مقترح برلماني مصري لـ«تقنين» أرباح «تيك توك»

رئيس «لجنة الاتصالات» أعلن عن ضوابط جديدة لـ«التطبيق»

شعار تطبيق «تيك توك» على هاتف ذكي أمام شاشة تعرض صفحة من الموقع (أ.ب)
شعار تطبيق «تيك توك» على هاتف ذكي أمام شاشة تعرض صفحة من الموقع (أ.ب)
TT

مقترح برلماني مصري لـ«تقنين» أرباح «تيك توك»

شعار تطبيق «تيك توك» على هاتف ذكي أمام شاشة تعرض صفحة من الموقع (أ.ب)
شعار تطبيق «تيك توك» على هاتف ذكي أمام شاشة تعرض صفحة من الموقع (أ.ب)

يعتزم رئيس «لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» بالبرلمان المصري، النائب أحمد بدوي، التقدم بمقترح لإجراء تعديلات تشريعية تتضمن الحصول على عائدات ضريبية من أرباح تطبيق «تيك توك»، الذي يحظى بشعبية واسعة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر.

ويأتي التعديل المقترح ضمن سلسلة من المناقشات، بدأت قبل فترة بشأن تطبيق الفيديوهات العالمي الشهير، في وقت صدر فيه نفي رسمي من «اللجنة» بشأن ما تردد عن استعداد البلاد لتطبيق حظر كامل على التطبيق، بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وشهدت الأيام الماضية مناقشات بين «اللجنة» و«الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» لبحث الآليات الجديدة التي سيتم إقرارها من أجل «الحفاظ على القيم والهوية المصرية بتقديم محتوى هادف، لا يخل بالقيم وأعراف المجتمع»، وفق تصريحات بدوي للمحررين البرلمانيين (السبت).

وجاءت المناقشات بشأن تطبيق «تيك توك»، بعدما تحرك البرلمان في الأسابيع الماضية من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية لتتبع صفحات وحسابات تقوم بنشر فيديوهات «تسهم في نشر الفسق والفجور»، وفق تصريحات سابقة لأعضاء بالبرلمان.

وأكد بدوي أن «تيك توك» يحظى بانتشار كبير داخل المجتمع المصري؛ نافياً وجود أي نية لإغلاق التطبيق، مشيراً إلى اعتزامه تقديم اقتراح بإدخال تعديل تشريعي بهدف «تقنين الأرباح» التي يحصل عليها الأفراد من خلاله وإدخالهم «تحت مظلة الأوعية الضريبية حفاظاً على حقوق الدولة».

وكانت «مصلحة الضرائب» المصرية قد طالبت في سبتمبر (أيلول) 2021 المدونين الذين يحققون أرباحاً من مواقع التواصل الاجتماعي بالتقدم إليها من أجل الحصول على «تسجيل تجاري وبطاقة ضريبية وسداد ضريبة الدخل».

وتُفرض الضريبة على الدخل عن صافي الربح، التي تتدرج من الإعفاء إلى 15 بالمائة، في حين تضاف إليها ضريبة «القيمة المضافة» بنسبة 14 بالمائة حال كان حجم الإيرادات السنوية لصاحب النشاط يزيد على 500 ألف جنيه (الدولار يساوي 49.20 جنيه في البنوك).

وتسعى الدولة بشكل عام لإدخال أصحاب جميع المهن الحرة إلى المنظومة الضريبية، وفقاً للخبير الاقتصادي الدكتور كريم العمدة، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا النوع من الأنشطة يمتاز بكونه واضح المعالم، ولا يمكن التهرب منه بتقديم بيانات غير حقيقية عن الأرباح».

وأضاف: «تقدير الأرباح بناءً على حجم العائد من النشاط أمر يُطبق على جميع الأنشطة، ومن ثم جرى تطبيقه على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي باعتبار أن أصحاب الصفحات التي تحظى بمتابعات كبيرة من المهن المستحدثة، وفي إطار السعي لإحكام تحصيل الضرائب بشكل دقيق على كل (المهن الحرة)».

أمر آخر يشير إليه ويؤكد خبير أمن المعلومات، وليد حجاج، لـ«الشرق الأوسط» مرتبط بوجود تحركات من «الضرائب» لمتابعة الصفحات ومواقف أصحابها من تسديد الضرائب المستحقة عليهم، لافتاً إلى أن هناك عدداً من الأفراد تواصل معهم مسؤولو «الضرائب» وطلبوا منهم الحضور لتوفيق أوضاعهم بناءً على ما رصدوه من نشاط لهم عبر «السوشيال ميديا».


مقالات ذات صلة

لجنة برلمانية فرنسية للتحقيق في تأثيرات «تيك توك» النفسية على المراهقين

تكنولوجيا فرنسا تدرس إطلاق لجنة تحقيق في الآثار النفسية لتطبيق تيك توك على الأطفال والمراهقين (أ. ب)

لجنة برلمانية فرنسية للتحقيق في تأثيرات «تيك توك» النفسية على المراهقين

يُتوقع أن يقرّ النواب الفرنسيون، اليوم الأربعاء، إنشاء لجنة تحقيق في الآثار النفسية لتطبيق تيك توك على الأطفال والمراهقين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا شعار منصة «تيك توك» (رويترز)

«تيك توك» يتيح للأهل في دول الاتحاد الأوروبي التحكم بتوقيت استخدام أولادهم للتطبيق

أعلنت منصة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي أنها أدخلت ميزة تتيح للأهل في دول الاتحاد الأوروبي تحديد الوقت الذي يمضيه أولادهم المراهقون في استخدام التطبيق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أحد الزوار يمر عبر منصات عرض «تيك توك» في معرض «غايم سكوم» لألعاب الكومبيوتر في كولونيا بألمانيا (أ.ب)

ترمب: صفقة «تيك توك» قد تكون قريبة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأحد، إن إدارته على اتصال بأربع مجموعات مختلفة بشأن بيع منصة التواصل الاجتماعي المملوكة للصين «تيك توك».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

ترمب: «على الأرجح» سأمدد الموعد النهائي لبيع «تيك توك»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الخميس، إنه «على الأرجح» سيمدِّد الموعد النهائي لبيع «تيك توك» إذا لم يتم التوصُّل إلى صفقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة سعودية البكري وسمان عقب توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

منتدى الاستثمار الرياضي يبرم شراكة رقمية مع «تيك توك»

أعلن منتدى الاستثمار الرياضي توقيع اتفاقية تعاون مع منصة تيك توك لتكون الشريك الرقمي الرسمي له.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

تراجع ظاهرة «الغياب» في المدارس المصرية بفضل «التقييمات» المتكررة

وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
TT

تراجع ظاهرة «الغياب» في المدارس المصرية بفضل «التقييمات» المتكررة

وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم خلال تفقد إحدى المدارس في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)

شهدت المدارس المصرية تحولاً ملحوظاً في معدلات حضور الطلاب، حيث تراجعت ظاهرة «الغياب» بفضل نظام «التقييمات» المتكررة الذي طبقته وزارة التربية والتعليم، والتي «حدتّ من الظاهرة التي كانت تؤثر سلباً على العملية التعليمية»، بحسب مراقبين.

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، محمد عبد اللطيف، خلال لقائه مع رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، الثلاثاء، «انتظام العملية التعليمية بشكلٍ ملحوظ»، مشيراً إلى أن «نسب حضور الطلاب في المدارس مرتفعة بشكل عام، حيث تصل إلى نحو 85 في المائة».

وكان الوزير استبق انطلاق العام الدراسي الحالي (2024 - 2025)، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بالتشديد على ضوابط الحدّ من «الغياب» بالمدارس، موجّهاً بالمتابعة المستمرة ومتابعة انتظام حضور الطلاب، وتنفيذ ضوابط وآليات لضبط وانتظام العملية التعليمية من خلال تنفيذ «لائحة الانضباط المدرسي» التي أصدرتها الوزارة؛ لضمان انتظام العملية التعليمية.

كما استبقت الوزارة حلول شهر رمضان بنفي «رفع تسجيل غياب الطلاب في المدارس»، حيث نقلت وسائل إعلام مصرية، عن مصدر بوزارة التربية والتعليم الفني نفيه ما أشيع على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه سيتم رفع الغياب في المدارس خلال شهر رمضان، الذي يتزامن مع الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي، مؤكداً أنه «ستتم متابعة تسجيل الغياب والحضور، واستمرار التقييمات الأسبوعية والأداءات الصفية والمنزلية».

تأكيدات وزارية بانتظام العملية التعليمية بشكلٍ ملحوظ في المدارس المصرية (وزارة التربية والتعليم)

بالتزامن؛ أعلنت المديريات والإدارات التعليمية، أن الدراسة في رمضان مستمرة بشكل طبيعي، مؤكدة تسجيل الغياب حسب القرارات الوزارية، مع تقليل ساعات اليوم الدراسي سواء للمدارس التي تعمل بنظام الفترة الواحدة أو الفترتين. وحذرت الطلاب من «مخالفة هذه التعليمات».

وفي تطبيق فعلي على تلك التشديدات والتقييمات، قررت وزارة التربية التعليم المصرية، ممثلة في إدارة الخانكة التعليمية بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن واقعة غياب «الطلاب والمعلمين» في إحدى المدارس الإعدادية المشتركة التابعة لها.

مؤسِّسة «ائتلاف أولياء أمور مصر»، الخبيرة التربوية والاجتماعية، داليا الحزاوي، أشارت إلى أن ظاهرة الغياب في المدارس المصرية شهدت تراجعاً ملحوظاً هذا العام بسبب تشديدات وزارة التربية والتعليم على الطلاب بالحضور في جميع المراحل الدراسية، من خلال تسجيل الغياب الإلكتروني للطلاب، ووجود الأداءات الصفية والمنزلية والتقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية، كما أن أعمال السنة يوجد بها درجات للحضور في المدرسة.

جانب من اجتماع رئيس الوزراء المصري مع وزير التربية والتعليم (وزارة التربية والتعليم)

وأضافت الحزاوي لـ«الشرق الأوسط»: «من الأمور التي تجبر الطلاب على الحضور وعدم التغيب، هو أن التقييمات الأسبوعية والاختبارات الشهرية لا تتم إعادتها للطلاب؛ إلا في حالات الغياب بعذر، ويكون ذلك من خلال تقرير طبي بشكل رسمي؛ ما يمنع الطلاب من الغياب حتى لا يؤثر ذلك على درجات أعمال السنة».

وتلفت الخبيرة التربوية والاجتماعية، إلى هناك زيارات ميدانية تجري لمتابعة انتظام الدراسة بالمدارس، وهناك إجراءات صارمة في حالة وجود قصور في سير العملية التعليمية، وتدنٍ في أعداد الطلاب المنتظمين في الحضور؛ ما يجعل المدارس والمديريات التعليمية تشدد على ضرورة الالتزام بالحضور.

وعلى رغم النجاح الذي حققه نظام «التقييمات» المتكررة في عودة الطلاب للمدرسة، والحد من ظاهرة الغياب التي كانت تؤثر سلباً على العملية التعليمي، فإنه برأي الحزاوي «هناك بعض الإجراءات الأخرى المطلوبة لانتظام العملية التعليمية، مثل الحاجة إلى اهتمام الوزارة بتوفير الأنشطة المدرسية، مع اتباع المعلمين أساليب شرح حديثة جاذبة للطلاب، وإعداد المعلمين تربوياً؛ حتى يسهل عليهم التعامل مع الأنماط المختلفة للطلاب، وتوفير بيئة مدرسية نظيفة وآمنة، ومعامل مؤهلة للشرح العملي».