عودة التوتر لمعبر «رأس جدير»... و«الوحدة» الليبية تلتزم الصمت

رصد تجمع أرتال عسكرية وحافلات مرتزقة شرق مدينة مصراتة

عناصر أمنية ليبية في معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس (إدارة إنفاذ القانون)
عناصر أمنية ليبية في معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس (إدارة إنفاذ القانون)
TT

عودة التوتر لمعبر «رأس جدير»... و«الوحدة» الليبية تلتزم الصمت

عناصر أمنية ليبية في معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس (إدارة إنفاذ القانون)
عناصر أمنية ليبية في معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس (إدارة إنفاذ القانون)

وسط صمت رسمي من حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والسلطات التونسية، خيم توتر أمني مجدداً على معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس، بعد وقوع اعتداءات، مساء الجمعة، طالت مركبات، مما أثار قلق المسافرين وسكان المنطقة المجاورة.

اصطفاف السيارات أمام معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس (أرشيفية - وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة)

وتحدثت وسائل إعلام محلية عما وصفته بـ«فوضى في المعبر بين المهربين من جهة، والمواطنين من جهة أخرى»، بينما تجاهل وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، مناشدات وُجهت إليه للتدخل وضبط الوضع.

بدورها، ذكرت «إدارة إنفاذ القانون» التابعة لوزارة الداخلية بـحكومة «الوحدة» أنه في إطار استمرار الجهود الأمنية لدورياتها في تأمين منفذ «رأس جدير»، تمكنت، مساء الجمعة، من ضبط كميات من الوقود داخل مركبات المسافرين، بالإضافة إلى كميات كبيرة من السجائر وغيرها من المواد الغذائية والسلع الأخرى المدعومة.

عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة (الداخلية)

وكان الطرابلسي قد أعلن، مطلع الشهر الحالي، إعادة افتتاح منفذ «رأس جدير» أمام حركة المسافرين بين ليبيا وتونس، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الحكومتين الليبية والتونسية خلال يونيو (حزيران) الماضي.

في شأن آخر، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة تمكُّن الدوريات الصحراوية التابعة لقاطع القريات من ضبط 110 مهاجرين غير شرعيين من جنسيات أفريقية مختلفة، تقطعت بهم السبل في الصحراء، مشيرة إلى أنه تم تقديم الرعاية الصحية لهم، ونقلهم إلى مقر القاطع لحين تسليمهم لجهات الاختصاص.

وبينما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، وفاة 6 مهاجرين غير شرعيين من الجنسية الأفريقية، جميعهم مجهولو الهوية، وإصابة 11 آخرين بإصابات متفاوتة في حادث سير بطريق الشويرف. تفقد وزير الخارجية بحكومة «الاستقرار»، عبد الهادي الحويج، سير العمل في معبر «إيسين» البري، على الحدود المشتركة مع الجزائر، والتحديات التي تواجه العاملين هناك.

وزير الخارجية بحكومة «الاستقرار» عبد الهادي الحويج خلال تفقد الحدود مع الجزائر (حكومة الاستقرار)

وأكد الحويج أن زيارة العمل التي قام بها إلى مدينة غات، والمعبر الحدودي، تستهدف افتتاح مكتب لشؤون القنصلية في المدينة، مشيراً إلى أهمية المعبر في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين ليبيا والدول المجاورة. وبعدما أكد «ضرورة تطويره وتحديثه ليكون قناة تواصل مهمة بين ليبيا والجزائر»، لفت إلى الحرص على تعزيز التواصل والتبادل التجاري، مما سيساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

في سياق آخر، قال رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، إنه بحث أخيراً مع وفد من الفعاليات الوطنية بمصراتة أوجه الدعم الذي يمكن أن يقدموه من أجل نجاح انتخابات المجالس البلدية، المزمعة إقامتها العام الحالي. وأشار الوفد إلى مناقشة دعم المسار الديمقراطي، وتعزيز الشمولية من خلال انتخابات سلمية تحظى بالقبول والمصداقية. ونقل عن أعضاء الوفد تقديرهم للجهود، التي تبذلها المفوضية في سبيل نجاح الانتخابات البلدية، وإشادتهم بجهودها في سبيل إنجاح المسار الديمقراطي.

رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح (المفوضية)

وكانت «مفوضية الانتخابات»، قد أعلنت أنها ستنشر القوائم الأولية لأسماء المسجلين بسجل الناخبين في المرحلة الأولى لانتخابات المجالس البلدية، يوم الأحد، لمدة 3 أيام، مشيرة إلى أنه بإمكان الناخبين الاطلاع عليها في مراكز الانتخابات التي سجلوا بها. كما أعلنت أنها ستتلقى الاعتراضات والشكاوى على الأسماء الواردة في سجل الناخبين أمام لجان الفصل خلال ساعات الدوام الرسمية.

من جهة أخرى، أعلن أعضاء «المجلس الأعلى لثوار الزنتان» رفض ما وصفه بـ«الصفقات المشـبوهة، التي تستهدف حقـول النفـط بمنطقة أرض الحمادة الحمراء، مشيراً في بيان إلى معارضته دخول أي قوة مسلـحة أو شركات الاستثمار إلى أرضهم أو حدودهم الإدارية، التي تمتد من حدود الجزائر غرباً إلى القريات شرقاً. ورصدت وسائل إعلام محلية، اليوم لسبت، ما وصفته بـ«تجمع أرتال عسكرية مصحوبة بحافلات لمرتـزقة من جنسيات مختلفة قرب كوبري السدادة شرق مدينة مصراتة»، الواقعة بغرب البلاد.


مقالات ذات صلة

شكوك حول تفعيل مخرجات اجتماع «النواب» و«الدولة» الليبيَّين بالقاهرة

شمال افريقيا المشاركون من «النواب» و«الأعلى للدولة» الليبيَّين في اجتماع القاهرة (موقع مجلس النواب الليبي)

شكوك حول تفعيل مخرجات اجتماع «النواب» و«الدولة» الليبيَّين بالقاهرة

أثارت مخرجات اجتماع أعضاء مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» الليبيَّين في القاهرة، أخيراً، تساؤلات وشكوكاً حول تفعيل هذه المخرجات.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)

«النواب» الليبي لبدء إجراءات تشكيل «حكومة جديدة»

أكد رئيس مجلس النواب الليبي،عقيلة صالح، «تنفيذ ما جاء في البيان الختامي لاجتماع أعضاء بمجلسي النواب والدولة في القاهرة، والبدء في إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين إلى نيجيريا (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية بطرابلس)

كيف تحولت مراكز احتجاز «المهاجرين» في ليبيا إلى بؤر لـ«التعذيب والابتزاز»

يظل معسكر بئر الغنم واحداً من مقار الاحتجاز في ليبيا التي تعكس حالة من تردي الأوضاع الإنسانية بها، ويكشف عن ارتكاب «انتهاكات وأعمال ابتزاز وعنف بحق المهاجرين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع القاهرة بين أعضاء بمجلسي «النواب» و«الدولة» الليبيين (متداولة)

أعضاء «النواب» و«الدولة» يتفقون على تشكيل «حكومة ليبية جديدة»

اتفق نحو 130 من أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين، خلال اجتماعهم، الخميس، في العاصمة المصرية القاهرة، على «تشكيل حكومة جديدة».

خالد محمود (القاهرة )
تحليل إخباري وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» خلال زيارتها مقار قضائية بدائرة اختصاص محكمة استئناف جنوب طرابلس (وزارة العدل)

تحليل إخباري جرائم «الإخفاء القسري» في ليبيا ما زالت تنتظر العقاب

سلطت عمليات الخطف والتوقيف المتكررة لنشطاء وصحافيين في ليبيا، الضوء على جرائم «الإخفاء القسري» المنتشرة بالبلاد، وسط انتقادات حقوقية.

جمال جوهر (ليبيا )

واشنطن تُلمّح إلى «اتفاق وشيك»... هل اقترب الوسطاء من «هدنة غزة»؟

طفلة فلسطينية على رأسها وعاء بينما يتجمع آخرون بانتظار الطعام في شمال قطاع غزة (رويترز)
طفلة فلسطينية على رأسها وعاء بينما يتجمع آخرون بانتظار الطعام في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

واشنطن تُلمّح إلى «اتفاق وشيك»... هل اقترب الوسطاء من «هدنة غزة»؟

طفلة فلسطينية على رأسها وعاء بينما يتجمع آخرون بانتظار الطعام في شمال قطاع غزة (رويترز)
طفلة فلسطينية على رأسها وعاء بينما يتجمع آخرون بانتظار الطعام في شمال قطاع غزة (رويترز)

أعادت تلميحات أميركية إلى «اتفاق وشيك» محتمل بشأن «الهدنة في غزة»، الزخم من جديد لجهود إيجاد حل للأزمة بالقطاع، في ظل حديث مسؤولين بارزين في إسرائيل عن أن «الظروف مهيأة» لصفقة، وتأكيد مصري على «ضرورة وقف إطلاق النار».

جاء ذلك في وقت أكد فيه مصدر فلسطيني مطلع، السبت، أن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة «متوقفة بقرار إسرائيلي». وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن المسؤولين المصريين أبلغوا جهات فلسطينية في أعقاب لقاءاتهم الأخيرة مع الوفد الإسرائيلي المفاوض في القاهرة، بأن الوفد لم يحمل أي جديد.

وأضاف المصدر أن المفاوضات فعلياً متوقفة بقرار إسرائيلي منذ فترة، وكل الحديث عن تقدم «هو للتغطية الإعلامية على استمرار الحرب وقتل المدنيين الفلسطينيين».

في المقابل، رأى خبراء مصريون أن التفاؤل الأميركي بإمكان الوصول إلى صفقة يؤكد «استمرار المفاوضات التي لم تحمل جديداً خلال الأيام الماضية، ويؤكد قبول إسرائيل وحركة (حماس) بالمبادئ العامة لمقترح الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو (أيار) الماضي». وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن «الترتيبات وصولاً إلى الهدنة في حاجة إلى مزيد من الوقت».

وقال الخبراء لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لواشنطن، خلال أيام، ستكون «فاصلة» في تحديد مستقبل نجاح التفاوض من عدمه.

وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تصريحات متلفزة الجمعة، أن هناك «موافقة من إسرائيل و(حماس) على مقترح بايدن، وأننا نتجه نحو الهدف النهائي» فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق، والأمر يتعلق الآن بالانتهاء من التفاوض بشأن «بعض التفاصيل المهمة»، دون أن يذكرها. ونقل إعلام إسرائيلي، السبت، عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قوله إن «حماس» مهتمة بالتوصل إلى صفقة لتبادل المحتجزين و«الأرض مهيأة» للتوصل إلى اتفاق.

بينما شددت مصر، بحسب مصدر وصفته قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، مساء الجمعة، بـ«رفيع المستوى»، على «ضرورة التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن إقرار الهدنة في غزة».

أقارب فلسطيني قُتل خلال هجوم إسرائيلي في خان يونس (رويترز)

ورأى نائب مدير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، اللواء محمد إبراهيم الدويري، أن هناك مسارين لمفاوضات غزة؛ الأول، مسار مبادئ وهو متفق عليه من الطرفين بالفعل، أما الثاني فهو مسار تفصيلات، تحدث عنها بلينكن، وقال إن «فيها بعض النقاشات، وقد تكون مرتبطة بالانسحاب الإسرائيلي من مناطق، أو بحث فتح معبر رفح، أو أعداد الأسرى، أو الوقف الدائم لإطلاق النار».

ورأى إبراهيم أنه لا يمكن اعتبار تصريحات بلينكن تأكيداً نهائياً على الذهاب لـ«هدنة»، مشيراً إلى أنه «لو تمت قراءة تصريحاته بتفاؤل فإنها ستكون تأكيداً لاستمرارية المفاوضات ووجود بعض التوافقات. غير أن هناك حاجة إلى وقت لحسم تفاصيل الاتفاق».

كما استبعد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، أن يكون قد جد جديد بين الوسطاء في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن تصريحات بلينكن تأتي مقدمة «لزيارة نتنياهو الوشيكة لواشنطن واحتمال أن يعلن خلالها شيئاً ما بشأن الهدنة»، متوقعاً أن «تكون التفاصيل المهمة المتبقية التي تعرقل الاتفاق حالياً، هي ترتيبات ما بعد وقف الحرب».

وكانت القاهرة شهدت في 9 يوليو (تموز) الحالي، جولة جديدة من المسار التفاوضي لبحث تنفيذ مقترح بايدن الذي أعلنه نهاية مايو الماضي. واستكملت المفاوضات في الدوحة، قبل أن تعود لمصر من جديد، وسط تأكيدات أميركية بإحراز «تقدم» بالمسار التفاوضي.

واصطدم ذلك التقدم بحديث مسؤولين عسكريين في 12 يوليو الحالي، عن أن نتنياهو «أضاف مبادئ تتجاوز الاتفاقات مع الوسطاء» كان أبرزها استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على «ممرّ فيلادلفيا ومعبر رفح» اللذين احتلهما في مايو الماضي، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.

ولاقت إضافات نتنياهو رفضاً من «حماس»، ووصفها القيادي بالحركة، عزت الرشق، بأنها «تعطيل للاتفاق». كما صدرت تصريحات إعلامية لمصدر مصري رفيع المستوى يحذر من «عرقلة المفاوضات»، في إشارة إلى شروط نتنياهو الجديدة.

فلسطينيون في شاحنة صغيرة تسير بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية بخان يونس (إ.ب.أ)

في سياق ذلك، لا يرجح اللواء إبراهيم أن «تبرم صفقة هدنة قبل زيارة نتنياهو لواشنطن، المقررة الأسبوع الحالي»، مستبعداً أن «تحقق الضغوط الإسرائيلية الداخلية أي حسم للصفقة قبل الزيارة»، آخذاً في الاعتبار «حرص رئيس الوزراء الإسرائيلي على تحقيق أكبر مكسب من الزيارة وعدم تقديم تنازلات بقبول الاتفاق تؤدي إلى إسقاط حكومته».

وأشار إبراهيم إلى أمرين؛ الأول تصريحات لمسؤولين إسرائيليين يؤكدون أن تصريحات بلينكن قد تكون خطوة أخيرة قبل التوصل إلى اتفاق وما تبقى من نقاط عالقة بحاجة لتفاصيل سيبحثها نتنياهو مع بايدن خلال الزيارة، والثاني ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» من أن وفد التفاوض الإسرائيلي لن يعود لطاولة المفاوضات قبل عودة رئيس الوزراء من واشنطن. ورأى أن الصراع الانتخابي الأميركي تجاوز الوضع في غزة، ولم يعد محوراً رئيسياً، خصوصاً بعد تدمير القطاع، وتراجع زخم القضية. لكنه قال إن بايدن بالطبع «حريص على إتمام الصفقة نسبياً لتحقيق مكسب انتخابي، ونتنياهو غير حريص بالمرة لأنه لا يريد أن يهدد حكومته».

إلا أن السفير الحفني أشار إلى أن «إعلان وقف الحرب خلال زيارة نتنياهو لواشنطن قد يحدث ضجة كبيرة، وهو أمر لن يحدث؛ إلا إذا حصلت تل أبيب على صفقة ومكاسب أخرى من واشنطن مقابل إتمام الهدنة، خصوصاً أنها دمرت القطاع وأضعفت بشكل كبير قدرات (حماس)».

ومنذ اندلاع الحرب قبل 10 أشهر، شهدت غزة هدنة واحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لم تستمر إلا نحو أسبوع، تضمنت تبادل أسرى وإدخال مساعدات إغاثية، قبل أن يدخل الوسطاء نحو نصف عام بين «مناورات» و«تعقيدات» من قبل طرفي الحرب لم تسفر عن هدنة ثانية.