الدايمي لمقاضاة هيئة الانتخابات بعد استبعاد ترشحه لـ«رئاسية» تونس

قال إن قرارها «انقلاب جديد على الديمقراطية»

هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)
TT

الدايمي لمقاضاة هيئة الانتخابات بعد استبعاد ترشحه لـ«رئاسية» تونس

هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)
هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري للاقتراع المقبل (موقع الهيئة)

اتهم المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية، عماد الدايمي، اليوم الثلاثاء، الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية بـ«الانقلاب على الديمقراطية»، غداة قرارها استبعاد ترشحه للرئاسية رغم قرار المحكمة الإدارية تثبيته في السباق، بحسب ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

عماد الدايمي اتهم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بـ«الانقلاب على الديمقراطية» (من موقعه على فيسبوك)

وأعلنت هيئة الانتخابات عن القائمة النهائية لأسماء المرشحين المخولين المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، من بينهم الرئيس الحالي قيس سعيد، الساعي لولاية ثانية، وزهير المغزاوي رئيس حزب حركة الشعب، والعياشي زمال رئيس حركة عازمون.

تونسيون يحتجون على قرار هيئة الانتخابات ويطالبون بتنفيذ قرار المحكمة الإدارية (رويترز)

وتمسكت الهيئة، في المقابل، بقرارها الأول استبعاد ترشيح عماد الدايمي والمنذر الزنايدي، وعبد اللطيف المكي، بدعوى تضمن ملفاتهم خروقات في التزكيات الشعبية، رغم صدور حكم من المحكمة الإدارية في وقت سابق بقبول طعونهم، وإعادتهم إلى السباق الرئاسي.

عبد اللطيف المكي الذي قضت المحكمة الإدارية بإعادته إلى السباق الانتخابي (رويترز)

وقال الدايمي، في كلمة عبر فيديو للرأي العام: «هذا عبث ليس بعده عبث. انقلاب جديد على الديمقراطية والجمهورية». مضيفاً أن قرار هيئة الانتخابات «جريمة في حق الإرادة الشعبية، وانتهاك صارخ» لحقهم في تقرير مصيرهم الانتخابي. كما أوضح الدايمي أن هيئة الانتخابات «ليس لديها خيار سوى تطبيق أحكام المحكمة الإدارية». معلناً عدم اعترافه بالهيئة، كما تعهد بملاحقتها قضائياً. وأرجعت هيئة الانتخابات قرارها بإبعاد ثلاثة مرشحين إلى عدم تلقيها الأحكام التي صدرت عن المحكمة الإدارية في الآجال القانونية المحددة بـ48 ساعة. وتابع الدايمي في كلمته: «ما زلت أعتبر نفسي مترشحاً بحكم قرار المحكمة الملزم... وقد بدأنا في التحضير لخطة قانونية ستحاصر المتورطين في الجريمة في القضاء المحلي والدولي».

الرئيس قيس سعيد المترشح لولاية ثانية (د.ب.أ)

كما أعلن أيضاً المرشحان المنذر الزنايدي وعبد اللطيف المكي معارضتهما قرار هيئة الانتخابات. وفي وقت سابق من أمس الاثنين، اعتقلت الشرطة المرشح الرئاسي العياشي زمال، وفقاً لتصريح أدلى به أحد أعضاء حملته الانتخابية لوكالة «رويترز»، مضيفاً أن الاعتقال يهدف إلى استبعاد زمال من السباق، وتشتيته عن للقيام بحملته الانتخابية. وقال قيس الوسلاتي، محامي زمال لـ«رويترز»، إن الشرطة تحفظت على موكله لمدة يومين دون إعطاء مزيد من التفاصيل. ومن شأن هذا القرار أن يهز مصداقية الانتخابات، بحسب مراقبين، وقد يؤدي إلى تفاقم أزمة سياسية تتصاعد منذ عام 2021 حين شدد الرئيس سعيد قبضته على جميع السلطات، وبدأ الحكم بمراسيم في خطوة تصفها المعارضة بأنها انقلاب.

المترشح زهير المغزاوي (أ.ف.ب)

وقضت المحكمة الإدارية الأسبوع الماضي بإعادة ثلاثة مرشحين بارزين، هم مُنذر الزنايدي وعبد اللطيف المكي وعماد الدايمي، إلى السباق الانتخابي بعد أن رفضت الهيئة الانتخابية ملفات ترشحهم بدعوى نقص التزكيات. وقال فريق محامي الزنايدي في بيان إنه بعد قرار اليوم «أصبحت هيئة الانتخابات منزوعة الاستقلالية، وأصدرت قراراً سياسياً متعسفاً». وتجمع العشرات من الناشطين بالقرب من مقر الهيئة، أمس الاثنين، رافعين شعارات ضد الهيئة وطالبوها بالاستقالة.

وقال هشام العجبوني، القيادي بحزب التيار الديمقراطي لـ«رويترز»: «هذا انقلاب كامل على إرادة الناخبين... هذه سابقة في تاريخ الانتخابات ألا تحترم الهيئة قرار المحكمة الإدارية». مضيفاً: «انتقلنا إلى قانون القوة ودولة لا قانون... إنها مهزلة». وتتهم أحزاب المعارضة التونسية وجماعات حقوق الإنسان السلطات باستخدام «القيود التعسفية»، وأساليب الترهيب لاستبعاد المتنافسين من السباق الانتخابي، وتمهيد الطريق لإعادة انتخاب سعيد. مشيرين إلى أن الهيئة لم تعد مستقلة، وأصبح هدفها الوحيد ضمان فوز الرئيس سعيد. بينما تنفي اللجنة هذه الاتهامات.



عام على زلزال المغرب والمتضررون ينتظرون بناء منازلهم

عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
TT

عام على زلزال المغرب والمتضررون ينتظرون بناء منازلهم

عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)
عشرات الأسر تضررت منازلها وأصبحت تبيت في الشارع بسبب الزلزال المدمر (أ.ف.ب)

كشفت بيانات حكومية عن أن المغرب أكمل بناء نحو ألف منزل من أصل 55 ألف منزل لا تزال قيد الإنشاء، في وقت يعيش فيه الألوف في خيام حتى الآن وسط حر قائظ صيفاً، وبرد قارس شتاء، وذلك بعد مرور عام على زلزال مدمر، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.

سكان قبيلة أوزرو ضحايا الزلزال (أ.ف.ب)

وضرب زلزال بقوة 6.8 درجة المغرب في الثامن من سبتمبر (أيلول) 2023، ما أسفر عن مقتل أكثر من 2900 شخص، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية. كما دمر الزلزال، الذي خلّف أكبر عدد من القتلى منذ الستينات، العديد من المنازل القروية التقليدية المبنية من الطوب اللبن أو الحجر أو الخشب، التي يتميز بها سكان جبال الأطلس الناطقون بالأمازيغية. واحتج سكان منطقة تلات نيعقوب، مركز الزلزال، الأسبوع الماضي، على بطء وتيرة إعادة الإعمار، وطالبوا بمزيد من الشفافية في توزيع المساعدات، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية في المنطقة الفقيرة.

من مخلفات زلزال الحوز المدمر (الشرق الأوسط)

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان إن 97 في المائة من الأسر حتى الآن تتلقى تدريجياً مساعدات حكومية لإعادة الإعمار، مضيفاً أن 63800 أسرة متضررة من الزلزال تتلقى مساعدات شهرية من الدولة، قدرها 2500 درهم (255 دولاراً). وقال محمد فرهي، رئيس‭ ‬جمعية «تاركة» للتنمية والتضامن (جمعية محلية تُعنى بشؤون المنطقة) لـ«رويترز»، عبر الهاتف، إن المشكل هو أن عدداً من المتضررين من الزلزال «لم يستفيدوا لسبب غير معلوم»، مضيفاً أن المستفيدين أيضاً «وجدوا تعقيدات في مساطير البناء، فما ينطبق على المدن لا ينطبق على البادية... وأغلب المستفيدين تلقوا مبلغ 80 ألف درهم (نحو 8000 دولار). وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد البناء والنقل، وجد المستفيدون صعوبة في إعادة البناء».

متضررون من الزلزال يبيتون في مخيمات أقامتها السلطات بعد وقوع الكارثة (أ.ف.ب)

من جهته، قال محمد أوبلا من قرية أزرمون: «تلقينا الدعم، لكننا وجدنا صعوبة في بدء البناء، كل شيء تضاعف ثمنه مع غلاء الأسعار». بدوره، قال الحسين آيت إبراهيم أوعلي، رئيس جماعة قرية إغيل بإقليم الحوز، في اتصال هاتفي مع «رويترز»: «في جماعتي أعطينا رخص البناء للساكنة المتضررة، كما تسلموا جميعاً الدعم المادي بنسبة مائة في المائة»، مضيفاً أن «الإشكال هو أن لكل جماعة خصوصياتها، فعدد منها لها تضاريس وعرة، يصعب نقل سلع البناء إليها، وهذا هو السبب الرئيسي في تأخر البناء، بالإضافة إلى غلاء تكلفة السلع بسبب غلاء الأسعار».

كما أوضح أوعلي أن هناك قرى لا تستطيع الشاحنات الوصول إليها، بل «تستعمل الدواب، ونحن نحاول أن ننصح الناس بالبدء في البناء قبل حلول الشتاء». ويعتزم المغرب إنفاق 120 مليار درهم، إجمالاً، على خطة إعادة الإعمار بعد الزلزال، تشمل تطوير البنية التحتية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأظهرت دراسة أجراها «مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد» أن خسائر الزلزال الاقتصادية تقدر بنحو 0.24 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب في عام 2023؛ أي ما يعادل ثلاثة مليارات درهم. وقال بيان رئيس الوزراء، أمس، إن «أوراش البناء تقدمت، وتم تأهيل 49 ألفاً و632 مسكناً، كما تم إصدار 55 ألفاً و142 ترخيصاً لإعادة البناء». وأضاف البيان أن «57 ألفاً و805 أُسر استفادت من مبلغ 20 ألف درهم، كدفعة أولى لإعادة بناء وتأهيل منازلها». وتابع البيان الحكومي موضحاً أن «الدولة وفرت كافة الظروف الكفيلة بتسهيل عملية إعادة بناء وتأهيل المنازل المتضررة بالفاعلية والسرعة اللازمتين».