الأمم المتحدة تندد بـ«أنماط مقلقة» من الانتهاكات الجسيمة في السودان

سجلت روايات عن "أعمال قتل مروعة وعنف جنسي"

خلف النزاع في السودان عشرات آلاف القتلى وتسبب بنزوح الملايين (أ.ف.ب)
خلف النزاع في السودان عشرات آلاف القتلى وتسبب بنزوح الملايين (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تندد بـ«أنماط مقلقة» من الانتهاكات الجسيمة في السودان

خلف النزاع في السودان عشرات آلاف القتلى وتسبب بنزوح الملايين (أ.ف.ب)
خلف النزاع في السودان عشرات آلاف القتلى وتسبب بنزوح الملايين (أ.ف.ب)

قال محقّقون من الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن أشخاصا وقعوا ضحايا عنف الحرب الأهلية في السودان التقوهم في تشاد، وثّقوا «أنماطا مقلقة» من الانتهاكات الجسيمة.

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد أوضحت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، التي أُنشئت أخيرا، أنها أمضت ثلاثة أسابيع في تشاد، التقت خلالها ناجين من النزاع في السودان، وأعضاء من المجتمع المدني السوداني ومراقبين.

وقال فريق المحققين في بيان إن الأشخاص الذين تحدثوا إليهم لديهم روايات تفصيلية عن «أعمال قتل مروعة وعنف جنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي».

وأضافت عضو البعثة، منى رشماوي: «يجب أن تتوقف هذه الأعمال الوحشية، ويجب محاسبة مرتكبيها».

كما تحدّثت البعثة، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أواخر العام الماضي للتحقيق في الانتهاكات، والتجاوزات المزعومة لحقوق الإنسان، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي عن عمليات «احتجاز تعسفي وتعذيب واختفاء قسري». وأوضحت أنها سمعت أيضا عن «أعمال نهب وحرق منازل، واستخدام أطفال جنودا».

وأشار المحققون إلى أن العديد من الانتهاكات تبدو أنها تستهدف خصوصا المهنيين، مثل المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمدرّسين والأطباء.

وتابع المحققون مؤكدين أن «التهجير القسري كان قاسما مشتركا».

ويشهد السودان حربا منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما باستهداف المدنيين، والقصف العشوائي للمناطق السكنية، ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية، أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجون إليها.

وخلف النزاع عشرات آلاف القتلى، وتسبب بنزوح الملايين. كما فر مليونا شخص الى دول مجاورة. فيما لجأ أكثر من 600 ألف منهم إلى تشاد.

ودعا الخبراء المستقلون، الذين لا يتحدثون باسم الأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإنهاء الحرب. وقال رئيس البعثة، محمد شاندي عثمان، إن «هذه الأزمة تتطلب دعم المجتمع الدولي برمته».


مقالات ذات صلة

مبادرة أميركية جديدة لوقف الحرب في السودان

شمال افريقيا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ربما يشارك في المفاوضات المقترحة (د.ب.أ)

مبادرة أميركية جديدة لوقف الحرب في السودان

تستعد الولايات المتحدة لإطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى إعادة إحياء المحادثات لوقف الحرب في السودان.

رنا أبتر (واشنطن)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري يستقبل نظيره السوداني بالقاهرة (الخارجية المصرية)

مصر تدعو المانحين للوفاء بتعهداتهم تجاه السودان ومُستقبِلي لاجئيه

دعت مصر الدول والمنظمات المانحة للإسراع بالوفاء بتعهداتها، تجاه دعم السودان ودول الجوار المستقبِلة للاجئين، مع نزوح الملايين إلى داخل البلاد والبلدان المجاورة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة لقواته شرق البلاد (أرشيفية - سونا)

طيران الجيش السوداني قتل بالخطأ عشرات من «المقاومة الشعبية» الحليفة له

«استجابة المجتمع الدولي للعون الإنساني ضئيلة جداً مقارنة بالحاجة الفعلية للمحتاجين من النازحين».

محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا الأمين العام لـ«تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية السودانية» (تقدم) الصديق المهدي (الشرق الأوسط)

الصديق المهدي لـ«الشرق الأوسط»: تنامي الوعي بضرورة إيقاف الحرب

«كفى السودانيين معاناة من السيطرة العسكرية، لم يروا منها سوى الانقلابات واستنزاف الموارد وانتهاكات الحقوق التي بلغت ذروتها بهذه الحرب»...

أحمد يونس (أديس أبابا)
شمال افريقيا 
البرهان خلال تسلمه أوراق اعتماد السفير الإيراني (موقع مجلس السيادة)

الخرطوم وطهران تتبادلان السفراء بعد قطيعة 8 سنوات

أعاد السودان، أمس، علاقاته الدبلوماسية مع إيران، بعد قطيعة 8 سنوات بدأت في يونيو (حزيران) 2016.

محمد أمين ياسين (ود مدني)

مبادرة أميركية جديدة لوقف الحرب في السودان

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ربما يشارك في المفاوضات المقترحة (د.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ربما يشارك في المفاوضات المقترحة (د.ب.أ)
TT

مبادرة أميركية جديدة لوقف الحرب في السودان

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ربما يشارك في المفاوضات المقترحة (د.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ربما يشارك في المفاوضات المقترحة (د.ب.أ)

تستعد الولايات المتحدة لإطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى إعادة إحياء المحادثات لوقف الحرب في السودان. وأرسل وزير الخارجية الأميركية دعوة رسمية لقوات «الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية للمشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار بواسطة أميركية في الـ14من أغسطس «آب» في سويسرا. وقال بلينكن إن المحادثات المطروحة هي برعاية سعودية - سويسرية، على أن تشارك فيها أطراف أخرى كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات بدور مراقب.

ونقلت مجلة «فورين بوليسي» عن مسؤولين في الخارجية الأميركية، رفضوا الكشف عن أسمائهم، أنه في حال تعهد الطرفين المتنازعين بإرسال مفاوضين رفيعي المستوى، مع الالتزام جدياً بإنهاء الصراع، فسوف يشارك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والمندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في المفاوضات. ويعدّ هذا في حال حصل، أعلى تمثيل دبلوماسي أميركي في مساعي حل النزاع.

كاميرون هادسون كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان (الشرق الأوسط)

ويقول كاميرون هادسون كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان لـ«الشرق الأوسط»: «إن إعلاناً من هذا النوع هو مراهنة ضخمة لأنه ليس هناك أي فكرة عن احتمال مشاركة الأطراف المعنية»، لكن هادسون يعد هذه المساعي الأميركية تظهر أن «الولايات المتحدة تفهم أن السودان في نقطة الفعل أو الموت، ما يفسر سبب اعتمادها على مخاطرة من هذا النوع».

ويتابع هادسون ويشير إلى أن نجاح هذه المحادثات يعتمد على قدرة واشنطن على السيطرة على تأثيرات الدول الخارجية المرتبطة بالصراع في وقت تسعى فيه أميركا كذلك إلى الضغط على الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق والإبقاء على هذا الضغط.

ويؤكد هادسون أن المهمة ليست سهلة، فيفسر قائلاً: «سوف تحتاج إلى توازن صعب يتطلب جهوداًَ دبلوماسية عالية المستوى، وهو ما كان غائباً حتى الساعة من الجانب الأميركي، بالإضافة إلى ضرورة التهديد الجدي بفرض عواقب على الأطراف بسبب رفضها لاتفاق سلام».

ليندا توماس غرينفيلد شاهدت مآسي خلال زيارتها مخيماً للاجئين السودانيين في تشاد خلال سبتمبر 2023 (رويترز)

من ناحيته، يقول ألبرتو فرنانديز القائم بأعمال السفارة الأميركية في السودان سابقاً لـ«الشرق الأوسط»: «إن المبادرة الأميركية الجديدة تعد تطوراً إيجابياً بناء على الإهمال الأميركي السابق للملف»، على حد تعبيره.

لكن فرنانديز يحذر من أن «الوقت لا يزال مبكراً جداً لمعرفة حظوظ هذه المبادرة بالنجاح أو ما إذا كانت مختلفة عن الجهود السابقة في جدة أو أديس أبابا أو القاهرة». مضيفاً: «الاختلاف الأساسي هنا هو أن هذا سيكون مساراً بقيادة أميركية عالية المستوى. لكن السؤال الأساسي هو عما إذا كان الطرفان ملتزمين حقاً بمفاوضات جدية تهدف إلى وقف إطلاق النار».