعم المطلوب لكل ما يخص تجهيزات البنية التحتية اللازمة، وربطها بمختلف المناطق من خلال شبكات الطرق ووسائل النقل المختلفة.

مخطط مدينة «رأس الحكمة الجديدة» (موقع خريطة مشروعات مصر)

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 48.35 جنيه في البنوك المصرية).

وذكر رئيس مجلس الوزراء المصري خلال توقيع الاتفاق أن مدينة «رأس الحكمة الجديدة» ستوفر كثيراً من فرص العمل، معتبراً أن مثل هذه النوعية من المشروعات «يمكنها المساهمة في تحقيق حلم مصر لجذب 40 أو 50 مليون سائح».

وكانت الشركة «القابضة» الإماراتية (ADQ) قد أوضحت في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانة «رأس الحكمة» بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، حسب بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وزير الإسكان خلال مؤتمر صحافي بمقر وزارة الإسكان بالعاصمة الإدارية (مجلس الوزراء المصري)

من جانبه تطرق وزير الإسكان المصري، السبت، إلى استغلال الواجهة الشاطئية المتميزة لمصر على البحرين الأحمر والمتوسط، وغيرها من المناطق السياحية المتميزة، وتقديم الدعم لمجال الاستثمار السياحي، وهو أحد الملفات المهمة على أجندة الحكومة الحالية.

وحسب إحصاءات سابقة لوزارة السياحة والآثار المصرية فإن «نحو 14.9 مليون سائح زاروا مصر العام الماضي».

وتناول الوزير المصري جهود بلاده في تنمية وتطوير أراضي الساحل الشمالي الغربي، نظراً لما تتمتع به من إمكانات هائلة على مختلف المستويات، ومن ذلك مدينة «العلمين الجديدة»، ومدينة «رأس الحكمة الجديدة». وأكد أنه «يتم تطوير جنوب الطريق الدولي الساحلي لتعظيم الاستفادة من تلك الأراضي، وإتاحة المزيد من الفرص الاستثمارية في قطاع التنمية السياحية واستيعاب حجم الإقبال المتزايد للسياح من مختلف الجنسيات على الساحل الشمالي خلال الفترة المقبلة».

وتقع «العلمين الجديدة» داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسى مطروح، بطول 48 كيلومتراً من الطريق الدولي (الإسكندرية - مطروح)، حيث تبدأ حدودها من طريق وادي النطرون إلى الضبعة، وهي أول مدينة مليونية في الساحل الشمالي الغربي، وتنتمي إلى مدن الجيل الرابع المصرية، كما تتشابه مع العاصمة الإدارية الجديدة في ضخامة المشروعات العالمية التي تُقام بها.


مقالات ذات صلة

قتيلان و31 جريحاً في تصادم قطاري ركاب بمصر

شمال افريقيا موقع حادث التصادم بين القطارين (محافظة الشرقية)

قتيلان و31 جريحاً في تصادم قطاري ركاب بمصر

شهدت مدينة الزقازيق، التابعة لمحافظة الشرقية بدلتا مصر، اصطدام قطارين، مساء السبت، وهو الحادث الذي أسفر عن وفاة شخصين، وإصابة 31 آخرين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في «أحداث عنف» بمصر (أ.ف.ب)

مقترح «إخواني» جديد بترك العمل السياسي

جدد تنظيم «الإخوان» الذي تصنّفه القاهرة «إرهابياً» طرح فكرة التخلي عن العمل السياسي، والتركيز على العمل الدعوي.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا توافقت مصر وإريتريا على أهمية الحفاظ على وحدة الصومال وسيادته على كامل أراضيه (الخارجية المصرية على «فيسبوك»)

مصر تعمق حضورها في القرن الأفريقي على خلفية التوترات مع إثيوبيا

زار رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، ووزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، السبت، العاصمة الإريترية أسمرة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا عنصر من قوات الأمن المصرية في موقع تصادم قطارين بمدينة الزقازيق (أ.ب)

مصرع شخصين وإصابة 29 في حادث تصادم قطارين بمصر

قالت الهيئة القومية لسكك حديد مصر إن تصادماً وقع بين قطاري ركاب عند مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية إلى الشمال الشرقي من القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من آخر جولة مفاوضات بشأن «سد النهضة» بين مصر والسودان وإثيوبيا في ديسمبر الماضي (الري المصرية)

مصر تعوّل على تعيين «مبعوث أممي» لمواجهة «الندرة المائية»

تعوّل مصر على تعيين «مبعوث أممي للمياه» لمواجهة «الندرة المائية» التي تعانيها البلاد.

عصام فضل (القاهرة)

تضارب المعلومات عن معارك الفاشر

من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)
من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)
TT

تضارب المعلومات عن معارك الفاشر

من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)
من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)

تواصلت المعارك الضارية بين الجيش السوداني وحلفائه و«قوات الدعم السريع» في حاضرة ولاية شمال دارفور (الفاشر) لليوم الرابع على التوالي، في 3 محاور، بينما تُتداوَل معلومات عن إحراز «الدعم السريع» لتقدُّم خلال معارك السبت، بينما لا توجد معلومات رسمية صادرة عن طرفي القتال، خلا مواصلة الطيران الحربي التابع للجيش قصفَ مناطق تمركز «قوات الدعم السريع».

وقال مصدر موالٍ لـ«قوات الدعم السريع» تحدث لـ«الشرق الأوسط»، السبت، إنهم سيطروا على أجزاء كبيرة من المدينة في عمليات الأيام الماضية، وإن سيطرتهم الكاملة على الفاشر الاستراتيجية وسقوطها بأيديهم «مسألة وقت»، متوقعاً إكمال سيطرتهم على المدينة في غضون عدة أيام، وهو ما تنفيه منصات موالية للجيش والقوات المشتركة.

ووفقاً لشهود عيان، فإن الطيران الحربي للجيش السوداني شنّ غارات مكثفة، استهدفت مناطق تمركز «قوات الدعم السريع» وآلياتها، لا سيما في شرق المدينة وجنوبها، بينما تواصل «الدعم السريع» قصف تجمّعات الجيش والقوات المشتركة، بما في ذلك مقر الفرقة السادسة.

ويزعم مؤيدو الطرفين أنهم ألحقوا خسائر فادحة كلٌّ على حساب الآخر، دون صدور معلومات رسمية عن الجيش أو «قوات الدعم السريع» بشأن المعارك الجارية هناك.

ونفت «تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر» – شبابية تطوعية – في حسابها على منصة «فيسبوك»، وجود معارك «مباشرة» بين الطرفين، وإن الأوضاع في المدينة «مستقرة»، خلا عمليات قصف مدفعي من «ميليشيات» «الدعم السريع»، وقصف جوي من قِبل الطيران الحربي التابع للجيش. وتابعت: «الفاشر الآن تُقصَف، والمواطنون صامدون تحت الخنادق المنزلية؛ لاتقاء القصف الذي يستهدفهم».

وقال الجيش السوداني والقوات المشتركة الحليفة لهم، إنهم صدّوا هجوم «قوات الدعم السريع» على الفاشر، من محورَين «الجنوبي والشرقي»، وتمكّنوا من إفشال الهجوم رقم 133 على المدينة، وقُتل أكثر من 80 من جنود وضباط «الدعم السريع»، ودُمِّرت أكثر من 20 آلية عسكرية.

ونعت «قوات الدعم السريع» مقتل القائد الميداني بـ«قوات الدعم السريع»، قرن شطة، في معارك الجمعة، بينما نعت صفحات موالية للجيش السوداني قائد المدفعية برتبة عميد، لكن الصفحات الرسمية للجيش لم تؤكد أو تُشِر لمقتله.

وفي آخر حصيلة، فإن أكثر من 800 مدني لقوا مصرعهم بسبب القتال الدائر حول مدينة الفاشر وداخلها، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف؛ هرباً من القتال والقصف المدفعي والصاروخي العشوائي.

ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد القتلى والجرحى بسبب الحرب في السودان بشكل عام، بيد أن منظمة الصحة العالمية قالت في تصريحات، الأسبوع الماضي، على لسان مديرها العام تادروس أدناهوم أثناء زيارته للسودان، إن ما يزيد على 20 ألف مدني لقوا مصرعهم بسبب الحرب.

وأجبرت الحرب، حسب منظمة الهجرة الدولية، 13 مليون سوداني على الفرار من منازلهم منذ بدأ القتال في 15 أبريل (نيسان) 2023، من بينهم نحو 2.3 مليون لجأوا إلى دول الجوار.