الجزائريون يواجهون مرشحي الرئاسة بمطلب «تحسين القدرة الشرائية وتوفير الشغل»

تبون وعد بتحسين الاقتصاد... وحساني وأوشيش أكدا على «تحقيق العدالة الاجتماعية»

الرئيس تبون وعد بتحسين أداء الاقتصاد وخلق شغل للشباب (أ.ب)
الرئيس تبون وعد بتحسين أداء الاقتصاد وخلق شغل للشباب (أ.ب)
TT

الجزائريون يواجهون مرشحي الرئاسة بمطلب «تحسين القدرة الشرائية وتوفير الشغل»

الرئيس تبون وعد بتحسين أداء الاقتصاد وخلق شغل للشباب (أ.ب)
الرئيس تبون وعد بتحسين أداء الاقتصاد وخلق شغل للشباب (أ.ب)

يواجه المرشحون الثلاثة لانتخابات الرئاسة الجزائرية، المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، أسئلة كثيرة خلال احتكاكهم بشكل شخصي، أو عن طريق ممثليهم، بالناخبين في الشارع، تخص أساساً تدني القدرة الشرائية، وارتفاع معدل التضخم، وتوفير مناصب الشغل والسكن.

في بداية حملة الاستحقاق التي دخلت السبت يومها الحادي عشر، تعهد الرئيس المترشح لولاية ثانية، عبد المجيد تبون (79 سنة)، بـ«فرصة جديدة كي أستكمل تنفيذ تعهداتي الـ54» التي أطلقها في حملة «رئاسية» 2019، وقال إن ولايته الثانية المتوقعة سيخصصها لـ«تحسين أداء الاقتصاد، وإطلاق مشروعات منتجة لمناصب الشغل».

مدير حملة الرئيس المترشح في نشاط ميداني بغرب البلاد (حملة المترشح)

وصرح مدير حملة تبون الانتخابية، إبراهيم مراد، أمس الجمعة، خلال تجمع بغرب البلاد، بأن تبون «يعد بإحداث توازن بين المناطق في مجال التنمية»، مؤكداً أنه «سيتعامل بصرامة شديدة مع المتقاعسين عن أداء مهامهم، على المستوى المحلي؛ خصوصاً ما يرتبط بقضايا التنمية».

وبخصوص مشكلة السكن، ذكر تبون في برنامج «التعبير المباشر»، المخصص للحملة في التلفزيون العمومي، أن مشروعه الانتخابي يتضمن بناء مليوني وحدة سكنية خلال السنوات الخمس المقبلة، متعهداً بـ«مواصلة رفع الأجور إلى 100 في المائة في سنة 2027»، علماً بأن الزيادة بلغت 47 في المائة في 2024، تمت -حسبه- على مراحل.

وخلال الأسبوع الماضي، أكد مدير حملته أن الصادرات خارج المحروقات ستصل إلى 15 مليار دولار بنهاية 2025. وكان تبون قد صرح عام 2023 بأنها ستصل في نهايته إلى 13 مليار دولار، وهو رقم لم يتم تأكيده من طرف خبراء مستقلين.

مؤيد للرئيس تبون يحمل صورته وسط العاصمة (أ.ب)

ووفق تبون، فقد انخفضت نسبة التضخم من 11 في المائة إلى 6 في المائة خلال دورته الرئاسية الأولى، وأشار إلى أن «مكافحة التضخم تعد من المحاور التي تشتغل عليها الدولة لرفع القدرة الشرائية للمواطنين». ووعد بـ«مواصلة الجهد لخفض معدل التضخم، بهدف تعزيز السياسة المتبعة لزيادة قيمة العملة الوطنية»، علماً بأن سعر الدولار يساوي 134 ديناراً جزائرياً.

يوسف أوشيش خلال حملته الانتخابية في مدينة بجاية (أ.ف.ب)

من جهته، يعرض يوسف أوشيش، مرشح الحزب المعارض «جبهة القوى الاشتراكية» الذي تأسس في 1963، حلولاً لمشكلات الجزائريين وفق شعار «رؤية للغد». واختار المرشح الأربعيني أسلوب الاتصال المباشر في الأحياء الشعبية، بدل المهرجانات والتجمعات؛ حيث تعهد بـ«تحسين ظروف المعيشة، من خلال سياسات تعزز المساواة في الفرص والتنمية المستدامة»، مؤكداً أن «القدرة الشرائية هي المحور الرئيسي في الدولة الاجتماعية التي نريد بناءها».

ووعد أوشيش بزيادة الحد الأدنى للأجور من 20 ألف دينار (نحو 200 دولار) إلى الضعف، وإلغاء الضريبة على الرواتب التي تقل عن 50 ألف دينار. مشيراً في أحد لقاءاته بسكان البويرة، شرق العاصمة، إلى أنه يعي جيداً «الصعوبات الاقتصادية التي تواجه أصحاب الدخل الضعيف»، لهذا قال إنه وضع «خطة تتضمن إجراءات ملموسة لتحسين مستوى العيش، وحفظ كرامة المواطن». ومن أبرز وعود أوشيش، رفع منحة الطالب الجامعي إلى 20 ألف دينار، بينما تبلغ حالياً 4 آلاف دينار فقط، تُصرف مرة كل 3 أشهر.

المرشح الإسلامي عبد العالي حساني مع أنصار حزبه بجنوب غربي البلاد (حملة المترشح)

أما المرشح الإسلامي عبد العالي حساني، صاحب شعار «فرصة»، فردَّ في تجمع بجنوب العاصمة على انتقادات استهدفته، مفادها أن «وعوده فضفاضة في الميدان الاقتصادي، ولا تحمل حلولاً عملية للمشكلات». وقال بهذا الخصوص: «لقد اتهموني بأنني أريد إلغاء منحة البطالة (استحدثها تبون في عهدته الأولى)، وهذا غير صحيح. فمشروعي يهدف إلى استحداث وظائف للشباب حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم... ومشروعي يهدف إلى رعاية ربة المنزل، وإدماج المرأة في الاقتصاد».

جانب من حملة إقناع الشباب بالانتخاب (ناشطون بالإعلام الاجتماعي)

كما وعد رئيس «مجتمع السلم» في مهرجان بمدينة البليدة (وسط)، وهي معقل حزبه، بحل الأزمة المالية التي تضرب «صندوق التقاعد الوطني»، ودعم جميع صناديق الضمان الاجتماعي، مالياً. وقال في هذا السياق: «لقد التقيت خلال حملتي الانتخابية بمختلف فئات المجتمع، فطرحوا عليَّ مشكلاتهم ومطالبهم، وأكدت لهم أن انشغالاتهم يشملها برنامجنا الذي هو فرصة لجميع الجزائريين»، مشدداً على أن خطته الاقتصادية «ترمي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص، وتستند إلى حرية الاستثمار والتجارة الحرة، في إطار القواعد التي تضمن الاستقرار للبلد».


مقالات ذات صلة

الحكومة الجزائرية تسخّر المساجد لإنجاح «مشاركة قوية» في الانتخابات

شمال افريقيا وزير الشؤون الدينية يقدم توجيهات لأئمة بالعاصمة (الوزارة)

الحكومة الجزائرية تسخّر المساجد لإنجاح «مشاركة قوية» في الانتخابات

طلبت الحكومة الجزائرية من أئمة المساجد الانخراط في جهد تبذله لتحقيق نسب تصويت عالية في انتخابات الرئاسة، المقررة في السابع من سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي صورة خارجية لمحطة الجية الحرارية لتوليد الطاقة في لبنان 17 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

الجزائر ترسل أول شحنة فيول إلى لبنان لتشغيل معامل الكهرباء

أبحرت الناقلة الجزائرية «عين أكر»، الخميس، إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري خلال خطابه حول الجيش وغزة بقسنطينة (حملة المترشح)

موالون للرئيس تبون يستنكرون «محاولة تشويه صورة الجزائر»

جرى تجاهل الجزء الثاني من التصريح الذي يؤكد فيه أن جيش بلاده «سيبني (في حال تمكن من الدخول إلى غزة) 3 مستشفيات خلال 20 يوماً، وسنرسل مئات الأطباء».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا 
المرشح حساني مع كوادر حزبه (إدارة الحملة)

انطلاق حملات الرئاسة في الجزائر وتبون أبرز المرشحين

تبدأ، اليوم (الخميس)، حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية، المقرّرة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، بمشاركة 3 مترشحين؛ هم: الرئيس عبد المجيد تبون، ورئيس الحزب الإسلامي.

رياضة عربية جانب من تكريم شركة سوناطراك للملاكمة إيمان خليف خلال حفل التكريم لأبطال الأولمبياد (الشرق الأوسط)

المكافآت تنهال على أبطال الجزائر في أولمبياد باريس

تتوالى المكافآت على أبطال الجزائر الذين توجوا بالميداليات في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 التي اختتمت الأحد الماضي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

ليبيون «يلوّحون» بإغلاق حقول النفط رداً على أزمة «المركزي»

الطرابلسي خلال مؤتمره الصحافي في طرابلس (داخلية الوحدة)
الطرابلسي خلال مؤتمره الصحافي في طرابلس (داخلية الوحدة)
TT

ليبيون «يلوّحون» بإغلاق حقول النفط رداً على أزمة «المركزي»

الطرابلسي خلال مؤتمره الصحافي في طرابلس (داخلية الوحدة)
الطرابلسي خلال مؤتمره الصحافي في طرابلس (داخلية الوحدة)

صعد النفط مجدداً إلى مشهد الصراع السياسي في ليبيا، في وقت تتواصل فيه أزمة المصرف المركزي على الرغم من إعلان حكومة الوحدة «المؤقتة» حماية مقره، ونفي وزير داخلية «الوحدة» المكلف، عماد الطرابلسي، ما يتردد عن احتمال شن هجوم من قوة أمنية على مقر المصرف للسيطرة عليه.

وأعلن المتحدث باسم «مجلس أعيان الواحات»، السبت، اعتزامهم التوجه لإغلاق الحقول النفطية لحين التوصل لاتفاق عادل لاقتسام الموارد بين الأقاليم، رداً على ما وصفه بـ«محاولة السيطرة على البنك المركزي بالقوة، والاستفراد بالأموال لتعطيل التنمية».

أعيان الجنوب تحدثوا عن مساعي لإقفال آبار النفط بمنطقة الجنوب الشرقي (أ.ف.ب)

وتحدث مصدر من أعيان الجنوب، حسب وسائل إعلام محلية، السبت، عن مساعي لإقفال آبار النفط وإغلاق الحقول النفطية بمنطقة الجنوب الشرقي، لافتاً إلى أن الخطوة تأتي في إطار الرد على ما وصفه بالخطوات الأحادية للمجلس الرئاسي للسيطرة على المصرف المركزي.

في غضون ذلك، أكد مصدر بالمصرف أن محافظه الصديق الكبير، الذي أقاله المجلس الرئاسي من منصبه، ما زال موجوداً في طرابلس، ويمارس مهامه بشكل اعتيادي، نافياً ما تردد عن سفره خارج البلاد عبر معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس.

وقال عضو اللجنة المشكلة من المجلس الرئاسي لتسلُّم وتسليم إدارة المصرف، علي شتوي، إن مجلس الإدارة الجديد سيباشر عمله، الأحد، برئاسة المحافظ الجديد محمد الشكري، الذي لم يعتذر عن المنصب، بل تحفظ على ظروف التسلُّم والتسليم. مضيفاً أنه «لم يعد للكبير أي علاقة بالمركزي، وفي حال اعتراضه، عليه اللجوء للقضاء، ووزارة الداخلية ستتولى حماية مقر المصرف».

في المقابل، طلب المجلس الرئاسي من الشكري تسلُّم عمله، وأبلغه في خطاب رسمي، تم تسريبه لوسائل إعلام محلية، بانتهاء أفق التصعيد العسكري، وتسلُّم المصرف بشكل سلس.

وبعدما أشاد بما وصفه بالمسؤولية الوطنية العالية، التي تحلت بها القوة الأمنية المكلفة وقيادتها، قال «الرئاسي» مخاطباً الشكري: «تكليفكم لا يزال مستمراً، معبراً عن انتخاب ممثلي الشعب لكم، في جلسة علنية صحيحة الانعقاد، ولم يجر إلغاء القرار في أي جلسة أخرى بالضوابط المعمول بها في اتخاذ القرارات»، مشيراً إلى تزكية مجلس الدولة لهذا الانتخاب.

لكن مصدراً مقرباً من الشكري أكد في تصريحات «تمسكه بشأن توافق مجلسي النواب والأعلى للدولة في تسميته كمحافظ وفق التشريعات النافذة»، لافتاً إلى أن اعتذاره عن قبول منصب المحافظ قد يسبب الحرب في طرابلس، رغم اتصالات لتمكينه من المنصب، حفاظاً على سمعة المصرف. وأوضح أن الشكري يدرك المخاطر الدولية على المصرف، التي تؤثر بشكل مباشر على حرية إدارة الأموال الليبية في الخارج، وتمكين الشعب من الاستفادة منها.

وكان «المركزي» قد نفى ما تردد عن تصريح صادر عن «لجنة التسليم والتسلُّم»، المكلفة من قبل المجلس الرئاسي، وأكد في المقابل تمسكه بأن الإجراءات التي قام بها «الرئاسي صادرة من غير ذي صفة وباطلة ومخالفة للقانون»، لافتاً إلى استمرار تعليق عمل موظفيه، مع استمرار تأدية مهامه المرتبطة بالمنظومات والخدمات الإلكترونية، وفق صحيح القانون.

ورددت وسائل إعلام محلية معلومات عن إصدار مذكرة اعتقال في حق زياد دغيم، مستشار محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي للشؤون القانونية، وسفير ليبيا لدى هولندا، بوصفه صاحب فكرة الإطاحة بالصديق من منصبه.

وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» تقوم بتأمين مقر المصرف المركزي (حكومة الوحدة)

إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، السبت، إنها دشنت ما وصفته بخطتها الاستراتيجية لتنظيم الانتشار الأمني الشرطي في طرابلس للعام الحالي، مشيرة إلى أن هذه الخطة تستهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المدينة، من خلال إفراغها من التشكيلات الأمنية والعسكرية، وضمان أن تكون طرابلس «عاصمة للسلام والأمان للجميع».

وأوضحت «الوحدة» أن خطتها للانتشار تعمل على عودة التشكيلات الأمنية والعسكرية إلى مقارها، وتسليم المقار الفرعية لمؤسساتها السابقة، وأن تكون حصرية البوابات الأمنية في الطرقات لمكونات وزارة الداخلية، وأن تكون مهام تأمين المقار العامة منوطة بالوزارة فقط.

وكانت «الوحدة» قد أعلنت تسلمها رسمياً تأمين مقر المصرف، تنفيذاً لتعليمات الطرابلسي، ووفق الاتفاق المبرم بالخصوص، مشيرة في بيان، السبت، إلى قيام مدير أمن طرابلس ومدير الإدارة العامة للدعم المركزي، ورئيس قسم شرطة النجدة بطرابلس؛ بجولة داخل المصرف، وتوزيع الدوريات وفق الخطة الأمنية الموضوعة لتأمينه.

لقاء سابق بين محافظ المصرف المركزي ورئيس مجلس النواب (أرشيفية)

وكان الطرابلسي قد أعلن في مؤتمر صحافي، مساء الجمعة، إنهاء الاستنفار والتصعيد العسكري، الذي شهدته العاصمة، وأعلن الاتفاق على سحب التشكيلات الأمنية والعسكرية كافة وعودتها إلى مقراتها، وتكليف الداخلية والأجهزة المختصة فقط بتأمين المؤسسات والمقار الحكومية ومنافذ الدولة كافة. موضحاً أنه اتفق مع وكيل وزارة الدفاع، عبد السلام الزوبي، وعدد من القيادات الأمنية على انسحاب القوات من جميع المؤسسات الواقعة تحت سيطرتهم في طرابلس، والبقاء داخل مقراتهم، لافتاً إلى أن وزارة الداخلية ستتولى حصراً حماية مؤسسات الدولة، وإخلاء شوارع طرابلس من أي قوات غير مختصة، وإنهاء كل الإشكالات الأمنية في العاصمة.

الطرابلسي أرجع تأخر تنفيذ خطته لإخلاء طرابلس من التشكيلات المسلحة إلى الرغبة في عدم إهدار الدماء (إ.ب.أ)

وأرجع الطرابلسي تأخر تنفيذ خطته لإخلاء طرابلس من التشكيلات المسلحة إلى الرغبة في عدم إهدار الدماء. كما تعهد بعدم تكرار مشهد التحشيد العسكري في العاصمة. وطمأن السفارات والبعثات الدبلوماسية بأن «الوضع الأمني يسير بشكل طبيعي، ولا وجود لأي مخاوف، وليست هناك أي نيّة لصراع مسلح في طرابلس، لكن فرض القوة مطلوب لتأمينها».