اتحاد الشغل: رفض هيئة الانتخابات التونسية قرارات المحكمة سابقة خطيرة

عدّ القرار «تأثيراً مسبقاً على النتائج»

هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)
TT

اتحاد الشغل: رفض هيئة الانتخابات التونسية قرارات المحكمة سابقة خطيرة

هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في تونس وذات النفوذ التقليدي، الثلاثاء، رفضه قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات استبعاد ثلاثة مرشحين للانتخابات الرئاسية، رغم تثبيتهم من قبل المحكمة الإدارية.

وقال الاتحاد عقب اجتماع هيئته الإدارية إن قرار هيئة الانتخابات «سابقة خطيرة في القانون، وتكريس لقرار سياسي». وأعلنت هيئة الانتخابات، الاثنين، القائمة النهائية لأسماء المرشحين، المخولين المشاركة في الانتخابات الرئاسية، المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، من بينهم الرئيس الحالي قيس سعيد، الساعي لولاية ثانية، وزهير المغزاوي رئيس حزب «حركة الشعب»، والعياشي زمال رئيس حركة «عازمون».

وتمسكت الهيئة، في المقابل، باستبعاد ترشيح عماد الدايمي والمنذر الزنايدي وعبد اللطيف المكي بدعوى تضمن ملفاتهم خروقات في التزكيات الشعبية، رغم صدور حكم من المحكمة الإدارية بقبول طعونهم، وإعادتهم إلى السباق الرئاسي. ورفض المرشحون الثلاثة قرار الهيئة في خطوة تنذر بمزيد من التوتر السياسي في البلاد.

فاروق بوعسكر رئيس هيئة الانتخابات (إ.ب.أ)

وأضاف اتحاد الشغل، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، أن قرار الهيئة يعد «توجيهاً ممنهجاً ومنحازاً وإقصائياً، وتأثيراً مسبقاً على النتائج، علاوة على أنه ضرب صارخ للسلطة القضائية وأحكامها»، مشيراً إلى «غياب المناخ الملائم، والشروط الضرورية لانتخابات ديمقراطية وتعددية... شفافة ونزيهة».

وسبق أن وجه الاتحاد انتقادات متكررة للرئيس قيس سعيد منذ إطاحته بالنظام السياسي في 2021، وتوسيعه صلاحياته في دستور جديد، بسبب هيمنته على الحكم، وعدم إشراكه المنظمات الوطنية والأحزاب في تحديد القرارات الكبرى. وحذر الثلاثاء من أن قرارات هيئة الانتخابات من شأنها أن «تكرس النهج الانفرادي والتسلطي».

وأرجعت الهيئة قرارها بإبعاد ثلاثة مرشحين إلى عدم تلقيها الأحكام التي صدرت عن المحكمة الإدارية في الآجال القانونية المحددة بـ48 ساعة.



عام على زلزال المغرب والمتضررون ينتظرون بناء منازلهم

عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
TT

عام على زلزال المغرب والمتضررون ينتظرون بناء منازلهم

عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)

كشفت بيانات حكومية عن أن المغرب أكمل بناء نحو ألف منزل من أصل 55 ألف منزل لا تزال قيد الإنشاء، في وقت يعيش فيه الألوف في خيام حتى الآن وسط حر قائظ صيفاً، وبرد قارس شتاء، وذلك بعد مرور عام على زلزال مدمر، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.

سكان قبيلة أوزرو ضحايا الزلزال (أ.ف.ب)

وضرب زلزال بقوة 6.8 درجة المغرب في الثامن من سبتمبر (أيلول) 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 2900 شخص، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية. كما دمر الزلزال، الذي خلّف أكبر عدد من القتلى منذ الستينات، العديد من المنازل القروية التقليدية المبنية من الطوب اللبن أو الحجر أو الخشب، التي يتميز بها سكان جبال الأطلس الناطقون بالأمازيغية. واحتج سكان منطقة تلات نيعقوب، مركز الزلزال، الأسبوع الماضي، على بطء وتيرة إعادة الإعمار، وطالبوا بمزيد من الشفافية في توزيع المساعدات، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية في المنطقة الفقيرة.

من مخلفات زلزال الحوز المدمر (الشرق الأوسط)

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان إن 97 في المائة من الأسر حتى الآن تتلقى تدريجياً مساعدات حكومية لإعادة الإعمار، مضيفاً أن 63800 أسرة متضررة من الزلزال تتلقى مساعدات شهرية من الدولة، قدرها 2500 درهم (255 دولاراً). وقال محمد فرهي، رئيس‭ ‬جمعية «تاركة» للتنمية والتضامن (جمعية محلية تُعنى بشؤون المنطقة) لـ«رويترز»، عبر الهاتف، إن المشكل هو أن عدداً من المتضررين من الزلزال «لم يستفيدوا لسبب غير معلوم»، مضيفاً أن المستفيدين أيضاً «وجدوا تعقيدات في مساطير البناء، فما ينطبق على المدن لا ينطبق على البادية... وأغلب المستفيدين تلقوا مبلغ 80 ألف درهم (نحو 8000 دولار). وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد البناء والنقل، وجد المستفيدون صعوبة في إعادة البناء».

متضررون من الزلزال يبيتون في مخيمات أقامتها السلطات بعد وقوع الكارثة (أ.ف.ب)

من جهته، قال محمد أوبلا من قرية أزرمون: «تلقينا الدعم، لكننا وجدنا صعوبة في بدء البناء، كل شيء تضاعف ثمنه مع غلاء الأسعار». بدوره، قال الحسين آيت إبراهيم أوعلي، رئيس جماعة قرية إغيل بإقليم الحوز، في اتصال هاتفي مع «رويترز»: «في جماعتي أعطينا رخص البناء للساكنة المتضررة، كما تسلموا جميعاً الدعم المادي بنسبة مائة في المائة»، مضيفاً أن «الإشكال هو أن لكل جماعة خصوصياتها، فعدد منها لها تضاريس وعرة، يصعب نقل سلع البناء إليها، وهذا هو السبب الرئيسي في تأخر البناء، بالإضافة إلى غلاء تكلفة السلع بسبب غلاء الأسعار».

كما أوضح أوعلي أن هناك قرى لا تستطيع الشاحنات الوصول إليها، بل «تستعمل الدواب، ونحن نحاول أن ننصح الناس بالبدء في البناء قبل حلول الشتاء». ويعتزم المغرب إنفاق 120 مليار درهم، إجمالاً، على خطة إعادة الإعمار بعد الزلزال، تشمل تطوير البنية التحتية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأظهرت دراسة أجراها «مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد» أن خسائر الزلزال الاقتصادية تقدر بنحو 0.24 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب في عام 2023؛ أي ما يعادل ثلاثة مليارات درهم. وقال بيان رئيس الوزراء، أمس، إن «أوراش البناء تقدمت، وتم تأهيل 49 ألفاً و632 مسكناً، كما تم إصدار 55 ألفاً و142 ترخيصاً لإعادة البناء». وأضاف البيان أن «57 ألفاً و805 أُسر استفادت من مبلغ 20 ألف درهم، كدفعة أولى لإعادة بناء وتأهيل منازلها». وتابع البيان الحكومي موضحاً أن «الدولة وفرت كافة الظروف الكفيلة بتسهيل عملية إعادة بناء وتأهيل المنازل المتضررة بالفاعلية والسرعة اللازمتين».