حادث قتل طالب لوالده وسط الشارع يصدم المصريين

طعنه بـ«سكين» بسبب خلافات

عوامل كثيرة تؤدي إلى جرائم العنف الأسري بمصر (أ.ف.ب)
عوامل كثيرة تؤدي إلى جرائم العنف الأسري بمصر (أ.ف.ب)
TT

حادث قتل طالب لوالده وسط الشارع يصدم المصريين

عوامل كثيرة تؤدي إلى جرائم العنف الأسري بمصر (أ.ف.ب)
عوامل كثيرة تؤدي إلى جرائم العنف الأسري بمصر (أ.ف.ب)

شهد حي المقطم (شرق القاهرة) واقعة مأساوية، بعدما طعن طالب يعمل ميكانيكياً والده بسكين في الصدر أمام المارة في الشارع، ما أسفر عن وفاته في الحال بعد مشاجرة قصيرة بينهما، لتكون أحدث وقائع العنف الأسري بمصر.

وأظهرت التحريات الأولية التي أجرتها وزارة الداخلية المصرية، الجمعة، أن خلافات عائلية ومالية كانت وراء إقدام الطالب على طعن والده بالسكين، بعدما طلب الأب من الابن الحصول على المال الذي يجنيه من عمله بورشة تصليح السيارات. بينما يعيش الابن بعيداً عن والديه منذ سنوات، بعد طلاقهما، مع مشكلات واجهته في الإقامة برفقة أي منهما.

وباشرت نيابة جنوب القاهرة التحقيقات في الواقعة، مع الاستماع لأقوال الشهود، بالإضافة إلى الطالب المتهم، مع استعجال ورود تقرير الطب الشرعي حول الأسباب الدقيقة للوفاة.

وتعدّ الواقعة هي الأحدث لجرائم أسرية عدة نشرتها وسائل الإعلام المصرية في الشهور الماضية، في وقت لم تصدر فيه إحصائيات رسمية حول الجرائم الأسرية.

فيما يُرجع أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، الدكتور فتحي قناوي، تكرار مثل هذه الحوادث إلى «غياب أواصر التواصل الأسري بشكل رئيسي»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً رئيسياً من هذه الجرائم يكون لأسباب مالية ومرتبطاً بغياب الترابط الأسري والوازع الديني والتأثر بالأعمال الفنية».

وأضاف قناوي أن «زيادة نسبة الطلاق بصورة كبيرة وتشرد الأبناء، مع ابتعاد الآباء والأمهات عن القيام بأدوارهم بعد الانفصال، بجانب غياب الاهتمام بالتنشئة الدينية السليمة للأطفال، عوامل تساهم في زيادة نسبة الجرائم الأسرية في المجتمع». ولفت إلى أن الإحصائيات الدقيقة حول معدل هذه الجرائم تكون لدى وزارة الداخلية، التي أصبحت تضع ضوابط للحصول عليها من أجل تجنب إساءة استخدامها.

ويوضح المحامي المصري محمد عيسى أن «الطالب ستُجرى محاكمته أمام محكمة الطفل، وستكون أقصى عقوبة يمكن للمحكمة أن تقضي بها في واقعته السجن المشدد، حال كان عمره أقل من 18 عاماً بالأوراق الرسمية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن القانون المصري يمنع الحكم بالإعدام على الأطفال مرتكبي جرائم القتل، بجانب عدم محاكمتهم أمام محكمة الجنايات، باعتبارهم المرتكبين الوحيدين للجريمة، ولا يوجد معهم شركاء بالغون».

وأضاف أن «السجن المشدد 15 عاماً يعدّ أقصى عقوبة توقعها المحكمة على المتهم، مع إمكانية استخدام الرأفة في الحكم، الذي سيكون على المتهم استكماله في السجن عند بلوغه سن الـ18 عاماً، والفترة التي سيقضيها حتى يصل لهذا العمر ستكون في المؤسسة العقابية للأحداث».

ويؤكد أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث أن «العقوبات الجنائية وحدها لا تكون كافية لردع هذا النوع من الجرائم، التي تتطلب تحركات مجتمعية منظمة من أجل التصدي للجرائم الأسرية عبر حملات توعية لا تقتصر على الإعلام فحسب، ولكن تمتد لتشمل المؤسسات الدينية».

واختتم حديثه بالتأكيد على «ضرورة توعية الأزواج المنفصلين بالتعامل مع أبنائهم من دون الإضرار بمصالحهم بسبب خلافاتهم».


مقالات ذات صلة

32 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان

آسيا عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)

32 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان

قتل 32 شخصاً على الأقل في أعمال عنف طائفية جديدة في شمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
شمال افريقيا الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

أحمد إمبابي (القاهرة)
آسيا تقديم المساعدة لضحية بعد اصطدام سيارة خارج مدرسة ابتدائية في مقاطعة هونان بالصين (رويترز) play-circle 00:35

سيارة تصدم عدداً كبيراً من الأطفال أمام مدرسة بوسط الصين (فيديو)

ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم (الثلاثاء) أن عدداً كبيراً من الأطفال أصيبوا عندما صدمتهم مركبة عند بوابة مدرسة في وسط الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين )
يوميات الشرق إدغار باريينتوس كوينتانا (وسائل إعلام محلية)

سُجن 16 عاماً... تبرئة أميركي من جريمة قتل لم يرتكبها

أعلن المدعي العام المحلي، الثلاثاء، أن رجلاً من مينيسوتا أُطلق سراحه من السجن بعد أن أمضى 16 عاماً في السجن بتهمة ارتكاب جريمة قتل لم يرتكبها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا سيارة إسعاف في باكستان (أرشيفية - إ.ب.أ)

باكستان: 14 قتيلاً في حادث حافلة عائدة من حفلة زفاف... والعروس الناجية الوحيدة

قُتل 14 باكستانياً، خلال عودتهم من حفلة زفاف، مساء الثلاثاء، بعد سقوط الحافلة التي كانت تقلّهم في نهر بمنطقة جبلية بباكستان

«الشرق الأوسط» (غيلغيت )

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض»، الذي وافق عليه مجلس الوزراء أخيراً، وسوف يحيله لمجلس النواب (البرلمان) للموافقة عليه.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، أن مشروع القانون يهدف إلى «تحسين بيئة العمل الخاصة بالأطباء والفريق الصحي، ويرتكز على ضمان توفير حق المواطن في تلقي الخدمات الطبية المختلفة بالمنشآت الصحية، وتوحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يضمن عملهم في بيئة عمل جاذبة ومستقرة»، وفق إفادة وزارة «الصحة» المصرية، الجمعة.

وأشار الوزير المصري إلى تضمن القانون «توحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يكفل الوضوح في هذا الشأن ويراعي صعوبات العمل في المجال الطبي»، مع الحرص على «منع الاعتداء على مقدمي الخدمة الصحية، وتقرير العقوبات اللازمة في حال التعدي اللفظي أو الجسدي أو إهانة مقدمي الخدمات الطبية، أو إتلاف المنشآت، وتشديد العقوبة حال استعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى».

جانب من العمل داخل أحد المستشفيات (وزارة الصحة المصرية)

وحسب عضوة «لجنة الصحة» بمجلس النواب، النائبة إيرين سعيد، فإن «هذه الخطوة تأخرت كثيراً»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع القانون كان يفترض جاهزيته منذ عامين في ظل مناقشات مستفيضة جرت بشأنه، لافتة إلى أن القانون سيكون على رأس أولويات «لجنة الصحة» فور وصوله البرلمان من الحكومة تمهيداً للانتهاء منه خلال دور الانعقاد الحالي.

لكن وكيل نقابة الأطباء المصرية، جمال عميرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القانون «لا يوفر الحماية المطلوبة للأطباء في مقابل مضاعفة العقوبات عليهم حال الاشتباه بارتكابهم أخطاء»، مشيراً إلى أن المطلوب قانون يوفر «بيئة عمل غير ضاغطة على الطواقم الطبية».

وأضاف أن الطبيب حال تعرض المريض لأي مضاعفات عند وصوله إلى المستشفى تتسبب في وفاته، يحول الطبيب إلى قسم الشرطة ويواجه اتهامات بـ«ارتكاب جنحة وتقصير بعمله»، على الرغم من احتمالية عدم ارتكابه أي خطأ طبي، لافتاً إلى أن النقابة تنتظر النسخة الأخيرة من مشروع القانون لإصدار ملاحظات متكاملة بشأنه.

وشهدت مصر في الشهور الماضية تعرض عدد من الأطباء لاعتداءات خلال عملهم بالمستشفيات من أقارب المرضى، من بينها واقعة تعدي الفنان محمد فؤاد على طبيب مستشفى «جامعة عين شمس»، خلال مرافقته شقيقه الذي أصيب بأزمة قلبية الصيف الماضي، والاعتداء على طبيب بمستشفى «الشيخ زايد» في القاهرة من أقارب مريض نهاية الشهر الماضي، وهي الوقائع التي يجري التحقيق فيها قضائياً.

وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية بالمستشفيات المصرية تكررت خلال الفترة الأخيرة (وزارة الصحة المصرية)

وينص مشروع القانون الجديد، وفق مقترح الحكومة، على تشكيل «لجنة عليا» تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتعد «جهة الخبرة الاستشارية المتعلقة بالأخطاء الطبية، والمعنية بالنظر في الشكاوى، وإصدار الأدلة الإرشادية للتوعية بحقوق متلقي الخدمة بالتنسيق مع النقابات والجهات المعنية»، حسب بيان «الصحة».

وتعوّل إيرين سعيد على «اللجنة العليا الجديدة» باعتبارها ستكون أداة الفصل بين مقدم الخدمة سواء كان طبيباً أو صيدلياً أو من التمريض، ومتلقي الخدمة المتمثل في المواطن، لافتةً إلى أن تشكيل اللجنة من أطباء وقانونيين «سيُنهي غياب التعامل مع الوقائع وفق القوانين الحالية، ومحاسبة الأطباء وفق قانون (العقوبات)».

وأضافت أن مشروع القانون الجديد سيجعل هناك تعريفاً للمريض بطبيعة الإجراءات الطبية التي ستُتخذ معه وتداعياتها المحتملة عليه، مع منحه حرية القبول أو الرفض للإجراءات التي سيبلغه بها الأطباء، وهو «أمر لم يكن موجوداً من قبل بشكل إلزامي في المستشفيات المختلفة».

وهنا يشير وكيل نقابة الأطباء إلى ضرورة وجود ممثلين لمختلف التخصصات الطبية في «اللجنة العليا» وليس فقط الأطباء الشرعيين، مؤكداً تفهم أعضاء لجنة «الصحة» بالبرلمان لما تريده النقابة، وتوافقهم حول التفاصيل التي تستهدف حلاً جذرياً للمشكلات القائمة في الوقت الحالي.