محكمة تونسية تقرّ بعودة وزير سابق إلى السباق الرئاسي

أيدت قرار هيئة الانتخابات باستبعاد رئيسة «الدستوري الحرّ» المعارض

الوزير السابق والناشط السياسي المنذر الزنايدي (الشرق الأوسط)
الوزير السابق والناشط السياسي المنذر الزنايدي (الشرق الأوسط)
TT

محكمة تونسية تقرّ بعودة وزير سابق إلى السباق الرئاسي

الوزير السابق والناشط السياسي المنذر الزنايدي (الشرق الأوسط)
الوزير السابق والناشط السياسي المنذر الزنايدي (الشرق الأوسط)

قبلت المحكمة الإدارية في تونس، اليوم (الخميس)، طلب الاستئناف الذي تقدم به الوزير السابق والناشط السياسي البارز، المنذر الزنايدي، بعد استبعاده من هيئة الانتخابات، لتقضي تبعاً لذلك بعودته إلى سباق الانتخابات الرئاسية، المقررة في 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بحسب ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم المحكمة الإدارية، فيصل بوقرة، معلقاً على هذا القرار الذي يعد ثاني حكم من نوعه هذا الأسبوع: «قضت المحكمة الإدارية المتعهدة في إطار الطور الثاني للتقاضي، بخصوص نزاعات الترشح للانتخابات الرئاسية بقبول الطعن شكلاً وأصلاً، الذي تقدم به المنذر الزنايدي، وبالتالي إلغاء قرار هيئة الانتخابات». كما أيدت المحكمة قرار الهيئة باستبعاد رئيسة الحزب «الدستوري الحرّ»، عبير موسي، وفقاً لبوقرة.

وكانت المحكمة نفسها قد وافقت، الثلاثاء، على طلب الاستئناف، الذي تقدم به القيادي السابق في حزب النهضة الإسلامي، عبد اللطيف المكي، ضد رفض ترشحه في الانتخابات الرئاسية.

هيئة الانتخابات في اجتماع تحضيري تستعد للانتخابات المقبلة (موقع الهيئة)

ورفضت هيئة الانتخابات في وقت سابق طلب ترشح الزنايدي، بالإضافة إلى 12 آخرين، بسبب عدم استيفاء شروط جمع تواقيع التزكيات. والزنايدي (73 عاماً) وزير سابق خلال حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي قبل ثورة 2011. ويعول الزنايدي على أصوات الغاضبين من حكم سعيّد في السنوات الماضية، وحكم الإسلاميين بعد الثورة للفوز في انتخابات أكتوبر المقبلة. كما يأمل في جذب أصوات أنصار النظام السابق، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه خزان انتخابي كبير، خصوصاً بعد رفض ملف ترشح عبير موسي، زعيمة الحزب الدستوري الحر، أحد الأحزاب الكبرى التي لديها شعبية واسعة. وقد أكد الزنايدي في أكثر من مناسبة أنه يريد إعادة بناء تونس وتوحيد كل التونسيين، «وإنهاء سنوات الانقسام والتفرقة التي زرعها سعيّد».

عبد اللطيف المكي الذي قضت المحكمة بعودته للسباق الانتخابي (رويترز)

ويضيف قرار المحكمة، الزنايدي إلى قائمة المرشحين المقبولين، التي تضم الرئيس الحالي قيس سعيّد، ورجل الأعمال والنائب البرلماني السابق، العياشي زمال، الذي يلاحق حزبه قضائياً بتهمة «تزوير» تواقيع تزكيات، وزهير المغزاوي، رئيس «حزب حركة الشعب» (قومي عربي)، الذي دعم قرارات سعيّد في احتكار السلطات في صيف 2021، وعبد اللطيف المكي. وستعلن القائمة النهائية الأسبوع المقبل، بحسب هيئة الانتخابات.

في 20 أغسطس (آب) الحالي، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان، إن السلطات التونسية حاكمت، أو دانت أو سجنت، ما لا يقل عن ثمانية مرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية، ما يعني «منعهم من الترشح». ومن بين هؤلاء قادة المعارضة زعيم الحزب الجمهوري عصام الشابي، والأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي غازي الشاوشي، ورئيسة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي.

المحكمة الإدارية أيدت قرار استبعاد عبير موسي من الانتخابات الرئاسية (موقع الدستوري الحر)

وتتهم المعارضة في تونس، من أحزاب وسياسيين وجماعات حقوق الإنسان، هيئة الانتخابات بقطع الطريق أمام شخصيات معارضة، من خلال وضع شروط مشددة للترشح للرئاسة، واستخدام «قيود تعسفية»، والترهيب بهدف ضمان فوز سهل للرئيس سعيّد. وتقول إن هيئة الانتخابات «ليست محايدة، وسعت إلى إقصاء جميع المنافسين الجادين لتمهيد الطريق لفوز سعيّد». لكن الهيئة نفت جملة وتفصيلاً هذه الاتهامات.

الرئيس سعيّد أكد أنه لن يسلم البلاد لمن سماهم «غير الوطنيين» (رويترز)

ومن جهته أكد الرئيس سعيّد، الذي حل البرلمان وسيطر على جميع السلطات عام 2021، في خطوة وصفتها المعارضة بأنها انقلاب، العام الماضي، أنه لن يسلم البلاد لمن سماهم «غير الوطنيين».



تقطّع السبل بعشرات المهاجرين قرب الحدود التونسية - الجزائرية

أفارقة تقطعت بهم السبل في تونس التي يقصدونها للانطلاق من سواحلها نحو أوروبا (إ.ب.أ)
أفارقة تقطعت بهم السبل في تونس التي يقصدونها للانطلاق من سواحلها نحو أوروبا (إ.ب.أ)
TT

تقطّع السبل بعشرات المهاجرين قرب الحدود التونسية - الجزائرية

أفارقة تقطعت بهم السبل في تونس التي يقصدونها للانطلاق من سواحلها نحو أوروبا (إ.ب.أ)
أفارقة تقطعت بهم السبل في تونس التي يقصدونها للانطلاق من سواحلها نحو أوروبا (إ.ب.أ)

يواجه نحو أربعين مهاجراً وطالب لجوء، بينهم حوامل وأطفال، وضعاً صعباً للغاية بالقرب من الحدود بين تونس والجزائر، بعد أن تركتهم قوات الأمن التونسية هناك، حسبما أفادت منظمة غير حكومية، الخميس. وأوضح الناطق الرسمي باسم منظمة «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية»، رمضان بن عمر، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لقد تابعناهم لمدة ثلاثة أيام، ولكن هذا الصباح فقدنا الاتصال بهم، ليس لديهم ماء أو أي شيء للأكل، وهم في منطقة معزولة للغاية». ولفتت هذه المنظمة غير الحكومية إلى مجموعة مكونة من «42 شخصاً، بينهم لاجئون وطالبو لجوء» أوضحوا أنهم «تم طردهم من محافظة صفاقس (شرق)، ونقلهم إلى الحدود الجزائرية، في مكان معزول بمنطقة قفصة (جنوب غربي)».

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت محافظة صفاقس مركزاً لمحاولات العبور غير القانونية إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. في سياق ذلك، أكد متحدث باسم منظمة غير حكومية أخرى، طلب عدم الكشف عن هويته، أنه تم «ترحيل مجموعة مؤلفة من نحو أربعين شخصاً إلى الحدود الجزائرية»، مضيفاً أن «من بينهم متحدثين باللغة الإنجليزية وطالبي لجوء ونساء حوامل»، علماً أن جل المهاجرين من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء. ونشر موقع «لاجئون في ليبيا» صوراً ومقاطع فيديو، لم تتأكد «وكالة الصحافة الفرنسية» من صحتها، لأشخاص ممددين على الأرض، يبدو عليهم الإرهاق الشديد بشكل واضح، وأظهر بعضهم بطاقات اللجوء الخاصة بهم. ووجّه الموقع نداء من أجل هؤلاء اللاجئين، طالباً «المساعدة حتى لا يموتوا»، مؤكداً أن المجموعة بحاجة أيضاً إلى «مساعدة طبية عاجلة للحوامل والأطفال».

وفي يوليو (تموز) 2023، أجرى صحافيون من «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات مع مهاجرين منهكين، يتجولون في الصحراء على الحدود بين تونس وليبيا، بعد أن تركتهم السلطات التونسية هناك. وتم طرد مئات آخرين في الوقت نفسه باتجاه الحدود مع الجزائر. وأفادت مصادر إنسانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأنه «بين يونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول) 2023 تم طرد ما لا يقل عن 5500 مهاجر إلى ليبيا، وأكثر من 3000 إلى الجزائر»، تُوفي منهم مائة على الأقل على الحدود التونسية - الليبية.