تونس تحث أوروبا على زيادة المساعدات لمعالجة الهجرة السرية

خلال مؤتمر دولي حول الهجرة احتضنته العاصمة الليبية طرابلس

تعاني تونس من أزمة هجرة متفاقمة مع تدفق عشرات آلاف المهاجرين لركوب قوارب الموت نحو أوروبا (أ.ف.ب)
تعاني تونس من أزمة هجرة متفاقمة مع تدفق عشرات آلاف المهاجرين لركوب قوارب الموت نحو أوروبا (أ.ف.ب)
TT

تونس تحث أوروبا على زيادة المساعدات لمعالجة الهجرة السرية

تعاني تونس من أزمة هجرة متفاقمة مع تدفق عشرات آلاف المهاجرين لركوب قوارب الموت نحو أوروبا (أ.ف.ب)
تعاني تونس من أزمة هجرة متفاقمة مع تدفق عشرات آلاف المهاجرين لركوب قوارب الموت نحو أوروبا (أ.ف.ب)

حث رئيس الوزراء التونسي، أحمد الحشاني، الدول الأوروبية اليوم الأربعاء على زيادة مساعداتها المالية لدول مثل تونس لمعالجة التدفق الكبير للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، معتبراً أن المساعدات المقدمة لوقف الهجرة «كانت ضعيفة».

وتعاني تونس من أزمة هجرة متفاقمة مع تدفق عشرات آلاف المهاجرين لركوب قوارب متهالكة من الشواطئ التونسية نحو السواحل الأوروبية في رحلات محفوفة بالمخاطر، بحثاً عن فرص أفضل. ويتركز آلاف المهاجرين الآن في بلدات مثل العامرة وجبنيانة قرب صفاقس جنوب البلاد، والتي أصبحت نقطة انطلاق رئيسية للأشخاص الفارين من الفقر والصراع في أفريقيا والشرق الأوسط على أمل حياة أفضل في أوروبا. وأثار ذلك احتجاجات سكان المنطقة لتزيد الضغط على الحكومة التي تكافح من أجل حل العديد من المشكلات الاجتماعية الأخرى القائمة بالفعل.

وقال رئيس الوزراء التونسي خلال مؤتمر حول الهجرة في طرابلس: «يجب تقديم المزيد من المساعدة لدول مثل تونس، فالمساعدات المقدمة غير كافية لمعالجة المشكلة». وأضاف الوزير، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء، أن تونس تعالج المشكلة على حساب ماليتها العامة. مؤكداً أن هناك مدناً استوعبت المهاجرين أكثر من طاقتها، في إشارة إلى العامرة وجبنيانة. وصرف الاتحاد الأوروبي هذا العام 150 مليون يورو لتونس لدعم الميزانية، وتحقيق الاستقرار المالي والإصلاحات الاقتصادية، في إطار اتفاق مع البلاد يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

من جهته، قال رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، إنه قد تم إنفاق الأموال منذ عشر أو خمسين سنة على هذه المشكلة، ولم يتم حلها. مضيفاً أن هذه الأموال «يجب أن تصرف هناك (بلدان الانطلاق)، وليس في مراكز الاعتقال سواء في ليبيا أو أوروبا». وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيانات، صدرت في مايو (أيار) الماضي، إنه اعتباراً من يناير (كانون الثاني) الماضي، كان هناك أكثر من 706 آلاف مهاجر في ليبيا، فيما قال وزير الداخلية الليبي عماد طرابلسي إن ليبيا تستضيف 2.5 مليون لاجئ.

في سياق ذلك، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إن المشكلة «لا يمكن حلها إلا إذا ذهبنا إلى بلدان المنشأ». مضيفة: «الآن لدينا مشكلة في أوروبا بشأن مصادر الطاقة... وأفريقيا كلها، وشمال أفريقيا، لديها إمكانات إنتاج ضخمة للطاقة لنفسها بشكل رئيسي، ولكن يمكنها أيضاً التصدير».



قوات حكومة الوحدة الليبية تسيطر على مقرات «دعم الاستقرار» في طرابلس

الميليشيات المسلحة في ليبيا
الميليشيات المسلحة في ليبيا
TT

قوات حكومة الوحدة الليبية تسيطر على مقرات «دعم الاستقرار» في طرابلس

الميليشيات المسلحة في ليبيا
الميليشيات المسلحة في ليبيا

أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس السيطرة على كامل منطقة أبوسليم، وطمأنت وزارة الداخلية المواطنين في مناطق جنوب وغرب العاصمة الليبية بأنها «تتابع عن كثب الأوضاع الجارية»، وأكدت أنها «تتجه نحو السيطرة»، وأن الأجهزة الأمنية «تبذل جهودها لضبط الأمن واحتواء الموقف».

وأعلنت الوزارة في وقت لاحق من صباح اليوم الثلاثاء أن العملية العسكرية انتهت بنجاح وأعطت تعليماتها بإكمال خطتها في المنطقة بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار.

من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، مع اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية. وفي بيان بوقت متأخر من ليلة الاثنين دعت البعثة جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء، وذكرت بضرورة الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، محذرة من أن الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب، ومؤكدة دعمها جهود الأعيان والقيادات المجتمعية لتهدئة الوضع.

ولا تزال تسمع أصوات الاشتباكات في أحياء متفرقة من طرابلس، وسط تواتر أنباء وانتشار مقاطع تظهر سيطرة القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية على أغلب مقرات جهاز دعم الاستقرار في العاصمة وأيضا مقر جهاز الأمن الداخلي المساند له.

وفي مساء الاثنين قتل آمر جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، المعروف بـ«غنيوة» في ظروف غامضة داخل مقر اللواء 444 بمعسكر «التكبالي» في الضاحية الجنوبية لطرابلس، وذلك أثناء ما قيل إنها «مفاوضات كانت تتم بين بعض قادة الأجهزة الأمنية، انتهت بتبادل إطلاق نار».

وأعقب انتشار خبر مقتل غنيوة هجوم سريع من الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة لحكومة طرابلس على مقرات جهاز دعم الاستقرار المنتشرة بأحياء متفرقة من المدينة وضواحيها، في عملية سريعة كما يظهر قد تتلوها وفق المتوقع محاولة السيطرة على مقر الجهاز بمدينة غريان (80 كيلومترا إلى الجنوب).

وفي حين لم ترد أي أنباء رسمية عن عدد الإصابات؛ طلبت وزارة الصحة من جميع المستشفيات والمراكز الطبية برفع درجة الإستعداد وضمان الجاهزية القصوى للتعامل مع أي حالات طارئة. وجراء الاشتباكات، أعلنت بعض مراقبات التعليم ببلديات طرابلس الكبرى وكذلك جامعة طرابلس عن تعليق الدراسة والامتحانات لحين هدوء الأوضاع.