وزير خارجية الجزائر: الخطوة الفرنسية لا تخدم السلام في الصحراء

أكد أن قائماً بالأعمال سيتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي في باريس

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (د.ب.أ)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (د.ب.أ)
TT

وزير خارجية الجزائر: الخطوة الفرنسية لا تخدم السلام في الصحراء

وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (د.ب.أ)
وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، اليوم الأربعاء، إن الخطوة الفرنسية لا تخدم السلام في الصحراء، ولا الحل السلمي، ووصفها بأنها «هبة من لا يملك لمن لا يستحق».

ونقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية عن عطاف قوله، في تصريحات صحافية اليوم، إن الخطوة الفرنسية «لا يمكن أن تسهم في إحياء المسار السياسي، بل تغذي الانسداد الذي دخلت فيه القضية الصحراوية منذ 17 سنة»، مؤكداً أن القرار الفرنسي «لا يدعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لأنه، وبكل بساطة، لا يتجه بمهمته في نفس الاتجاه الذي خطت فيه فرنسا؛ لأنه لا يعتبر أن الصحراء الغربية مغربية، ولا يهدف إلى تثبيت السياسة المغربية (...) على التراب الصحراوي».

وأوضح عطاف أن الجزائر أكدت مجدداً موقفها من هذا التطور الخطير، وقررت سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية، وتخفيض مستوى تمثيلها في هذا البلد، مشيراً إلى أن «ما يُستشف من نص رسالة الرئيس الفرنسي إلى ملك المغرب هو أن فرنسا تتبنى بشكل كلي الطرح المغربي، وتجعل منه أولوية، وتتعهد بالدفاع عنه على الصعيدين الوطني والدولي، وكأن الطرح المغربي حول الصحراء (...) أصبح طرحاً فرنسياً كاملاً».

وأضاف الوزير عطاف أنه تم إعلام رئيس الجمهورية بإرهاصات الخطوة الفرنسية، ومحاولات التبرير بها من قبل نظيره إيمانويل ماكرون، خلال لقائهما في 13 من يونيو (حزيران) الماضي، على هامش اجتماع مجموعة السبع بإيطاليا، مبرزاً أن رد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على تبريرات ماكرون حول دعمه للخطة المغربية بالصحراء «كان صارماً».

وقررت الجزائر، الثلاثاء، سحب سفيرها لدى فرنسا بأثر فوري، عقب إقدام الحكومة الفرنسية على الاعتراف بالمخطط المغربي للحكم الذاتي بوصفه أساساً وحيداً لحل نزاع الصحراء، في إطار السيادة المغربية.

وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها، أن قائماً بالأعمال سيتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا من الآن فصاعداً. وجاء في البيان: «لقد أقدمت الحكومة الفرنسية على إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع (.....) المفروض فرضاً في إقليم الصحراء (.....). وإن هذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة قد تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين، دون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها».

وأضاف البيان: «باعترافها (فرنسا) بالمخطط المغربي للحكم الذاتي بوصفه أساساً وحيداً لحل نزاع الصحراء في إطار السيادة المغربية (.....)، فإن الحكومة الفرنسية تنتهك الشرعية الدولية، وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة، التي تبذلها الأمم المتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار (...)، فضلاً عن كونها تتنصل من المسؤوليات الخاصة التي تترتب عن عضويتها الدائمة بمجلس الأمن الأممي».



تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
TT

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)

قضت محكمة تونسية، مساء أمس (الجمعة)، بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر في قضية تتعلق بانتقادها لهيئة الانتخابات، بحسب ما أكد محاميها نافع العريبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أصدرت محكمة ابتدائية حكماً بالسجن لمدّة عامين بحقّ موسي لانتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023.

وأصدرت المحكمة حُكمها بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين. وأوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج. وأعلنت بعد ذلك ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن هيئة الانتخابات رفضت ملفها لعدم استكمال الوثائق وجمع تواقيع التزكيات اللازمة. وتواجه موسي تهماً خطيرة في قضايا أخرى، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة».

وجاء هذا القرار، بعد أن قال علي البجاوي، المحامي ورئيس هيئة الدفاع عن رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن وضعها الصحي في السجن «متدهور ولا يبشر بخير»، وذلك بعد أن قام بزيارتها في السجن الخميس، مشيراً إلى أنها «تعاني من ضعف وحالة إنهاك شديد».

مظاهرة نظمها مؤيدون لعبير موسي ضد المرسوم 54 الذي أصدره الرئيس سعيد (أ.ف.ب)

وتابع البجاوي موضحاً: «وزنها يتراجع بسبب النقص في التغذية، كما تعاني من أوجاع في الكتف والرقبة»، مبرزاً أن رئيسة «الحزب الدستوري الحر» أجرت تحاليل وخضعت لكشوفات طبية لم يتم الاطلاع على نتائجها بعد. وتواجه موسي، وهي من بين المعارضين الرئيسيين للرئيس الحالي قيس سعيد، تهمة «الاعتداء القصد منه تبديل هيئة الدولة»، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وتعود هذه التهمة إلى قضية «مكتب الضبط» للقصر الرئاسي، حين توجهت موسى إليه لإيداع تظلم ضد مراسيم أصدرها الرئيس قيس سعيد، وأصرت على إيداعه لدى المكتب، قبل أن يتم إيقافها من قبل الأمن وإيداعها لاحقاً السجن.

وعلى أثر ذلك، تقدمت هيئة الدفاع بطعن ضد قرار قضاة التحقيق. وقال المحامي البجاوي إنه «لا توجد جريمة، ورئيسة الحزب قدمت تظلمها وفق الإجراءات القانونية». وعلاوة على ذلك، تلاحق موسي أيضاً في قضايا أخرى، من بينها قضية قامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتحريكها ضدها بتهمة نشر «معلومات مضللة» عن الانتخابات التشريعية لعام 2022، بعد إطاحة الرئيس سعيد بالنظام السياسي السابق في 2021، وصدر حكم ضدها بالسجن لسنتين في هذه القضية، لكن هيئة الدفاع تقدمت بطعن ضده.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

وخلف القضبان تقبع شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وعصام الشابي وغازي الشواشي، المتهمين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبقا أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا عن ذلك. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيس التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المائة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».