الأمم المتحدة تحض مجدداً طرفي الحرب السودانية على وقف القتال

مقتل وإصابة 97 في تجدد القصف المدفعي بالفاشر

سوق مدمرة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور جراء المعارك السابقة (أرشيفية - أ.ف.ب)
سوق مدمرة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور جراء المعارك السابقة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تحض مجدداً طرفي الحرب السودانية على وقف القتال

سوق مدمرة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور جراء المعارك السابقة (أرشيفية - أ.ف.ب)
سوق مدمرة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور جراء المعارك السابقة (أرشيفية - أ.ف.ب)

تجدد القصف المدفعي على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال إقليم دارفور (غرب السودان)، الاثنين، لثالث يوم على التوالي، واستهدف بشكل مباشر الأسواق والأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.

يأتي هذا التصعيد المفاجئ بعد أكثر من أسبوعين على تراجع الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من الفصائل المسلحة من جهة؛ و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى.

وقال مقيمون في المدينة لــ«الشرق الأوسط» إن نزوح المواطنين يزداد بسبب القصف العشوائي الذي أدى لارتفاع أسعار السلع، وتوقف الخدمات العلاجية جراء خروج المرافق الطبية عن العمل. وأضافوا: «نقص مياه الشرب والغذاء يدفع كثيراً من أهالي المدينة إلى مغادرتها للمناطق الآمنة».

وأفاد تقرير من الأمم المتحدة، الاثنين، بمقتل وإصابة 97 مدنياً على الأقل في هجوم على مستشفى ومناطق سكنية وسوق للماشية في مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، في بيان: «أشعر بحزن عميق إزاء هذه الهجمات المروعة على المدنيين والبنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والشقق والأسواق». وأضافت أنه ينبغي، على الإطلاق، ألا تكون البنية التحتية المدنية هدفاً.

وأعلنت أن الأمم المتحدة «تدين بشدة هذه الهجمات العشوائية»، معربة عن عميق تعازيها للأسر التي فقدت أحباءها.

ووفق سلامي، فقد «فاجأ الحادث الذي وقع في الفاشر كثيراً من المدنيين؛ حيث شهدت المدينة هدوءاً نسبياً لنحو أسبوعين، مما مكن الأسواق من إعادة فتح أبوابها واستئناف كثير من الأسر كسب عيشها».

آثار الدمار في الفاشر (أرشيفية - أ.ف.ب)

وذكرت في البيان أن «استئناف سبل العيش والأنشطة الاقتصادية الأخرى، والوصول الإنساني دون عوائق، وزيادة التمويل الإنساني، كلها أمور بالغة الأهمية للسودان لتجنب التهديد الوشيك بالمجاعة».

ووفق البيان، فإن السودان يواجه «أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه من الجوع الحاد».

كما يواجه أكثر من 8 ملايين ونصف المليون شخص مستويات طوارئ من الجوع (التصنيف المرحلي المتكامل الرابع)، في حين يعيش أكثر من 755 ألف شخص في ظروف كارثية (التصنيف المرحلي المتكامل الخامس) في دارفور الكبرى وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم.


مقالات ذات صلة

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

الخليج الربيعة يلقي كلمة السعودية في اجتماع بشأن الوضع الراهن للمساعدات الإنسانية بالسودان (واس)

الربيعة: السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإعادة الأمل للسودانيين

أكد الدكتور عبد الله الربيعة المشرف على «مركز الملك سلمان للإغاثة» أن السعودية بذلت جهوداً حثيثة لإيجاد سبل لإعادة الأمل إلى شعب السودان منذ بداية أزمة بلادهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو أيام تحالفهما (أرشيفية)

البرهان: أدعم جهود إنهاء «احتلال» قوات «الدعم السريع» أراضي بالسودان

قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اليوم (الخميس)، إنه يؤيد الجهود الرامية لإنهاء الحرب المدمرة في بلده.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يشارك في اجتماع وزاري حول السودان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بـ«إنهاء سريع» للقتال الدامي في السودان

طالبت مصر بالعمل سريعاً على إنهاء «القتال الدامي» في السودان، مع السماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء، مؤكدةً «ضرورة الحفاظ على كل مؤسسات الدولة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج وزير الخارجية السعودي يلتقي نظيره الجزائري في نيويورك (واس)

مباحثات سعودية في نيويورك تناقش أوضاع غزة وتطورات لبنان

عقد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، سلسلة لقاءات ثنائية مع نظرائه في دول عدة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا مرضى سودانيون يعانون الكوليرا يتلقون العلاج يوم الأربعاء في ولاية البحر الأحمر شرق البلاد (أ.ف.ب)

السودان: غارات على «الدعم السريع»... ومطالبات بحظر الطيران

دوّت أصوات انفجارات، وتصاعدت ألسنة الدخان من مناطق عدة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» بالعاصمة السودانية الخرطوم، جرّاء غارات شنّها الطيران الحربي التابع للجيش،…

أحمد يونس (كمبالا)

مصر: اتهامات لـ«الإخوان» بترويج «شائعة» تلوث مياه الشرب

بنايات على النيل في أسوان (محافظة أسوان)
بنايات على النيل في أسوان (محافظة أسوان)
TT

مصر: اتهامات لـ«الإخوان» بترويج «شائعة» تلوث مياه الشرب

بنايات على النيل في أسوان (محافظة أسوان)
بنايات على النيل في أسوان (محافظة أسوان)

لاحقت اتهامات في مصر جماعة «الإخوان» التي تحظرها سلطات البلاد، وذلك عقب ترويج عناصر الجماعة «شائعة» تلوث مياه الشرب بمصر، وتداوُل صفحات موالية لـ«الإخوان» على منصات التواصل الاجتماعي رسائل تحذر من تكرار «الأعراض المرضية التي انتشرت في محافظة أسوان الجنوبية أخيراً».

وأكد خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، «ضرورة التحركات الحكومية السريعة للتعامل مع أي حادثة قبل أن تتحول لشائعة؛ بتوضيح الحقائق للرأي العام». وأشاروا إلى أن «جماعة الإخوان سوف تسعى دائماً للتشكيك في التعامل الحكومي مع أي حدث في مصر». فيما حذرت دار الإفتاء المصرية، الخميس، من المشاركة في ترويج الشائعات. وقالت إن «نصوص الشرع الشريف تؤكد حرمة ذلك، لما فيه من المعاونة على نشر الكذب وبث الفزع بين الناس».

ونفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» صحة رسائل صوتية على تطبيق «واتساب» تزعم إصدار شركة «مياه الشرب والصرف الصحي» في البلاد منشوراً تحذيرياً بـ«عدم استخدام المياه لأغراض الشرب بدءاً من الساعة 3 صباحاً وحتى 10 مساءً نتيجة تلوثها بميكروب سام». وقال المركز إنه «لم يتم إصدار أي منشورات تحذيرية من قبل أي جهة مختصة بهذا الشأن».

وشددت الحكومة على أن «مياه الشرب سليمة وآمنة تماماً، وخالية من أي ميكروبات ضارة أو ملوثات، ومطابقة للمعايير والمواصفات القياسية، ويتم مراقبتها على مدار الساعة من خلال منظومة المعامل والجودة بالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وشركاتها التابعة، بالإضافة إلى الدور الرقابي لجهاز تنظيم مياه الشرب وحماية المستهلك، ووزارة الصحة والسكان».

وتصاعد الجدل والغموض في البلاد خلال الأيام الماضية بشأن «أعراض مرضية» انتشرت في أسوان الجنوبية، أعقبها انتشار شائعات بشكل مكثف على «السوشيال الميديا»، أرجعت أسباب الأعراض إلى «تلوث مياه الشرب»، وسط تحركات حكومية امتدت لأيام لكشف تفاصيل هذه «الأعراض المرضية».

جولات ميدانية لمسؤولين حكوميين لطمأنة المواطنين في أسوان (محافظة أسوان)

وبحسب خبير الاتصالات المصري، الدكتور مقبل فياض، فإن عناصر «الإخوان» استغلوا «الأعراض المرضية» التي ظهرت في أسوان، والتأخر في تحديد أسباب هذه الأعراض، لنشر معلومات غير موثقة. وأضاف أن «البيانات الحكومية الرسمية هي الوسيلة الأمثل للتعامل مع أي شائعة، فضلاً عن تعامل المسؤولين الحكوميين مع أي موقف للرد على ما يثار، مثل ما حدث في واقعة أسوان، حيث تحركت الوزارات عبر بيانات رسمية وأرسلت لجاناً لمتابعة الواقعة».

الخبير في شؤون الحركات الأصولية بمصر، أحمد بان، تحدث عن أن «الجماعة تحاول استغلال حالة ضعف بعض المؤسسات في الدولة المصرية عند التعامل مع أي موقف طارئ، بنشر الشائعات». ولفت إلى أن «جزءاً كبيراً من إدارة الأزمة يتعلق بقدرة المسؤول على الرد بالحقائق والوجود الميداني»، مضيفاً أنه «يجب في أي أزمة أن تتحدث مؤسسات الدولة المصرية بوضوح قبل شروع الطرف الآخر، سواء إخوان أو جماعات أخرى، في استغلال الموقف بغرض المكايدة السياسية».

وظهر وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، في مؤتمر صحافي، الاثنين الماضي، لإعلان أسباب «الأعراض المرضية» في أسوان، وما تردد عن «تلوث مياه الشرب». وقال إن «هناك منظومة معقدة للاطمئنان على كل نقطة مياه في نهر النيل وصولاً إلى المواطن المصري. وهناك نظام متكامل للكشف عن مياه نهر النيل تشترك فيه أكثر من وزارة، منها وزارة الري والموارد المائية التي تحصل على عينات من المياه بشكل يومي وأسبوعي، يتم فحصها في معامل متقدمة جداً».

وأكد الوزير المصري أن ما يتردد عبر منصات التواصل الاجتماعي من جهات وصفها بـ«المغرضة» هدفه «بث شائعات لا أساس لها من الصحة».

واتهم سياسيون وإعلاميون مصريون «الإخوان» بترويج «شائعة» تلوث مياه الشرب. وقال الإعلامي المصري، عضو مجلس النواب (البرلمان)، مصطفى بكري، عبر حسابه على «إكس»، مساء الأربعاء، إن «هذه الأكاذيب عمرها قصير، وأهدافها معروفة، وأبداً لن تنال من أمن الوطن واستقراره».

وحمّل الصحافي المصري، محمد صلاح، الجماعة مسؤولية «فبركة أخبار عن أسوان ومياه الشرب». واتهم عبر حسابه على «إكس» عناصر الجماعة بـ«الكذب». كما سخر الإعلامي المصري، لؤي الخطيب، من «شائعة» تلوث مياه الشرب، بقوله عبر حسابه على «إكس»، إن «المنشور المتداول حدد مواعيد لعدم شرب المياه... هل هذا شيفت تسمم يعني؟».

أيضاً اتهم الإعلامي المصري، أحمد موسى، خلال برنامجه الذي يذاع على إحدى الفضائيات بمصر، «الإخوان» بـ«نشر شائعات ومقاطع صوتية على مواقع التواصل تحذر من مياه النيل، وتشير إلى تلوثها وتسببها في حالات النزلات المعوية».

وقبل واقعة «مرض أسوان» تداولت حسابات موالية لـ«الإخوان» ما وصفته بـ«مقترح للجماعة» تحدث عن «التخلي عن العمل السياسي، والتركيز على العمل الدعوي»، وذلك بعد أيام من طرح مبادرة للصلح مع السلطات المصرية أشار إليها نائب القائم بأعمال المرشد العام، حلمي الجزار (مقيم في لندن) منتصف الشهر الماضي. ما دفع وزارة الداخلية المصرية، نهاية أغسطس (آب)، إلى وصف «مبادرات صلح الإخوان» بأنها «ادعاءات متكررة من جانب الجماعة الإرهابية لمحاولة الخروج من حالة العزلة التي تمر بها».

المرشد العام لـ«الإخوان» محمد بديع خلال إحدى جلسات محاكمته في وقت سابق بمصر (أرشيفية)

ولمواجهة الشائعات التي تنتشر على بعض منصات التواصل، دعا مقبل فياض إلى نشر التوعية بخطورة ما يتردد على «السوشيال ميديا»، خصوصاً في ظل «عدم وجود رقابة عليها، وانتشار العديد من الشائعات سواء من الإخوان أو من دول خارجية». بينما لفت أحمد بان إلى أن «المعلومات الشحيحة، والتأخر في إظهار الحقائق من قبل بعض مؤسسات الدولة المصرية، يجعلان هناك مساحة لعناصر الجماعة لنشر الشائعات»، موضحاً أن «الجماعة لن تكف عن التشكيك والإساءة، وعلى الجهات الرسمية سرعة الرد وعدم الانتظار».

ودخلت دار الإفتاء المصرية على خط التحذير من ترويج الشائعات. وأشارت في بيان، الخميس، إلى ضرورة تجفيف منابع الشائعات بعدم تناقلها بمجرد سماعها أو رؤيتها. وحذرت من خطورة ترويج الشائعات بغرض إحداث البلبلة في الوطن، ونشر الاضطراب والتأثير السلبي على السلم المجتمعي؛ لأنه يعد من «الإرجاف»، وهو من كبائر الذنوب.