مرشح لرئاسية تونس يعلن اعتقال مدير حملته الانتخابية

منظمة رقابية أكدت وجود «خروقات» تمس حق الترشح

المرشح الرئاسي نزار الشعري (الشرق الأوسط)
المرشح الرئاسي نزار الشعري (الشرق الأوسط)
TT

مرشح لرئاسية تونس يعلن اعتقال مدير حملته الانتخابية

المرشح الرئاسي نزار الشعري (الشرق الأوسط)
المرشح الرئاسي نزار الشعري (الشرق الأوسط)

قال نزار الشعري، الذي أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في تونس، إن السلطات الأمنية أوقفت ليلة أمس الثلاثاء مدير حملته الانتخابية، وهو ضابط متقاعد. وأفاد الشعري في تصريحات، نشرها في مقطع فيديو على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، بأن رجال الأمن داهموا منزل مدير حملته لطفي السعيدي، واعتقلوه أمام أبنائه القاصرين وزوجته. وأضاف الشعري أن مدير حملته «كان ضابطاً عسكرياً ومهندساً، وذا كفاءة عالية من قوات النخبة... واليوم هو مدني يتمتع بكامل حقوق المواطنة». كما لم يستبعد المرشح للرئاسة إيقاف متطوعين آخرين في حملته.

وتابع الشعري في كلام توجه به إلى الرئيس سعيد: «استهداف المنافسين بأي شكل في الزمن الانتخابي يضعف من حظوظك». ولم تذكر السلطات على الفور أسباب الإيقاف، لكن الشعري رجح أن يكون ذلك مرتبطاً بجمع التزكيات الشعبية. نافياً وجود أي شبهات بالفساد. ونزار الشعري (47 عاماً) ناشط بالمجتمع المدني، وهو من بين العشرات من السياسيين والشخصيات العامة التي أعلنت ترشحها في مواجهة الرئيس الحالي قيس سعيد، الذي أعلن ترشحه لولاية ثانية. ويشترط القانون على المترشحين جمع ما لا يقل عن 10 آلاف تزكية من الناخبين، أو 10 تزكيات من نواب البرلمان، أو أي مجالس أخرى منتخبة. غير أن منظمة «أنا يقظ»، التي تنشط في مجال مكافحة الفساد ومراقبة أداء السلطات ومدى احترام القوانين، قالت إنها لاحظت «خروقات تمس من الحق الكوني في الترشح للانتخابات»، واتهمت السلطات بـ«عدم الحيادية»، والتضييق المتعمد على مترشحين للانتخابات الرئاسية بهدف «إقصائهم». وفتحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الباب لتسلم ملفات المترشحين منذ الاثنين وحتى السادس من أغسطس (آب) المقبل. بينما تجري الانتخابات يوم السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وفيما أعلن العشرات من السياسيين والشخصيات العامة ترشحهم بالفعل في مواجهة الرئيس سعيد، أشارت «أنا يقظ» إلى أن مؤسسات الدولة «لا تتعامل بحيادية مع المترشحين بسبب عراقيل يتعرضون لها أثناء جمعهم للتزكيات المطلوبة، وامتناع السلطات عن منح عدد منهم شهادات عن سجلاتهم القضائية»، وهي من بين الوثائق الأساسية المكونة لملف الترشح. وأضافت المنظمة في بيان لها أن هذا يعد «ضرباً لمبدأ حياد الإدارة»، وطالبت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بفرض احترام مبدأ المساواة، وتكافؤ الفرص للمترشحين. في المقابل، يقول الرئيس سعيد إنه يريد مواصلة «معركة التحرير الوطني»، ويقصد بذلك مكافحة الفساد، وإعادة بناء الاقتصاد وتعزيز السيادة الوطنية. بينما تتهمه المعارضة بتقويض أسس الديمقراطية، والسعي إلى تعزيز هيمنته على الحكم.



ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
TT

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)
ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

يترقب الليبيون المرحلة الثانية من الاقتراع على المجالس المحلية، نهاية يناير (كانون ثاني) الحالي، في عملية تبدو «أكثر تعقيداً» من سابقتها التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب «المفوضية العليا للانتخابات»، وسط تحديات أمنية تهيمن على المشهد الليبي، وفق مراقبين.

وجاء الإقرار الرسمي بأن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية ستكون ساخنة من زاوية «لوجيستية»، خصوصاً مع «زيادة أعداد الناخبين ومراكز الاقتراع ثلاثة أضعاف ما كان بالمرحلة الأولى»، حسب تصريحات رئيس المفوضية عماد السايح، الذي لم يحدد موعد إجرائها بعد، لكنه رأى ضرورة «توفير الدعم اللازم لها».

رئيس المفوضية الوطنية للانتخابات عماد السايح (مفوضية الانتخابات)

ومن المقرر أن تُجرى انتخابات المرحلة الثانية في 63 بلدية، منها 41 بلدية في المنطقة الغربية، و13 بلدية بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى 9 بلديات في المنطقة الجنوبية، حسب قرار صادر عن المفوضية الأسبوع الماضي.

ويرصد المحلل السياسي الليبي، أيوب الأوجلي، أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية، كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة، وفي طليعتها طرابلس وبنغازي»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى رغبة المفوضية في «الذهاب بعيداً لإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي».

وفي 16 نوفمبر الماضي أجريت انتخابات المجموعة الأولى في 58 بلدية، شهدت إقبالاً كبيراً بلغ 74 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وفي المنطقة الشرقية، أعلن رئيس المفوضية عماد السايح عن بدء الاستعدادات للجولة الثانية من الانتخابات، بلقاء مع مسؤولي مكاتب الإدارة الانتخابية، واطمأن إلى استكمال « التحضيرات اللازمة لتنظيم الانتخابات وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة».

رئيس البرلمان عقيلة صالح لدى الإدلاء بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وبخصوص الإجراءات الأمنية، أكد وزير الداخلية بحكومة شرق ليبيا، اللواء عصام أبو زريبة، أن «إدارة حماية وتأمين الانتخابات على أتم الاستعداد دائماً للتنسيق لإجراء أي اقتراع، من خلال غرف أمنية خاصة بها في المناطق كافة».

وبهذا الخصوص قال أبو زريبة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستعدون للانتخابات دائماً، ونجدد نشاط منتسبينا من خلال عقد ورش العمل الخاصة بالشأن ذاته لرفع مستوى الأداء».

ومع ذلك، فإن ناشطين ومتابعين عبّروا عن مخاوف مما وصفوها بـ«توترات قبلية» في شرق ليبيا واكبت الجولة الأولى، الأمر الذي نفاه أبو زريبة قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنه «صراع ديمقراطي تنافسي بين مكونات المجتمع، كون التركيبة السكانية قبلية».

في المقابل، يبدو التحدي الأمني أكثر وضوحاً في المنطقة الغربية، حسب متابعين، ومثال على ذلك فإنه من المقرر أن تُجرى الانتخابات في 5 دوائر انتخابية تابعة لمدينة الزاوية، علماً بأنها تشهد عملية عسكرية «مثيرة للجدل» ضد ما وصفتها حكومة غرب ليبيا ضد «أوكار مخدرات وتهريب وقود».

وازداد الغموض والتساؤلات بعد مظاهرات اندلعت في مدن بغرب ليبيا هذا الأسبوع، عقب بث اعتراف نجلاء المنقوش، في لقاء تلفزيوني بتفاصيل اجتماعها السري في إيطاليا، العام قبل الماضي، مع نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين.

وفي هذا السياق، أبدى المحلل السياسي، أيوب الأوجلي، قلقاً مما عدّها «مجموعات مسلحة تأتمر بأمر قادة سياسيين يسيطرون على المشهد»، ولم يستبعد أن «تقف هذه المجموعات في وجه إجراء هذه الانتخابات، والاستفادة من الثغرات الأمنية لعرقلتها»، وفق رؤيته.

مسن ليبي يدلي بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

وقال الأوجلي إن عقد الانتخابات «سيبطل حالة القوة القاهرة، التي منعت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال 2021، ومن ثم يهدد استمرار هؤلاء القادة السياسيين في المشهد الليبي».

في مقابل التحديات السياسية أو الأمنية التي لازمت الحالة الليبية منذ 2011، تتمسك الأكاديمية والباحثة أمل العلوي بـ«بالتفاؤل»، استناداً إلى «نجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، ووصول من يمثلون شرائح كثيرة إلى تمثيل ناخبيهم في المجالس، بما يعزز الاستقرار».

وقالت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن نجاح الجولة الأولى هو «مدعاة للتفاؤل بالمضي خطوات عملية وجادة نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي يطمح لها كل الليبيين».

يُشار إلى أن الجولة الأولى من الاقتراع البلدي مضت على «نحو سلس ودون تسجيل خروقات بالمنطقة الغربية»، وفق وصف وزير الداخلية المكلف في حكومة غرب ليبيا، عماد الطرابلسي، ولقيت إشادة من نائبة المبعوث الأممي، ستيفاني خوري في لقاء مع الطرابلسي الشهر الماضي.

ووفق مراقبين، لا تبدو الصورة قاتمة في مجملها، إذ يراهن البعض على الدعم الدولي الواسع من قبل مجلس الأمن والبعثة الأممية، والدول الكبرى للجولة الأولى للانتخابات المحلية، وهو ما عدّه الأوجلي «بصيص أمل» نحو نجاح مساعي الاحتكام لصندوق الاقتراع.

جانب من عمليات الإشراف على نجاح الجولة الأولى من الانتخابات البلدية السابقة (مفوضية الانتخابات)

وعلاوة على ذلك، هناك أيضاً الدعم القبلي لهذه الانتخابات، وهو ما أظهره ملتقى رعاه المجلس الرئاسي الأسبوع الماضي لأعيان وحكماء ومشايخ ليبيين، رأوا في الاقتراع البلدي «مؤشراً على رغبة الليبيين في تحقيق الاستقرار».