الإشهار السياسي... ساحة للصراع بين مرشحي رئاسيات موريتانيا

المعارضة تتهم السلطة بالانحياز... وأكثر المخالفات ارتكبها أنصار ولد الغزواني

السلطة تخفي لوحة إعلانية لترشح ولد الشيخ الغزواني في نواكشوط بسبب مخالفتها قانون الإِشهار (سلطة تنظيم الإشهار)
السلطة تخفي لوحة إعلانية لترشح ولد الشيخ الغزواني في نواكشوط بسبب مخالفتها قانون الإِشهار (سلطة تنظيم الإشهار)
TT

الإشهار السياسي... ساحة للصراع بين مرشحي رئاسيات موريتانيا

السلطة تخفي لوحة إعلانية لترشح ولد الشيخ الغزواني في نواكشوط بسبب مخالفتها قانون الإِشهار (سلطة تنظيم الإشهار)
السلطة تخفي لوحة إعلانية لترشح ولد الشيخ الغزواني في نواكشوط بسبب مخالفتها قانون الإِشهار (سلطة تنظيم الإشهار)

بعد مرور أسبوع من الحملة الانتخابية الرئاسية في موريتانيا، واقتراب موعد الاقتراع، يوم السبت المقبل، يحتدم التنافس بين المرشحين السبعة لكسب ثقة أكبر قدر من الناخبين الموريتانيين، البالغ عددهم قرابة مليوني ناخب.

وصل التنافس بين المرشحين إلى صراع قوي على واجهات اللوحات الإعلانية في العاصمة نواكشوط، وفي كبريات مدن البلاد، في حين تسعى «سلطة تنظيم الإشهار» إدارة هذا الصراع، وهي الجهاز الحكومي المعني برقابة وتنظيم «الإشهار السياسي».

ورغم توجه المترشحين بقوة للتنافس على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل مخاطبة الشباب، لا تزال الشوارع حاضرة بقوة بوصفها مسرحاً للتنافس بين المترشحين، بسبب قدرتها على الوصول مباشرة لفئات اجتماعية واسعة.

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في تجمع انتخابي (متداولة)

مع تزايد حدة الصراع، اتهم اثنان من مرشحي المعارضة للانتخابات السلطة بالانحياز للرئيس المنتهية ولايته، المرشح للانتخابات، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي يقولون: «إنه هيمن على واجهة الإعلانات في المدن».

إدارة حملة المرشح المعارض العيد ولد محمدن إمبارك، قالت في بيان السبت: «إنَّ مجموعة من أنصار ولد الشيخ الغزواني خلعوا صور لافتات إشهارية لمرشحهم، ووضعوا محلها صوراً لولد الشيخ الغزواني».

وأضافت: «إن الأمر تكرر في مواقع مختلفة من عدة مدن، من بينها العاصمة نواكشوط، والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، إضافة إلى أطار وأكجوجت، وسط البلاد».

مهرجان انتخابي في موريتانيا (الشرق الأوسط)

وقالت حملة ولد محمدن في بيانها: «إن ما حدث (يعد تحدياً صارخاً لقواعد اللعبة الديمقراطية، وانتهاكاً سافراً لضوابط الحملة الانتخابية، وقواعد الإشهار السياسي)»، قبل أن تدعو سلطة تنظيم الإشهار إلى «الاضطلاع بدورها الذي منحها القانون لضبط قواعد الإشهار السياسي وقمع المخالفات».

من جهة أخرى، أعلن «حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية»، الذي يخوض رئيسه الانتخابات الرئاسية، أنه تلقى تحذيراً من «سلطة تنظيم الإشهار» بسبب مخالفات للقانون، تمثلت في «تعليق صور المرشحين على الأماكن العامة والأسواق وأعمدة الكهرباء والمساجد والمقابر، والدعاية بالقرب من المؤسسات التعليمية والصخب بعد منتصف الليل».

وأوضح الحزب المعارض أنه «مستعد لامتثال القوانين والنظم التي تنص عليها سلطة تنظيم الإشهار، لكن شريطة أن تكون مطبقة على الجميع»، وأضاف في السياق ذاته: «أن صور الرئيس المنتهية ولايته معلقة على المدارس والمساجد والمقابر والأسواق».

من أجواء حملة الانتخابات في موريتانيا (الشرق الأوسط)

وقال الحزب المعارض إنه يعدّ أن تصرفات سلطة تنظيم الإشهار «مؤامرة لتغييب الصوت الآخر عن الساحة الإعلامية، حتى تستحوذ حملة المرشح الغزواني على جميع الأماكن الحساسة»، وأعلن الحزب رفض التعاطي مع تحذيرات السلطة بحجة أنها «غير محايدة».

من جانبها تقول «سلطة تنظيم الإشهار» إنها ليست طرفاً في السباق الانتخابي، وتطبق القانون على الجميع، وتنشر تقارير يومية بالمخالفات التي ترصد فرق الرقابة والتفتيش التابعة لها على عموم التراب الموريتاني.

وقالت السلطة في هذه التقارير «إنها رصدت خلال 5 أيام من الحملة الانتخابية ما يزيد على 350 مخالفة لقوانين الإشهار، وقد ارتكبها جميع المترشحين، وكان أغلب هذه المخالفات في العاصمة نواكشوط، ومن طرف حملة الرئيس المنتهية ولايته».

الرئيس الموريتاني محمد الغزواني خلال تقديم ملف ترشحه لرئاسية موريتانيا (صحافة محلية)

وأوضحت السلطة في تقاريرها أن النسبة الأكثر من المخالفات تتمثل في «إشهار سياسي صاخب بعد منتصف الليل، وإشهار سياسي يستخدم المرافق العمومية أو موارد الدولة أو وسائلها، وإشهار سياسي يستخدم رموز الدولة، وإشهار صاخب على الطريق العام وقرب المساجد أو المؤسسات الصحية أو المدرسية أو المقابر».

كما قالت السلطة إنها رصدت أيضاً «مخالفات تورط فيها بعض المترشحين، تتمثل في إشهار سياسي يخدم المصالح الضيقة أو الطائفية أو الفئوية، وإشهار يمس من قيم الجمهورية الإسلامية الموريتانية المتعلقة بالإسلام والحوزة الترابية والوحدة الوطنية».


مقالات ذات صلة

انطلاق الحملات الانتخابية لبرلمان كردستان العراق

المشرق العربي مسؤولون في مفوضية الانتخابات خلال إعلان انطلاق الحملات الانتخابية في كردستان (موقع المفوضية)

انطلاق الحملات الانتخابية لبرلمان كردستان العراق

انطلقت، الأربعاء، الحملات الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق المقرر إجراؤها في 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

فاضل النشمي (بغداد)
آسيا الرئيس السريلانكي الجديد أنورا كومارا ديساناياكا مجتمعاً مع كبار ضباط الجيش والشرطة بعد أدائه اليمين الدستورية في كولومبو الاثنين (إ.ب.أ)

الرئيس السريلانكي الجديد يتعهّد «بذل قصارى جهده» للنهوض بالبلاد

تولى أنورا كومارا ديساناياكا، أول رئيس يساري في تاريخ سريلانكا، مهامه اليوم (الاثنين)، متعهداً «بذل قصارى جهده» للنهوض بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

حزب شولتس يتقدم على اليمين المتطرف في انتخابات إقليمية بشرق ألمانيا

أظهرت استطلاعات رأي تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتس بفارق ضئيل على حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف في انتخابات إقليمية.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام (ألمانيا))
الولايات المتحدة​ خلال عملية التصويت في أحد مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية سنة 2020 (رويترز)

​كيف صوتت الولايات الأميركية في انتخابات الرئاسة على مدى ربع قرن؟

تكشف القراءة التاريخية لنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ ما يقرب من ربع قرن عن 36 منطقة شبه حصينة يفوز بها دائماً أحد الحزبين «الديمقراطي» و«الجمهوري»

شادي عبد الساتر (بيروت)
شمال افريقيا من الاحتجاجات ضد الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة تونس (إ.ب.أ)

تونس: احتجاجات جديدة ضد سعيد وسط تصاعد التوتر قبل الانتخابات

خرج المئات من التونسيين، الأحد، في مسيرة بالعاصمة، مواصلين الاحتجاجات ضد الرئيس قيس سعيد، للأسبوع الثاني على التوالي، متهمين إياه بتشديد قبضته على الحكم.

«الشرق الأوسط» (تونس)

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
TT

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)
السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)

أعلنت السلطات الجزائرية، السبت، مناطق شاسعة بأقصى الجنوب الشرقي «بؤرة وباء»، وذلك إثر تفشي الملاريا والدفتيريا وسط السكان. وفيما أكدت وزارة الصحة أن «عدوى وصلت إلينا من بلدان مجاورة»، قالت مصادر طبية محلية إن الأضرار التي لحقت بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب في الأيام الأخيرة، بعد الفيضانات التي اجتاحت المنطقة، كانت سبباً في انتشار أوبئة.

لم يجد سكان تيمياوين وتين زاوتين، وبرج باجي مختار، إلا حساباتهم بالإعلام الاجتماعي لإبراز مدى خطورة الوضع الوبائي في مناطقهم، وذلك بنشر صور المصابين منتشرين في الشوارع وعند مداخل المشافي. ووفق ما جاء في هذه الحسابات، فإن هذه المناطق تواجه الدفتيريا والملاريا منذ 25 من سبتمبر (أيلول) الحالي. وأبرز أصحابها أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على هذه المناطق الصحراوية، الأسبوع الماضي، تسببت في اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي، ما أدى إلى مئات الإصابات، حسبهم، مبرزين أن عدداً من المصابين توفوا بسبب عدم توفر الرعاية الصحية اللازمة.

صورة لمصابين بالملاريا ضاقت بهم المصحات والمشافي (متداول)

وأطلق أحد سكان تيمياوين عبر حسابه بـ«فيسبوك»، الجمعة، نداء استغاثة إلى «جميع السلطات العليا في البلاد، من رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، إلى وزارة الصحة ورئيس الجمهورية»، مطالباً بـ«تدخل سريع في الشريط الحدودي مع مالي، خصوصاً في تين زاوتين تيمياوين، و إن قزام، وبرج باجي مختار، لإنقاذنا من الوباء». مبرزاً أن هذه المناطق «تشهد إصابات كثيرة بحمى الملاريا والدفتيريا، وانتشاراً سريعاً للمرض». ووفق صاحب الحساب، «يتم إحصاء 50 وفاة كل يوم في مناطقنا».

وكتبت صفحة «كل شيء عن تمنغست» (أشهر مدن الصحراء)، أن الملاريا والدفتيريا والبوحمرون «تضرب بقوة... وفيات بالعشرات يومياً، وغياب تام لمخطط استعجالي من الجهات المختصة والمسؤولين لإنقاذ الأرواح، وتوفير المستلزمات الضرورية للعيادات المحلية لتقديم خدمات أفضل للمرضى».

وأرفق مسير الصفحة المنشور بعدة صور لعشرات المصابين وهم ملقون على الأرض، في محيط المشافي والمصحات، التي لم تعد قادرة على تقديم خدماتها، بسبب كثرة المرضى وزيادة أعدادهم بمرور الساعات. وحتى سيارات الإسعاف المتوفرة لم تعد كافية لنقل المصابين إلى مصحات المحافظات المجاورة، التي تبعد نحو 600 كيلومتر.

سيارات الإسعاف المتوفرة لم تعد كافية لنقل المصابين إلى مصحات المحافظات المجاورة (الشرق الأوسط)

من جهتها، قالت وزارة الصحة في بيان إنها «تطمئن» سكان المناطق المتضررة من الوباء، بأنها «ستتكفل بكل حالات الإصابة، وفق بروتوكولات العلاج المعمول بها».

وأكدت أنها «تتابع يومياً الوضع الوبائي على المستويين المركزي و المحلي». موضحة أن ما تشهده هذه المناطق، هو «دفتيريا وملاريا وافدة»، في إشارة إلى أن المصابين بالمرضين ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء، وهم من نقلوهما إلى مدن الصحراء الجزائرية المتاخمة لحدود هذه البلدان.

وأوضح بيان الوزارة بأن الجزائر «حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية للقضاء على الملاريا»، مشدداً على أن «الحالات التي تم إحصاؤها هي حالات وافدة من بلدان موبوءة»، من دون ذكر أي بلد.

كما أشار إلى أن الوزارة أوفدت، الجمعة، «لجنة طبية متكونة من 14 خبيراً للمناطق المنكوبة، إلى جانب إرسال طائرة محملة بكميات كبيرة من الأدوية، والأمصال المضادة للدفتيريا، ووسائل الحماية اللازمة إلى مناطق تمنراست و إن قزام و برج باجي مختار».

مصاب بالملاريا في مصحة طبية تواجه ضغطاً شديداً بسبب تفشي الوباء (متداول)

وأضافت الوزارة أنها «أوفدت، الخميس، بعثة خبراء إلى ولايتي تمنراست وإن قزام للوقوف على الوضع السائد، وتوفير حصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا. ومن المقرر أيضاً إرسال مهمة ثانية، الأحد، إلى ولاية برج باجي مختار، مجهزة أيضاً بحصة من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا».

وأوضح بيان الوزارة أن المنتجات والأدوية التي تحدث عنها «يجري توزيعها على مدار السنة (بالمنطقة)، في إطار تقديم الدعم للمؤسسات الصحية، وما يتم نقله خلال هذه المهمات ما هو إلا مكملات إضافية».