حبس معارض مصري لاتهامه بـ«تمويل الإرهاب»

يحيى عبد الهادي حصل على عفو رئاسي قبل عامين

المعارض المصري يحيى حسين عبد الهادي (صفحته الشخصية على «فيسبوك»)
المعارض المصري يحيى حسين عبد الهادي (صفحته الشخصية على «فيسبوك»)
TT

حبس معارض مصري لاتهامه بـ«تمويل الإرهاب»

المعارض المصري يحيى حسين عبد الهادي (صفحته الشخصية على «فيسبوك»)
المعارض المصري يحيى حسين عبد الهادي (صفحته الشخصية على «فيسبوك»)

قامت السلطات المصرية، الخميس، بتوقيف المعارض المصري، مؤسس «الحركة المدنية الديمقراطية»، يحيى حسين عبد الهادي، بتهمة «تمويل الإرهاب»، وذلك بعد عامين من حصوله على «عفو رئاسي».

وفي حين ربط قانونيون وحقوقيون مصريون بين إجراءات توقيف عبد الهادي واستمرار تدابير «الحبس الاحتياطي في البلاد»، طالب آخرون بضرورة «تطبيق بدائل للحبس الاحتياطي والحد من استخدامه».

وقررت «نيابة أمن الدولة العليا» في مصر، الخميس، «حبس عبد الهادي 15 يوماً على ذمة التحقيق». وأسندت التحقيقات لعبد الهادي اتهامات بـ«الانضمام لجماعة إرهابية، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر شائعات وأخبار كاذبة، وارتكاب جريمة تمويل الإرهاب، والتحريض على جريمة إرهابية»، بحسب المحامي المصري خالد علي، عبر صفحته الرسمية على «إكس».

جانب من «عفو رئاسي» سابق عن سجناء في مصر (الداخلية المصرية)

وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يونيو (حزيران) 2022 قراراً بالعفو عن عبد الهادي مع مجموعة من النشطاء والسياسيين، في القضية التي حكم فيها على المعارض المصري بالحبس لمدة 4 سنوات، عقب إدانته حينها بـ«نشر أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد».

وكان السيسي قد أعاد تفعيل لجنة «العفو الرئاسي» في أبريل (نيسان) عام 2022 للإفراج عن محبوسين. وساهمت اللجنة في الإفراج عن «أكثر من 1500 مسجون حتى مايو (أيار) 2023»، طبقاً لبيانات رسمية صادرة عن اللجنة.

وانتقلت واقعة حبس عبد الهادي إلى «السوشيال ميديا» الخميس. وعبّر رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، عن «حزنه» لتوقيف المعارض المصري في تدوينه على صفحته الرسمية بـ«إكس». كما قام بنشر صورة له مع عبد الهادي بصحبة المخرج المصري، خالد يوسف.

ورأى عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان»، المحامي عصام شيحة، أن «السلطات المصرية لا تملك توقيف أحد السياسيين من دون توافر أدلة قاطعة تثبت إدانته بإحدى الجرائم». وأشار إلى ضرورة «وضع تدابير جديدة، تُمكن السلطات المعنية بمصر من تطبيق بدائل الحبس الاحتياطي، خصوصاً في قضايا النشر».

وأوضح شيحة لـ«الشرق الأوسط» أن الدستور المصري، نص على «منع الحبس في قضايا النشر، باستثناء جرائم الخوض في الأعراض، والتحريض على العنف وتبريره، وجرائم الإرهاب والإضرار بمصالح البلاد العليا»، داعياً إلى أهمية «العمل على تطبيق بدائل الحبس الاحتياطي، حتى لا يُساء استخدامه، خصوصاً في قضايا الرأي».

في حين ربط عضو «لجنة العفو الرئاسي» في مصر، المحامي طارق العوضي، بين حبس عبد الهادي واستمرار إجراءات الحبس الاحتياطي؛ وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «يجب أن تكون هناك مساحة أكبر للحريات»، لكنه أشار إلى أن تلك المساحة «لا تعني التجاوز أو ارتكاب مخالفات يُعاقب عليها القانون».

مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لقضية «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

ووفق العوضي فإنه تابع «خلال الفترة الأخيرة إجراءات حبس بعض النشطاء احتياطياً». وعد ذلك «يُفقد مصداقية مناقشات (الحوار الوطني المصري) الأخيرة حول قضية الحبس الاحتياطي، ويضع من شاركوا في المناقشات من القوى السياسية في حرج»، مطالباً بضرورة «أن تقدم الدولة المصرية رسائل طمأنة بتطبيق مخرجات الحوار الوطني (المتوافق عليها) بشأن بدائل الحبس الاحتياطي، وعدم التوسع في استخدامه لينال من شخصيات مصرية».

وانتهى «الحوار الوطني» أخيراً من مناقشة قضية «الحبس الاحتياطي» بمشاركة قانونيين وحقوقيين وممثلي القوى والتيارات السياسية، وتناولت المناقشات «بدائل لإجراءات الحبس الاحتياطي، وسبل الحد من استخدام تدابيره، وتعويض المحبوسين احتياطياً عن طريق الخطأ».

من جانبه، قال عضو «لجنة العفو الرئاسي» إن «نسبة كبيرة من المحبوسين احتياطياً تم اتهامهم في قضايا تتعلق بحرية الرأي، عقب نشر بعضهم منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي». وأضاف أنه «يجب إخلاء سبيل من مضى على حبسه نحو ستة أشهر، أو إحالة من ثبتت إدانته بأدلة كافية للمحاكمة».


مقالات ذات صلة

مجلدات ومخطوطات نادرة تدخل خزائن «الثقافة» المصرية

يوميات الشرق وزير الثقافة المصري يلتقي أسرة رئيس الوزراء الأسبق (وزارة الثقافة المصرية)

مجلدات ومخطوطات نادرة تدخل خزائن «الثقافة» المصرية

أهدت حفيدة رئيس وزراء مصر الأسبق يحيى إبراهيم باشا وزارةَ الثقافة المصرية مكتبتها التي تضمنت عدداً من المجموعات النادرة والمخطوطات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا أسعار تذاكر «مترو الأنفاق» ارتفعت اعتباراً من الخميس (وزارة النقل)

رفع أسعار مترو الأنفاق والقطارات يُربك أسراً مصرية

طبقت الحكومة المصرية، الخميس، زيادات على أسعار تذاكر المترو وقطارات السكك الحديدية بنسب ما بين 25 إلى 33 في المائة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة نسمة عبد العزيز في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)

مهرجان قلعة صلاح الدين للظهور بحلة جديدة في مصر

بحُلة جديدة وبرنامج يزخر بالحفلات والفعاليات المختلفة، تنطلق الدورة الـ32 لمهرجان قلعة صلاح الدين الدولي للموسيقى والغناء، في القاهرة، متضمنة 31 حفلاً غنائياً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا قلعة صلاح الدين في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

القاهرة لتعزيز التواصل مع المغتربين عبر مؤتمر «المصريين في الخارج»

في إطار جهود تعزيز التواصل مع «المصريين في الخارج»، تُطلق القاهرة النسخة الخامسة من مؤتمر «المصريين بالخارج» تحت شعار «من أم الدنيا... إلى كل الدنيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مباحثات أمير قطر مع وزير الخارجية المصري (الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية)

مباحثات مصرية - قطرية في الدوحة بشأن «حرب غزة»

تصدّرت العلاقات الثنائية وملف الحرب في غزة، واغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، مباحثات مصرية - قطرية في الدوحة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

صالح يتهم «بعض القنوات» ببث الفرقة بين الليبيين

صالح وحماد وخلفهما بالقاسم حفتر خلال افتتاح مشاريع خدمية في أجدابيا (الحكومة الليبية)
صالح وحماد وخلفهما بالقاسم حفتر خلال افتتاح مشاريع خدمية في أجدابيا (الحكومة الليبية)
TT

صالح يتهم «بعض القنوات» ببث الفرقة بين الليبيين

صالح وحماد وخلفهما بالقاسم حفتر خلال افتتاح مشاريع خدمية في أجدابيا (الحكومة الليبية)
صالح وحماد وخلفهما بالقاسم حفتر خلال افتتاح مشاريع خدمية في أجدابيا (الحكومة الليبية)

وجّه رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، رسائل عدة لأطراف في البلاد، لم يُسمِّها، وقال إن «بعض القنوات تعمل بالنقد الهدّام، وتدعو للفُرقة والكراهية وتشويه البعض، وتلميع البعض الآخر، دون النظر لمصلحة الوطن وثوابته». وفي غضون ذلك، بحث وزير النفط بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، خليفة عبد الصادق، مع السفير القَطري لدى البلاد، خالد محمد بن زايد الدويسري، التعاون في هذا القطاع.

وافتتح صالح ورئيس حكومة «الاستقرار»، أسامة حماد، ومدير «صندوق إعادة الإعمار»، بالقاسم حفتر، مساء الأربعاء، مشاريع خِدمية عدة في مدينة أجدابيا (شرق البلاد)، بحضور قيادات عسكرية وأمنية، من بينهم رئيس أركان الوحدات الأمنية اللواء خالد حفتر، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الفريق أسامة الدرسي.

وقال صالح، الذي توترت العلاقة بينه وبين رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة: «إننا نواجه حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المُر، ومن التحطيم المدروس والمقصود»، موجّهاً خطابه للحضور: «أنتم شهود على كل المراحل التي تَلَت أحداث 17 فبراير (شباط) 2011، ونحن نعمل قدر استطاعتنا على لمّ الشمل ووحدة السلطة وتحقيق الأمن والاستقرار»؛ في إشارة إلى «الثورة» التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي.

وبعد أن اشتكى صالح من «خطاب الكراهية والتشويه»، قال: «نحن في مجلس النواب صامدون... لا نلتفت لكلام هؤلاء ونقدهم غير البنّاء، ولا نردُّ عليهم حتى نحقق لهم أمنيتهم في تعكير مسيرتنا»، وأضاف محذراً من «الفُرقة واختلاف الكلمة وشتات الآراء».

كما تطرّق صالح إلى مجلسه، وقال إن «رئاسته ولجانه وجميع أعضائه يعملون، منذ الوهلة الأولى، على ثوابت لا يمكن التنازل عنها، وهي وحدة البلاد وسيادتها وتوحيد مؤسساتها، ودعم قوتها العسكرية»، التي قال إنها «دحرت الإرهاب، ومنعت التدخل الخارجي في شؤوننا»،

وفيما عدّه البعض تجاهلاً للمجلس الأعلى للدولة، قال صالح: «نحن نسير للخروج من الأزمة، وندنو من تنفيذ قوانين الانتخابات، وتكوين سلطة موحدة، وليختار الشعب حكامه بإرادته الحرة».

وافتتح صالح عدة مقارّ إدارية وخِدمية في أجدابيا، مثمّناً جهود مدير عام «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، بالقاسم حفتر، الذي قال إنه «يعمل ليل نهار من أجل إعادة الإعمار والاستقرار في أقرب وقت، كما تشاهدون اليوم»، مضيفاً: «نقف، اليوم، فخورين بما تقدمه الحكومة وصندوق التنمية والإعمار من إنجازات غير مسبوقة وفي مدة قصيرة في مدينتنا أجدابيا».

وانتهى صالح، في خطابه، إلى الثناء على القيادة العامة، قائلاً: «نوجه التحية والتقدير لجيشنا الباسل، وقائده المشير حفتر وضباطه وجنوده، الذين ضحّوا ويضحّون، ويعملون من أجل الأمن والأمان والاستقرار، فلولاهم لما قامت التنمية والاستقرار».

صالح خلال افتتاح مشاريع خدمية بشرق ليبيا (مكتب رئيس مجلس النواب الليبي)

وتصاعدت الخلافات بين مجلسي النواب و«الدولة»، بعد إقرار الأول مشروع قانون الموازنة العامة، الذي تقدمت به حكومة حمّاد «منفردة»، وقال إن البرلمان «هو صاحب الاختصاص» في إقرار مشروع قانون الموازنة، «دون غيره من المجالس الأخرى».

في شأن مختلف، ناقش وزير النفط والغاز المكلّف بحكومة «الوحدة»، خليفة عبد الصادق، مع السفير القطري إعداد مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات المختلفة بقطاع النفط والغاز.

وزير النفط بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة مستقبِلاً السفير القطري لدى البلاد (المكتب الإعلامي للوزارة)

ونقلت وزارة النفط، اليوم الخميس، عن السفير القطري قوله إنه «يحمل معه توجيهات من دولة قطر لفتح أبواب التعاون في جميع المجالات؛ وكل ما من شأنه أن يساعد في دعم التنمية والاستقرار للشعب الليبي الشقيق».

وتطرَّق عبد الصادق للحديث عن رؤية وزارته لتطوير قطاع النفط والغاز، مشدداً على «أهمية الشركات العالمية ذات الخبرة للمساهمة في تطوير واستكشاف المناطق البرية والبحرية التي لم تُستكشف بعدُ في ليبيا»، وإمكانية استفادة البلدين من تطوير الكوادر وتبادل الخبرة في مجال قطاع النفط والغاز.

وزير النفط يبحث مع القائم بأعمال سفارة إندونيسيا توسيع مجال التعاون (الوزارة)

وكان عبد الصادق قد بحث مع القائم بأعمال سفارة إندونيسيا لدى ليبيا، ديدي الرفاعي، توسيع مجال التعاون لتشمل جميع القطاعات الاقتصادية بدولة ليبيا.

في سياق آخر، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في ليبيا، اليوم الخميس، ترحيل 65 مهاجراً مصرياً عبر مَنفذ أمساعد الحدودي، في حين عُقدت بالعاصمة طرابلس مائدة مستديرة حول جريمة الاتجار بالبشر، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحته.

رئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية في ليبيا جمال المبروك (الشرق الأوسط)

وقال رئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية في ليبيا، جمال المبروك، إن الجلسة نظّمها مركز الدراسات والبحوث الجنائية بمكتب النائب العام، بمشاركة ممثلين عن الوزارات المعنية، وبعض المنظمات الدولية. واستهدفت بحث الظاهرة ومعالجتها.

في السياق نفسه، أكد رئيس لجنة الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، رفض مجلسه «توطين المهاجرين غير النظاميين في ليبيا»، مشدداً على أهمية تعزيز قدرات مجلسه لمتابعة هذا الموضوع من النواحي الإنسانية والمالية والقانونية.

وكان العقوري يتحدث، في كلمة مسجلة أمام ورشة عمل نظّمتها بعض لجان البرلمان، وانتهى إلى «أهمية الحوكمة الشاملة لملف الهجرة، الذي يعتمد على التنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة، وضرورة الاستفادة من خبرات المنظمة الدولية للهجرة لبناء القدرات الوطنية».