رئيس الحكومة المصرية: «العلمين الجديدة» ليست للأغنياء فقط

مدبولي قال إن المدينة كانت صحراء تعاني من الألغام

مدبولي قال إن «العلمين الجديدة» متاحة لكل المصريين (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي قال إن «العلمين الجديدة» متاحة لكل المصريين (مجلس الوزراء المصري)
TT

رئيس الحكومة المصرية: «العلمين الجديدة» ليست للأغنياء فقط

مدبولي قال إن «العلمين الجديدة» متاحة لكل المصريين (مجلس الوزراء المصري)
مدبولي قال إن «العلمين الجديدة» متاحة لكل المصريين (مجلس الوزراء المصري)

أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن مدينة العلمين الجديدة (بالساحل الشمالي الغربي لمصر) «متاحة لكل المصريين، وتتميز بكورنيش عالمي، وشاطئ عام تم تجهيزه لخدمة المواطنين، سواء المقيمون بالعلمين أو المترددون عليها».

وشدد خلال تسليمه عقود عدد من الوحدات السكنية بـ«العلمين الجديدة»، السبت، على التزام الدولة على مدار العام، وحتى بداية الصيف المقبل، بتسليم مختلف الوحدات السكنية التي تم التعاقد عليها لحاجزيها.

وتطرق مدبولي إلى ما يثار من تشكيك حول المدينة، وأنها صممت للأغنياء فقط، والأنظار تتجه لمنطقة الأبراج، بقوله: «المدينة ليست للأغنياء فقط، ويتوافر بها جميع أنماط الإسكان لمختلف شرائح المجتمع، مثل (الإسكان الاجتماعي) الذي تبلغ مساحة الوحدة السكنية به 90 متراً، و(سكن لكل المصريين) الذي تتراوح فيه المساحات بين 100 و120 متراً».

وتحدث عن أنه أثناء جولته خلال الأسبوعين الماضيين في المدينة، صادف أحد المواطنين الذي وجه الشكر على تحقيق الدولة حلمه بتوفير وحدة سكنية كاملة بالمدينة في منطقة تتوافر بها جميع الخدمات المطلوبة، بعد أن كان يحلم بغرفة واحدة فقط في «العلمين الجديدة»، إذ أشاد المواطن بحصوله على هذه الوحدة بجودة عالية، وهذا نموذج لمواطن بسيط، بعد أن كانت منطقة الساحل الشمالي بداية من منطقة سيدي كرير، وغيرها من المناطق، حكراً على فئات معينة، حيث لم يكن أحد يستطيع أن يقترب من الشاطئ، بخلاف ساكني هذه القرى فقط.

مدبولي خلال تسليمه عقود الوحدات السكنية بـ«العلمين الجديدة» (مجلس الوزراء المصري)

مشروعات كبيرة

وتقع العلمين الجديدة داخل الحدود الإدارية لمحافظة مرسى مطروح، بطول 48 كيلومتراً من الطريق الدولية (الإسكندرية - مطروح)، إذ تبدأ حدودها من طريق وادي النطرون إلى الضبعة، وهي أول مدينة مليونية في الساحل الشمالي الغربي، وتنتمي إلى مدن الجيل الرابع المصرية، كما تتشابه مع العاصمة الإدارية الجديدة في ضخامة المشروعات العالمية التي تُقام بها.

وأعرب مدبولي عن شعوره بسعادة غامرة مع بدء تسليم الوحدات السكنية في عدد من المشروعات الكبيرة التي بدأت بمدينة العلمين الجديدة، مثل مشروع «الأبراج»، و«الداون تاون»، و«مزارين»، بالإضافة إلى الحي اللاتيني، ومشروع «سكن لكل المصريين». وقدم الاعتذار نتيجة التأخر في تسليم هذه الوحدات نظراً للظروف الاقتصادية التي مر بها العالم، وتأثرت بها الدولة المصرية، إذ إنها كانت فترة صعبة للغاية بدأت بفترة أزمة انتشار فيروس «كورونا» التي كان من الصعب معها تسلم المعدات الكهروميكانيكية التي سيتم بدء العمل بها، التي كانت الحكومة متعاقدة عليها، ثم تبعتها الأزمة الاقتصادية وتدبير العملة، وهو ما كان له أثر في تأخر تسليم الوحدات.

وشهدت الفترة الأخيرة تركيزاً على الترويج لمدينة العلمين الجديدة سياحياً، عبر تنظيم زيارات لمسؤولين عرب وأجانب، وللسفراء الأجانب العاملين لدى مصر، وتستهدف مصر الوصول بعدد السياح الوافدين إليها إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028، واستقبلت عام 2023 نحو 14.9 مليون سائح، بزيادة 27 في المائة على العام السابق، بحسب بيان لمجلس الوزراء المصري بداية العام الحالي.

جانب من حضور تسليم عقود عدد من الوحدات السكنية بـ«العلمين الجديدة» (مجلس الوزراء المصري)

إنجاز التنمية

رئيس الحكومة المصرية قال خلال زيارته لـ«العلمين الجديدة»: «تحدثنا قبل ذلك عن أهمية مدينة العلمين الجديدة التي كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن عن إطلاقها في عام 2018، رغم أن العمل كان قد بدأ بالفعل في 2017، وهو ما يعني أننا أمام إنجاز تحقق نتيجة 6 أو 7 سنوات من العمل، تحولت فيها هذه المنطقة من (صحراء قاحلة تعاني من مشكلة وجود الألغام بها، نتيجة أنها كانت مسرحاً لعمليات الحرب العالمية الثانية، إلى مدينة تغيرت ملامحها بالكامل بفضل التنمية التي شهدتها)، وهو ما يؤكد أن المصري قادر على فعل كل شيء مهما كان صعباً».

وتبلغ مساحة «العلمين الجديدة» 50 ألف فدان، بعمق أكثر من 60 كم جنوب الشريط الساحلي، ومخطط للمدينة أن تستوعب أكثر من 3 ملايين نسمة. وتنقسم المدينة إلى قطاعات سياحية وتاريخية وسكنية، بينما تقع الشريحة السياحية الاستثمارية على ساحل البحر المتوسط، فإن الشريحة الاستثمارية تقع في جنوب طريق إسكندرية - مطروح الدولية، والشريحة التاريخية والأثرية بمقابر العلمين.

وتتوقع الهيئة العامة للاستعلامات المصرية أن «تغير المدينة خريطة الساحل الشمالي بأكمله، والمفهوم الذي أنشئت على أساسه، فهي ستكون مدينة سكنية تستقطب المواطنين طوال العام، وليس في موسم الصيف فقط كما هو معتاد».

رئيس مجلس الوزراء المصري أكد أننا لا نبني مدينة موسمية (مجلس الوزراء المصري)

مناطق خدمية

وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري، «أننا لا نبني مدينة موسمية؛ بل مدينة متكاملة، ولدينا رغبة قوية في عدم تكرار ما سبق على مدار عقود طويلة من تخطيط الشريط الساحليّ ليكون منطقة منتجعات صيفية وقرى سياحية لفئات محددة، بل نبني مدينة تتوافر بها جميع المناطق الخدمية، مثل المناطق الصناعية، والإدارية، والتعليمية، والصحية، وغيرها من الخدمات المتوافرة التي تجعل هذه المدينة تعمل على مدار العام مثلها مثل أي مدينة أخرى، وهو ما بدأنا بالفعل في تحقيقه».

وأضاف: «ربطنا المدينة بشبكة نقل إقليمية ووطنية، من خلال محطة القطار الكهربائي السريع، بالإضافة إلى مطار يخدم المدينة، وهو ما يجعل المدينة مقصداً عالمياً للسياحة، وقد لوحظ ذلك من خلال عدد من الفعاليات التي تتم على أرض المدينة».


مقالات ذات صلة

وفاة وزير التعليم السوداني خلال وجوده بالقاهرة

شمال افريقيا وزير التعليم السوداني الراحل محمود سر الختم الحوري (مجلس السيادة السوداني)

وفاة وزير التعليم السوداني خلال وجوده بالقاهرة

توفي وزير التعليم السوداني محمود سر الختم الحوري بالعاصمة المصرية القاهرة، مساء الجمعة، إثر تعرضه لأزمة «صحية».

أحمد إمبابي (القاهرة)
المشرق العربي طلاب في الطابور الصباحي بإحدى المدراس بالإسكندرية (محافظة الإسكندرية على «فيسبوك»)

تفاعل مع إعلان مدارس مصرية تطبيق «البصمة» على الطلاب لمواجهة الغياب

قال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، محمد عبد اللطيف، إن ارتفاع نسب الغياب في المدارس من بين أهم «التحديات التي تواجه التعليم المصري».

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الزراعة المصري خلال لقاء السفير البرازيلي بالقاهرة (وزارة الزراعة المصرية)

الحكومة المصرية تراهن على اللحوم والدواجن البرازيلية لمواجهة الغلاء

تراهن الحكومة المصرية على اللحوم والدواجن البرازيلية، بهدف توفير كميات كافية للاستهلاك المحلي بأسعار مناسبة لمواجهة غلاء الأسواق.

أحمد إمبابي (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج وائل الصديقي (صفحته على فيسبوك)

رد «صادم» من مخرج مصري عقب إسقاط جنسيته يثير استهجاناً

أثار رد فعل «صادم» قام به المخرج وائل الصديقي بعد قرار إسقاط الجنسية المصرية عنه استهجاناً على «السوشيال ميديا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا مباحثات عبد العاطي وميقاتي في بيروت (الخارجة المصرية)

مصر تؤكد مواصلة دعم لبنان في مواجهة التحديات

أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، «اهتمام مصر البالغ باستقرار لبنان ومواصلة دعمه في مواجهة التحديات المحدقة به».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وفاة وزير التعليم السوداني خلال وجوده بالقاهرة

وزير التعليم السوداني الراحل محمود سر الختم الحوري (مجلس السيادة السوداني)
وزير التعليم السوداني الراحل محمود سر الختم الحوري (مجلس السيادة السوداني)
TT

وفاة وزير التعليم السوداني خلال وجوده بالقاهرة

وزير التعليم السوداني الراحل محمود سر الختم الحوري (مجلس السيادة السوداني)
وزير التعليم السوداني الراحل محمود سر الختم الحوري (مجلس السيادة السوداني)

توفي وزير التعليم السوداني محمود سر الختم الحوري بالعاصمة المصرية القاهرة، مساء الجمعة، إثر تعرضه لأزمة «صحية». وأنهت السفارة السودانية لدى مصر مع السلطات المصرية، إجراءات نقل جثمانه، السبت، إلى بورتسودان، ليوارى الثرى هناك.

وكان وزير التعليم السوداني قد زار القاهرة رفقة زوجته، في رحلة علاج؛ حيث يعاني من «مرض السكري، وأثناء وجوده داخل أحد فنادق محافظة الجيزة جنوب القاهرة أصيب بغيبوبة، فاستغاثت زوجته بإدارة الفندق التي استدعت الطبيب ليؤكد وفاته نتيجة غيبوبة سكر، وأخطرت السلطات الأمنية المصرية السفارة السودانية في القاهرة بأسباب حالة الوفاة»، بحسب وسائل إعلام محلية.

وكلف مجلس السيادة السوداني، الحوري بحقيبة وزارة التعليم في الحكومة الانتقالية، يناير (كانون الثاني) 2022، فأدار الراحل العملية التعليمية في فترة صعبة يمر بها السودان؛ خصوصاً بعد اندلاع الحرب الداخلية في منتصف أبريل (نيسان) 2023؛ حيث واجه العديد من الأزمات، بينها صعوبة انتظام الدراسة، وعقد امتحانات الشهادة السودانية (مرحلة الثانوية) حتى الآن.

ونعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وأعضاء المجلس، الحوري. وقال في إفادة، السبت: «مجلس السيادة ينعى للشعب السوداني رجلاً وطنياً غيوراً أفنى حياته في خدمة التعليم وجهوده المخلصة». وأضاف أن «الفقيد يعد نموذجاً يحتذى به في المهنية والتفاني في خدمة التعليم التي امتدت لأكثر من أربعين عاماً».

كما نعى السفير السوداني في القاهرة، الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي، الحوري. وقال في إفادة للسفارة إن «البعثة تُذكّر بأدوار الفقيد الوطنية، وجهوده المخلصة في الدفاع عن قضايا وطنه، بوصفه نموذجاً يحتذى به في التفاني والتواضع وإنكار الذات والدفاع عن مصالح السودان طيلة فترة خدمته في قطاع التعليم». وأعلنت السفارة السودانية في القاهرة عن تلقي العزاء في «بيت السودان» (مقر مخصص للجالية السودانية بمصر)، مساء السبت، في حين سيطرت حالة الحزن على تفاعلات الجالية السودانية بالقاهرة.

وتستضيف مصر أكثر من نصف مليون سوداني فروا من الحرب الداخلية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، التي اندلعت في 15 أبريل العام الماضي، فضلاً عن آلاف من السودانيين الذين يعيشون في مصر منذ سنوات.

وقام الحوري، قبل أيام، بزيارة رسمية إلى القاهرة، رفقة وزير التعليم العالي السوداني محمد حسن دهب، لبحث المشكلات التي تواجه تعليم السودانيين في مصر؛ من بينها غلق عدد من المدارس السودانية، لحين تقنين أوضاعها. وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في مصر، لحين توافر الاشتراطات القانونية لممارسة النشاط التعليمي، وشملت إجراءات الإغلاق مدرسة «الصداقة» التابعة للسفارة السودانية في القاهرة، ومدارس خاصة.

ومطلع الشهر الحالي، طالبت السفارة السودانية في القاهرة، مديري المدارس السودانية بمصر، بضرورة «الالتزام بتطبيق قرار السلطات المصرية، بالإغلاق الشامل للمدارس، وعدم القيام بأي نشاط، سواء كان بالإعلان عن التسجيل أو تسلم المصروفات من الطلاب وأسرهم للعام الدراسي الجديد».

الحوري خلال مؤتمر مع مديري المدارس السودانية بالقاهرة الشهر الحالي (السفارة السودانية في القاهرة)

وأشار وزير التعليم الراحل، في مؤتمر لتقييم التعليم السوداني في مصر، الشهر الحالي، بحضور السفير السوداني في القاهرة ومديري المدارس السودانية العاملة في مصر، إلى «التنسيق المستمر مع السلطات المصرية لإزالة العقبات أمام دراسة الطلاب السودانيين في مصر، ومن بينها إعادة فتح المدارس المغلقة، وفقاً لإجراءات وضوابط تتوافق عليها الجهات المعنية بالتعليم في البلدين».

وطمأن الحوري حينها الجالية السودانية «بعقد امتحانات الشهادة الثانوية خلال هذا العام، من خلال إقامة عدد من المراكز الامتحانية في مصر والسودان». وتواجه وزارة التعليم السودانية صعوبات في إقامة امتحانات الشهادة السودانية، بسبب استمرار الحرب الداخلية في عدد من الولايات والمناطق داخل السودان، ما يعوق تنظيم العملية الامتحانية.

وقال نائب رئيس الجالية السودانية بالقاهرة، أحمد عوض، إن «وزير التعليم الراحل كان يحظى باحترام وتقدير من مختلف الأطياف السودانية». وأرجع ذلك إلى «مسيرته الطويلة في العمل التعليمي بالسودان». وأوضح عوض، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجالية السودانية تتلقى العزاء في (بيت السودانيين) بالقاهرة، تقديراً لمسيرة الحوري»، مشيداً بجهوده في إزالة مشاكل آلاف الأسر السودانية، التي فرت من الحرب الداخلية بالسودان إلى مصر ودول الجوار.